الاثنين، 20 ديسمبر 2021

احتمالات كثيرة/راوية شعيبي/جريدة الوجدان الثقافية


 احتمالات كثيرة

راوية شعيبي
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
و ضممت غدي لأمسي ...
و سألت ظلمة الليل
من سكب عطري للغريب في الكأس ؟
هل سيثمل بجرحي
أما سيشرب كل يأسي...
و يراقص دموعي مع ما تردده القيثارة من صدى هوسي ...
سألت قلبي عن الأحلام الساكنات خلف تلال الجحود ...
هل سمعن عن أنين الكلمات ...و تكسرها على إيقاع الوساوس
ما للخطيئة أنيقة حتى حين تتعرى على مرأى الناس ؟
و يرى العابرون كيف ينفث الخراب دخانه من صدري ...
ليغمس الصمت أصابعه في قصيدتي المقدمة على طبق من نار ...
يحترق و يحرق غضبي الأخضر ...و يوزع ابتساماته المكسورة ...
نخب هزيمة الحواس ...
أن يكون حرفي من رماد ...لا مكان للهيب بعده ...
و أن تكون مخلوقا للنسيان ...لا أثر لك في بعضه ...
ذلك ما صنعت بنفسك ...تبت يداك ...
قوية أنا ...منذ أن تركني أبي لمهب الأيام ...
أرمم كسرة الروح وحدي ...
منذ أن امتطى غيمة و ذهب للسماء يصطاد نجمة ...
منذ أن عزفت أنا عن الكلام عن أعالي الحب ...و عن الأشعار الشاهقة ...
و صرت كالفرس التي تصهل في ذاكرة الأحزان وحيدة ...
ربما أخطأت حين بحثت عن قلب أبي في غير ضلوعه ...
و ظننت أن الوفاء ممكن بين من تماثلوا للحب ...
لي ثأر مع التوقيت ...
حين يباغتني بلدغاته المتسارعة
فتنبض في خافقي سرائر الغائبين
أولئك الذين استأنست بهم ذاكرتي
و اتخذت صورهم وسائدا للدموع ...
من فرط من ألحقت بي الأيام من عطب
سرت في الطريق بجراح عرجاء
و صرخة تدوي في أعماقي
مازال عمر الحزن طويلا ...
فلا الريح تقف في وجهي حين أصمم على لملمة شظاياي
و لا الغيم يثنيني عن الخلاص من قبضة الوجع ...
كم سرت ...
تعريني العواطف من سلامي
أرتدي حلة الثلج
بياضا خلع عني خطايا لم أقترفها ...
أقدامي حافية ...
أنتعل جراحا
فتحتها حجارة حظ مكلل بالدماء
تتدفق مني ذكرياتي العاثرة ...
كم سرت و الدموع تتقد في عيني ...
يثقلني سقوطها ...
و تراقص هي ليلها الشارد ...
كم أرسلت ضوئي إلى أبعد مدى من المعنى
لكن الفواصل كانت في كل مرة ترتدي لبسها
فتغير مجرى التعبير ...و تنتحر على عتبة الصمت ...
كم قلت أني جئت من حطام الذاكرة
لا زاد لي غير كبريائي العنيف ...
و أنّ الأيام التي ناولتني فنجان صبرها
قد سكبته عنوة على طاولة الرهان ...
نخب هزيمتي النكراء ...
شربت مرّها و دمعها الأسود أغرقني ...
تقيأت الوجع حين لفظتني
غريبة...على شواطئ النسيان ...
قلت ذات غربة ...
أنّ العزلة التي تأسرني ...
جدرانها مرايا تكشف حزني للاحتمالات الكثيرة ...
لم أسمع من صوتها المكتوم إلا صرختي المقفلة بحرف ...
كم من ارتعاشة اعتلت جسدي حين واجهت الغياب بصدر مشروخ ...
و كم من كلمات سجنتها في حلقي حين ساورني تخليهم
و قلت أن من يعرف قلبي لن يخظئ الإتجاه ...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق