الأربعاء، 19 نوفمبر 2025

مجلة ( الرسالة ) و دورها الثقافي في الوطن العربي / بقلم : السعيد عبد العاطي مبارك الفايد - كاتب و باحث و تربوي مصري ٠

 مجلة ( الرسالة ) و دورها الثقافي في الوطن العربي /

بقلم : السعيد عبد العاطي مبارك الفايد - كاتب و باحث و تربوي مصري ٠


حيّ الرسالةَ واقبس من محيّاها ما شئتَ من حسنها أو من حُميّاها


رفّت على الشرق أندى من أزاهره كأن من نفَحات الخلد ريّاها


وأشرقَت بشعاعِ الفكر ناضرةً تُسبي القلوب وتَجري في حناياها 

( أحمد العجمي )


"  لو أن الحكومة أغلقت سفارتها فى الشرق وأبقت على الرسالة لكان خيرًا لها وأجدى عليه" ٠

( علي آمين )


عزيزي القارىء الكريم ٠٠

الحديث عن الثقافة الإسلامية و العربية ذو شجون ، و لِمَ لا فقد بدأ العالم الإسلامي و العربي معا نحو حركة التجديد و التنوير و الإصلاح بعد فترة الجمود و العزلة و الانحطاط الحضاري ، و التي سيطرت عليه قرون طويلة تحت سطوة الاحتلال و ظهرت الحملة الفرنسية و الانجليزية على مصر و برزت المقاومة الوطنية الشعبية و حكم محمد على و أسرته و مسيرة الخديو إسماعيل المجدد في نهضة شاملة لمصر المحروسة ٠٠

وجاء جمال الأفغاني و أسس قاعدته الفكرية الليبرالية ٠٠

و من ثم فقد تتلمذ على أيديه مؤسسو حركة الإصلاح الفكري والسياسي في مصر وعلى رأسهم الإمام ( محمد عبده ) ، و محمود سامي البارودي رب السيف و القلم والذي أصبح وزيراً للدفاع في حكومة الإصلاح والإخوة المويلحي، و يظهر فيما بعد احمد عرابي و الحركة الوطنية ثم سعد زغلول و هكذا ٠٠

كما أنه شجع على إصدار الصحف وساهم فيها ومنها (جريدة مصر ) لإسحاق أديب و (التجارة ) و( الوقائع المصرية)، وأسس كذلك مع تلميذه محمد عبده جريدة «العروة الوثقى» في باريس ٠٠

و نكتفي بهذا التمهيد ، و نعود إلى الحركة الفكرية و المشهد الثقافي على الساحة العربية ومدى أثر مجلتي ( الرسالة و الثقافة ) المصرية على التنوير و نشر التجديد في ضخ ثقافة تلائم هويتنا العربية و الدينية في ثنائية الروح الفلسفية الجمالية مع تطور الواقع ٠٠

و توافد المجلات العربية من المحيط إلى الخليج ٠


و تستمر حلقة الصحف و المجلات ، ونلاحظ جريدة( التنبيه ) في مصر و حلت مكانها ( الوقائع المصرية ) ، والتي أصدرها، باللّغتين العربية والتركية، والي مصر محمد علي باشا في العام ١٨٢٨ م ٠


و مجلة «الريحانة» أول مجلة نسائية في مصر أساسها جميلة حافظ و هي أول امرأة مصرية تؤسس مجلة نسائية، فأصدرت مجلة «الريحانة» عام 1907، وصدرت بشكل شهري في مدينة حلوان، ثم تحولت لجريدة عام 1908.


و قد أصدر مجلة نسائية في مصر عام 1893م ( الفتاة ) و هي أول مجلة نسائية عربية معروفة، أصدرتها في الإسكندرية الصحفية اللبنانية هند نوفل. 

صدر عددها الأول في 30 نوفمبر 1892، وتوقفت عن الصدور سنة 1894.


= و هنا نلقي الضوء في عجالة حول بعض المجلات العربية الثقافية و التي سطع نورها بعد الحرب العالمية الثانية على المشهد الثقافي في توالي ، بعد أن وضعت الحرب العالمية الثانية أوزارها تمخضت عنها حالة أدبية و فنية و ثقافية امتدادا للحالة السياسية في البلاد فنلمح خط سير بعض المجلات التي باتت وليدة على خريطة الثقافة وسط رواد الأدب و الفكر و العلم و الفن و الدين و الفلسفة و الاجتماع ٠٠

وعلى سبيل المثال لا الحصر :

ففي القاهرة شاهدنا  صدور ثلاث مجلات مهمة في تاريخ الحياة الثقافية المصرية والعربية، وهي مجلة «الرسالة» لأحمد حسن الزيات في عام 1933، و«الثقافة» لأحمد أمين في عام 1934، و«أبوللو» 1932، التي أسسها الشاعر أحمد زكي أبو شادي.

و مجلة الكاتب الهلال الطليعة ادب و نقد مجلة الثقافة و مجلة الكواكب الفنية ٠

و المجلة العربية و الفيصل 

السعودية و الدوحة قطر و مجلة العربي الكويت

مجلة الف باء العراق مجلة الثقافة السورية

مجلة الشاهد ليبيا  مجلة البحرين الثقافية مجلة الشارقة الثقافية مجلة المسار الثقافية اليمنية مجلة نزوى و الثقافة العُمانية مجلة أفكار الأردنية مجلة فكرة الفلسطينية ، فواصل الثقافية الجزائرية مجلة الحياة الثقافية التونسية مجلة الثقافة المغربية الثقافة الموريتانية  مجلة رؤية الصومالية ، و مجلة الاتحاد ، مجلة جيبوتي اليوم ٠


- مع مجلة الرسالة :

و نختم موضوعنا بجولة حولة مجلة الرسالة و دور أحمد حسن الزيات و مدى التأثير الإيجابي في الحركة الثقافية العربية في مشهد متكامل و تبادل ٠٠

مجلة ( الرسالة ) المصرية أصدرها: أحمد حسن الزيات باشا (ت ١٣٨٨هـ)

عدد الأعداد: ١٠٢٥ عددا على مدار ٢١ عاما ٠

و تم طبعها أجزاء و مجلدات و قرأنا منه بعض أعداد قديم و شاهدنا في معرض الكتاب المجلدت التي ضمت مجلة الرسالة في موسوعة شاملة مطبوعة لمن يريد أن يقتنيها ٠

تعد مجلة الرسالة واحدة من أشهر المجلات الثقافية في تاريخ مصر رأس تحريرها الأديب المصرى أحمد حسن الزيات (1885-1968) وانطلقت فى عام 1933م، وكتب رموز الأدب والفكر العربى آنذاك مثل (زكى نجيب محمود العقاد، أحمد أمين، على الطنطاوي، محمد فريد أبو حديد، أحمد زكى باشا، مصطفى عبد الرازق، مصطفى صادق الرافعي، طه حسين، محمود محمد شاكر والشابى).


 وقد أوردت د٠ نعمات أحمد فؤاد في كتابها (قمم أدبية): 

أن على أمين سافر إلى الشرق بعد احتجاب الرسالة وعاد يقول: 

" لو أن الحكومة أغلقت سفارتها فى الشرق وأبقت على الرسالة لكان خيرًا لها وأجدى عليه" ٠

 

وعندما توقفت الرسالة عن الصدور كتب العقاد يقول :

"لم يكن يدور بخلدى حين كتبتُ هذا أن مجلتين فى طليعة مجلاتنا الأدبية تضطران للاحتجاب عن قُرائهما قبل انقضاء شهرين، فبدأت السنة الحاضرة باحتجاب (الثقافة)، وقد مضى على ظهورها (ست عشرة سنة)، ولم ينقضِ الشهر الثانى من السنة حتى أعلنت زميلتها (الرسالة) أنها تختم أعدادها، وتودع قُراءها، وقد مضى على ظهورها أكثر من عشرين سنة، ولا شك أنهما حادثان سيُذكران من حوادث هذه السنة عند الكتابة عن تاريخ الأدب العربى الحديث".

 

وعادت الرسالة للظهور عام1963 م، باسم (الرسالة الجديدة)، ويُسند تحريرها إلى الزيات، ولكنه حاول جاهدًا أن يوقفها فى وجه الآلام والأماني، ولكنه لم يستطع أن يشحذ همتها وسط عوامل التجديد والسرعة، وعوامل الثقافة المذبذبة.

وقد مدح الشاعر أحمد العجمي مجلة الرسالة و منها هذه الأبيات التي تعكس المشاعر نحوها :

حيّ الرسالةَ واقبس من محيّاها ما شئتَ من حسنها أو من حُميّاها


رفّت على الشرق أندى من أزاهره كأن من نفَحات الخلد ريّاها


وأشرقَت بشعاعِ الفكر ناضرةً تُسبي القلوب وتَجري في حناياها ٠


- نبذة أحمد حسن الزيات :

هو أحمد حسن الزيات باشا - ١٨٨٥ / ١٩٦٨ م 

من كبار رجال النهضة الثقافية في مصر والعالم العربي ، ومؤسس مجلة الرسالة ، اختير عضوا في المجامع اللغوية في القاهرة ، ودمشق ، وبغداد ، وفاز بجائزة الدولة التقديرية في اﻵداب عام 1962 م في مصر .

و الآن نطالع مجلة النيل و الفرات الثقافية الموسوعية المصرية أسسها الشاعر و الناقد و الكاتب المسرحي ناجي عبد المنعم و التي تصدر نصف شهرية و لها بصمات تنويرية ٠

و مجلة عروس الآداب العراقية عبد الزهرة عمارة

و مجلة الآداب و الفنون العراقية علي لعيبي ، و مجلة البصرة الثقافية ، و مجلة فرقد السعودية و مجلة دمياط المصرية متولي محمد بصل 

و مجلة الليبي و مجلة البنفسج الثقافية و مجلة أوتاد الثقافية السورية احمد مونة ، وغيرهم كثيرون ٠

و أخيرا فقد شهدت الساحة العربية إصدارات كثيرة من المجلات الثقافية و الأدبية و العلمية والفنية ٠٠٠الخ ٠

و التي تحتاج إلى مجلد يوثق مراحل ميلادها ٠٠



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق