((شـــــــوق وحــنــيــن ))
قــل لــي: بـربّكَ مـا جـرى
مَنْ باعَ روحِي واشترى؟!
قــل لــي: فــإنَّ مَـدَامِـعي
كالسِّيلِ يَمْضِي في الثّرا؟!
كــانـت بــنَـاتُ مـشَـاعِـري
مــثـلَ الـنَّـسِـيمِ إذا سَــرى
تَــهْــفُــو بــلــيـلٍ حَـــالــكٍ
وتَــصُــوغُ شِــعـرًا مُـبْـهِـرا
حــتــى تــعـكّـرَ خَــاطِـري
وَضُــحَـى خـيَـالـي أدبَـــرا
فـعـجـبتُ كــيـفَ تَـنـكّرَت
والـشّـوقُ قـد بـلغَ الـذّرى!
وعَــلِــمــتُ أنَّ صــبَـابَـتِـي
فــيـهَـا الـحـنـيـنُ تَــجَـذّرا
وبـــأنَّ جَـــدْبَ قَـرِيـحَـتِي
سَـيَـعُـودُ صَـيْـفًـا مُـمْـطِـرا
يُــزجِـي الـقَـرِيضَ بـحـبرِهِ
نُــخـبًـا تَــــذُوبُ، وسُــكّـرا
يــــا أيــهَــا الـقَـمَـرُ الّـــذي
فَـاقَـت مـحَـاسِنُهُ الــورى!
مَــازِلـتَ بــيـنَ جَـوَانِـحِـي
مِــسْـكًـا يــفــوحُ وعـنـبـرا
وهـــوَاكَ يَـنْـبِـضُ بـالـجَـنَا
نِ، مُـــهَـــلِّــلًا ومُـــكَـــبِّــرا
كـالـسّـلـسـبـيلِ حــــــلاوةً
عــذبًـا يَـفِـيـضُ، وكــوثـرا
مـشـكـاةُ هــديـكَ سـيِّـدي
نــــــورٌ يَـــزِيـــدُ تــبــلـورا
ولأنــتَ شـمـسُ غـيَـاهِبي
صــبــحٌ تــفـتّـقَ وانــبــرى
أمـضـي ويـومـي شَـاحِـبٌ
وَسِـــوَاكَ عـيـنـي لا تـــرى
الــحُـبُّ أشــعـلَ خَـافِـقـي
حِـــمَــمًــا، وزادَ تَــسَــعُّــرا
وأذاقـــنــي مِــــنْ بــأسِــهِ
وطــغـى، وصَـــالَ تَـجَـبُّرا
ولـكـمْ تـغـلغلَ فــي دمــي
وعـلـى شـجـوني أمـطـرا!
يَــغـتَـالُ مــنّـي مُـهْـجَـتِي
ويُـحِـيْـلُ ضِـلْـعِـيَ مَـقـبَـرا
وأنـــا الّـــذي فــي حـبِّـكُمْ
مــازِلــتُ أَفــتَـرِشُ الــعَـرا
مُــتَــمَــسِّــكٌ بِــعُــرَاكُــمُـو
وَعُــرَاكُـمُـو نِــعْــمَ الــعُـرا!
أشـكـو جـحـودي، والـنّوى
وضــيَـاعَ عُـمْـرِي، والـمِـرا
وأبـــثُ شــجـوَ قَـصَـائدِي
بـــوحًــا بــلـيْـغًـا مُــثــمِـرا
وأنـــوحُ كـالـثّـكلى غَـــرِيْ
بًــا، أبـتـغي طـعـمَ الـكـرى
فـلـعـلَّ طَــيْـفَ وصَـالِـكُـمْ
يَـسْرِي، وأنـعِمْ مِـنْ سُـرى!
ولــعــلَّ صُــبْـحًـا يَـنـجَـلي
فــأفــوزَ فــيــهِ، وأظــفـرا
وصــــلاةُ مــولانــا عــلــى
مَـــنْ شــعَّ مِــنْ أُمِّ الـقُـرى
طـــــه حــبــيـبِ قـلـوبـنَـا
مــــا جَـــادَ ربّـــي أو بَـــرا
والآلِ والأصـــحَــابِ مــــا
عــــودُ الـبَـسِـيـطَةِ أثــمـرا
عــبــد الــمـلـك الـعـبَّـادي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق