السبت، 18 ديسمبر 2021

اللغة/مها يوسف نصر/جريدة الوجدان الثقافية


 اللغة.

يتحدث الناس بالكثير من اﻹعجاب والدهشة عن فتوحات العلم الحديث ،حتى ليخيل إلى البعض ان اﻹنسان يوشك أن يقبض على سر الحياة والموت ، وان يصبح السيد المطلق في الكون . وما العلم الحديث غير مولود واحد من مواليد الفكر البشري ، وكلها جديرة باﻹعجاب والدهشة . كالفنون بأنواعها ، والديانات والفلسفات على اختلافاتها . ولكن أدهاها وأعجبها وأدهشها وأهمها على اﻹطلاق في إعتقادي هي اللغة، التي لوﻻها لما كانت علوم وﻻ فنون وﻻ ديانات وﻻ فلسفات..
الله ماأدهى اﻹنسان والشفاه تتحرك بعشرين أو ثلاثين أو أربعين حرفاً ﻻ أكثر ، ثم ماأدهى الفكر يزاوج بين تلك الحروف فإذا بها مقاطع ، بين المقاطع فإذا بها كلماتتدل على كل ماتقع عليه العين ، وتسمعه ﻷذن ، ويشمه اﻷنف ،تلمسه اليد ، ويتذوقه اللسان ، وكل ماينبض به القلب من حزن وفرح ، وقلق وإطمئنان ، وشك وإيمان ، ثم يزاوج بين تلك الكلمات فإذا بها عبارات وفصول وروايات ، وإذا بها علوم وفنون ، وفلسفات وديانات ، ومدنيات وحضارات ... وإذا الناس أينما كانوا يتفاهمون ويتلاحقون ، ويتعاونون او يتنابذون ، ويتضادقون أو يتخاصمون ، ولكنهم يسيرون أبداً إلى اهدافهم من حيث يعلمون أو ﻻ يعلمون ! ولو لم تكن لهم لغة لما عرفوا لهم هدفاً ، ولما استطاعوا وصل ماضيهم بحاضرهم ، وﻻ اختزان المعرفة من جيل الى جيل ليستعينوا بما اختبروه في اﻷمس على اقتحام مصاعب ومشاكل تعترض سبيلهم اليوم أو في الغد.
تلك هي عجيبة تﻹنسانية الكبرى . ومن المؤسف أن يألف الناس اللغة . كما الفوا أجسادهم والطبيعة من حواليهم ، فلا يبصرون فيها عجيبة ، وأن يبصروا العجائب في اكتشاف العلم الحديث . وما هي غير جذع من جذوع الدوحة اﻷم التي هي اللغة ...
والان سنتحدث عن لغتنا العربية.
-١اللغة العربيّة هي قاعدة أساسية من قواعد القومية العربية وهي الرابط المتين الذي يجب ان يجمع تقريب ٤٠٠ مليون شخص هذا دون الاعداد الهائلة التي تتكلمها بسبب الاسلام لانها كما نعلم هي لغة القران الكريم. و هي واحدةٌ من أوسع اللغات العالميَّة انتشاراً، وذلك نظراً إلى حجم المساحة الجغرافية الكبيرة التي يمتدُّ عليها من يتحدَّثون بها، فاللغة العربيّة هي اللغة الرسميَّة في دول الوطن العربي ودولٍ أخرى، ومن هنا فقد لاقت هذه اللغة هذا الانتشار العظيم. تعتبر اللغة العربيّة واحدةً من أجمل اللغات في العالم كلِّه، وذلك نظراً إلى كونها تحتوي على عددٍ كبيرٍ جدَّاً من المفردات، فكلُّ شيءٍ له العديد من الكلمات التي تصف كل حالةٍ من حالاته إلى درجة وصلت فيها عدد الكلمات التي قد تصف حيواناً أو جماداً إلى مئات الكلمات، وهذا إن دلَّ على شيءٍ فإنَّما يدلُّ على مقدار العظمة التي تتمتَّع بها هذه اللغة، وعلى مقدار الخيال الذي يتوفَّر العربيُّ عليه، فالقدرة على إنتاج عددٍ كبيرٍ من المفردات التي تصف شيئاً واحداً فقط، هي قدرةٌ غير اعتياديَّة تتطلَّب جهداً كبيراً جدَّاً.
٢. تعدُّ اللّغة العربيّة من اللّغات الإنسانيّة الساميّة، والتي ما زالت مُحافظةً على تاريخها اللغويّ والنحويّ منذ قديم الزّمان.
تُعتبر اللّغة العربيّة لغة العديد من الشّعوب والقبائل، مثل ثمود، وعاد، وغيرهم، وساهم ذلك في انتشارها في الجزيرة العربيّة وبلاد الشّام.[. وإنّ اللّغة العربيّة هي لغة الإسلام، والقرآن الكريم، والأحاديث النبويّة الشّريفة، وساهم ذلك في تعزيز قيمتها ومكانتها عند العرب والمسلمين. وكما ساهمت اللّغة العربيّة في نهوض العديد من الحضارات، وخصوصاً الأوروبيّة، ممّا أدّى إلى تشجيع الأوروبيّين لتعلُّمها وفهمها للتعرّف على حروفها وكلماتها. وتتمتّعُ اللّغة العربيّة بخصوصيّةٍ لغويّةٍ تجعلها تتميّز عن اللّغات العالميّة الأُخرى، والتي تظهر في بيانها ووضوح مفرداتها وكلماتها. وتَستخدَم العديد من الكلمات اللغويّة في اللّغات الساميّة كلماتٍ ذات أصل عربيّ، ممّا ساهم في تعزيز التّقارب بين اللّغة العربيّة واللّغات العالميّة
مها يوسف نصر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق