الْمُفَاجَأَةُ : تِيرِيزُ تُرَافِقُ أَحْمَدَ إِلَى مَنْزلِهِ :
*الْمُهَنْدِسُ أَحْمَدُ :
يُقَدِّمُ أَحْمَد ٌتِيرِيزَ يَوْمًـــــــا **لِأُمِّـهِ مَرَّةً وَيَقُـــــــــولُ: قُولِـــــــــي
إِلَى اِبْنِكِ مَا شَعَرْتِ؟ وَهَلْ سُعِدْتِ؟**كَمَا أَنِّي سُعِدْتُ بِمِثْلِ وَصْلِي ؟
أَنَا يَا أُمُّ أَهْوَاهـَـــــــــــــــــا وَإِنِّي **َأُرَجِّي أَنْ تَرَانِي خَيْرَ بَعْــلِ
وَتِيرِيزٌ هِيَ الْمُثْلَى أَرَاهَـــــــــا **سَوَاءٌ فِي الْأَصَالَةِ ثُمَّ نُبْـــــــــلِ
********************
الْأمُّ : فِي اِسْتِغْرَابٍ كَأَنَّهَا لَا تَعْرِفُ كَيْفَ تَرُدُّ عَلَى اِبْنِهَا أَحْمَدَ:
وُلَيْدِي لَيْسَ لِي رَأْيٌ وَجِيهٌ ؟**تُرِيدُ سَمَاعَــهُ مِنِّي لِأُدْلـِــــــــــي؟
بِرَأْيِي أَوْ شُعوُرِي نَحْوَ بِنْتٍ ** مِنَ الْأَبْعَـــــــادِ لَا قَـوْمِي وَأَهْلِي
تُخَاطِبُنِي بِلاَ قَوْلٍ وَلَــفْـــــــــظٍ ** وَإِنْ نَطَقَتْ فَلَا يَبْدُو بِسَهْــــــلِ
وَتَبْتَسِمُ اِبْتِسَامَتَهَــا كَأَنَّ اِبْــــــ**تِسَامَتَهَا الْجَوَابُ لِكُــــــــــلِّ سُؤْلِ
************************
*الْمُهَنْدِسُ أَحْمَدُ :
يُحَاوِلُ إِقَامَةَ عَلَاقَةٍ بَيْنَ أُمِّهِ وَبَيْنَ تِيرِيزَ، فَيُخَاطِبُهَا بِقَوْلِهِ :
أَتِيرِيزٌ تَعَالَيْ حِــــــــــذْوَ أُمِّي **بِلَهْجَةِ مُتْعَبٍ قَصْدَ التَّسَـــــــلِّي
أَحِبِّيهَا فَقَدْ تَعِبَتْ عَلَيْنَـــــــــــــا **وَمَاضَجِرَتْ وَلَوْ ضَجَرًا بِهَزْلِ
أَحِبِّيهَا فِإِنَّ الْأُمَّ عِنْــــــــــــــدِي**تَفُوقُ الْأَقْرَبِينَ لَدَى التَّجَلِّـــــــي
أَلَيْـــسَ كَذَاكَ يَا تِيرِيزُ قُولِــــي ؟**لِمَا قَدْ لَاحَ مِنْ حِسٍّ وَقَـــــــوْلِ؟
*********************
*تيريز :
أُحِبُّ الْأُمَّهَاتِ جَمِيعَهُـــــــنَّ **فَحُبُّ الْأُمِّ فِي قَلْبِي وَعَقْــــــــــلِي
وَأُمُّكَ فِي الْحَقِيقَةِ تِلْكَ أُمِّــي **وَلَيْـــسَ لَدَيَّ مِنْ أُمٍّ تُسَلِّــــــــــــي
بُعَيْدَ الْمَـــــوْتِ يَا أُمِّي فَإِنِّي **بِلَا حَـــــــظٍّ وَلَا سَنَـــــــــــدٍ وَدَلِّ
فَمُنْذُ الْآنِ أَنْتِ الْأُمُّ عِنْـــدِي **فَمَــــــــــــا أَحْلَى الْأُمُومَةَ إِذْ تُوَلِّي
*************************
*الْأُمُّ :
مُنْدَهِشَةُ مِنْ سُرْعَةِ كَلَامِ تِيرِيزَ وَإِشَارَاتِهَا وَاِبْتِسَامَاتِهَا وَحَرَكَاتِهَا التَّوَدُّدِيَّةِ لَهَا تَلْتَفِتُ إِلَى اِبْنِهَا وَتَسْأَلُهُ ،مَاذَا تَقُولُ رَفِيقَتُكَ الْفِرَنْسِيَّةُ ؟،صَحِيحٌ أَرَاهَا مُبْتَسِمَةً مُنْشَرِحَةً تَارَةً وَأُخْرَى مُتَجَهِّمَةً تُوشِكَ خِلَالَهَا هَيْئَتُهَا عَلَى الْبُكَاءِ، وَكَأَنَّهَا اِفْتَقَدَتْ شَخْصًا عَزِيزًا غَالِيًا عَلَيْهَا :تَتَّجِهُ لِأَحْمَدَ اِبْنِهَا سَائِلَةً :
أَيَا اِبْنِي أَحْمَدًا مَا لِي أَرَاهَا ؟**تَكَلَّمُ لَسْــــتُ أَفْهَمُها فَمَالِي؟
وَأَنْتَ تَعِي الَّذِي قَالَتْه ُحِينًـــا **فَأَفْهِمْنِي الَّذِي قَالَتْ وَقُلْ لِي
لَقَدْ أَحْبَبْتُهَا حَقًّا وَإِنِّـــــــــــي **مَلَامِحُهَا عَلَى صِدْقٍ دَلِيلِي
فَلَمْ أَعِ مِنْ مَقَالَتِهَا قَلِيــــــــلًا **فَأَفْهِمْنِي مَقَالَتَهَــــــا وَأَدْلِ
عبد المجيد زين العابدين
تُونِسُ فِي يَوْمِ السبت الحادي والعشرين (21) مِنْ ذِي الْحِجَّةِ
سَنَة َثِنْتَيْنِ وَأَرْبَعِينَ وَأَرْبَعِمِائَةٍ وَأَلْفٍ هِجْرِيًّا الْمُوَافِقِ للحَادِي
وَالثَّلَاثِينَ (31) مِنْ جَوِيلِيَةَ (=يُولِيُو ) سَنَةَ إِحْدَى وَعِشْرِينَ
وَأَلْفَينِ (2021)