قالت الجنية ꞉لن اعيش في عالم مات فيه العدل ودفن.
بقلم الكاتب صلاح الشتيوي
كان يعيش في عالم آخر لا يحدثك إلا عن الجنية التي اختارته زوجا لها من كل رجال الجن والإنس هو رجل في الخمسين من عمره يسكن في شارعنا الطويل يجلس كل ليلية في زاوية الشارع المقابل لبائع الفطائر على حجر صوان متكئا على عصا غليظة،كان شباب الحي يرتقبون وصول موكبه ليستمعوا الى قصته مع الجنية الجميلة و ما صار معه من مغامرات.
تنحن الشيخ وسلم على جميع الحضور من انس وجان و قال يوم تعرفت على الجنية كان يوما ممطرا كنت راجعا من الحقل تعثرت رجلي في رجل جدي ماعز اسود كسواد الليل فأمسكت به ظنا مني انه تابع للجيران قد ظل طريق ألعودة رميته على عنقي وما ان بدأت الخطو ة الاولى حتى بدى جدي الماعز تطول ارجله وتتدلى حتى وصلت الارض وأنا مصدوم مما يحدث ويصير .. أصبح طوله ما يقارب الثلاثة امتار ،وفجأة تكلم جدي الماعز ونطق وأنا من فرط خوفي ما نطقت. قال انا ملك الجان وإذا اطلقت سبيلي لزوجتك ابنتي الجانية في الحال ،و من شدة خوفي جرى الماء بين رجلي و القيت بالجدي الجني على التراب خوفا وليس طمعا في الجنية. ابرق السماء وأرعد وفجأة وجدتني منقولا بدون دابة ولا وسيلة نقل في غابة وقصور ونور ساطع كنور القمر. أقترب مني جني وأدخلني على ملك الجان و هو جالس على حافة نهر حجارته زمرد وماءه ماء ورد صافي و قد اصطف بجانبيه جنود الجان.
جلست تحت رجليه جنية فائقة الجمال عرفت انها الملكة. امرني ملك الجان بالجلوس الى طاولة الغذاء وكان الاكل والغلال والفواكه تتدلى من فوق لا يمسكها شيء وكأنها خارج الجاذبية..اكلت ما لذ و طاب و انا بين الخوف و السعادة اترنح كالخطاف. حمدت الله على النعمة وطلبت من الله الحماية من كل مكروه. وفجات رج المكان تحت قدمي وصاح قائد جيش الجان : اميرة الجن على المجلس قادمة فاستعدوا وقفوا وانحنوا للأميرة الجميلة . انحنى الجميع الى عبدكم فالجمال ذهب بعقلي و جمد كل أعصابي لم أفق الى بركلة اسداه لي واحد من حراس الجن لأنحني. جلست الاميرة فطلب مني ملك الجان الجلوس بجانبها وأعلن زواجي بها امام الملا وبدا الاحتفال والرقص والغنى.
و فجأة ابرق وأرعد وتجدني منقولا بقدرة قادر الى قصر جميل انا والأميرة الجنية لوحدنا . سألتني الاميرة عن عالم البشر وما سبب خصامهم ونزاعهم الدائم الذي لا يتوقف. قلت ايتها الاميرة نحن بني البشر طردنا الى الارض يسبب خطأ امرأة وظلمنا انفسنا وبقينا الى يومنا هذا نخطأ ونظلم نخطأ ونظلم ، من اجل ان تتحكم دول في اخرى تقتل شعوب لتعيش شعوب.
نخطأ ونظلم غيرنا من اجل ان نعيش نحن ويموت الغير، نخطأ ونصنع الحروب من اجل اذلال الغير ونهب ثرواته وفك كل ما يملك .
ايتها الاميرة الجنية في اوطاننا نحن العرب من يحكم ينسى انه في الاصل مواطن فيستبد ويظلم ويقتل من اجل بقاءه وحاشيته في الحكم.
اما الشعوب ان سكتت انتهت بالموت وان تكلمت تكون نفس النهاية.
قالت الجنية ꞉ ما حال العدل عندكم بني البشر، قلت ꞉ العدل يختلف من شعب لأخر فهناك من يعدل وهناك من لا يعرف العدل إلا في الكتب في بلدي يسجن سارق الرغيف و لا يعاقب سارق الوطن.
قالت الجنية ꞉ لا يمكنني ان اعيش معك وأنجب أطفالا ليعيشوا في عالمكم عالم الظلم لا اعيش في عالم مات فيه العدل ودفن.
ابرقت السماء وأرعدت واختفى كل شيء من امامي لتجدني ملقى في الطريق وسط مستنقع.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق