الخميس، 20 نوفمبر 2025

...جمالك سيدتي... بقلم الشاعر أحمد سعيد

 ...جمالك سيدتي...

كثير الجمال

 علينا........... 

هل تستحي العيون اذا

طلينا............

انت الجمال منك ونحن في محراب عينيك

 صلينا............

الكل هاجر الزمن ونحن من لك

 ضلينا............ 

اجنون جمال عيونك ام جنون شفتيك

فعزرآ ان كنا

 هوينا............ 

فما من قبلك للحسن

 غوينا.............

بقلم الشاعر أحمد سعيد



**((انكسار النّدى: وجع الذات في مرآة المنفى)).. ((ضياء الدين قنديل)).. دراسة نقدية في القصيدة الحديثة للشاعر "مصطفى الحاج حسين".

 **((انكسار النّدى: وجع الذات في مرآة المنفى))..

((ضياء الدين قنديل)).. 

دراسة نقدية في القصيدة الحديثة للشاعر "مصطفى الحاج حسين". 


تمثّل قصيدة "انكسار النّدى" صوتًا شعريًا يتقاطع فيه الذاتي بالجمعي، والوجداني بالوطني، ضمن فضاءٍ يفيض بالألم والحنين والاغتراب. وهي تندرج ضمن الشعر الحر الذي يحطّم قيود الشكل التقليدي لصالح الانفعال والصدق والتجربة.


القصيدة تعكس بوضوح تجربة شاعرٍ مكلومٍ، يكتب من قعر المنفى، مستحضراً هويته ومأساته وذاته المنكسرة أمام هول الفقد والهزيمة.


عنوان القصيدة "انكسار النّدى" يجمع بين نقيضين: "النّدى" الذي يرمز للصفاء والنقاء والبدايات، و"الانكسار" الذي يدل على التحطم والانطفاء. بذلك يرسم الشاعر صورة لغوية لحالة ذاتية ونفسية مأزومة، حيث الجمال يُجهَض، والحلم يُكسر، والرقة تُقهر، وهي دلالة تمهّد للدخول في عوالم داخلية غارقة في الوجع والخذلان.


تتميز القصيدة بلغتها المكثفة وصورها الشعرية الرمزية العالية:


- الزمن والمكان: النص يدور في فضاءين متقابلين: خارجي (البحر، الشاطئ، الجبال، النوافذ) وداخلي (الصمت، الحنين، الحزن، الانكسار)، ليعكس التوتر بين العالمين.


رغم غياب الوزن التقليدي، إلا أن الإيقاع ينبع من التكرار (أفعال المضارعة)، والتوازي، والانزياحات اللغوية.


اللغة.. تنتقل بين المباشرة الرمزية ("حنيني يبتلع شظايا العنفوان") والمجاز المكثّف ("مجازيفي انكسار الندى")، مما يمنح القصيدة عمقاً دلالياً وإيحاءً عاطفياً.


القصيدة تجسيد حيّ لانهيار الداخل أمام قسوة الخارج. الشاعر يواجه قهرين: قهر الوطن المنكوب وقهر الغربة المنفية. الصمت هنا ليس هدوءًا بل اختناق.


الدروب هشّة، والمجاذيف مكسورة، والدليل مجرد نزيف... وكل ذلك يدل على ضياع البوصلة وانعدام الأمل.


"أُوتاد الغُربةِ دُقَّت في شراييني"  


هي استعارة جسدية/نفسية تُظهر كيف تغرس الغربة في الجسد والروح كالمسامير، مما يعكس امتداد الإحساس بالاغتراب إلى الأعماق.


"البحر والجبال".. دلالتان على الصلابة والامتداد، لكنهما في النص تتحولان إلى مصدر للألم والتقلب والفقد.


"النافذة".. ترمز إلى الأمل، لكنها تفتح على "وجع الجبال"، أي أن الأمل في القصيدة نافذة على اليأس.


"الندى".. رمز للبراءة والبدايات والحنان، لكنه مكسور، ما يعني انتهاك كل ما هو طاهر.


المنفى في القصيدة ليس فقط حالة جغرافية، بل رؤية وجودية. الشاعر لا يرثي ذاته فقط، بل يرثي شعبًا، وطنًا، ذاكرة، لغة، عشقًا، وربما مستقبلًا. المنفى ليس نهاية بل انكسار لحلم.


تتصاعد العاطفة تدريجيا، 

من الترقّب والحنين في بداية القصيدة إلى وجع الانكسار والخذلان، ثم إلى حلكة المستحيل، التي تبتلع "شظايا العنفوان"


كل هذه الصور والمجازات تكشف عن قلبٍ يُخفي بين ضلوعه رماد وطنٍ، وطفلٍ حُرم من البراءة، وشاعرٍ يُصارع النفيَ بالمجاز.


قصيدة "انكسار الندى" نص وجداني عالي التعبير، يجمع بين البوح الشخصي والتمثيل الجمعي، في إطار فني ينتمي إلى الشعر الحر، المعبّر عن أزمات الذات العربية في زمن التشظي والمنفى. بأسلوب شفاف ومشحون بالعاطفة والرمزية، يحوّل الشاعر تجربته الفردية إلى حالة إنسانية شاملة، ليؤكد أن القصيدة ما زالت قادرة على أن تكون مرآة للروح ومتنفسًا للألم، وصرخة لا تنطفئ.*


    ضياء الدين قنديل.


**(( انكسارُ النَّدَى )).. 


أحاسيس: مصطفى الحاج حسين. 


تفتحُ النّافذةُ أُفقي  

تُطِلُّ على وجعِ الجبالِ  

المَرارةُ باسقةُ الدّمعِ  

والبَحرُ تتقاذفُهُ الخَيباتُ  

والشاطئُ يَصطادُ لَوعتي  

وأنا أَرسو في قَعرِ الصّمتِ  

أتَعقَّبُ خُطى الوَهمِ  

دَليلي نَزيفُ الصَّدَى  

مَجاذيفي انكِسارُ النَّدَى  

ودُروبي هَشاشةُ الوَميضِ  

تَتقاذَفُني حُرقتي  

وتَقودُني حَلكةُ المُستحيلِ  

أوتادُ الغُربةِ دُقَّت في شَراييني  

وحَنينِي يَبتلعُ شَظايا العُنفوانِ  

المُمتدِّ من جَذري  

إلى رَمادِ الهزيمةِ.*


مصطفى الحاج حسين.  

         إسطنبول



دعني يا قلمي أتَدَثَّر بحرفي بقلم الكاتبة/نادياغلام

 دعني يا قلمي

أتَدَثَّر بحرفي

___________

هذا المسار

مغطى بخطى متمايلة

لا يفهم ملامحنا الآتية

و بنو البشر تباعدوا

كل صار يهيم في بلد

 قلت الأحاديث

 و اللمة الصادقة


و رفيقي

لم أستطع لملمة وجوده

أمعن بأسف لأخبره

عما تفعله رياح الغربة

و الأغطية الباردة في الذاكرة

و مخيلة الأبرياء الوحيدة أرواحهم


هناك حيث الحلم

حقول مهجورة يمضون إليها

يقطفون سنابلها الخاوية

يداعبون ضحكاتهم و الطيور المهاجرة

 في السر خلف الغروب

قبل الرجوع الأرض تكشف عن وجوه

تحاول أن تزيل بأيديها

بقعا داكنة و ظلالا قديمة

إنها التزكية .. 


ألا ترى !

للفراق و الهجر

صدى و أثر يتردد

نتاج صراعات لا معنى لها

و الأبصار عين على الماضي

و عين على زوارق حياة

تتأهب في المحيط

خوفا من أن تتهشم الصدور

و كل ما هو أخضر

إنه الترقب .. 


علينا أن نعانق نبضنا

مثل شارد في حلمه الضائع

و هو يكمم بيده صوت المستحيل

كي يمتطي بساط الوعي

و كل همه أن يجد المعنى

إنه التحرر ..


فدعني يا قلمي

 أتَدَثَّر بحرفي هذا المساء

و أغفو قليلا داخل واحتي

كي أعانق دفء السلام 

و سحر البيان ،،

_____________

من_همس_قلمي 

الكاتبة/نادياغلام



عاجز يدعي الانتصار بقلم الشاعر محمد علقم

 عاجز يدعي الانتصار

...........................

عـاجـز يدعـي الإنتصـار

وضعـــه ذلّ.. وانكســـار

دأبــه..وسيـــده الخيــانــة

فـالشعـب يرفـض القـرار

لا اتفــاق مــع الصهـاينـة

لا يريـد شيقـل ولا دولار

مطلبــه حــريـة وكـرامـة

لا للتطبيــع ولا للحصــار

تحتجــون علـى غيـركــم

أنتـــم.. وهــــم.. أشـــرار

لا تــدعـــي.. الشهــامـــة

لـم تكـن يـومـا مـن الثوار

أحــرزت نصــرا واهمـا

أسلـــو كــانـت لنـا عــار

اصمـت فـأنتـم بلاء وداء

انتشــر فــي كـل الـديـار

فـاسـدون طـوال عمركم

لـم تحسنـوا يومـا الخيار

الشعـب كـره مسيـرتكـم

قـاوم الغـزاة بـإستمـرار

تقمعــون كــل رأي حـرّ

خــالــف.. راي الحمــار

رائحــة العفــونـة بــانت

أنتـم الى زوال وانـدثـار

نشكــو ســـوء أعمـالكـم

لله الـــواحـــد القهـــــار

أبنـاؤنــا فــي السجـــون

وأبنــاؤكم لاعبـو. قمــار

اتقـــوا الله فـي شعبكــم

وارحمــوا كـل الاحـرار

محمد علقم/20/11/ه2020


مفارقة بقلم الكاتب عبدالرحيم العسال

 مفارقة

====

الخوف يصرخ في دمي

والشهد يلفظه فمي

ما للحياة مريرة

والعيش طعم العلقم؟ 

حتى متى يبقى الفتي

عينا ترى لكن عم؟ 

إني رأيت عجائبا

فارفع يمينك والطم

لمس اليهود محرم

واحل ذبح المسلم

فإذا رماني غاشم

في مقتل قالوا :اسلم

وإذا نهضت مدافعا

قالوا : مكانك فالزم

ما هكذا تجب الحقو

ق إذا أردت فسلم

لا تستوي كل الدما

ء فهل ترى الما. كالدم؟ 

هذا بن لاوي. إنما

ذاك بن. ذاك  المجرم


(عبدالرحيم العسال مصر سوهاج أخميم)


الحب وأشياء أخرى بقلم الكاتب عبد الفتاح حموده

 الحب وأشياء أخرى

عندما خرجت من مكتبى عائداً إلى بيتى وجدتها تتحدّث مع جارٍ لنا في نفس شارعنا، ولما فرغت من الحديث معه أسرعتْ للحاق بي وفتحت يدها لكي أضع يدي في يدها، وتشابكت أصابعنا ومشينا معاً.

وفجأة وقفت ونظرت إليّ نظرة كلها حنان، وتعلّقت عيناها بعينيّ في اشتياق وإعجاب، وقالت بصوتها الرقيق: أحبك.

ووقفتُ أمامها مذهولاً وفي غاية الحيرة والدهشة البالغة.

كنت قد ظننت أن هذه المرأة أبعد النساء عن العاطفة، فقد كانت لقاءاتي بها لا تخرج عن الحديث عن طبيعة عملها في إيجاد الحلول المناسبة لمشاكل الناس، فقد كانت تروي لي البعض منها، وأوضحت أنها تتألم وهي تعايش كل مشكلة، أو تناقشني في مشكلة معيّنة لإيجاد الحل المناسب لها.

هذا هو حوارنا دائماً بعيداً عن أي عاطفة، لهذا كانت إباحتها لمشاعرها وقعاً على نفسي موقع الحيرة وغاية الدهشة.

وأكثر من هذا، فقد حدث أن هذه المرأة تزوجت من رجل كان يتردّد عليها لإيجاد حلّ لخلافات حادة بينه وبين زوجته، وكان الرجل يشعر أنه كالغريق، وقد استطاعت هي أن تنتشله من الغرق، فتعلّق بها رغم أنه من النوع الذي تسيطر زوجته عليه، ويكاد لا يستطيع التصرف بدون الرجوع إليها. وعنها فقد وجدت نفسها متزوجة منه كأنه افتعال بالشيء دون الإحساس الحقيقي بهذا الأمر.

وما هي إلا أيام ووجدت نفسها مع رجل غير مناسب تماماً، فلم تشعر به زوجاً لها، وانتهى الأمر إلى الانفصال المتوقع.

فهل هي على يقين تام من صدق مشاعرها نحوي؟

وهل أوافقها على هذه المشاعر وأبادلها بنفس الحس أم أن مصيري سوف ينتهي كما حدث مع الرجل السابق؟

ليت الأمر ينتهي إلى هذا الحد، فأنا الآخر لم أعرف الاستقرار في عاطفتي مع أي امرأة التقيت بها، فكلما التقيت بامرأة ظننت أنها ضالتي المنشودة فأسعد بها، ولكن سرعان ما تجف مشاعري وأسعى للبعد عنها كالسراب تماماً.

لا أعرف، هل المشكلة تكمن في كل امرأة عرفتها أنها كانت تبدو على غير حقيقتها؟ أم أنني أنتظر امرأة ذات صفات معيّنة فتهفو إليها روحي وكأنها النصف الآخر المكمّل لي؟

فهل أسعد مع هذه المرأة التي فاجأتني بمشاعرها بشكل مباشر كأنها واثقة أنني الآخر أحبها؟

هل لقاءاتي بها كانت بمثابة أمان واطمئنان لها، واستوحت منها هذا اليقين أنني أبادلها مشاعر مثل مشاعرها نحوي، ولكنني كنت بعيداً عن هذا المفهوم العاطفي تماماً؟

لا أنكر أن لها مكانة في نفسي لما لها من صفات طيبة جديرة بكل احترام وتقدير.

هل يقع اللوم عليها أنها لم تمهّد لهذه العاطفة، وتأخذ بيدي إلى رحابها، وتجعلني أسمو معها إلى هذه العاطفة فأنعم بها؟ وكيف لا يسعد الرجل بحب امرأة؟

ووقفت أمامي، يبدو عليها الندم لأنها أباحَتْ بمشاعرها، فأدارت ظهرها وهمّت بالانصراف، فأسرعت إليها وأوقفتها، ونظرت إليها نفس نظرتها إليّ وقتما أباحَتْ بمشاعرها، فقلت لها: وأنا الآخر أحبك.

وتشابكت أصابعنا من جديد ومشينا معاً.

مع تحياتي

عبد الفتاح حموده


الأربعاء، 19 نوفمبر 2025

حتى لا ننسى-الشهيدة-مها القضقاضي* بقلم الناقد والكاتب الصحفي محمد المحسن

 حتى لا ننسى-الشهيدة-مها القضقاضي*:

-إلى روح التلميذة مها القضقاضي التي جرفتها السيول بمنطقة "أولاد مفدي"من معتمدية فرنانة ذات زمن موغل في الدياجير..


الفتيات البائسات من بنات الطبقة الفقيرة والمهمشة يولدن مصادفة في الزمن الخطأ،ويرحلن كومضة في الفجر،كنقطة دم،ثم يومضن في الليل كشهاب على عتبات البحر..

شهيدتنا مها:منذ رحيلك وأنا متمترس خلف خط الدفاع الأول عن تونس التحرير ضد كل أشكال الفقر والتهميش،وأحاول جاهدا تطويع اللغة،ووضعها في سياقها الموازي للصدمة..للحدث الجلل..

إننّي مواجه بهذا الإستعصاء،بهذا الشلل الداخلي لقول الكلمات الموازية،أو المقاربة لرحيل القمر والدخول في المحاق..

ولكن الدّمع ينهمر نزيفا كلّما هبّت نسمة من -معتمدية فرنانة-التي أوغل برحيلك ليلها في الدياجير..

ماذا تعني كلمات أو مفردات:منكوب أو مفجوع أو مدمّى أو منكسر؟!..

لا شيء سوى الفراغ الذي كنت تملئينه فيما مضى.يتسع بك ويضاء بالبهاء الإنساني والغنى الروحي الحزين جراء فساد العالم وخرابه..

التلميذة/الشهيدة مها-:الزّمان الغض،المضاء بشموس النصر والتحدي..الزمان المفعم بإشراقات الآتي الجليل،ما قبل إدراك الخديعة،بغتة الصدمة وضربة القدر..

تونس الحزينة ترثيك..رفاق دربك الشقي يبكونك...فرحة هي النوارس بمغادرتك عالم البشر إلى الماوراء حيث نهر الأبدية ودموع بني البشر أجمعين..

أنت الآن في رحاب الله بمنأى عن عالم الغبار والقتلة وشذّاذ الآفاق،والتردّي إلى مسوخية ما قبل الحيوان..!

هل كان الحمام التونسي يعبّر بهديله عن رغبته في اختطافك إلى الفضاءات النقية لتكوني واحدة من-قبيلته-،بعيدة عن الأرض الموبوءة بالإنسان الذي تحوّل إلى وحش ينتشي بنهش الجثث،قاتل للحمام والبشر،معيدا سيرة أجداده القدامى منذ قابيل وهابيل حتى الآن؟!

نائمة هناك على التخوم الأبدية،وروحك تعلو في الضياء الأثيري،طائرا أو سمكة أو سحابة أو لحنا في موسيقى.لقد غادرت المهزلة الكونية للعبور البشري فوق سطح الأرض.

في الزمان الحُلمي،كما في رؤيا سريالية،سأحملك على محفة من الريحان،بعد تطهيرك بمياه الوديان،من مصبات الأنهار والمنحدرات الصخرية بإتجاه البحر..

سيسألني العابرون :إلى أين؟

في السماء نجمة أهتدي بها.أعرفها.تشير دوما إلى تونس.أنت أشرت إليها ذات غسق وهي الآن فوق-منطقة أولاد مفدي من معتمدية فرنانة-تضيئها بلمعانها المميز عن بقية الكواكب.

وهي تشير كذلك إلى المرقد والمغيب فوق أفق البحر في أواخر المساءات.أحملك نحوها لتغطيك وتحميك بنورها الأسطوري لتدخل في ذرّاتها وخلودها الضوئي..

قبل هذا الإحتفال الأخير سأطوف بك حول مدرستك التي أحببتها،مهد المعرفة-حيث يرثيك أهلك وذويك..بدمع حارق يحزّ شغاف القلب..

يسألني العابرون أو أسأل نفسي: هل محاولة إستعادة نبض الحياة الماضية يخفّف من وطأة صدمة الموت؟..لا أعرف شيئا..!

حين يأتي المساء الرّباني سننلتئم تحت خيمة بالشمال الغربي.نشعل النيران في فجوات الصخور اتقاء للرّيح،ونبدأ الإحتفال في لحظة بزوغ القمر فوق الهضاب"الفرنانية"..

أما أنتم -يا تلاميذنا..يا من تحملون مشعل المعرفة وتحلمون بغد مشرق تصان فيه كرامة الإنسان-:إذا رأيتم-مها القضقاضي-مسجية فوق سرير الغمام فلا توقظوها،إسألوا الصاعقة التي شقّت الصخرة إلى نصفين لا يلتحمان.

إذا رأيتم-الشهيدة-نائمة في الصمت الأبدي فلا تعكرّوا سكينتها بالكلمات.

اسكبوا دمعة سخيّة على جبينها الوضّاء ،دمعة في لون اللؤلؤ،واكتموا الصرخة المدوية كالرعد في كهوف الرّوح..فشهيدتنا رحلت إلى الماوراء حيث نهر الأبدية ودموع بني البشر أجمعين،تاركة خلفها دموعا غزيزة بحجم المطر..دموعا لن تمسح تراب الآسى..

نامي بهدوء..يا صاحبة العيون العسلية..

وداعا -شهيدتنا-مها القضقاضي..


محمد المحسن


*استيقظت تونس في 12 نوفمبر 2019  على صدمة وفاة الطفلة مها التراجيدية،وتبادلت دوائر إدارية وسياسية عديدة الاتهامات بالمسؤولية عن مأساتها.ربما تركت الفتاة اليافعة بابتسامة ونظرة بريئة منبعثة من عينيها الزرقاوين رسالة قاسية، يمكن قراءتها،ولكن من الصعب الجزم بأنها ستغير شيئا في واقع مواطناتها ومواطنيها.

وهنا أؤكد أن الشهيدة مها القضقاضي أبكت  التونسيين وأحرجت الحكومة،فمجرد الإعلان عن وفاة الطفلة ذات 11 ربيعاً بعد أن جرفتها السيول، كان كافياً للكشف عن حالة البؤس التي يعيشها سكان المرتفعات الغربية المتاخمة للحدود الشمالية مع الجزائر،ومنها ولاية جندوبة ذات التضاريس الجبلية،حيث يتوزع السكان المحليون في مواقع مفتوحة على كل التحديات من أجل البقاء.



خذني إليك بقلم الكاتب علي المحمداوي

 خذني إليك   

خذني إليك فأنا من دونك

كما الخريف

تتساقط فيه أوراق روحي المعلقة

بأغصان وجودك

فماذا يكون ؟!! 

لو طال خريف بعدك 

سأنتهي

وتكون أغصاني حطبا للعابرين 

خذني إليك كحلمٍ يحتوي أرقي

وقلبا يزدان فيه ألقي

أيا ليلا يعانق وجه القمر

ويا أملاً بلا حدود أو قيود

ويا عهدا بين عابدةٍ ومعبود

خذني إليك ففي غيابك

أذوب كالشمع شوقا

واحترق بألسنة النيران عشقا

خذني فعيني إن لم تراك 

لا شئ يعجبها

والروح بلا أنت لا شئ يفرحها

فلا سنين البعد تمنعها

ولا خمر الكؤوس ينسيها

ولا كلام الناس عنك يثنيها

خذني إليك وضمني

وعانقني كي لا أفيق من حلمي

ولا أفقد في البعد أملي

إني لأعشقك 

لقد طال السفر

وفقدت الصبر

فكم دعوت الله في صلاتي وخشوعي

أن لا يبقني حبيسة أحزاني ودموعي

ويدي على خدي

خذني إليك 

يا حبيب أمسى ويومي وغدي


بقلمي علي المحمداوي



((لحاظٌ آسِرَه..)) بقلم الشاعر /هادي مسلم الهداد

 ((لحاظٌ آسِرَه..))

==== *** ====

.. تلكَ الدّيار

ليلٌ وضوءٌ خَافتُ

وكفٌّ كالنّداءِ تُلوّحُ

وجهٌ تَوشّّىٰ بالعَغافِ

وحسٌّ بالعواطفِ

.. مُرهفُ

أغائبٌ أَنا ، أم أنّي

..حضورٌ وغَائبُ؟! 

  .....    ...... 

غَضَيضُ الطّرفِ زَارَ

..ليلي فَأشرقُ

..مُترَفٌ ومُهَفهَفُ !

وأعجَبُ منّي..كيفَ

..أدعو  و أعزفُ؟! 

 ......   ...... 

تَغَشَّّى ستارَاللّيل 

فَصَابَ الوجدَ منّي 

ولمّا تَصَابَى الشّوق

تَوارى كالخَيالِ

.. مُفَارقُ ! 

..بقلم

/هادي مسلم الهداد/



وقتٌ مُستقطَع للشاي شعر / المستشار مضر سخيطه - السويد

 _______   وقتٌ مُستقطَع للشاي

شعر   / المستشار  مضر  سخيطه  -  السويد 


أحتاج مُدَوّنَةً برشاقة دوريٍ يسكن مابين شقوق الجدران  وفراغات الأسقف يبني عشته ويوضب حجرته يستيقظ من فاتحة الضوء وينهض يتواثب على أطراف أصابعه في الملكوت الواسع ينبش تحت الأرض وفوق  الأرض يتحرّش باليرقات والحشرات وبما قد يصدفه من رزقٍ يستنبط جزئيات هواجسه وخواطره اليوميّة من مملكة الأنوار وشيئاً مني من شيَمِ الروح أومن منعرجات النفس حكاياي أفتح باباً أسرب منه أستلهم منه موسيقاي

حيويّة نبضي من وعيٍ فطريٍ من حبٍ يستشرف سقسقة الإيقاع ومجاز خوارزميات الأشواق أرمي عن كاهل جفني وسن النوم وتثاؤب ثغري واسترخاء حناياي

في صومعتي فنجان القهوة لايبرحني بروائحه لايبرح طاولتي كمحِبٍ يُنصت باستمتاعٍ أوكحكيمٍ يقرأ نفسي يشعر أو يتشظّى مثلي ويعلمني كيف أقاسمه ويزودني بمحطاتٍ تشبه نجواي

بعضي يتحامى عن بعضي يستعملني عكازاً كشّافاً كي تتفادى خطواتي حُفَرَ الدرب وأنا أمشي أتحسس فوق الدرب خطاي تخرج من فجوات الصدر أغانٍ من وجد بنفسجةٍ من رحم اللغة الأم الرائعة الفتنة قد يتصوّرها الشعر كفوحٍ كفراشاتٍ للتو خرجن وتجاوزن مرحلة الحوريّات مابين هطولٍ وهطولٍ يتباين غيثي بملامحه بروائحه كحديقة أرضٍ من حقلٍ  كتقاسيمٍ كمانٍ أو ناي

أشواقٌ ترتع نبضي تشرب من آنية العمر الماجد كل عصائرها تتقافز بين حنايا الروح صغار الورور تغشاني حتى أعلا أذناي تأتيني بقبائلها ركبانٌ تطرق بوابات الأشواق تحرك شهوة حسناء الشعر يمتدح اللحظة إياي لكي لاتستهلكني الغفلةُ حتى لا تتعفن سفن الصيد بمينائي أو في مرساي سأوزع مابين بداياتي ونهاياتي وقتاً للصمت ووقتاً للبوح والمستقطع من وقتٍ في حال تبقى وقتٌ سأخصصه للشاي

مُحتَمَلٌ أن يزهر وردٌ مؤتلفٌ محتَمَلٌ أن تتفسّر في كانونٍ رؤياي

أتذكّر ولادتيَ الأولى من بعد سقوط الحلم على رأسي أو صدري

وعلى أطراف النصف المبتور كجناحاي 


________

شعر   / المستشار  مضر  سخيطه  -  السويد

أسيرة المصالح بقلم الكاتبة هادية آمنة

 أسيرة المصالح

بقلم هادية آمنة 

تونس 

العالم اليوم يُدار بمنطق المصالح قبل المبادئ، ولذلك تُدفع فلسطين دائمًا إلى موقع الضحية في لعبة دولية قاسية لا تُقيم وزنًا للإنسانية ما دام ميزان القوى يميل نحو حماية مصالح الدول الكبرى أولاً. وهذا ما يجعل غزة كبش فداء للمشهد الدولي، مهما علت الشعارات التي تُرفع باسم العدالة وحقوق الإنسان.


وفي هذا السياق، جاء قرار مجلس الأمن بإنشاء قوة أممية في غزة، وهذه القوة ليست عربية فقط كما توقّع البعض، بل هي قوة متعددة الجنسيات، تعمل تحت مظلة الأمم المتحدة وبقيادة موحّدة يشرف عليها “مجلس السلام” الذي نصّ عليه القرار. وهذا يجعلها عرضة للتأثر بتوازنات المصالح الدولية، لأن تركيبتها ليست منسجمة ثقافيًا ولا سياسيًا، بل تجمع دولًا تخضع جميعها للنظام العالمي الذي كثيرًا ما انحاز للكيان الصهيوني.


وتزداد المخاوف مع الصلاحيات الواسعة التي مُنحت لهذه القوة، خصوصًا أنها ليست قوة مراقبة أو إغاثة فحسب، بل مُنحت حق استخدام كل الوسائل اللازمة لتنفيذ مهمتها، ومن ضمن هذه المهام: نزع السلاح من الجماعات غير الحكومية في غزة. وهذه النقطة خطيرة، لأن تجريد غزة من السلاح قد يتحول واقعياً إلى تجريد الشعب من قدرته على الدفاع عن نفسه في المستقبل، وفتح الباب لهيمنة أمنية خارجية تُعيد إنتاج شكل من الوصاية يشبه ما عاشته فلسطين في عهد الانتداب البريطاني، ولكن بصيغة حديثة.


كما أن القرار ينصّ على دعم “قوات شرطة فلسطينية مدقّقة”، أي مختارة بعناية، ما يعني أن الأمن الداخلي نفسه سيصبح تحت رقابة دولية، مما قد يحدّ من استقلالية القرار الفلسطيني، ويجعل غزة خاضعة لرقابة أمنية مزدوجة: رقابة دولية، ورقابة محلية مصدّقة ومصفّاة وفق معايير الأطراف الخارجية.


ومن هنا تأتي أهمية الدور الجزائري. فالجزائر، بما تمثّله من ثبات مبدئي ودعم صلب للقضية الفلسطينية، قادرة إذا اختارت المشاركة أو الضغط السياسي، أن تفرض توازناً داخل هذه القوة الدولية، حتى لا تتحول غزة إلى منطقة “وصاية جديدة”، وحتى لا تُستخدم القوة الأممية كأداة لفرض رؤية خارجية على الشعب الفلسطيني. فوجود الجزائر أو أي دولة ذات موقف صلب داخل هذا الإطار هو ضمانة أخلاقية وسياسية تمنع تكرار التاريخ، وتكبح كل محاولة لإعادة صياغة غزة وفق مصالح القوى الكبرى.


ورغم كل هذا المشهد الملتبس، يبقى أقلّ الشرور هو وقف إطلاق النار وإعادة إعمار غزة، لأن الإنسان هناك يحتاج إلى الحياة قبل أي حساب سياسي. ومع ذلك، ورغم الظلم الطويل وتكالب القوى على المظلوم، فإن التاريخ علّمنا أن الحق لا يموت، وأن النصر  مهما تأخّر  يبقى أقرب مما يظنّ الظالم وأقرب مما يتخيّله اليائس.



لَنْ أَكْتُبَ بقلم الشاعر رضا بوقفة شاعر الظل

 لَنْ أَكْتُبَ

لَنْ أَكْتُبَ بَعْدُ اَلْيَوْمَ 

 وَلَنْ أَبُوحَ بِأَحْزَانِي


 جُفُون تُحْدِقُ فِي

 وَنَارًا أَشْعَلَتْ مَكَانِي


 أَتَتْ إِلْيَا مُسْرِعَةً 

.صَوْتُهَا مِثْل اَلْبُرْكَانِ 


فَكَيْفَ لِلَحْن يَسْمَعُ .

 مِنْ أَحْرَقَ كُلُّ اَلْأَمَانِي


 حَبِيبَة اَلرُّوحِ ذَهَبَتْ

 . أَخَذَتْ مَعَهَا أَلْحَانِي


 كُلَّ اَلْأَلْحَانِ تَسْمَعُ .

 إِلَّا صَوْتُ مِنْ أَبْكَانِي


 دُمُوعًا كَثِيرَةً ذَرَفَتْهَا 

عَلَى أَرْضٍ سُمِعَتْ أَشْجَانِي


 أَخَذَتْ طَرِيقَهَا إِلْيَا

 كُلٌّ مِنْ حَوْلِي نَسَّانِي


 مُسْتَلْقِيًا فِي وَسَطِهَا

  وَكَّلَ اَلْمُشْتَعِلُ يَرَانِي


 فَكَيْفَ أَنْجُو مِنْهَا

 وَاَللَّهُ مِنْ نَجَّانِي


بقلم الشاعر رضا بوقفة  شاعر الظل 

وادي الكبريت 

سوق أهراس 

الجزائر 

الشعر اللغز الفلسفي والقصة اللغزية الفلسفية



أراني أرنو إلى وجه تسلّل من فجوة للقلب..لا تحرسها الصلوات..! بقلم الناقد والكاتب الصحفي محمد المحسن

 أراني أرنو إلى وجه تسلّل من فجوة للقلب..لا

تحرسها الصلوات..!


الإهداء: إلى عاطفة معطوبة..هجعت في ثناياها الذكريات..


على ضفاف نهر ضرير..

    ارتديت ثوب الصمـــت

ودفنت الحزنَ..في الحزن

وارتجلت 

بعض الكلمات..

***

الآن بقيت وحيدا..

        رحل الأحبّة

رحلوا جميعا..

وبقى القلب يبكي وحدته 

           في صمت البراري

امتشقت صهوة الرّيح العقيمة

وغدوت أركض..

                ز.   خلف السراب..!

***

من هنا مرّوا..

   دون وداع يترك القلبَ أعمى

فمن ذا الذي يمنح العمرَ عمرا..؟

ويؤثث مدنا 

                   يسكنها الوجع

   وينأى عنها صهيل الزمان..

 لا عمر لي الآن..

ولا وطن

وكل المدائن من حولي..

                ترتحل صوب الآقاصي

ونوارس الكون ترسم على الجرح

                         تخوم الفجيعة

وأنا: أنا بين المدى

 والمدى

أشتاق لوجه ارتحل عبر مخمل الرّيح

تاركا خلفه مرّ المذاق

          وأبحث بين ركام الذكريات

وبين الخمائل التي عانقتها الظلال

عن زهرة لوز..

تناستها الفصـــول

                  عساها تعود بالرّوح..

  إلى الدفء القديم

إلى وجه تسلّل من فجوة للقلب

 لا تحرسها الصلوات

لعلّي ألامس طيفَ وجد..

     توارى خلف الدروب

لعلّي أكتب للقادمين..

بعض الوصايا

تنبجس من شهقات المرايا

وأنبش في ألق الدجى 

ما تبقى من الذكريات

عساني أستردّ من مهجة اللّيل

تلك الوجوه القصيّة

        وأغسل بماء الصّبح..

    بقايا الأمنيات العتيقة

ليحتفلَ الدّمع في مقلتَيَّ

      بأطياف أحبّة مضَوا..

دون وداع

وأحمل بين ضلوعي..

       ما تبقى من الوَجد

جرحا عتيقا

وأقتفي أثرَ القوافل التي مضَت في سكون

صوب الزمان

وألج ثوبَ الشهقات في وحدتي

وأشهق وحيدا..

              بين الثنـــــــايا

 عسى تلك النجوم البهيّة

     تحملني على ظهورها

فيحطّ البدر

                     على راحتيَّ


محمد المحسن



ملامح بقلم الكاتبة يسرى هاني الزاير

 ملامح

ما الشعر غير حالة حسية خفيةً استعصت على الفهم، فتمردت وثارت ضد العقل، فتناثرت كلمات حيناً مبهمة وحيناً مختلة المعنى عبثية الحركة بلا عنوان.

الشعر، حين يكتب عمداً 

قد يسطر أروع الأوزان، ويخضع كل بحوره، ويحكم قوافيه. 

غير أنه قد يفقد إنسانية الشاعر فيه على ناصية النوايا، ويتلاشى مع أول ريح صادمة تعرّي الأصل فيه.

البوح ما أن يخضع للمنطق يتعثر فتسقط منه عذريته، ويغدو مجرد كلمات بلاغية متراصة يعتريها الجمود.

فمن لا يمتلك بصمته الحسية المتفردة كبصمة إبهامه لن يرضي نفسه، ولن تطيعه الحروف؛ لأنها بكل بساطة مستهلكة من قبل العموم ميتة دون الشعور.

نعم الفرق بين المفردة في الجملة الواحد هو حس كاتبها وكأنه ينطقها.

فإن لم يصلنا صوت الكلمة المقروءة إذاً استطاع الكاتب إيصال فكرته فقط، لكنه لم يستطع استفزاز مخيلتنا؛ لأنه لم يلامس خبايا مشاعرنا.

النص ما لم يسرقنا من لحظتنا، ويحلق بنا إلى خيالات مختلفة وأفكار تشبهنا وأحاسيس مستنسخة منا، فإنه لا يجدي نفعاً.

هكذا بكل بساطة الكل باستطاعته تركيب الجمل وإتقان المقال وتنميق النصوص. 

ولكن مؤكد أنهم قليلون جداً من يستطيعون إحداث فارق في عقولنا وتغيير أمزجتنا بكلمات منثورة فوّق السطور.

المعنى:

الكاتب الحقيقي هو من يبث الروح في الكلمة، ويدعها تتغلغل في مشاعرنا، وتحتل ذاكرتنا لوقت طويل ولربما لا تنسى أبدا.

وما أكثر الكلمات التي قيلت منذ أزمان وحضارات مندثرة ما زالت خالدة ترسم ملامح ثقافتنا وتلهمنا.

يسرى هاني الزاير


لا تسلني ( رجاء) بقلم الكاتب عبدالرحيم العسال

 لا تسلني ( رجاء)

============

لا تسلني عن ذنوبي

فأنا ذنبي كبير

لا تسلني عن عيوبي

فأنا غر ضرير

لا تسلني عن خطاي

نحو أجواء السرور

فلها قدماي راحت

وبها حزني المرير

لكن إسأل عن مناي

من غفور وقدير

ربي الرحمن أرجو

وبه ظني الكبير

فهو ربي و كريم

وهو بالحال بصير

وبه ظني وعلمي

وله كل المصير

فاقبل يا إلهي

إنني عبد فقير

وتجاوز عن ذنوبي

فبربي أستجير


(عبدالرحيم العسال مصر سوهاج أخميم)


**(( انكسارُ النَّدَى )).. أحاسيس: مصطفى الحاج حسين.

 **(( انكسارُ النَّدَى ))..

أحاسيس: مصطفى الحاج حسين. 


تفتحُ النّافذةُ أُفقي  

تُطِلُّ على وجعِ الجبالِ  

المَرارةُ باسقةُ الدّمعِ  

والبَحرُ تتقاذفُهُ الخَيباتُ  

والشاطئُ يَصطادُ لَوعتي  

وأنا أَرسو في قَعرِ الصّمتِ  

أتَعقَّبُ خُطى الوَهمِ  

دَليلي نَزيفُ الصَّدَى  

مَجاذيفي انكِسارُ النَّدَى  

ودُروبي هَشاشةُ الوَميضِ  

تَتقاذَفُني حُرقتي  

وتَقودُني حَلكةُ المُستحيلِ  

أوتادُ الغُربةِ دُقَّت في شَراييني  

وحَنينِي يَبتلعُ شَظايا العُنفوانِ  

المُمتدِّ من جَذري  

إلى رَمادِ الهزيمةِ.*


 مصطفى الحاج حسين.  

         إسطنبول



سجين العذاب ***بقلم الشاعر علي مباركي

 سجين العذاب *** علي مباركي


مررت بصبري العميق السبات

                    بيوم صحا فيه عقلي الرصين

وناب عنه فقدان شوق الحسيب

                           أفاق برعب وقال امين

أ كان بحلم جميل المساعي 

                   تراءى لها خلف دربي الحزين

فقام يولول مستغيثا بورد

                     تلاه بصوت عفيفي الحصين

فطال الوجوم يناجي الصراط

                        وقيض بقلبي علاه الأنين

وعدت إلى سافل أمري سجينا

                      أبوح بدمع لجهدي الضنين

واندب حظا رماني بأيد

                      وحوش على عتبة تستعين

عذابي هجين وعذري خمين

                 ونصري على ما أعاني سجين


علي مباركي

تونس في 17 نوفمبر 25


الاحتفال بيوم الوطن وأثره في تنمية الروح الوطنية بقلم: فايل المطاعني (الحكواتي)

 الاحتفال بيوم الوطن

وأثره في تنمية الروح الوطنية

بقلم: فايل المطاعني (الحكواتي)

المقدمة

في كل عام، ومع اقتراب يوم الوطن، تتحرّك المشاعر في صدورنا قبل أن تتحرك الأعلام في الساحات. ففي هذا اليوم المجيد، لا نحتفل فحسب، بل نعيد اكتشاف معنى الانتماء، ونسترجع أول درس علّمنا إياه الآباء: أن الوطن ليس مجرد مكان… بل روح تنبض في داخلنا، وتاريخٌ يسكننا، وأمانٌ نلوذ به مهما بعدت بنا الطرق.

لطالما سمعتُ من آبائنا وهم يكررون: "الوطن لا يُعوَّض، والتضحية لأجله هي أسمى التضحيات." كلماتٌ تحمل في داخلها حكمة السنين وتُختصر فيها كل مشاعر الوفاء.


ومع حلول يوم الوطن، تنتشر زينة الفرح، وتعلو البهجة في الميادين. لكن الاحتفال الحقيقي لا يكون في ضجيج اللحظات، ولا في مظاهر لا تعكس قيمنا… بل في أن نُظهر للعالم أننا أبناء وطن نعتز بقيمه، ونتمسك بمبادئه، ونحتفل بفرح مسؤول يليق بعُمان وأهلها.


فالوطن ليس فقط أرضًا نعيش عليها، بل هو الأم التي تحتوينا، والأب الذي يسندنا، والملاذ الذي نهرع إليه حين تضيق الحياة. وحين يُولد في داخل الإنسان شعور الانتماء، تتجذّر الروح الوطنية ويكبر حب الأرض في الأعماق.


وقد رُوي أن النبي سليمان عليه السلام لاحظ غياب نسر عن مجلسه، فسأله عن سبب تأخره، فقال: "كنت أزور وطني."

فاستغرب النبي سليمان، وطلب منه أن يدله على وطنه. فطار إلى بقعة صغيرة لا تحوي إلا ماءً، وشجرة معمّرة، وقليلًا من التراب.

ولما رأى النبي سليمان دهشته، قال النسر:

"هذا وطني يا نبي الله… هنا أشعر بأنني أنتمي."


والعبرة من هذه الحكاية – سواء كانت حقيقة أم من الأساطير – أن جمال الوطن لا يُقاس بما فيه، بل بما يعنيه لأبنائه. فكل وطن في عين محبّيه هو أجمل الأوطان.


الخاتمة


تكبر الأوطان بحب أبنائها، وتزدهر بوعيهم، وتُكتب ملامح مستقبلها بمدى وفائهم لها.

ويوم الوطن ليس لحظة فرح عابرة، بل مناسبة نجدد فيها عهد الانتماء، ونستشعر فيها نعمة أن نحيا على أرض اسمها عُمان.


صباحكم وطن… جميل اسمه عُمان.

صباحكم ولاءٌ لا ينتهي، وفخرٌ يليق بكم يا أبناء هذا البلد العزيز..



حرائر بلادي بقلم الشاعر محمد علقم

 حرائر بلادي

.................

لـمَ التبرج ربـات الخـدور...وكشـف الستـر لتلك البـدور

ألـم تخشيـن أعين رجـال....تطـايـرمنهــا شــرر السعير

فهـل تبـدّل الرجـJال حتى....نـرى لا حيــاء مـن الذكـور

أ تلام حـJوراء قـد تخلّـت....عن النقـاب في زمـن حقيـر

لـذا لـم يعـد للحسنـاء لـوم....اذا بـانت فـي تلـك السفــور

فمــا كـادت لتـرفـع ستـرا....لو أن رجلافي الحمع الغفير

فلـم يعــد الرجـJال رجــلا....كسابق عهدهم في العصور

فهــم عــن الجهــاد تخلـوا....وأغرتهـم الدنبـا بمال وفيـر

وناموا عـن الأعداء دهرا....فعاش العدو في هنا وسرور

تخلّـى الجمــع عـن  بـلاد....بهـا الطفـل أفضل مـن أمير

حـرائـر بلادي هــن أُسـد....ويوم الوغى هنّ كـالصقـور

صـددن العـدو بكـل فخـر....فـذاق الـذلّ فـي يـوم النفيـر

ولــم نرى للحـرائرعـونا....هـل هنـك مـن رجـل غيـور

فـأبن الـرجــال الغيــارى....تحمي حمانا مـن أمرخطيـر

فمــن للقــدس اذ تنـــادي....رجال الأمة من هول الأمور

ألم يوقــظ الحــق رجـالا....لهم مجـد في تحريرو تطهير

رويدك صـاح بلا عتـاب....فقلبـي مفعــم بــإيمـان ونـور

فما عدت أصـدق رجالا....سعوا للاعـداء بسلـم الأسيـر

ولا أثـق بحـاكم صمـت....دهـرا كـأنه مـن أهـل القبـور

اليـك ربّ أشكـو همــي....وألـوذ بـك من شـرّ مستطير


محمد علقم/19/11/2013


الهَاتِفُ البَطَّالُ بقلم الشاعر محمد جعيجع

 الهَاتِفُ البَطَّالُ :

ــــــــــــــــــــــــــــ 

أَنَا لَستُ ضِدَّ الهَاتِفِ الجَوَّالِ ... بَل ضِدَّ عَيبِ الهَاتِفِ النَّقَّالِ 

سَحَرَ الذَّكِيُّ كُهُولَةً وَطُفُولَةً ... بِطَلَاسِمٍ مَعقُودَةٍ بِعُضَالِ 

وَلِأَنَّهُ شَغَلَ الأُنَاسَ بِسِحرِهِ ... أَسمَيتُهُ بِالهَاتِفِ البَطَّالِ 

نَسَجَت خُيُوطَ العَنكَبُوتِ أَصَابِعٌ ... ذَهَبِيَّةٌ لِلعِلمِ وَالتِّجوَالِ 

وَعَلَى مَدَارِ اليَومِ يُفتَحُ بَابُهَا ... وَوُلُوجُهَا بِالهَاتِفِ الجَوَّالِ 

فِيهَا الفَوَائِدُ وَالمَضَارُّ بِكَثرَةٍ ... فِيهَا القَبِيحُ مَعَ المَلِيحِ الغَالِي 

لِمَنِ انتَقَى مِنهَا مَوَارِدَ نَفعِهِ ... لِلأَهلِ وَالأَعمَامِ وَالأَخوَالِ 

فَإِذَا دَلَفتَ إِلَى فَضَاءِ خُيُوطِهَا ... قَيدًا تُشَدُّ يَدَاكَ دُونَ حِبَالِ 

وَالوَقتُ فِيهَا سَاعَةٌ كَدَقِيقَةٍ ... مَرَّت عَلَيكَ كَسَابِحٍ بِخَيَالِ 

وَالوَحلُ أَضغَاثٌ وَأَوهَامٌ بَنَت ... عَرشَ الطُّفُولَةِ بِالهَوَى القَتَّالِ 

وَالنُّطقُ سَاءَ لِسَانُهُ مَعَ سَمعِهِ ... كَلِمَاتُهُ مَقرُونَةٌ بِفِعَالِ 

وَالعَينُ أَفلَامٌ وَحَلقَاتٌ خَنَت ... وَمَقَاطِعٌ مَشؤُومَةُ الأَعمَالِ 

وَحَدِيثُ "مَاسِنْجَرْ" وَأَقرَانٍ لَهَا ... وَكَذَلِكَ التَّصوِيرُ بِالجَوَّالِ 

شِيبٌ شَبَابٌ رَاكِضٌ خَلفَ الهَوَى ... قِيلٍ وَقَالٍ نَاقِلًا بِمُحَالِ 

"فَيسْبُوكْ" وَ"تِيكْتُوكْ" تَافِهَانِ لِفُرجَةٍ ... تَرمِي بِهِم فِي الذَّنبِ وَالأَعطَالِ 

كَالنَّارِ تَأكُلُ يَابِسَ الأَخلَاقِ عَن ... شَرَهٍ وَتُفنِي خُضرَةَ الأَوصَالِ 

فِي كُلِّ يَومٍ عُقدَةٌ تَلوِي بِهَا ... أَعنَاقَ رُوَّادِ الهَوَى فِي الحَالِ 

وَقَدِ اقتَدَى الأَطفَالُ بِالأَكبَارِ عَن ... كَثَبٍ أَمَامَ الكُلِّ بِالإِقبَالِ 

وَالأَهلُ عَنهُم سَاكِتُونَ مَخَافَةً ... أَو غَافِلُونَ بِحُجَّةِ الأَشغَالِ 

هُوَ ذَا الذَّكِيُّ يَخُوضُ مَعرَكَةَ الأَنَا ... رَبِحَ الذَّكِيُّ الحَربَ دُونَ قِتَالِ 

ضَاعَت مَدَارِسُنَا وَضَاعَ حَيَاؤُهَا ... وَعَلَامُهَا بِالهَاتِفِ النَّقَّالِ 

مِن بَعدِ أُسرَاتٍ لَنَا وَمَسَاجِدٍ ... كَانَت تُحَارِبُ سَوءَةَ الإِضلَالِ 

كَانَت تُرَبِّي النَّشءَ فِي خُلُقِ الأُلَى ... مِن سِيرَةٍ لِمُحَمَّدٍ وَالآلِ 

وَتُعَلِّمُ التَّوحِيدَ نَهجَ المُصطَفَى ... وَتُعَلِّمُ القُرآنَ دُونَ جِدَالِ 

وَالأُسرَةُ الأَخلَاقُ شِيمَتُهَا عَلَت ... لِلنَّشءِ مَدرَسَةٌ بِلَا إِخلَالِ 

كَي تَرجِعَ الأَخلَاقُ مَدرَسَةً لَنَا ... اِحمُوا الطُّفُولَةَ مِن خَنَى النَّقَّالِ 

فَالأُسرَةُ الأَطفَالُ إِن أَعدَدتَهُم ... بَقِيَت وَإِن أَهمَلتَهُم لِزَوَالِ 

وَزَوَالُهَا بِزَوَالِ أَخلَاقٍ لَهَا ... وَنَجَاتُهَا مَرهُونَةٌ بِخِصَالِ 

هُوَ فِتنَةٌ غَزَتِ البُيُوتَ بِصَمتِهَا ... لِتَدُوسَ أَخلَاقًا بِغَيرِ نِعَالِ 

أَخلَاقَ مَن هَانَت عَلَيهِ خِصَالُهُ ... وَجَرَى وَرَاءَ "النَّتِّ" بِالتِّهلَالِ 

هُم قِلَّةٌ مَن أَدرَكُوا أَخطَارَهَا ... وَقَدِ انتَقَوا عِلمًا بِهَا لِوِصَالِ 

فَاستَيقِظُوا مِن نَومِكُم وَاستَشعِرُوا... وَتَجَنَّدُوا لِحِمَايَةِ الأَطفَالِ 

رَبُّوا الطُّفُولَةَ بِالخِصَالِ حَمِيدَةً ... وَعَلَى انتِقَاءِ اللَّفظِ فِي الأَقوَالِ 

وَعَلَى شِبَاكِ "النَّتِّ" فِي تِجوَالِهِم ... كَيفَ انتِقَاءُ الخَيرِ دُونَ مُحَالِ 

وَعَلَى الفَضِيلَةِ أَسِّسُوا مُستَقبَلًا ... خَالٍ مِنَ التَّفرِيطِ وَالإِهمَالِ 

يُعنَى بِمَاضِينَا وَحَاضِرِنَا مَعًا ... بِالرَّبطِ فِي الأَلوَانِ وَالأَشكَالِ 

وَبِسِيرَةِ الآبَاءِ وَالأَجدَادِ عَن ... كَثَبٍ بِلَا نِسيَانِ أَو إِغفَالِ 

ــــــــــــــــــــــــــــ 

محمد جعيجع من الجزائر - 14 نوفمبر 2025م



**كم انت بعيد*** بقلم الكاتب /محمد رشدي روبي

 **كم انت بعيد***


كم انت بعيد.....


ماذا تركت لي من

صهيل حرفك

والهروب…؟


كل آت منك جميل 

وما أتى ضاع في

غياهبه البريد


دمعتي تدرك معاني

قلما يأتي

بها الوجود


غرقت وأغرقتني

في المسافات....


كم تشعر الاوقات

بفقدك التليد


يتناوب القهر على

مذابح الألم المستباح


أترع الاشواق

أكتمها كنوبات جنون


أقبضُ على جمر الفراق

اتلو آيات الصمود


هل امسح دلالات

الصقيع.. هل أحلِّق

من بعيد…؟


هل تسكن طيور

الهجر أعشاشها

من جديد...؟


ما زلت اقرأك واتنفس

بعضا منك

وانثر انفاس الضياع

بين تلال عشق قديم..


لن استكين وبوادر

الوفاء تسكن

في اليقين


طيورها الاحلام

تذكر عشقها القديم


هل تبعث من جديد..

اسكب دموعك

بين انقاض الشريد


اسلك دروب الهجر..

هل نبدأ

من جديد..؟


بقلمي /محمد رشدي روبي

فلسطين



الطيب و الحياة الجزء الواحد والعشرون ( أ ) بقلم الكاتب رمضان عبد الباري عبد الكريم

 الطيب و الحياة 

الجزء الواحد والعشرون  ( أ )

***********************

    

      وبعد أن غادر زكى القهوة تاركا وراءه كل من ابوشامة والعترة ودودة موس يتحدثون عن ترك زكى لهم  و توبته ورجوعه إلى الله

   عاد زكى إلى غرفته بجوار الشيخ مجاهد ابو الخير و عند دخوله إلى غرفته رأى جمع غفير من الناس من مريدين الشيخ  فى فناء السطح يجلسون فى إنتظار خروج الشيخ مجاهد إليهم ،  سلم زكى عليهم ثم دخل إلى غرفته ، قام بإحضار العشاء لنفسه وأخذ يأكل و هنا شعر زكى بالوحدة وأخذه الحنين الى أمه وأخاه ، فلم يكمل زكى عشاءه وقام بتغطية الطعام ، ثم بدل ملابسه وصلى العشاء وفرد جسده على سريره واستغرق في النوم ،  وبعد أن نام زكى رأى فى منامه  نفسه أمام جماعة من الناس يجلسون على هيئة حلقة الذكر وفى وسطهم الشيخ مجاهد أبوالخير وبجواره أحدهم ينشد واخر يضرب بالدف فى إيقاع هادىء تستقر و تستكين معه النفس وأخذ المنشد  ينشد قصيدة للشيخ صالح الجعفري يقول ويردد الجمع وراءه 

المنشد ...   

  رضينا يا بنى الزهراء رضينا 

            بحب فيكم يرضي نبينا .

الجمع يردد وراءه 

    رضينا يا بنى الزهراء رضينا 

           بحب فيكم يرضي نبينا .

و ضارب الدفء يمشي مع المنشد فى ايقاع يطرب القلوب

المنشد ....

     بالسبط الحسين كذا اخوه

             وحيدر ثم زين العابدينا. 

الجمع ....

     رضينا يا بنى الزهراء رضينا 

            بحب فيكم يرضي نبينا .

المنشد .....

      وزينب لها فضل سمى

              سلالة احمد فى الطيبن .

الجمع ....

    رضينا يا بنى الزهراء رضينا 

               بحب فيكم يرضي نبينا. 

المنشد...

     لها نور يضيء مثل شمس 

               من المختار يشهده نبينا.

    لها جود لها كرم وعطف

         حوت فضل يرى المنصفين . 

الجمع 

     رضينا يا بنى الزهراء رضينا 

             بحب فيكم يرضي نبينا         

    وأثناء هذا الانشاد طابت نفس زكى وشعر بشىء لم يشعر به من قبل وسرت قشعريرة في جسده ، وعند ذلك سمع زكى  ضجيج من أناس يأتون من بعيد يتقدمهم رجل يحمل رايات بمختلف الألوان ولما تقدم الناس أمام عيون  زكى وإذا فجاءه يرى  حسان معهم وقال حسان ما الذى أتى به هنا .

    وفى هذه اللحظه يسمع زكى ضجيحا ياتى من الخارج فقام

من النوم مفزوع ، وينظر ما هو الأمر ففتح باب غرفته و وجد 

الناس يجلسون فى حلقة الذكر والشيخ مجاهد يتوسطهم والمنشد وضارب الدفء بجواره تماما كما رأى فى حلمه ولكن لفت انتباه زكى فى هذه اللحظة قدوم رجل يحمل رايات بمختلف الألوان ومعه عديد من الناس وكانت المفاجأة أن حسان معهم وهنا اندهش زكى لهذه الأمر .


    ودخل ابو الرايات ومعه الناس إلى حلقة الذكر وكانوا على هيئة دائريه يتوسطهم الشيخ مجاهد، وأخذ الشيخ مجاهد يقرأ الفواتح الصوفيه والصلاة على رسول الله صلى عليه وسلم . 

الشيخ مجاهد ، الفاتحة زيادة فى شرف النبي صلى الله عليه وسلم وال بيته الكرام 

   الجميع،، اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد.

الشيخ مجاهد : الفاتحه الأقطاب الأربعة ، و الفاتحة لأولياء الصالحين و اصحاب البلدة وما حوت من  رجال الله الصالحين من أنس وجان.

الجميع :  اللهم صلى على سيدنا محمد ، ثم الشيخ مجاهد يقول وهو فى حلقة الذكر لا اله الا الله ويميل بنصف جسده إلى الأرض والجمع من خلفه وهم يميلون بنصف إلى الأرض لا اله الا الله ثم يعلون جسدهم إلى اعلى ثم يميل الشيخ والجمع من وراءه لا اله الا الله ، لأ إله إلا الله ، لا اله الا الله وزكى مندهش لما يرى لانه أول مره يرى حلقة ذكر في حياته ولكن وجد  حسان جالسا ولم يكن معهم فى حلقة الذكر ، وأشاد الشيخ في الانحناء والقيام والجمع خلفه مرددين لا اله الا الله , لا اله الا الله ، لا اله الا الله ، إلى أن وصلوا إلى ذروة الذكر وكل من كان فى حلقة الذكر يتصبب عرقا من الجهد الذى بذلوه ، وإذا بالشيخ مجاهد يقول وصلى الله على سيدنا محمد وهنا وقف الجميع عن الذكر ، وهذه علامه على انتهاء خلقه الذكر ، ثم قرأ الشيخ مجاهد يقرأ الفواتح الصوفيه مره اخري .


  وبعد ذلك جلس الناس دوائر دوائر حول الطعام الذي أحضر إليهم ، وزكى واقف يشهد هذا المشهد المهيب وإذا برجل يخبره بأن الشيخ مجاهد يريده فى حجرته ، فذهب زكى إلى حجرة الشيخ مجاهد و وجد كل من  حسان وأبو الرايات يجلسون مع الشيخ ، فسلم زكى السلام عليهم .

زكي : السلام عليكم .

الحضور : وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته .

الشيخ مجاهد : تعالى يا زكى اجلس بجانبي .

ودخل زكى وجلس بجوار الشيخ مجاهد وأمامه كل من حسان وأبو الرايات ، وهنا نظر حسان إلى زكى وابتسم. 

الشيخ مجاهد : اليوم عندنا ضيوف يا زكى  , ابو الرايات  أتى وبصحبته الأبن حسان من أحباب سيدي عواض بقليوب .

زكى   : إبتسم وقال يا شيخنا أن حسان زميلي فى العمل وسوف يكون ضيفى الليله 

الشيخ مجاهد  : على بركة  ولكن الاول سوف تناول العشاء  وبعد ذلك يفعل الله ما يشاء .

وبالفعل تم إحضار العشاء ، وبعد أن تناول الشيخ مجاهد وزكى وحسان وأبو الرايات العشاء، توجه الشيخ مجاهد ابو الخير كل من زكى وحسان قائلا لهم


الى الجزء التالى إن شاء الله 


القاهرة 

18/11/2025

رمضان عبد الباري عبد الكريم 

شاعر وكاتب روائي



((شـــــــوق وحــنــيــن )) بقلم الشاعر عــبــد الــمـلـك الـعـبَّـادي.

 ((شـــــــوق وحــنــيــن ))


قــل لــي: بـربّكَ مـا جـرى

مَنْ باعَ روحِي واشترى؟!


قــل لــي: فــإنَّ مَـدَامِـعي

كالسِّيلِ يَمْضِي في الثّرا؟!


كــانـت بــنَـاتُ مـشَـاعِـري

مــثـلَ الـنَّـسِـيمِ إذا سَــرى


تَــهْــفُــو بــلــيـلٍ حَـــالــكٍ

وتَــصُــوغُ شِــعـرًا مُـبْـهِـرا


حــتــى تــعـكّـرَ خَــاطِـري

وَضُــحَـى خـيَـالـي أدبَـــرا


فـعـجـبتُ كــيـفَ تَـنـكّرَت

والـشّـوقُ قـد بـلغَ الـذّرى!


وعَــلِــمــتُ أنَّ صــبَـابَـتِـي

فــيـهَـا الـحـنـيـنُ تَــجَـذّرا


وبـــأنَّ جَـــدْبَ قَـرِيـحَـتِي

سَـيَـعُـودُ صَـيْـفًـا مُـمْـطِـرا


يُــزجِـي الـقَـرِيضَ بـحـبرِهِ

نُــخـبًـا تَــــذُوبُ، وسُــكّـرا


يــــا أيــهَــا الـقَـمَـرُ الّـــذي

فَـاقَـت مـحَـاسِنُهُ الــورى!


مَــازِلـتَ بــيـنَ جَـوَانِـحِـي

مِــسْـكًـا يــفــوحُ وعـنـبـرا


وهـــوَاكَ يَـنْـبِـضُ بـالـجَـنَا

نِ، مُـــهَـــلِّــلًا ومُـــكَـــبِّــرا


كـالـسّـلـسـبـيلِ حــــــلاوةً

عــذبًـا يَـفِـيـضُ، وكــوثـرا


مـشـكـاةُ هــديـكَ سـيِّـدي

نــــــورٌ يَـــزِيـــدُ تــبــلـورا


ولأنــتَ شـمـسُ غـيَـاهِبي

صــبــحٌ تــفـتّـقَ وانــبــرى


أمـضـي ويـومـي شَـاحِـبٌ

وَسِـــوَاكَ عـيـنـي لا تـــرى


الــحُـبُّ أشــعـلَ خَـافِـقـي

حِـــمَــمًــا، وزادَ تَــسَــعُّــرا


وأذاقـــنــي مِــــنْ بــأسِــهِ

وطــغـى، وصَـــالَ تَـجَـبُّرا


ولـكـمْ تـغـلغلَ فــي دمــي

وعـلـى شـجـوني أمـطـرا!


يَــغـتَـالُ مــنّـي مُـهْـجَـتِي

ويُـحِـيْـلُ ضِـلْـعِـيَ مَـقـبَـرا


وأنـــا الّـــذي فــي حـبِّـكُمْ

مــازِلــتُ أَفــتَـرِشُ الــعَـرا


مُــتَــمَــسِّــكٌ بِــعُــرَاكُــمُـو

وَعُــرَاكُـمُـو نِــعْــمَ الــعُـرا!


أشـكـو جـحـودي، والـنّوى

وضــيَـاعَ عُـمْـرِي، والـمِـرا


وأبـــثُ شــجـوَ قَـصَـائدِي

بـــوحًــا بــلـيْـغًـا مُــثــمِـرا


وأنـــوحُ كـالـثّـكلى غَـــرِيْ

بًــا، أبـتـغي طـعـمَ الـكـرى


فـلـعـلَّ طَــيْـفَ وصَـالِـكُـمْ

يَـسْرِي، وأنـعِمْ مِـنْ سُـرى!


ولــعــلَّ صُــبْـحًـا يَـنـجَـلي

فــأفــوزَ فــيــهِ، وأظــفـرا


وصــــلاةُ مــولانــا عــلــى

مَـــنْ شــعَّ مِــنْ أُمِّ الـقُـرى


طـــــه حــبــيـبِ قـلـوبـنَـا

مــــا جَـــادَ ربّـــي أو بَـــرا


والآلِ والأصـــحَــابِ مــــا

عــــودُ الـبَـسِـيـطَةِ أثــمـرا


عــبــد الــمـلـك الـعـبَّـادي.


بَلْقيس هِي بقلم الكاتب محمد اخليفة بن عمار

 بَلْقيس هِي

يا عابِرًا خُذْني لِمَن أَهْواهُ

كُنْ هُدهِدًا ودْلْني لِهُداهُ

هَاتِ النَّبَأَ اليَقينَ فإِنَّني

مُشتاقٌ لِلْخَليلِ ولِسُكناهُ

قِصَّةُ الهُداهِدِ وبلقيسِ عِشقٌ

غابَ الرَّسولُ لِساعَةٍ ثُمَّ أَتاهُ

بَلِّغْ سَلامي لِلْحبيبِ ونَثِّرِ الـ

شَّوقَ العَميقَ بِدَربِ مَمْشاهُ

وأبْلِغْهُ أَنّي في لَهيبِ وِصالِهِ

أَهْوا ذِمامَ تُرابِ مَرْفَى خُطاهُ

أُطْفِئْ بِذِكراهُ سَعيرًا مُحرِقًا

قَدْ أَوْجَعَ الفُؤادَ وأشْقاهُ

ضاعَتْ سُنيني كَيْ أراهُ ولَمْ أَزَلْ

أرجو بِما بَقِيَ العُمُرِ لُقياهُ

قُلْ لِلحبيبِ يَـا هُداهِدُ إِنَّني

مُتَيَّمٌ أَسِرَ الهوى في مَغناهُ

بِتُّ التَّائِهَ المَطْروحَ لا وَطَنٌ

أَمْشي إليهِ بهِ ولا عُنوانُ سِواهُ

فَخُذِ الرمادَ مِنَ الجَدَثْ وانْثُرْهُ

لَعَلَّ ريحَ الهَوى للحبيبِ تَصْفاهُ


محمد اخليفة بن عمار



الراقصة بقلم الكاتبة هادية آمنة

 الراقصة


زنابق بيضاء لا تزدهر إلا في ضوء القمر .

تذوي إذا مستها الشمس.

هي التي كانت تُحبّها وتعرف أماكن وجودها. تسيرُ إليها حافيّة عند إكتمال البدر.

تُدميها الأحراش و إبَرُ الصّنوبر .

تُجٍدُّ في الذهاب إلى حافة النّهر مُتناسية الأصوات التي تصيحُ فيها تمنعها .. تُهدّدها تُثنيها.

“إذا لم تخافي  من الضياع فخافي من السباع المترصدة خلف عتمة الأكمة..

روح مُتنطّعة كروحها لا تُدركُ معنى الخوف والخطر..

كان أمْنُها الغرير يَكبُر فيها مع حفيف أشجار الصفصاف وهي تضمُّ إلى صدرها أزهار الزنابق القصيرة العُمر…

حِنكتُها هزيلة وميراثُ الطّبيعة المتوحّش فيها كبير..

أيقنتْ أنّها في حاجة إلى إنعتاق سحريّ لروحها.

في حاجة إلى نغم حالم صاخب كنفسها المتقلبة في حاجة إلى طفرة هائلة من العشق..

“طريقكِ ملتويّة كالثّعابين وكلّ جنون منكِ هو لدغة..

تتباعد الأزمنة والأمكنة وتتوحّد الّلدغات…

في جنون تتقافزُ ألسنة النّار أمامها فتنزَعُ عنها كلّ أثواب الغواية..تتعرّى تماما…

قد تُستثارُ النار وتَغرس مخالبها فيك….

تتطلّعُ الأحراشُ إلى جسدها المتوهّج وهو يغوص في اللّهب المُستعر …

تتباعث الموسيقى من الكائنات المحيطة بها المُحدّقة فيها.

خفّت الرياح من عويلها لتتأمّل وجه الراقصة وهي تتطلّع بعيدا خلف ستائر الزّمن…

“أنتِ تُنشدين اللّعنات تتعرّين ترقصين وسط النار على إيقاع الجنون ”

ماذا تفيد النصيحة مع من تلبسته شياطين العشق ..

لقد إحتلّ التمرد كلّ ذرّة فيها ليَهبها الحريّة والإنطلاق …

ملأت الوهاد والسهول داخلها وخارجها بالقتلى

فكانت تضحك وتبكي بلا سبب…

يا بؤسها … هي عاشقة ولا تدري من عشيقها….

طاردتها الأصوات وأهاجتها النّغمات…

توسّلت الزنابق من أجلها كثيرا حتى لا تُغافلها النار وتلتهمها بين أحشائها..

توسّلت إلى القُوى الخارقة في مُخيّلة البشر أن تجعل النار بردا وسلاما على راقصة القمر…

توسّلت إلى الشموس إلى الأقمار إلى الوهاد والأدغال إلى الجبال والأنهار أن تنتشلها من بوتقة أتون الجحيم…

توسّلت الزنابق وجدّت في التوسّل فهي قصيرة العمر وحبيبتها دامية القدمين على نصال الشوك تسيرُ….

تناهى للثلوج البيضاء

توسّل الزنبقة و النداء

فكان لراقصة القمر ساترا بارد الهواء…

تناهى لطحالب البحار السمراء توسّل الزنبقة والنداء

فعجنت لجروح الأقدام الحنّاء .

تناهى للكروم توسّل الزنبقة والنداء.

فسكبت بين شفتيها خمرا لها طُهر الماء..

لم تكف الزنبقة عن لمس الراقصة تتحسسُها فعمرها قصير وهي تخاف الفناء..

أينعت الزنبقة عندما لامست العُريّ الرّاقص فامتلأت بعصارة الخُلد وتجدُّد التّكوين…


تنسحب أفعى بين الأحراش وتُطلق صوتها فحيحا “الخلد… الخلد..ما أشد ضُعف ذاكرة الزّنابق مع عدم إدراكهم لدورة الموت والحياة ”

لم تُخلق راقصة القمر على شاكلة العامة…

هم خائفون إلى درجة الخنوع لا يسألون لا يُفكّرون فما سرّها؟؟؟

هرست الأفعى الأعشاب و مزّقت الأغصان واقتحمت الدّغل ومرّغت وجهها في الرّماد تحت أقدام الراقصة..

وقالت “لقد بحثت عنك طويلا وقتلتُ من أجلك كثيرا

حتى أظفر بسرّك..”

إنطفأت النار وانسحبت الزّنابق

واستسلمت الراقصة للمسات الّلزجة للأفعى وهي تنزلق على جسدها المرتعش..

كشّرت على أنيابها وهمّت بلدغها ثم قالت

“خرقتِ الأعراف والأوامر..تجرأتِ على الرقص عارية وسط اللهيب وما احترقتِ..ولّدتِ أعمارا لقصيرة العمر الزنبقة فما سرّك؟

“إنّه العشق ..العشق الكبير الذي مسّ قلبي..”

“سرّك منقوص مشبوه…”

ثمّ صاحت مقهقهة…..

“العشق؟ العشق؟

انصرفي.. أبتعدي..انفجري ”

لم تتوقّع الراقصة الخلاص فأخذت تعدو بلا وجهة تعرفها..

قالت الغربان في أعالي الأشجار

والضفادع على ضفاف الأنهار.

“الأفعى لا تترك حسنا سالما ”

كانت الزنبقة تستمع متألمة إلى كلماتهم

“آه لو تستطيع راقصتي التغلّب على كل هذا الثوران البريّ داخلها وتستنكف بالخضوع كغيرها”

بكت الزنابق وانتحبت الأشجار

ضاعت الراقصة في العتمة. رحل الجميع وبقيت وحيدة في الوهاد القاحلة حينها أدركت أنّها تحتاجه رغم التباس طقوس الولاء..

كانت تراه من حيث يراها.

“قال من عليائه اتبعيني ”

فسارت مضطربة القدم في الحلكة في المنحدر الوعر تخشى الزّلق وتخاف الوحشة..

صرخت وصاحت وسقطت على أديم الأرض ممسكة بكاحلها وقد بدأت البرودة والزرقة تغزو جسدها….

انتفضت ثمّ مدّت يدها إلى مكبح الدوش البارد تُغلق زخّاته..

التفت ببرنسها الورديّ واستلقت تُنشد الاسترخاء بعد رقصتها الصباحيّة اليوميّة.

هادية آمنة

تونس



رقصة مع الغيوم بقلم الكاتبة زينب حشان

 ✨رقصة مع الغيوم✨


أمشي 

وتمتدّ نحوي الغيوم

كظلّ يُجيد إصغاء وحدتي،

تحجب عن نظري

ما تبقى من نور النهار.

أمدّ يَدي…

فتنسحب القطرة

كأن وقْع الحزن

يُربك ماء السماء.

وحين أَهمّ بالرقص،

تنكسر خطواتي

بصوت الخسارة الدافئ،

ويسقط الهواء

من فَوق كتفي.

يا قلبي…

يا غيمة معلقة

بَين بَرق

وَنبض مُظلم…

إنْ ضاقت الأرض

فَاهطل؛

فالروح، إِن جفت انطفأ نورها…

إِنْ لم تُفِض

و الدمع…

صوت الانسان حين يختنق الكلام

و المطر ،بوح غيْم

أتعبته رحال السماء


بقلم زينب حشان 

              المغرب



ذاك حبـــــيبي بقلم الأديب سعيد الشابي

 ذاك حبـــــيبي

اذا سألك الجاهلون عني

قـولي : هو لغـــز

ألقى به الزمـن البعـيد

يشـرب من مـــائنا

ويأكل من طـــعامنا

يلبـس ثــيابنا ، لكن

لا كنحــــن ، أو 

هو كما نريـــــد 

أنا ، من عشــــت 

في ظلامه حـــياة

وفي ليله شمـــــت

معـنى ، روعة الخلود

اذا ما الصمت عليه طغى

فجرت نوى العشق الصارخ

فـي قلبه المكــــدود

وقمت أرقـص جهـرة

على صدى عشقنا المنشود

ومعا ، رحنا على الكون نردد

أعـذب ما كتبنا فـي حبنا

من صــــادق النشـيد

ذاك حبيـبي ، لو تعلمون

 

سعيد الشابي


الحادثة الأولى بقلم الكاتب يحيى محمد سمونة - حلب.سوريا

 الحادثة الأولى


انتهينا من نشر العقدة اللاسلكية التي أمر بها الضابط، و شرعنا بتشغيل المولدات لشحن البطاريات و فتح الأجهزة اللاسلكية - هى أجهزة ضخمة مؤلفة من عدة كتل و كل كتلة لها وظيفتها - إنها تختلف عن الأجهزة التي درسناها في مدرسة الإشارة، و قد تطوع رؤساء المحطات اللاسلكية في الفوج أن يشرحوا لنا آلية و كيفية تشغيل المحطات التي هي الآن بين أيدينا -  


لقد غدونا في حالة تعب شديد و إرهاق، لكنه لا بد من تنفيذ التعليمات الصادرة إلينا، حتى أنه لا مجال لوضع لقمة في فمنا


كانت محطتنا تتألف من ثلاثة أفراد : رئيس المحطة و أنا و السائق [ كانت مهمة السائق مجالسة إبريق المتة فحسب ]


و كانت لي في تلك الليلة في تمام الواحدة من ظلمة الليل مناوبة على الجهاز اللاسلكي [ لم يسبق لي قبلها أن رقدت عيني، ذلك أن رئيس المحطة قال لي بأن الأرض هنا ملأى بالعقارب السامة و أنه يصعب النوم على الأرض، لذا رأيتني اضطررت إلى النوم بهيئة الجالس داخل مركبة لا مكان فيها للنوم، و الجو آنذاك شديد البرودة بحيث أنني حين انتبهت لنوبتي على الجهاز كانت الدماء شبه متجمدة في عروقي و أكاد لا أستطيع الحراك


في الساعة السابعة من صبيحة اليوم الثاني تم طلب اجتماع عاجل لكافة عناصر المحطات اللاسلكية عند مركز القيادة عن بعد، و قد علق رئيس محطتنا على طلب الاجتماع هذا بقوله " أشو، خير إن شاء الله! "  


وقف الرائد إسكندر وسط الاجتماع و كأنه الطاووس، و قال بنبرة تسلطية: " الحمار اللي كان مناوب في المحطة - و ذكر اسم محطتنا - في الساعة 1 ليلا، فليمتثل أمامي"

يا إلهي، هذا أنا المطلوب.

- وكتب: يحيى محمد سمونة - حلب.سوريا 

إشراقة شمس93

احلام بقلم الكاتب صالح مادو

 احلام

عبر "الفيس" أتصلُ...

كلما ضاقَ بي يومي

أفتحُ نافذتي نحو الحلم

وأهربُ من الصمت 

صرتُ عاشقًا للكلمة

مسافرًا في فضاءٍ من حروفٍ وحنين

أكتبُ عن مدينتي التي تنامُ على جرحٍ قديم

وأزرعُ في سطورها

أحلامًا حلوةً كي لا تموت


ألتقي الوجوه...

شابًّا يركضُ نحو الغد

وشيخًا يتوكّأ على ذاكرته

وفتاةً تحلمُ بعناقِ الصباح

وامرأةً تهمسُ للحياة: أنا هنا!


تقاعدي لم يُطفئني

بل أشعل فيَّ حنينًا

إلى كلامٍ جميلٍ يشبهني

إلى بدايةٍ أخرى

تمحو الفراغَ الذي يسكنني


أتجوّلُ بين الصفحات

أفتّش عن نفسي

عن أحلامي الضائعة

بين الحقيقة والخيال


وأبتسم 

لأنّ الكلمة ما زالت

تمنحني حياةً جديدة

...... 

صالح مادو

المانيا 19/11/2025


حبيبتى بقلم عبدالمنعم عدلى

 حبيبتى

أحببتك حبا جما

وتركت لك الحبل سائب

وأقول لك 

بعد عينى مارأت

وكذبت فيك سمعى

ولم أصدق عينى

أخنتينى

ألم تخوننى

فإنى رأيتكما

وأنتم على 

مضجع حبنا

ومشيت 

ونسيت الدنيا

ونسيت نفسى

أجبينى

أهذا صحيح

فلاتكذبى

وأنا كنت

منك فراش ذائب

أم كنت دمية

بين يديك

فأنت أنت

وأنا أنا

فياليتها كانت القاضية

والأن عرفت

ان ليلك لم

يطلع له نهار

فكنت أظن

أنه العشق 

ولكنه الحب الأعمى

فإتركى مضجعى

فانا لم إثق

فى أحد بعدك

وياليتنى شقيت

بحسن ظنى

بقلمي عبدالمنعم عدلى


مجلة ( الرسالة ) و دورها الثقافي في الوطن العربي / بقلم : السعيد عبد العاطي مبارك الفايد - كاتب و باحث و تربوي مصري ٠

 مجلة ( الرسالة ) و دورها الثقافي في الوطن العربي /

بقلم : السعيد عبد العاطي مبارك الفايد - كاتب و باحث و تربوي مصري ٠


حيّ الرسالةَ واقبس من محيّاها ما شئتَ من حسنها أو من حُميّاها


رفّت على الشرق أندى من أزاهره كأن من نفَحات الخلد ريّاها


وأشرقَت بشعاعِ الفكر ناضرةً تُسبي القلوب وتَجري في حناياها 

( أحمد العجمي )


"  لو أن الحكومة أغلقت سفارتها فى الشرق وأبقت على الرسالة لكان خيرًا لها وأجدى عليه" ٠

( علي آمين )


عزيزي القارىء الكريم ٠٠

الحديث عن الثقافة الإسلامية و العربية ذو شجون ، و لِمَ لا فقد بدأ العالم الإسلامي و العربي معا نحو حركة التجديد و التنوير و الإصلاح بعد فترة الجمود و العزلة و الانحطاط الحضاري ، و التي سيطرت عليه قرون طويلة تحت سطوة الاحتلال و ظهرت الحملة الفرنسية و الانجليزية على مصر و برزت المقاومة الوطنية الشعبية و حكم محمد على و أسرته و مسيرة الخديو إسماعيل المجدد في نهضة شاملة لمصر المحروسة ٠٠

وجاء جمال الأفغاني و أسس قاعدته الفكرية الليبرالية ٠٠

و من ثم فقد تتلمذ على أيديه مؤسسو حركة الإصلاح الفكري والسياسي في مصر وعلى رأسهم الإمام ( محمد عبده ) ، و محمود سامي البارودي رب السيف و القلم والذي أصبح وزيراً للدفاع في حكومة الإصلاح والإخوة المويلحي، و يظهر فيما بعد احمد عرابي و الحركة الوطنية ثم سعد زغلول و هكذا ٠٠

كما أنه شجع على إصدار الصحف وساهم فيها ومنها (جريدة مصر ) لإسحاق أديب و (التجارة ) و( الوقائع المصرية)، وأسس كذلك مع تلميذه محمد عبده جريدة «العروة الوثقى» في باريس ٠٠

و نكتفي بهذا التمهيد ، و نعود إلى الحركة الفكرية و المشهد الثقافي على الساحة العربية ومدى أثر مجلتي ( الرسالة و الثقافة ) المصرية على التنوير و نشر التجديد في ضخ ثقافة تلائم هويتنا العربية و الدينية في ثنائية الروح الفلسفية الجمالية مع تطور الواقع ٠٠

و توافد المجلات العربية من المحيط إلى الخليج ٠


و تستمر حلقة الصحف و المجلات ، ونلاحظ جريدة( التنبيه ) في مصر و حلت مكانها ( الوقائع المصرية ) ، والتي أصدرها، باللّغتين العربية والتركية، والي مصر محمد علي باشا في العام ١٨٢٨ م ٠


و مجلة «الريحانة» أول مجلة نسائية في مصر أساسها جميلة حافظ و هي أول امرأة مصرية تؤسس مجلة نسائية، فأصدرت مجلة «الريحانة» عام 1907، وصدرت بشكل شهري في مدينة حلوان، ثم تحولت لجريدة عام 1908.


و قد أصدر مجلة نسائية في مصر عام 1893م ( الفتاة ) و هي أول مجلة نسائية عربية معروفة، أصدرتها في الإسكندرية الصحفية اللبنانية هند نوفل. 

صدر عددها الأول في 30 نوفمبر 1892، وتوقفت عن الصدور سنة 1894.


= و هنا نلقي الضوء في عجالة حول بعض المجلات العربية الثقافية و التي سطع نورها بعد الحرب العالمية الثانية على المشهد الثقافي في توالي ، بعد أن وضعت الحرب العالمية الثانية أوزارها تمخضت عنها حالة أدبية و فنية و ثقافية امتدادا للحالة السياسية في البلاد فنلمح خط سير بعض المجلات التي باتت وليدة على خريطة الثقافة وسط رواد الأدب و الفكر و العلم و الفن و الدين و الفلسفة و الاجتماع ٠٠

وعلى سبيل المثال لا الحصر :

ففي القاهرة شاهدنا  صدور ثلاث مجلات مهمة في تاريخ الحياة الثقافية المصرية والعربية، وهي مجلة «الرسالة» لأحمد حسن الزيات في عام 1933، و«الثقافة» لأحمد أمين في عام 1934، و«أبوللو» 1932، التي أسسها الشاعر أحمد زكي أبو شادي.

و مجلة الكاتب الهلال الطليعة ادب و نقد مجلة الثقافة و مجلة الكواكب الفنية ٠

و المجلة العربية و الفيصل 

السعودية و الدوحة قطر و مجلة العربي الكويت

مجلة الف باء العراق مجلة الثقافة السورية

مجلة الشاهد ليبيا  مجلة البحرين الثقافية مجلة الشارقة الثقافية مجلة المسار الثقافية اليمنية مجلة نزوى و الثقافة العُمانية مجلة أفكار الأردنية مجلة فكرة الفلسطينية ، فواصل الثقافية الجزائرية مجلة الحياة الثقافية التونسية مجلة الثقافة المغربية الثقافة الموريتانية  مجلة رؤية الصومالية ، و مجلة الاتحاد ، مجلة جيبوتي اليوم ٠


- مع مجلة الرسالة :

و نختم موضوعنا بجولة حولة مجلة الرسالة و دور أحمد حسن الزيات و مدى التأثير الإيجابي في الحركة الثقافية العربية في مشهد متكامل و تبادل ٠٠

مجلة ( الرسالة ) المصرية أصدرها: أحمد حسن الزيات باشا (ت ١٣٨٨هـ)

عدد الأعداد: ١٠٢٥ عددا على مدار ٢١ عاما ٠

و تم طبعها أجزاء و مجلدات و قرأنا منه بعض أعداد قديم و شاهدنا في معرض الكتاب المجلدت التي ضمت مجلة الرسالة في موسوعة شاملة مطبوعة لمن يريد أن يقتنيها ٠

تعد مجلة الرسالة واحدة من أشهر المجلات الثقافية في تاريخ مصر رأس تحريرها الأديب المصرى أحمد حسن الزيات (1885-1968) وانطلقت فى عام 1933م، وكتب رموز الأدب والفكر العربى آنذاك مثل (زكى نجيب محمود العقاد، أحمد أمين، على الطنطاوي، محمد فريد أبو حديد، أحمد زكى باشا، مصطفى عبد الرازق، مصطفى صادق الرافعي، طه حسين، محمود محمد شاكر والشابى).


 وقد أوردت د٠ نعمات أحمد فؤاد في كتابها (قمم أدبية): 

أن على أمين سافر إلى الشرق بعد احتجاب الرسالة وعاد يقول: 

" لو أن الحكومة أغلقت سفارتها فى الشرق وأبقت على الرسالة لكان خيرًا لها وأجدى عليه" ٠

 

وعندما توقفت الرسالة عن الصدور كتب العقاد يقول :

"لم يكن يدور بخلدى حين كتبتُ هذا أن مجلتين فى طليعة مجلاتنا الأدبية تضطران للاحتجاب عن قُرائهما قبل انقضاء شهرين، فبدأت السنة الحاضرة باحتجاب (الثقافة)، وقد مضى على ظهورها (ست عشرة سنة)، ولم ينقضِ الشهر الثانى من السنة حتى أعلنت زميلتها (الرسالة) أنها تختم أعدادها، وتودع قُراءها، وقد مضى على ظهورها أكثر من عشرين سنة، ولا شك أنهما حادثان سيُذكران من حوادث هذه السنة عند الكتابة عن تاريخ الأدب العربى الحديث".

 

وعادت الرسالة للظهور عام1963 م، باسم (الرسالة الجديدة)، ويُسند تحريرها إلى الزيات، ولكنه حاول جاهدًا أن يوقفها فى وجه الآلام والأماني، ولكنه لم يستطع أن يشحذ همتها وسط عوامل التجديد والسرعة، وعوامل الثقافة المذبذبة.

وقد مدح الشاعر أحمد العجمي مجلة الرسالة و منها هذه الأبيات التي تعكس المشاعر نحوها :

حيّ الرسالةَ واقبس من محيّاها ما شئتَ من حسنها أو من حُميّاها


رفّت على الشرق أندى من أزاهره كأن من نفَحات الخلد ريّاها


وأشرقَت بشعاعِ الفكر ناضرةً تُسبي القلوب وتَجري في حناياها ٠


- نبذة أحمد حسن الزيات :

هو أحمد حسن الزيات باشا - ١٨٨٥ / ١٩٦٨ م 

من كبار رجال النهضة الثقافية في مصر والعالم العربي ، ومؤسس مجلة الرسالة ، اختير عضوا في المجامع اللغوية في القاهرة ، ودمشق ، وبغداد ، وفاز بجائزة الدولة التقديرية في اﻵداب عام 1962 م في مصر .

و الآن نطالع مجلة النيل و الفرات الثقافية الموسوعية المصرية أسسها الشاعر و الناقد و الكاتب المسرحي ناجي عبد المنعم و التي تصدر نصف شهرية و لها بصمات تنويرية ٠

و مجلة عروس الآداب العراقية عبد الزهرة عمارة

و مجلة الآداب و الفنون العراقية علي لعيبي ، و مجلة البصرة الثقافية ، و مجلة فرقد السعودية و مجلة دمياط المصرية متولي محمد بصل 

و مجلة الليبي و مجلة البنفسج الثقافية و مجلة أوتاد الثقافية السورية احمد مونة ، وغيرهم كثيرون ٠

و أخيرا فقد شهدت الساحة العربية إصدارات كثيرة من المجلات الثقافية و الأدبية و العلمية والفنية ٠٠٠الخ ٠

و التي تحتاج إلى مجلد يوثق مراحل ميلادها ٠٠



رقيق الطّباعِ .. بقلم الشاعرة رفا الاشعل

 رقيق الطّباعِ ..


رقيق الطٓباع  بدلٍّ سباني

بألفاظ سحر ٌ و فيض حنانِ


هواه كعذبِ الرؤى في خيالي

و كالخمر  إن عتّقتْ  في الدٓنان


لياليَّ سكرى  بدون خمورٍ   

ومن رقّة الهمسِ راحًا سقاني


فصار حديث المنى في ضميري

منى النّفس أمسى وكلّ الأماني 


هواهُ بقلبي هوى  سرمديٓ 

 يدوم   وراء   حدود  الزٓمان


و  يفتنني  منك  سرٓ  الوقارٍ

و نبلّ الطّباعِ   وسحر  البيان


نثرت ضياءك في أفق روحي 

فضاءتْ أمامي دروب الزّمانِ


و جدت بغيثك في حقل قلبي

فأزهرَ بالوردِ والأقحوان 


و داعبت أوتار  فكري وروحي

فصغت اللحون  وعذب الأغاني


و كم  زارني  منك طيف خيال

و  بات أنيسي بكلّ مكانِ 


وما زلت بعد زمان تقضّى

أسائلُ: هل نلت ما قد كفاني؟


               رفا الاشعل


الثلاثاء، 18 نوفمبر 2025

*** همس الحنين *** بقلم الكاتبة: زينة الهمامي تونس

 *** همس الحنين ***


حين يناديني الحنين

ويتدفق الشوق في أوردتي

أنسحب بهدوء

أنزوي في ركن هادئ

أعيد في ذاكرتي صورًا باهتة

لقطات ما زالت تختزلها الذاكرة

أفتح نوافذ الوقت

أستنشق بقايا حلم نام على عتبات المساء

وأترك ظلال الذكرى تعبر إلى قلبي بخطوات ناعمة

كم من لحظة مضت

لكنها لا تزال تضيء كشمعة وتذوب شوقًا

طيف من ضياء ونور

وموسيقى تدغدغ أوتار الروح

تهمس لي بأن بعض الغياب أجمل من الحضور

وأن للألم وجهًا من الحنين لا يراه إلا من تذوقه

أعود نجمة هاربة

تائهة في سماء شاسعة

أو فراشة تبحث عن زهرة

ألفت رحيقها ويأسرني حسنها

أحط على أطراف الذاكرة بلهفة

أرتشف الدهشة بلذة

ثم أعود إلى صمتي أزرع فيه نجمة

وأنتظر طلوع الفجر


بقلمي:  زينة الهمامي  تونس



** ((ثأر)).. قصة: مصطفى الحاج حسين

 ** ((ثأر))..

قصة: مصطفى الحاج حسين


ـ حدث ما توقّعته، فما إن استلم الإدارة، ووضعَ مؤخّرته على كرسيّها، حتّى أرسل بطلبي.  

شكوكي تقودني إلى الاعتقاد بأنّ المدير لم ينتقل إلى الشركة إلاّ من أجلي، وأؤكّد بأنّه يعرف أنّي أعمل هنا، وإلّا، فمن أين علم بوجودي؟!.. ليستدعيني بهذه السّرعة؟!


نعم... كنتُ محقّاً عندما فكّرتُ بأن أقدّم استقالتي.  

لن أدعه يشمت بي، لن أعطيه فرصة للانتقام.  

سأقذفُ استقالتي بوجهه فورَ دخولي، وإذا وجدتُ منهُ حركة أو كلمة يمكن أن تسيء إليّ، سأصرخ بوجهه دون خوف:


ـ ما زلتَ بنظري.. ذلكَ الطّفل.. ابن (الزّبّال) وإن صرتَ مديراً كبيراً!


ولأنّهُ مستاءٌ من مديره الجديد، ولأنّهُ لا يكنّ له سوى البغض، فقد قرّر ألّا يطرق الباب... يرفض أن يقفَ للاستئذان.  

أمسكَ القبضة بعنف، فتحَ الباب بجلافة، وما إن أبصرَ المدير جالساً خلفَ طاولته، حتى حدجهُ بنظرةٍ قاسية، ممتلئةٍ بالكُره والتحدي.


نهضَ المدير بعَجلة، وابتسامةٌ عذبة ترتسمُ على شفتيه، هاتفًا بصوتٍ كلّه صفاء:

 

ـ (حسين)!!.. أهلاً وسهلاً، أهلاً وسهلاً!


تحرّك من وراء طاولته، مادّاً ذراعيه لملاقاة (حسين)، الذي أدهشتهُ المفاجأة للوهلة الأولى.  

ظنّ أن المدير يسخر منه، وراح يقترب ببطءٍ وحذرٍ شديدين، غير مصدّق أنّه سيضمّه إلى صدره، حيثُ سيلوّثُ طقم المدير ببزّتهِ المتّسخة.


تابع المدير ترحيبه الحار، بينما كان يقترب من العامل المتجمّد الملامح، ليأخذه إلى صدره، ويضمّه بقوّةٍ وشوق، ثم ينهمر على خدّيه بالقبلات الحارّة. ورغم هذا، ظلّ (حسين) محافظًا على صمتهِ وجمودهِ، وعادت عباراتُ الترحيب من المدير:

 

ـ أهلاً (حسين)، والله زمان.. كيف أحوالك؟


ولأوّل مرة، يجد العامل نفسه مضطرًّا لأن يُحرّك شفتيه، ويتمتم ببرودٍ جافٍّ:

  

ـ أهلاً حضرة المدير.


قهقه المدير من هذه العبارة الرسمية،  

بينما سيطر الرّعب على قلب (حسين)، فأخذ يتراجع إلى الخلف، في حين امتدت يده إلى جيبه، لتقبض أصابعه على استقالته الجاهزة، كسلاحٍ يُشهِره بوجه المدير.

 

لكنّ المدير اقترب، ليقول بلهجة المُعاتب:


ـ أيّ "حضرة مدير" يا (حسين)! أهكذا تُخاطبني؟!.. سامحك الله، نحن إخوة وأصدقاء.


لم يجد (حسين) سهولة في أن يطمئنّ لشخص المدير هذا، فهو يرى كلّ كلمة ينطقها، أو حركة يقوم بها، سخريةً منه،  

لكنّه في الوقت ذاته...

كانَ في منتهى الحيرة والاندهاش، لأنّه يكاد يلمس الصّدق من نبراتِ صوت المدير، ومن نظراته التي تفيض بالسّعادةِ والمودّةِ، وتساءلَ في أعماقهِ الحائرة: 


ـ أهذا معقول!؟.. هل أصدّقه وأطمئنّ إليهِ؟!.. هل نسي ما فعلته به، ونحنُ أطفال؟!.. أهو متسامح إلى هذه الدرجة؟!.. أم يكذب وينصب لي فخًّا؟!


وانتبهَ إلى صوتِ المدير يطلب منهُ الجلوس على الكرسيّ الوثير.  

في البدايةِ ارتبكَ، وحاولَ الاعتذار، لكنّ إلحاحَ المدير جعلهُ ينصاع، ويقترب ليجلس على حافةِ الكرسي، وكأنّه يهمّ بالانزلاق.


لم يجلس المدير خلفَ طاولته، بل جثم على كرسيٍّ قبالته، وبعدَ أن ربّتَ بيدهِ على كتفِ (حسين)، همس:  

ـ مشتاقٌ إليكَ يا (حسين)... أكثر من عشرين سنة، ونحنُ لم نلتقِ.


فكّر أن ينهضَ عن كرسيهِ، ويرمي استقالته بوجهِ صديقه ومديره، ليخرج مسرعاً من هذا المكتب.  

لم يعد يطيق مثلَ هذا العذاب، فهو في أوجِ حيرته: هل يأخذ راحته مع صديقهِ المدير؟! أو يستمرّ في حذرهِ ومخاوفهِ؟  

إنّه لا يملك دليلاً واحداً، ولو صغيراً، على أنّ المدير يسخر منه.


قدّم المدير إليهِ لفافة تبغٍ، وحينَ التقطها بأصابعهِ الرّاعشة، كانَ المدير قد أخرجَ قدّاحته، وخيّل إليهِ أنّ المديرَ سيقوم بإحراقِ *شواربهِ* الغزيرة!  

جفلَ للوهلةِ الأولى، وتراجعَ إلى الخلفِ، لكنّه أدركَ أنّهُ يبالغ في مخاوفهِ، فدنا ليشعلَ لفافتهِ.


قال المدير مبتسماً:

 

ـ تصوّر يا (حسين)، لم أكن سعيداً باستلامي الشّركة، إلّا بعدَ أن قرأتُ اسمكَ بينَ أسماء الموظفين...  

أنا، بصراحة، انتقلتُ إلى هنا دونَ رغبةٍ منّي.


همسَ (حسين) في سرّهِ، بعدَ أن نفثَ دخّان لفافتهِ بأنفاسٍ متقطّعة، مضطربة:


ـ بالطّبع ستكون سعيداً بوجودي، فها أنتَ تقابلني منتصراً، من كانَ يصدّق أنّكَ ستكون مديراً عليّ ذات يوم؟!  

أنا الذي كنتُ أهزأ منكَ في المدرسةِ والأزقّة...


ومرّةً أخرى... يخرجُ من شرودهِ، على صوتِ المدير:


ـ ماذا تحبّ أن تشربَ؟

 

ـ أنا... لا شيء... شكراً، يا حضرة المدير.


للمرّةِ الأولى، تنعقدُ الدّهشة على وجهِ المدير، وتذبل ابتسامته:


ـ ما بكَ يا (حسين)؟!! لماذا تخاطبني بهذه الطريقة؟!.. هل ستكون العلاقة بيننا رسميّة؟!


حاول أن يجمعَ شتات قواه، ليهتفَ بصوتٍ حازم:


ـ نعم يا جنابَ المدير... أتمنّى أن تكون العلاقة بيننا رسميّة، ورسميّة جدّاً.


اتّسعت الدّهشة على وجهِ المدير المكتنز، أرجع رأسه، وأرسل نظراته المستطلعة... لتقرأ ما يجول في رأسِ صديقه القديم: 


ـ (حسين)... ماذا جرى لكَ؟!.. أخبرني، أرجوك... هل هناكَ ما يضايقك؟!


ولأنّهُ ما زالَ محتفظاً ببقايا عزيمتهِ، قال:

 

ـ بصراحة، يا حضرة المدير، أنا حائر... أكاد لا أفهمك، وأشكّ بأنّكَ تسخر منّي.


دهشةُ المدير بلغت ذروتها، مما جعلهُ يهتفُ باستغرابٍ شديد: 


ـ أنا أسخر منك!!!... معاذ الله... أنتَ صديق طفولتي!


نهضَ عن الكرّسي، الذي لا يتناسبُ وبزّته، قائلاً:

 

ـ أنا لا أنسى كيفَ كنتُ أعذّبكَ، وأسخر منك أيّام الطفولة...


انفردت أسارير المدير، وعادت إليهِ الابتسامة:

 

ـ معقول يا (حسين)!!! هل تظنّني حاقداً عليكَ؟! كنّا أطفالاً... اجلس يا صديقي... اجلس، حدّثني عن أحوالك... وعن زوجتك، وأولادك، ثم أخبرني إن كنتَ مرتاحاً بعملكَ هنا؟

  

قال المدير هذا الكلام، في حين كانت يده ممتدة نحو صديقه، ليرغمه على الجلوس.

 

همس (حسين) بتلعثمٍ واضحٍ: 


ـ أنا خجلٌ منكَ.. ومن نفسي، لقد كنتُ طفلاً شريراً، عذّبتكَ كثيراً، وأهنتكَ.

 

نظرَ المدير صوبَ صديقه بحنانٍ ومودّة:

 

ـ هل تصدق، إنّي أحنّ إلى أيامِ الطفولة تلك، أنتَ صاحب فضلٍ عليّ، فلولا سخرياتكَ مني، ومن والدي عاملِ التنظيفات لما تابعتُ تعليمي. كنتَ أنتَ بمقالبكَ المريرة دافعي للتحدّي والدراسة.

  

في تلكَ اللحظة، طفرت من عينيّ (حسين) دمعتانِ صغيرتانِ حارّتانِ، قفزَ ليحتضنَ صديقه، الذي طالما أمعنَ في تعذيبهِ، همسَ بصوتٍ تخنقهُ العبرات:  


ـ أنتَ عظيم يا (عبد الجليل)، طوال عمرك كنتَ أفضل مني، أرجوكَ  

سامحني.

 

تربّعت الدّهشة على وجهِ الآذن، وهو يدخل حاملاً القهوة، لقد رأى المدير الجديد المفرط في أناقتهِ، يعانق العامل (حسين) ذي البزّة القذرة المتّسخة، وكانا ذاهلين عنه، في عناقٍ طويل.*

 

مصطفى الحاج حسين.  

حلب عام 1991م



__ كتب الحياة __ بقلم الكاتبة/نادياغلام

 __ كتب الحياة __

و أنت في حياتك

تصفحت الكثير من القلوب

و ليس الكل تفهمه و يفهمك

 قرأت العديد من الكتب

و ليست كل الصفحات تجذبك

و لا جميع العناوين تغريك ..

ليبقى أعظم كتاب و أرقى قلب

ذاك الذي يجذبك تارة بفيض حنانه

و تارة بعمق أفكاره و أسراره ،

فيأخذك خطوة أعمق لفهم جوهره

و الغوص في أغوار روحك ..

 ألا ترى أن هذا العالم بأعماقنا

عالم مصغر من كل شيء ..

 متاهات تفكير و كثرة سبل

ضياء آمال و ظلال ظلام

لقاء و فراق، حرب و سلام

و الكل فيما بينه متداخل ..

 أظننا إن فهمنا أنفسنا جيدا

ستتضح لنا الرؤية و نتفهم الكل

حينها تتلاشى المتاهات و الخلافات

فنتصالح مع من حولنا

و تتصالح معنا حتى الحياة ،،

من_همس_حرفي 

بقلمي/نادياغلام



*...شَرٌّ و أَخْلَاقْ...* بقلم الكاتب حمدان بن الصغير

 *...شَرٌّ و أَخْلَاقْ...*

مِنِّي...لا تَغْضَبْ

أيُّهَا السَّاقِي

فأنا مِنَ الجُذُورْ

وحدي الباقي

و أنت شيخ كبير

خَبِرْتَ الماضي و الآتي

فاملأ الكأس و هَاتِ 

وَ دَعْكَ...من تَقْوَى أبي

أنت مِنْ قبلي...دَعَاكْ

كيف نُلَبِّي الآن

دعوة مَنْ مَاتْ

لا تَنْعَطِفْ

لا تبحث من خلفي

عن بقايا الشَّرَفْ

عن خلق ما عشت معهم

إِلاَّ لكي نَخْتَلِفْ

هَاتِ...

و دعني من حديثك البَاقِي

إِنْ لُمْتُ فيك أبي

فأنا أَنْتَ

و أَنْتَ بهذا الوقت

لروحي التِرْيَاقَ

سَكَبْتُ سنين العمر

و ها أنّي بأحْدَاقِكَ

شرٌّ و أَخْلَاقْ

حمدان بن الصغير 

الميدة نابل تونس


أيها السامري بقلم الكاتب المنصو ي عبد اللطيف

 ****** أيها السامري****

ايها السامري

دع الحزن 

وابتسم

يوما ماسنزهر

سنفرح

سننسى

لوعات  العالم

أحزانه

سنزرع عبر الجبال

عبر الوهاد

عبر السهول

عبر أكواخ البؤس/

ومتاهات الفقر

حبوب الأمل

أيها السامري

لا_تستسلم 

فاليوم حزن

ظلم

قهر

نهب

وغذا بين يدي

الواحد الاحد

الفرد الصمد

سوف تنعم

بمختلف النعم

ايها السامري

قاوم  ضعفك

كسر قيدك

فيوما ما

كل جحافل الظلام

ستندثر

يوما ما قيود

الطغيان ستنكسر

يوما ما

ستنتصر

ستنتصر

المنصو ي عبد اللطيف

ابن جرير 15/11/2025

المغرب 



قالت اقرأني بقلم الكاتب فلاح مرعي

 قالت اقرأني

تمعن في قرأتي والتفاصيل 

 أكتب كل ما تلاحظه بدقة وتفصيل 

تمعن واكتب بإمعان كل  ماتراه

 بنظرة معجب وصديق وصاحب وعاشق  

أكتب بنظرة كاتب ومهتم وشاعر 

اقرأني حتى تمل من قرأة كل التفاصيل

واكتب فوق السطور بخط مقروء وجميل

كي اتمع ناظري بما كتبت وامعن الوصف 

كل بشفافية وصراحة ووضوح 

قرأتك وما مللت منك القرأة 

ولا بلغت حد الأرتواء 

اطلالة كالبدر  وجه منير  كالقمر 

يخجل القمر عند اشراقته

وغزلانية عينان زانها سواد كحل 

وجوري خد متورد من خجل 

وشفاه ندية مخضبة برضاب 

ولكن بلغت حد الثمالة عندما 

 عندما التقت عيني بعزلانية عينيك 

ولامست شفتاي الخد الندي الرطيب 

 وتخضبت من شفتيك بشهد رضاب

حينها بلغت حد الثمالة نظرة 

ولثم خد  وتخضب بشهد من رضاب

فلاح مرعي 

فلسطين