حدائق الوفاء...!
الليل توسد ذراع الطمأنينة،
ادلهمّ وباع عتمته للقرى،
داهمني سلطان الحيرة،
متوعدا وسادتي بالأرق!
غادرت رباط عزلتي،
مقشرة الليل مغامرة مغامرة،
ماذا لو عاد الحمام إلى قبابه المهجورة!
ماذا لو احتج الرماد على الجمر
أن لا تخلفني غصة في حنجرة المنافض!
يا عتمة تصبغ جفن الأمل،
سأزرعك أقواس قزح أحادية الألوان،
ثم أطلق جناح النهار في حقول أزهرت دياجير،
لن أفكر في الذين أفلتوا يد الثقة
حين كنت في مفترق الحيرة،
الذين هدموا معابد الفرح راقصين على قدم الأنانية!
كم كانوا غريبين حين أضرموا البؤس في دوالينا،
حتى طار حمام الأنس وتصحرت تربة الفرح!
ليتني لم أغرس أشجار أصواتهم في قلبي،
نحتوا منها نايات الندم وتبنوا الريح!
ألبسوا أغصاني الحالمة كرزا حامضا
وهي التي تمنت تفاحا لا ينخره
الفراق،
أيتها التلال البعيدة!
انقلي صدى ندائي لعناقيد تنتظر ابتسامتي لتنضج،
باسطة نخيلها جسر صدق يحملنا إلى حضن قصيدة!
هيا نتسامر على ضوء قهقهاتنا،
نجوب شوارع الجمال بيتا بيتا،
نسرق أحاديث العشاق من هنا،
ونزرع فسيلة جنون هناك...
ناهد الغزالي/تونس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق