نص الصيف:
الصيف جسد متهالك ومحموم
يقطر من شجرة الشهوة
يغتسل كل ظهيرة عند الوادي
تتبعه الطيور
تعلو الأشجار
تغني له أغنية مثيرة، فيرقص الماء
وتتبادل الحجارة الحديث
بنعومة تصعد روح الصيف
دخانا أثيريا..
الماء يسير إلى نهاية الطريق
يصنع دماء الصيف
يتطهر عنده الندامى
والعشاق
وصعاليك الشعر
يرثي حاله المجانين، وآخر ما تبقى من تاريخ مدينة بغداد
لانهر بعد الآن يظل سائرا
إلى أبدية الجمال
الريح تصرخ كل حين
راقصة في أحايين
الشوق ـ الاختباء ـ العنف الذي منه تخلق الأنثى
الريح مثل الغضب
الريح هي عدو الماء
الأشجار، وحكايا الأغصان
والطيور التي غنت قديما ـ بإثارة
الريح تملأ الجرار المثقوبة كعجل السامري
تحتال على الحمقى
فتخلق إلاها...
النار في كل شيء
في كل مكان
النار تلتهم فكرتنا الناضجة
هل هو ميعاد الخلود؟
هل نخلق من اللذة، من الوهم، من الحرارة؟
لا أدري تنتصف الأسئلة
تتعرى الإجابة
تخرج الفكرة لتعبد النار مرة أخرى؟
هل في شاكلة أنثى هذا الصيف القائظ؟
أعود إلى المدرسة
المعلم لا يكتب
يداه علقتا في سجن سيجارة
دعني أدخن فكرتي أيضا
هذا الصيف ذكر
السؤال مملوء من الأعلى
مغلول من الأسفل
والاستعارات تسدل ستارا على أمنيات المنتصف
تعوجّ اللغة في حنجرة الأسئلة الموبوءة بلعنات
متراصة..
أفقد مكاني في الأريكة
يغتالني النوم
لأعود في صباح بارد
أستقبل الصيف
عادة صباحية.
من ديوان رعشة فوق ساق الوقت لـ هالة فغرور من الجزائر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق