الثلاثاء، 1 يونيو 2021

تلك اللمعة التى فقدت قصة لوصيف تركية/جريدة الوجدان الثقافية


 تلك اللمعة التى فقدت

قصة قصيرة
تسألنى من أين أتيت بقساوتى !!
ترانى قاسية لأنى لم اعد أبتسم لك ولاترى تلك اللمعة بعيونى !!
لقد جفت عيونى بعدما احمرت كالجمر ، ورسمت بها خطوط الحزن العريضة وانا أسير على هذه الخطوط ،،مجوهرات سرقت لحظة إخراج تابوت جدتى ،،و كنت لحظتها أقرا الفاتحة على روحها ولم تكن بيدى حقيبة ..
لم الشرطة تنتشر بالمقبرة وتتفحص الوجوه ،،هاهى سيدى طوقت يداى أمام الجميع
سارقة المجوهرات ولكنى بعد هذا أنا وريثتها الوحيدة..
لقد اختفت المجوهرات ..
كان الضابط يضغط على أسنانه وتخرج تلك التهمة المزعومة
من قدم البلاغ ياسيدى !!
قريبتك نجوى
ولكنها ليست قريبتى ثم أن جدتى لم تكن ميسورة الحال ،كانت تدفع أيامها دفعا لمرض لازمها طويلا وروشتات الأطباء موجودة بدرج خزانتها..
آه تقصد تلك المجوهرات الزائفة ،إنها تباع فى ورشة ،صاحبها شيخ اتقن صنعها وقدمتها لها فى حفلتها الاخيرة ..
نشرت الصور على فيس بوك ..
سجل يا سيدى بلاغا مضادا ،المجوهرات غير أصلية وهى بمكانها واحضر نجوى هنا ..
على مضض فعلها الضابط ..
رأيت دموع التماسيح تقطر من عينيها بلباسها الأسود،وتقدم نفسها انا السيدة نجوى ..
من اين علمت بوجود مجوهرات ،فتحت هاتفها كما توقعت ،واشارت لحسابى على فيس بوك ..
ولكنك لم تكونى من بين الحاضرات ،ثم أن جدتى نشرت لها صورا بداخل الإسعاف ولم تضعى كلمة واحدة حتى أتعرف إليك..
كانت المجوهرات أصلية وخدعنى صانعها وقضيت ثلاث سنوات بالسجن..
كانت تلك الورشة وصاحبها اللعين ونجوى حلفاء ضدى ،خطة رسمت بعناية حتى تبعدنى عن البيت وتستحوذ عليه ودفعت للصائغ ،كانت تخطط لسنوات مقبلة ونجحت..
بين العقل المفكر والعاطفة ،تركت العاطفة واستخدمت عقلى حتى أثأر من العالم البائس..
ارسلت هدية مرفقة بالورود لنجوى ودونت كلمات آسرة
صارت تنتظر الورد وتموت شوقا لملاقاة مرسله وحددت الموعد فى مكان بعيد قريب من الموت ..سفح الجبل وجلبت معى كاميرا لتسجيل الإعتراف الذى يحررنى من نظرات المجتمع القاسية ..
لقد دفعت بها نحو المنحدر لشدة خوفها من العقاب،انا لم المسها ولكن وثقت اعترافها ولست نادمة ابدا..
اعيدونى إلى السجن..
بكيت ولم تكن دموعى رخيصة وانا أستشهد بلحظات المحبة مع جدتى ،ثم إنى لم اتقلد يوما قرطا ولا عقدا،حتى قصة شعرى كانت مجنونة ..
لمس اصابعى فارتجفت وشعرت بانه يصدقنى وانا التى لم تقبل الحديث معه إلا بحالات كنت فيها فرحة او حزينة وكان يمدنى بالقوة ..
أصدقك وكانت جدتك تتحدث عنك بحب ،كلماته اعادت إلى عيونى تلك اللمعة التى فقدت ..
لوصيف تركية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق