الجمعة، 14 نوفمبر 2025

الراقصة بقلم الكاتبة هادية آمنة

 الراقصة

زنابق  بيضاء لا تزدهر إلا في ضوء القمر .

تذوي  إذا مستها  الشمس..

هي التي  كانت  تُحبّها  وتعرف  أماكن  وجودها. تسيرُ إليها حافيّة  عند إكتمال البدر.

تُدميها  الأحراش و إبَرُ الصّنوبر ...

تُجٍدُّ في الذهاب  إلى  حافة  النّهر  مُتناسية  الأصوات  التي  تصيحُ فيها  تمنعها .. تُهدّدها  تُثنيها..

"إذا  لم تخافي  من الضياع  فخافي  من السباع  المترصدة  خلف عتمة  الأكمة..

روح مُتنطّعة  كروحها لا تُدركُ معنى  الخوف  والخطر..

كان أمْنُها   الغرير  يَكبُر  فيها  مع حفيف  أشجار  الصفصاف وهي  تضمُّ إلى  صدرها  أزهار  الزنابق  القصيرة  العُمر...

حِنكتُها  هزيلة  وميراثُ الطّبيعة  المتوحّش فيها كبير..

أيقنتْ  أنّها  في  حاجة إلى  إنعتاق  سحريّ لروحها. 

في حاجة  إلى  نغم حالم  صاخب كنفسها  المتقلبة  في حاجة  إلى  طفرة  هائلة  من العشق.. 

"طريقكِ ملتويّة كالثّعابين وكلّ جنون  منكِ هو لدغة..

تتباعد  الأزمنة  والأمكنة  وتتوحّد الّلدغات...

في جنون  تتقافزُ ألسنة  النّار  أمامها  فتنزَعُ عنها  كلّ أثواب  الغواية..تتعرّى تماما...

قد تُستثارُ النار  وتَغرس مخالبها  فيكٍ....

تتطلّعُ الأحراشُ إلى جسدها  المتوهّج  وهو  يغوص  في اللّهب  المُستعر ...

تتباعث  الموسيقى من الكائنات  المحيطة  بها  المُحدّقة  فيها. 

خفّت الرياح من عويلها لتتأمّل  وجه  الراقصة وهي  تتطلّع بعيدا خلف  ستائر   الزّمن...

"أنتِ تُنشدين  اللّعنات  تتعرّين  ترقصين  وسط النار  على  إيقاع  الجنون "

ماذا تفيد  النصيحة  مع من تلبسته  شياطين  العشق ..

لقد إحتلّ التمرد  كلّ ذرّة فيها ليَهبها  الحريّة  والإنطلاق ...

ملأت  الوهاد والسهول  داخلها  وخارجها  بالقتلى 

فكانت  تضحك  وتبكي  بلا سبب...

يا بؤسها ... هي عاشقة  ولا تدري  من عشيقها....

طاردتها  الأصوات  وأهاجتها  النّغمات...

توسّلت  الزنابق  من أجلها  كثيرا حتى  لا تُغافلها  النار  وتلتهمها  بين أحشائها..

توسّلت  إلى  القُوى   الخارقة  في مُخيّلة  البشر  أن تجعل  النار   بردا وسلاما على راقصة  القمر...

توسّلت  إلى  الشموس  إلى  الأقمار  إلى الوهاد  والأدغال  إلى  الجبال  والأنهار  أن تنتشلها  من بوتقة  أتون  الجحيم...

توسّلت  الزنابق  وجدّت في التوسّل فهي  قصيرة العمر وحبيبتها  دامية القدمين  على نصال  الشوك  تسيرُ....

تناهى للثلوج البيضاء

 توسّل الزنبقة و النداء 

فكان  لراقصة  القمر ساترا  بارد  الهواء...

تناهى  لطحالب  البحار  السمراء توسّل  الزنبقة  والنداء

 فعجنت  لجروح  الأقدام  الحنّاء .

تناهى للكروم  توسّل الزنبقة  والنداء.

فسكبت  بين شفتيها  خمرا  لها طُهر الماء..

 لم تكف  الزنبقة  عن لمس  الراقصة تتحسسُها فعمرها  قصير  وهي تخاف الفناء..

أينعت  الزنبقة  عندما  لامست  العُريّ الرّاقص  فآمتلأت  بعصارة  الخُلد  وتجدُّد التّكوين...


تنسحب  أفعى  بين الأحراش  وتُطلق  صوتها  فحيحا "الخلد... الخلد..ما أشد  ضُعف ذاكرة  الزّنابق  مع عدم إدراكهم  لدورة  الموت والحياة "


لم تُخلق  راقصة القمر على شاكلة العامة...

هم خائفون  إلى  درجة الخنوع  لا يسألون  لا يُفكّرون  فما سرّها؟؟؟

هرست الأفعى  الأعشاب و مزّقت  الأغصان  واقتحمت  الدّغل  ومرّغت  وجهها  في الرّماد  تحت أقدام الراقصة..

وقالت "لقد بحثت  عنك طويلا   وقتلتُ من أجلك  كثيرا

 حتى أظفر بسرّك.."

إنطفأت  النار  وانسحبت  الزّنابق

واستسلمت  الراقصة للمسات  الّلزجة للأفعى وهي تنزلق  على جسدها  المرتعش..

كشّرت  على أنيابها  وهمّت بلدغها ثم قالت 

"خرقتِ  الأعراف  والأوامر..تجرأتِ  على الرقص عارية  وسط  اللهيب  وما احترقتِ..ولّدتِ أعمارا  لقصيرة  العمر الزنبقة  فما سرّك؟

"إنّه العشق  ..العشق الكبير  الذي مسّ قلبي.."

"سرّك منقوص  مشبوه..."

ثمّ صاحت  مقهقهة.....

"العشق؟ العشق؟ 

إنصرفي..  إبتعدي..إنفجري "


لم تتوقّع الراقصة  الخلاص  فأخذت  تعدو  بلا وجهة  تعرفها..

قالت الغربان  في أعالي  الأشجار 

والضفادع  على ضفاف  الأنهار. 

"الأفعى  لا تترك  حسنا   سالما "


كانت الزنبقة  تستمع  متألمة  إلى كلماتهم 


"آه لو تستطيع  راقصتي  التغلّب  على كل هذا الثوران  البريّ داخلها  وتستنكف  بالخضوع  كغيرها"

بكت  الزنابق  وانتحبت  الأشجار 

ضاعت الراقصة  في العتمة . رحل الجميع  وبقيت  وحيدة  في الوهاد القاحلة  حينها  أدركت  أنّها  تحتاجه رغم إلتباس  طقوس الولاء..

كانت تراه من حيث يراها. 

"قال من عليائه  اتبعيني  "

فسارت  مضطربة  القدم  في الحلكة  في المنحدر الوعر تخشى الزّلق وتخاف الوحشة..


صرخت وصاحت  وسقطت  على أديم الأرض ممسكة  بكاحلها  وقد بدأت البرودة  والزرقة  تغزو  جسدها....

إنتفضت  ثمّ مدّت يدها إلى  مكبح  الدوش  البارد تُغلق زخّاته..

إلتفت  ببرنسها  الورديّ واستلقت  تُنشد الإسترخاء  بعد رقصتها  الصباحيّة  اليوميّة.

هادية آمنة

تونس



لن ننسى... بقلم الشاعرة زهرة الحواشي

 في ذكرى استشهاد مبروك السلطاني المريرة والتي تلاها استشهاد اخيه خليفة بنفس رصاص الغدر الإرهابي

تلك الفاجعة التي لم تعش تونس مثلها إطلاقا ...لن ننسى...


يا لندرى شكون فاكرك يا زعرة

و عَ العيدْ باقي نهار ْ...و نهارين

يا العاتية ...يا الشامخة يا الحرة

يا ناقلة ميسانهم لثنين

يا الواعرة... يا الكادحة في جبالك

و القلب مضروب بزوز سكاكين

يا شاربة دمك على المبروك

 ْو جمّل عليه خْليفة الوخَيّ الحْنين 


 كيف ترقدي و يجيك النوم ا زعرة

و اولادك السّمحينْ مذبوحين

و لشكون تخبزي ...و تطيبي الشكشوكة

ْو لشكونْ تدسِّي لَلْفْ و لَلْفين

شْكونْ يدخلْ عليكْ ... يقولْ آ يمّا

ْوينو فْطوري ... حْوايْجي مغْسولين !


ْيا اميمة يا الحنانة ...كِيفُو عيدك

ْوْ تخْليلتكْ ... و اِيديكْ مقْصوصين

وينو السواك ... و الحنة ... وينو كحلك

و القلب دم ... و العيون مطموزين

يا نار قلبي عليك يا الحنانة

و يا حرقتي على اولادنا السمحين

و ناري على الوطن اللي راح تفيا

فيد الوحوش ...و ما لقيتش حين

كلامي ضعيف ...و ما نقد نعبر

و في الجاش غصة ...ما بغت تلين 

في القلب غصّة ما بغت تلين

زهرة الحواشي



الخميس، 13 نوفمبر 2025

تقديرا لإسهاماته في تطوير البحث العلمي العربي : تكريم المؤرخ التونسي عبد الجليل التميمي في الإمارات بحضور كوكبة من أهل الفكر والثقافة متابعة الناقد والكاتب الصحفي محمد المحسن محمد المحسن

 تقديرا لإسهاماته في تطوير البحث العلمي العربي : تكريم المؤرخ التونسي عبد الجليل التميمي في الإمارات بحضور كوكبة من أهل الفكر والثقافة

يُعد تكريم الأدباء والمفكرين والاحتفاء بهم من الركائز الأساسية لتقدم المجتمعات وازدهارها،فهو ليس مجرد رد جميلٍ لأصحاب الإنجازات،بل استثمار في حاضر الأمة ومستقبلها.

في هذا السياق،وبحضور كوكبة من أهل الفكر والثقافة،كرمت مؤسسة العويس الثقافية مؤخراةالمفكر والمؤرخ التونسي الدكتور عبد الجليل التميمي الفائز بجائزة العويس الثقافية للدراسات الإنسانية والمستقبلية في دورتها التاسعة عشرة.

جاء ذلك في أمسية تميزت بتنظيم جلسة حوارية مع الفائزين بالجائزة في مختلف أصنافها وافتتاح معرض فني،في مقر العويس بدبي،(هو المعرض الدائم للفائزين)،تضمن لوحة فنية "بورتريه" للدكتور التميمي و"بورتريهات" لكل الفائزين بإمضاء رسامين متميزين.

وقد جاءت لوحة بورتريه المؤرخ التميمي بريشة الفنان الهندي  Padancheri Ramachandran "بادان شيري راماشاندران".

كما تم تنظيم حفل توقيع لكتب الفائزين التي نشرت في إصدارات جديدة عن مؤسسة الجائزة، وقد صدر للدكتور التميمي كتاب "دراسات في التاريخ العثماني المغاربي خلال القرن السادس عشر" وأعرب المؤرخ التميمي في تصريح خاص لوكالة تونس إفريقيا للأنباءعن سعادته بهذا التتويج وبإعادة طبع الكتاب الذي يعتبره الأهم في مسيرته الممتدة على نحو 6 عقود.

ويعرض هذا الإصدار في طبعته الجديدة،حاليا، في جناح مؤسسة العويس ضمن فعاليات الدورة 44 لمعرض الشارقة الدولي للكتاب،التي انطلقت يوم 5 نوفمبر وتتواصل الى غاية 16 من الشهر الحالي تحت شعار "بينك وبين الكتاب".

وفضلا عن افتتاح المعرض وتوقيع كتب الفائزين، تضمنت فعاليات الاحتفاء بالفائزين بجائزة سلطان بن علي العويس الثقافية في دورتها التاسعة عشرة (2024-2025)،تقديم شهادات للفائزين عن مسيرتهم الإبداعية،في جلسة مسائية أدارتها الإعلامية بروين حبيب.

وكان مقر مؤسسة العويس احتضن صباح الثلاثاء الماضي جلسة حوارية أدارها الدكتور أحمد المنصوري وقدم خلالها الناقد المغربي حميد لحمداني (الفائز بجائزة العويس في الدراسات الأدبية والنقد) مداخلة قيّمة تناول فيها مفاهيم نقدية متصلة بهيمنة القصدية في نظريات الأدب وتلقيها.

وتحدث عن مقاربات متعددة تتعلق بتحليل القصد المرجعي للعمل الإبداعي،مشيرا إلى أن كل قارئ أو ناقد يتبنى فكرة المقصدية يعتقد أنه وصل إلى حقيقة ما أراد الكاتب قوله في حين أن كل اجتهاد قرائي يساهم في الاقتراب من الحقيقة القصدية وفق تعبيره.

واعتبر أن "النصوص لا تموت الا اذا أهملت في المكتبات أما النصوص المتداولة فلا تموت حتى لو اعتبر أحد النقاد أنه استكمل حقيقتها".

وخلص إلى أن حصر الإبداع الأدبي في مفهوم القصدية لا يفيد المبدع مشيرا إلى أنه "لا يمكن للكاتب الاستفادة من ادبه اذا كان يعرف مسبقا ما يريد"،فنحن "نكتب لنعزز وجودنا ونفهم ذواتنا أكثر" قبل أن يختم مداخلته بالقول "من الأولى أن نتحدث عن الاكتساب أو التحصيل لا عن الحقيقة القصدية".

هذا،وفاز بالجائزة هذا العام،كل من الدكتور عبد الجليل التميمي في فرع الدراسات الإنسانية المستقبلية، وفاز الشاعر العراقي حميد سعيد بجائزة الشعر،والروائية العراقية إنعام كجه جي بجائزة القصة والرواية والمسرحية والناقد المغربي حميد لحمداني بجائزة الدراسات الأدبية والنقد.

من جانبنا نؤكد أن تكريم الأدباء والمفكرين ليس ترفاً ثقافياً،بل هو ضرورة حيوية لضخ دماء جديدة في شرايين الأمة الفكرية والثقافية.إنه استثمار في الإنسان،وفي الفكر،وفي المستقبل. ومجتمع لا يكرم مبدعيه هو مجتمع يعيش على هامش التاريخ،بينما المجتمعات التي تضع مفكريها وأدبائها في الصدارة هي التي تقود مسيرة الحضارة الإنسانية.وهؤلاء المكرمون هم من أثرُوا حياتنا بأفكارهم،وسكنوا عقولنا وقلوبنا بإبداعاتهم،ورسموا لنا خريطة لفهم العالم بأنفسنا وبالآخرين.والتكريم هو أقل تقدير يمكن أن نقدمه لهم.


متابعة محمد المحسن



حدوثة فلسطينية بقلم الشاعر محمد علقم

 حدوثة فلسطينية


....................


ردي...منـديلـك..ـردي


من الشمس لا تسودي


على قضيـة فلسطيــن


نــزل دمعـي ع خـدي


يـا عــرب يـا مسلمين


هـذي حكـاية فلسطيـن


تستـوجـب منكـم بالرد


................................


هجّـرونــا مــن البـلاد


وأهــانـوا كــل العبـاد


لأجل اليه ود الأوغاد


بتنا بلا ميّـة وبـلا زاد


نصعدجبل وننزل واد


صبـرك بالله يـا ولدي


...............................


وضعـونـا فـي الخيـام


لا قيمــة ولا احتـــرام


كيـف الحرّة بدهـا تنام


وســط هــذا الـزحــام


لا شــراب ولا طعــام


والكـل يبكي يـا حـرام


البلاد ضاعت ياحكـام


هـدي من روعك هدي


...............................


وزعـونـا ع المخيمات


واتهمــونا بـالخيـانـات


سيجـونـا بـالحـراسات


عيشـة قـرف وإهانات


لا أحيـاء ولا أمـــوات


مـا إلنا غير الابتهلات


أيــام ســودة وبتعــدي


...............................


احتلوا المهد والاقصى


كـانـت الطـامة الكبرى


ونـزحنـا مـرة أخـــرى


والـوطن اصبـح ذكرى


حـدوثة للبنت الصغرى


يرويهـا الجــد كل مرة


وعــدي أيــامك عــدي


................................


وضعـونـا في السجـون


كرمى لإبـن صهـ يـون


كسروا أشجـارالزيتون


أصبنـا نحــن بـالجنـون


سلبوا الأرض بـالقانون


قـانون الغـاب المجنـون


والمحقــق ابـن ملعــون


مـانـع أمّي تـأت لعنـدي


..............................


اشتقنــا لأيـام الحصـاد


ســاق الله أيـام البــلاد


وصينــا نحــن الأحفـاد


مـع فلسطيـن لنـا ميعاد


وتعـود أرض الأجــداد


بـــإذن.. .ربّ...العبـــاد


نحـــن قبلنــا التحـــدي


.............................


لا تـآمر ولا متـآمــرين


لا للخـونة والمتخـاذلين


نحـن أبنـاؤك فلسطيــن


لا بـد طــرد المحتليــن


نحـــن أقسمنـــا يمـــن


لا طـاعــة للمســؤليـن


عــدي مســؤلك عـدي


مــن الأقــرع للمصــد


محمد علقم/12/11/2017


كلّما ولدتُ ... بقلم الكاتب دخان لحسن. الجزائر

 كلّما ولدتُ ...


كلما ولدتُ داعب 

سكون الليل أنفاسي

وزاد عذاب الأشواق إرهاقي

اختلجت حبال صوتي

مثل قطرات الندي فوق أوراقي

تحركني مثل القلوب 

تنبض ترحابا مثلهم لم ألاقي 

هواء بلادي بساط فوقه 

تنعم الأرواح لا ترجو فراقي 

تسخو محبة تدثرني

وتربطني بخيوط الشمس إشراقي

كلّما جمعت شتات الصّبر 

شدّت الألفة بالغائبين عناقي

وكلّما ولدت من جديد

أخبرتني الموت احذر هذا براقي

وكلّما مشيت حافيا استطعمَت 

الحياةُ مرّ القصص أذواقي

إذا أدمِيّت جوارحي بشوك اللّوم

غرست في الرّكام حلوَ مشاقي

بصمة الحرية عليّ مظلّةً

وعلامة سجّلت ميلاد أوراقي

في رحلتي أمشي الى الرّبيع

وأقرأ رسائل إخوتي أصلي وأعراقي

أحيي سلامي بأزهار المحبّة

بين حريّتي وقيد سرّاقي

وأحيي بنور صلاتي الخير

أكافح به الشرّ وظلام أنفاقي

كلّما أولد من جديد أقاوم 

لأقطع حبال الشرّ كقيدي ووثاقي

أنبّه الغائبين وهم الحاضرون 

أن استمسكوا بالّله مولانا

استمدّ منه أخلاقي وأرزاقي


بقلمي دخان لحسن. الجزائر 

13.11.2025



أردت احتواءك بقلم الأديب سعيد الشابي

أردت احتواءك

أردت احتواءك ، ثم حاولت


مرارا ، حاولت ضمك الى جنوني


لكنـــــني وجـــــدتني


في بحرك أتــــوغل ، أتخبـــط


مـوجك الـعاتي ، يرفعني ، ثم


يدحرجني بين ثناياه ، أختنق


خـــارت قــواي ،...وأنا.....


لا أحسن السباحة في الأعماق


لا أعرف الغوص ـ سيدتي ـ


هـــلاّ هــدأت من هيـــجانك؟؟؟


وثـــقي ، أن براءتي وجنوحي


الى احـــتوائك ، داخلي


أتعباني في ردّ جـــماحك


أنا ، أدركت أنك صعبة المراس


لــكن ، ما عـــساي فاعل؟؟؟؟


أمـــام عنادي وتـــــمرّدي


ونفـــسي ، تأبى الـــتراجع اذا


ما أقدمت على اقتحام المصاعب


لن أتراجع ، وسأظل وراءك ، حتى


اذا أتعبك الفرار ، ولم تجــدي


غيــر صدري لك التكأ ، والملجأ


فيـــه تسترديــن أنـــفاسك


تينعيــــن وردة حبّ....


في يســــتان عاشق ، همّه


أن تكوني أطيب الأربج في حقله


أن تكــوني الضياء في ديجــوره


ولا حراك لنبضه ، ان لم تكوني


أنت ـ سيــدتي ـ  شريان دمائه


سعيد الشابي


مِركاضةٌ أيّامُكَ أيّها العمر بقلم الأديبة أحلام بن حورية

مِركاضةٌ أيّامُكَ أيّها العمر

عزمت ذات مرة أن أعرف طعمك
كما أوحت لي تلك العجوز الراطن التَسكُنُ كُفُوفي ولا تغادر
وضعت وَحمةَ الحظ في الخلاط
وأضفت نفة من ملح دموعي وقطعةً من سُكّراتي
ثم سكبتُ قَطراتٍ من ماء الأمنيات
وضغطت زر التشغيل
لا أزال أنتظر مَن يشاركني نخب هذه الكأس
وأنا أقف بشرفة الحفل الذي التأم من أجلي
ولم يأتِ إليه أحد

أترتجف
وأنت من أهل الوثائر والترف
أتزمجر
وأنت الحَمَل الوديع في عرين الأسد
يوم تورق الصخرة الجامدة
ستجدني حتما أتمرغ في الأوحال
ستراني أزدرد الطين
وأكسر النوتات في خافقي
لا تقل حينها إنك الفائز
لا تنتظر انحناءة مني أو خضوعا

حينما تقف الطريق لتَعُدَّ ما بقي من خطواتي
حينما تَثبُت الرمال تحت أقدامي
حينما يهدأ البحر ؤتختفي أمواجي
حينما يكتمل الدفتر وتهرول حروفي في الضلوع
ستعرف حتما أيها العمر
أنك العازف وأنك كل الكمنجات

أحلام بن حورية


**لاشيء يوحي بشيء ...** بقلم الكاتب * **محمد السعداوي**

**لاشيء يوحي بشيء ...**

**كأنني مت ولم أنتبه !**

**أيها الموت كن دليلي**

**لأدرك معنى لوجود**

**لم يكن سوى عدما !!**

**لا شيء يوحي بأنّا مررنا**

**على هذه الأرض ...**

**لا صهيل لأرواحنا**

**في سفوح البداية**

**لا نهاية تنبئ بأنّا**

**كنا هنا نعانق حلما**

**أو سماء لغربتنا ..**

**......................................**

**.....................................**

**كل شيء يوحي**

**بأن القصيدة**

**أجهشت شاعرها !!**
* **محمد السعداوي**

حجر الأبناء على حقوق الوالدين بقلم الكاتب/ محمد حسان

 حجر الأبناء على حقوق الوالدين 

هذا الموضوع من الحساسية بمكان ويمس حالات نراها في حياتنا، وهو يتناول منطقة شائكة تمس الأرامل خاصة من الآباء والأمهات، ويعتبر طرحي هذا وقفة بين العاطفة والعقل من جهة وشرع الله من جهة أخرى، في حين يفقد أحد الزوجين شريكه، وعندما يكون لهم أبناء كبار نجد الحجر على الأرمل من أب أو أم من أولادهم، والوقوف ضد مجرد فكرة الارتباط بشريك حياة جديد لو كانت لديهم رغبة في ذلك. ونجد لهذا الأمر عدة أسئلة منها

هل ما يقدمون عليه من زواج يخالف شرع الله.

هل ما يريدونه أمر قبيح يستترون مم فعله

 هل تدركون مدى ما يشعرون به من وحدة وحالة نفسية ملحة تجعلهم يظهرون لنا بشكل، في حين يعلنون آلامهم بينهم وبين أنفسهم. 

 هل رفضنا لرغبتهم في العفاف والزواج رغم سنهم بسبب الحزن على من فقدنا.

 هل رفضنا بسبب الخوف على الميراث.

 هل هو الخوف من النظرة الاجتماعية من أصحاب النفوس الضعيفة، والعقول قليلة الإيمان.

هل بموقعنا ندفعهم أن يتخذوا طريقا يخالف شرع الله خاصة في ذلك العمر.

موضوع يستحق الطرح، ماذا يفعل الرجل أو المرأة في حالة فقد شريكه، هل من أجل إرضاء من حولهم يمنعون أنفسهم مما شرع الله عندما يكونون بحاجة لسكن في  نهاية عمرهم، أم يرتكبون إثما خفيا ويغضبون الله ويشترون رضاء من حولهم، فهم في هذه الحالة بين المطرقة والسندان، وأود أن نفكر بعقولنا وشريعتنا لا بعاطفتنا ، لماذا يعاني الرجل ويكبت مشاعره وحاجته الملحة لشريك درب أحله الله، ولماذا ننظر إليه بعدم الوفاء على شريكه الذي توفاه الله، هل الوفاء يعارض ما أحله الله له، لو كان فيه شين لما أحله الله،  فلماذا نحجر عليهم ما وسعه الله، وفي سيرة من سبقونا نجد أن هذا الأمر والزواج بعد فقدان الشريك كان مقبولا وأمرا طبيعيا، ولا أدل من الصحابية عاتكة بنت زيد بن عمرو بن نفيل فقد تزوجت بعبد الله بن أبي بكر رضي الله عنه، وبقيت عنده حتى أصابه سهم في حصار الطائف مات في أثره في المدينة، ثم تزوجها زيد بن الخطاب رضي الله عنه على ما قيل، وبقيت معه حتى استشهد في اليمامة، ثم تزوجها عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وبقيت معه حتى استشهد، ثم تزوجها الزبير بن العوام، وبقيت عنده حتى استشهد رضي الله عنهم أجمعين، فهذا مثال بأن الزواج بعد الشريك كان أمرا مألوفا، والأشد من ذلك أن من تزوجها رغم تعدد زيجاتها لم ينظر إليها نظرة دونية لا هم ولا من حولهم، فهل نحجر على شرع الله ونكون عثرة أمامهم، أردت فقط أن نراجع أنفسنا مراجعة حقيقية لهذا الأمر حتى لا تكون أحكامنا عشوائية تخضع لميولنا وما تهواه أنفسنا لا ما يرضي ربنا .

بقلمي/ محمد حسان



مرحبًا بالعالم بقلم الكاتب: يوسف ونيس مجلع — مصر

 بقلم يوسف ونيس مجلع — إيطاليا، بريشيا


أصدقائي الأحبّاء،


بمناسبة افتتاح المتحف المصري الكبير "الهرم الرابع"،


كلمة بالعاميّة بعنوان:


مرحبًا بالعالم


بحبّ مسالم، شعب مصر الكريم


بيرحّب بالعالم بترحيبه الوسيم


لصرح المتحف المصري العظيم


في أرض الضيافة والودّ الحميم


تعالى شوف، بالدليل وبالمستند


إزاي التاريخ على أرضها اتولد


والمجد شبّ وشدّ عوده واتسند


والقيم في حضنها بتشهد إنها


كانت وما زالت هي أعظم بلد


بقلمي: يوسف ونيس مجلع — مصر



من السحر بقلم الكاتب ..غانم ع الخوري..

 .        من السحر


شفت الصبية حكاية من كان ياماكان

      قلبي  بهواها  ذايب و ازدادوا  آهاتي


زهروا خدودها وعقد النارنج رمان 

     قلت لو تسمح بقبلة من ثغرها تهاتي


تمنيت غل بالصدر مثل طفل بردان

   يزيح قميص الحرير  تا تسكن دمعاتي


بليلة غفى شفتها مثل حلم هربان

    أركض وراه واسأل عنها ويغلوا دماتي


تا اوعى الصبح من شوق وحرمان

    رحت دور بوجوه البشر الرايح والآتي


عاتب روحي عجيب أمرك يا إنسان

        كيف تكتم الغرام لتعيش اللوعاتي


فضلت السر وذوب ببحيرة الحرمان

       خفت من حكي البشر و الشماته/ي


حتى قتلني الندم وصرت خيفان

      خفوق يعاني الألم ويهدلوا جفناتي


وتمرق حدي وتسأل مين ها الإنسان

      صورة  بالفكر  من كثار  زاروا عتباتي


..غانم ع الخوري..

الأربعاء، 12 نوفمبر 2025

الأستاذة عزيزة بشير :شاعرة فلسطينية ترفع راية الوطن بشموخ..وتؤسس لغد مشرق ينبلج صبحه على فلسطين بقلم الناقد والكاتب الصحفي محمد المحسن

 الأستاذة عزيزة بشير :شاعرة فلسطينية ترفع راية الوطن بشموخ..وتؤسس لغد مشرق ينبلج صبحه على فلسطين

"كل شاعرة فلسطينية هي "خنساء" بحد ذاتها.."


- الشعر الحقيقي هو "الدهشة التي لا يثيرها الكلام العادي".


-المرأة الفلسطينية "تصنع الجنة وهي تحيا في جحيم الاحتلال"،وأن التوثيق الشعري هو توثيق عاطفي لكون إنساني مختزن بالآمال والألم..


إطلالة على الأدب والشعر الفلسطيني لا تكتمل دون تسليط الضوء على إسهامات الشاعرات الفلسطينيات الحديثات،اللواتي استطعن بجدارة أن يخلقن مساحات تعبيرية جديدة،تجمع بين أصالة القضية وحداثة التعبير،مع الحفاظ على الهوية الوطنية في قلب تجاربهن الإبداعية..

هؤلاء الشاعرات الفلسطينيات المعاصرات يأتين من خلفيات متنوعة(داخل فلسطين،المخيمات، الشتات..)، ويتميزن بمنظور جديد يجمع بين الذاتي والجماعي،والواقعي والرمزي..وقد لا أبالي إذا قلت أنهن يعلمن كيف تكون الكرامة،وكيف نضحي من أجل مقدساتنا،بعد أن اختفت النخوة لدى الكثير من أبناء الأمة العربية

والإسلامية،لأسباب عديدة،أبرزها سيطرة الأنظمة المستبدة على كل مقدرات الشعوب،وسعيها الحثيث لتجفيف منابع الخير والأمل لدى الشعوب،بما تمارسه من كبت وقتل واعتقال،وتكميم للأفواه،ومحاربة كل من لديه بارقة أمل في المستقبل المشرق لأمة تمتلك كل أدوات التقدم في المجالات المختلفة..

وفي سياق النضال الفلسطيني،لم يكن الشعر مجرد تعبير جمالي،بل كان سلاحاً مقاومًا ووسيلة توثيق وهوية.والشاعرات الفلسطينيات نجحن في تحويل المعاناة اليومية إلى قصائد تخلد القضية وتجسد الصمود،متحديات المجتمع الذكوري والاحتلال الإسرائيلي،ليصبحن صوت فلسطين المدوي الذي ينتصر للقضية بأشعارهن ومواقفهن البطولية.فالشاعرات الفلسطينيات لم يكتبن الشعر للجمال فقط،بل جعلن من القصيدة وسيلة للمقاومة والتوثيق والبقاء عبر التاريخ،ومن الرائدات مثل زليخة الشهابي** إلى المعاصرات مثل الأستاذة عزيزة بشير استمرت المرأة الفلسطينية في انتصارها للقضية بأشعارها ومواقفها،لتثبيت أن القلم يمكن أن يكون بنفس فاعلية السيف..

وهنا أقول:الشاعرات الفلسطينيات الحديثات على غرار الأستاذة عزيزة بشير،لا يكتبن الشعر فقط،بل يخلقن فضاء إبداعيا يجسد تحولات الذات والواقع الفلسطيني في ظل ظروف معقدة. وبإمكاناتهن الإبداعية،يستطعن مواصلة دور الأدب كـ"كلمة مقاتلة" تحافظ على الهوية وتفتح آفاقا جديدة للتعبير..

والشاعرة الفذة الأستاذة عزيزة بشير هي شاعرة فلسطينية مغتربة،أصيلة مدينة جنين الشامخة،وتعتبر واحدة من الأصوات الشعرية المؤثرة في المشهد الأدبي الفلسطيني والعربي.تتميز أشعارها بالعمق الإنساني والروحي والتعبير عن معاناة الشعب الفلسطيني وتطلعاته نحو الحرية والعدالة.

 تكتب قصائدها عن فلسطين بمداد الروح،ومن موقع الاغتراب والحنين إلى وطن يلتحف الدياجير في زمن الهزائم والانكسارات.تعلقت بالكلمات وعاشت معها متلازمين كحالة عشقية سرمدية،مما منح شعرها عمقًا وجوديًا واستثنائيًا..

هذا الشاعرة المغتربة ( أ-عزيزة بشير) يتميز شعرها بـالتكثيف والرمزية،حيث تستخدم صورًا شعرية قوية وبلاغة لغوية متميزة.قصائدها ليست مجرد كلمات منمقة،بل هي نبض قلب مباشر ينبض بالألم والحنين والغضب والأمل والكرامة،والرفض والتحدي..هذا الصدق الفني يخترق حواجز اللغة والثقافة،يخاطب القلوب مباشرة ويداعب الوجدان..

وكنت أشرت في دراسة سابقة إلى أن قصائد الأستاذة عزيزة بشير،تجد صدى واسعًا بين القراء إقليميا وعربيا،وهذا التفاعل هو دليل على قوة تأثيرها،حيث تمنح القضية الفلسطينية صوتا شعريا مؤثرًا يحول الإحصائيات والأخبار إلى مشاعر وأحاسيس إنسانية يسهل التعاطف معها.

وإليكم هذه القصيدة لشاعرتنا السامقة الأستاذة عزيزة بشير حاثا إياكم على التفاعل معها فنيا،حين يختمر عشب الكلام:


ما شاء الله !


هِيَ ذي الإرادةُ رغْمَ كلِّ إبادَةٍ

هِيَ ذي العزيمةُ بارِكوهَا وَكبِّروا


أدرَكتُ أنّ لِغزّةٍ وَلِشعبِها

رغْمَ الإبادةِ ، قوّةً …..….لا تُقهَرُ


أللهُ  أكبَرُ  يا  إلٰهِي  توَلَّهُم

فَصِغارُ غزَّةَ جُرِّحوا…وتَمَرْمَروا


شكراً لِربِّ العالمينَ أقولُها

ولِمَنْ قضى بالمهرجانِ….  أعَبِّرُ


جازاكموا ربُّ البريّةِ خيْرَهُمْ

فعَسى  قُلوبُهُمُ الكسيرَةُ ،تُجْبَرُ


وعَسى بأفراحٍ ،تُجدِّدُ  فيهِمو

أمَلاً  بِعَيشٍ والحَياةُ …….تُصوّرُ


فاللهُ معْكُمْ، ناصراً ومؤيِّداً

افْلِسطينِي أقسَمَ والشّعوبُ تُناصِرُ


غزِّيُّ أقسمَ بالتّرابِ  وَبِالدِّما

وبِرَبِّهِ قبلَ الجميعِ،….سَيُنصَرُ

ويُحرَّرُ!

قد لا يحيد القول عن جادة الصواب،إذا قلت أن قصائد أ-عزيزة بشير،تجري عمليتها في جسد الواقع الفلسطيني،حيث استطاعت هذه الشاعرة الثورية أن تخلق حالة من الانسجام الرمزي بين الرمز ومدلوله،وخلق حالة من الاستغراق في الحالة الشعرية التي تشف عن الواقع المؤلم،فكان هذا التوازن بين اللفظة ومدلولها،وهذا التوازن بين الكلمة أو الجملة الشعرية المكتوبة،وبين الجملة البيضاء التي لم تعبر عنها الشاعرة بالكلمات وإنما كانت مضمرة ليشكلها القارئ كما يريد،لكن بالنتيجة لابد وأن يكون النص المنتج نصا يشف عن روح شاعرة بارعة في صياغة جملتها الشعرية، بشفافية تكفي لأن نرى من خلالها نبضات قلبها وهي تتألم مما يحدث على أرض ينتفض فيها الزعتر والإكليل وغصن الزيتون والحجارة الصماء..ودم شهداء ما هادنوا الدهر يوما،وحملوا على ظهورهم أكفانهم،بجسارة من لا يهاب لسعة الجلاد..

قبعتي يا عزيزتنا..الشاعرة أ-عزيزة بشير


محمد المحسن



غَزَّةُ... بقلم الأديب حمدان حمّودة الوصيّف... (تونس)

 غَزَّةُ...  

تَعَـالَوْا نُشَـاهِدْ عُجَـابَ العَـجَبْ 

تَعَـالَوْا نُفَـجِّـرْ رُعُـودَ الغَـضَبْ.

تَعَـالَوْا نُـنَـدِّدْ، تَعَـالَوْا نُـجَعْـجِعْ

تَعَـالَوْا نُـنَـمِّقْ عَظِيـمَ الخُـطَبْ

تَــعَـالَــوْا نُـقَـلِّـبْ مَـعَــاجِـمَـنَـا

لِنَـخْتَارَ مِنْـهَا شَدِيـدَ الصَّخَبْ

عَلى مِنْبَـرِ الشَّـاجِبِيـنَ نُزَلْزِلْ

مَـحَارِيـبَـنَا، فَـوْقَـهَـا نَنْـتَصِبْ 

تَـعَـالَـوْا نُـنَـكِّسْ فَـأَعْـلَامُـنَـا

عَلَى سَارِيَاتِ القَـنَـا تَنْـتَحِـبْ

 

 أَ"غَزَّهْ"؟ ألَسْتِ مَكَانًا عَـزِيزًا

يَـــضُـمُّ رُفَــــاةَ حَـفِــــيـدٍ وَ أَبْ؟

أَلَمْ تَشْهَدِي جِسْمَ طِفْلٍ بَـرِيءٍ

تَـعَــفَّـرَ جُـثْـمَـانُــهُ فِي الـتُّــرَبْ؟

وأَشْـلَاءَ مَــوْلُــودَةٍ وُئِـــــدَتْ

بِقَـصْفِ عَـدُوٍّ عَــمٍ مُضْـطَـرِبْ

وأَعْـضَاءَ شَيْـخٍ مُسِـنٍّ قَـضَى

ورَأْسُـهُ بَيْنَ الرُّكَـامِ انْتَصَـبْ

غَدَائِـرَ بَعْضِ الصَّبَـايَا، هُنَاكَ

قَضَيْنَ، ويَوْمُ الزِّفَـافِ اقْتَرَبْ

تَطَايَـرَ مِنْ هَامِـهِـنَّ الـدِّمَاغُ

وَضُرِّجَ مِـنْـهُنَّ مَا يُـخْتَضَبْ

وذَاكَ قَـعِـيـدٌ قَضَـى قَـاعِـدًا

ولَـوْلَا إِعَـاقَــتُـهُ لَانْـسَـحَـبْ

وَأَعْـمَـى، وقَاصِدُهُ مَـا عَـمِي

رَمَـــاهُ بِـــقَــاضِيَـةٍ مِـنْ لَهَــبْ

وأَبْـكَمُ، لَمْ يَـعِ شَيْـئًا، هَوَى 

علَيْهِ جِدَارٌ سَـمِيكٌ ضُرِبْ

فَفَـتَّتَ مِن عَظْمِهِ مَا قَـسَـا

وحَطَّمَ مِن رَأْسِهِ مَا صَـلُبْ

وكَمْ مِن قُدُودٍ؟ وكَمْ مِنْ جَمَالٍ؟

وَكَمْ مِن عُيُونٍ؟ وكَمْ مِن شَنَبْ؟

وكَـمْ مِــنْ تَــقِـيٍّ تَـلَا آيَـــةً

فَخَالَطَـهَا دَمُهُ في الكُـتـُـبْ؟


هَـنِـيـئًا لِـمَـنْ مَاتَ مِـيـتَـتُـهُ

ونَـحْنُ نَـمُوتُ لِـعِـزٍّ سُـلِــبْ

فَهُمْ قَدْ حَيُوا عِنْدَ رَبٍّ كَرِيمٍ

ونَـحْنُ عَلَى عَيْشِنَا نَنْـتَحِبْ

فَقُولُـوا، بِرَبِّكُـمُ، مَـا حَـيَـاةٌ

مَعَ الذُّلِّ والعَجْزِ، يَا مَنْ أُحِبّْ؟


أَ"غَزَّهْ" الشَّـهِـيـدَةَ ، فَـلْـتَـشْهَـدِي

عَلَى الضَّعْفِ والعَجْزِ عِنْدَ العَرَبْ 

إذَا القَـوْمُ يَـوْمًا أَرَادُوا الـحَيَـاة

فَلَا بُدَّ، بَدْءًا، بِأَخْذِ السَّـبَـبْ

بِـعِلْـمٍ وعَدْلٍ ونَـبْـذِ الـتَّـجَـافِي

وبِـالاتِّـحَــادِ بُـلُــوغُ الأَرَبْ.

ولَا لِـخُـضُـوعٍ ولا لِـخُـنُـوعٍ

ولَا للتَّخَاذُلِ... أَمْرٌ وَجَبْ. 

حمدان حمّودة الوصيّف... (تونس)

"خواطر" ديوان الجدّ والهزل



• رفوف ذاكرة متقادمة • شعر: جلال باباي( تونس)

 • رفوف ذاكرة متقادمة


      • شعر: جلال باباي( تونس)


تحمٌل عثرتي قليلا  أيها الغياب

 احترس من تقلٌبات السماء

أيٌها التراب

 اصبح يرضيني فتات الطريق

لينتحر كل هذا العذاب 

كنت برفقة الباقي، عابر سبيل

أسارع بفتح رفوف ذاكرة

غافلتي بعد أن تقادمت

فالتقفتها قبل ان يطال عشقي

كل هذا النسيان المُستراب

ترفٌق بهشاشتي أيها الإنتظار

احسبهم كانوا هنا ثم ارتحلوا

من  انتزعوا بوصلة التاريخ

تركوا  وراءهم رائحة الفراغ

و انغرسوا بَتلة شقاء

 فوق ذاك الخراب

عند شرفات لا ترى الشمس

كذبت عليٌا كثيرا أيها القلب

قطعت بي بحرين و ستين ساحلا

ثم تقطٌع بأصابعي 

حبل المرساة الأخير 

عند باحة الشباب

مازال في العمر نصيب من التَشرٌُدِ

فوق جغرافيا غربتي

أطفأتُ أنوار منفاي 

لأني اخشى على فراشة الليل

 من الاحتراق حِذوَ عود الثقاب

أخاف على النجمة الرابضة

 فوق كتفي من فوضاي

سأكتفي بالحلم

حتٌى ينام الريح

أو ربٌما ينهض من غفوته

 قلبي الجريح و يغتاب !

أحتاج بعثا جديدا

حتى أستبدل حُرٌاس

جسدي الكسيح

كأنٌ يمناي أضحت بحجم " أُُحُد"

كبيسة لا تهاب

آه يا وطني  متى اللقاء

حتى يقترن القصيد

بماء يقظته

ويطال الفرح أهل البلد ؟

هو ذا خطاف تائه

ينشد ربيع صِباه

ينتبذ عشٌه الأوٌل

لترتسم على شفتيه

أمنية الخصب القديمة 

قُبيل ان يكتسحني السراب.


     • 11 نوفمبر 2025

-----‐-------------------------------------

اللوحة للفنانة التشكيلية جيهان الزراع Peintre Jihene Zarraa



‏***روح عيش دنيتك *** ‏بقلم محمد الناصر

 ‏***روح عيش دنيتك ***

‏روح عيش دنيتك 

‏وبيدك إمسح دمعتك 

‏دنيا ماتستاهل 

‏تبقى أنت جاهل 

‏اشتري الي يقدرك 

‏وبيع كلام المايفهمك 

‏روح عيش دنيتك 

‏كافي تعيش أوهام 

‏وتقول هذه أحلام 

‏أحبك هذا كلام 

‏تهمل نفسك حرام 

‏روح عيش دنيتك 

‏المايحبك شجابك عليه 

‏لو غبت يوم فلا يسأل عليك 

‏تتجاهل من يعشقك 

‏وتركض ورى الي تجاهلك 

‏ترضي نفسك وغرورك 

‏وهو ولا يوم يسأل عليك 

‏روح عيش دنيتك

‏ وبيدك امسح دمعتك 

‏بقلم محمد الناصر


الثلاثاء، 11 نوفمبر 2025

شغف الرسم بقلم الكاتبة ألفة كشك بوحديدة

 شغف الرسم

بعيدة عن الضجيج 

اختارت راحة البال 

السكينة و الإرتياح 

إنضم إليها الربيع 

وانسجما 

زرع في كيانها 

حب الحياة 

على أجنحة فراشتها 

رسمت الألوان 

أخذتها بين طيات أشواقها 

دلتها على طريق البهجة 

لم تعد تفارقها الإبتسامة 

و غاصت في أعماق 

عشق الطبيعة 

 اللوحة مرآتها

في أوقات الظمأ 

فرشاتها تسقيها 


ألفة كشك بوحديدة


على هامش رحيل الكاتب التونسي الفذ الشاذلي الساكر* بقلم الناقد والكاتب الصحفي محمد المحسن

 على هامش رحيل الكاتب التونسي الفذ الشاذلي الساكر*

حتى نقدّر القيمة الحقيقية،ونعي فرادة أولئك الذين يمنحون للحياة معنى أعمق..


"أنا لا أحبك يا موت..لكنني لا أخافك..وأدرك أنك سرير لجسمي وروحي لحافك..وأدرك أنّي تضيق عليّ ضفافك.." سميح القاسم


في زمنٍ يموج بالضوضاء،تتعالى فيه الأصوات وتتهافت الصور،يغيب عنّا صوت نادر كان يخترق هذا الضجيج بعمقه وصمته معاً..صوت الحكمة المتمثلة في كاتب فذّ..رحيل هؤلاء ليس مجرد خبرٍ في نعيٍ عابر،بل هو لوعة وجودية،وحسرة على فراغ لن يُملىء.

إنها لوعة تشبه اقتلاع شجرةٍ عتيقة من جذورها، كانت ظلاً وارفاً للعارفين ومأوى للفكر،وشاهداً على حقب مضت.مع كل رحيلٍ من هذا النوع،يُغلق بابٌ من أبواب المعرفة كان من الممكن أن ندخل منه إلى عوالمَ أوسع،ونرى الحياة بعين أكثر إدراكا.

رحيل الكاتب الفذ هو رحيل مزدوج: رحيل الجسد،ورحيل عالم كامل كان يحمله في رأسه وقلبه.إنه ليس إنساناً عادياً يغادر،بل هو كون من الأفكار،ومتحفٌ من التجارب،ومكتبة من الأسئلة التي لم يُكشف بعد عن جميع أجوبتها.إننا برحيله نودع ليس فقط ما كَتب،بل ما كان سيكتبه، والأسئلة التي ستظل بلا إجابة،والحكمة التي ذهبت بذهاب ناقلِها.

يذكرنا هذا الرحيل القدري بهشاشتنا الجماعية،وبأن المعرفة والإبداع هبات ثمينة لا تأتي إلا بقدر،وأن حامليها قلائل.يترك كل فيلسوف،وروائي،وشاعر،ومفكر،خلفه فراغاً يشبه صوت صدى في كهف مهجور،يتردد لكن مصدره قد غاب.

في عالمنا العربي،يترك هذا الرحيل جرحاً أعمق. فكل رحيل لقامة فكرية هو خسارة لقطعة من نسيجنا الثقافي الممتد والمهدد بالتمزق.بكينا غسان كنفاني،ونجيب محفوظ،ومحمود درويش،وسميح القاسم،وعبد الوهاب المسيري،وطاهر بن جلون،وآخرين كثر..لم نخسر أفرداً عاديين،بل خسرنا حراسا للذاكرة،وبناة للوعي،وصانعي جمال.

كذلك في بلدنا تونس،بكينا بصمت رحيل كتاب وشعراء أفذاذ نحتوا إبداعهم على الصخر بالأظافر..الشاذلي الساكر،محمد الصغير أولاد أحمد،حسونة المصباحي،أحمد الحاذق العرف،د محمد البدوي..إلخ والقائمة أكثر من أن يتسع لها هذا المقال..

كان هؤلاء بمثابة البوصلة في عواصف التيه، ينيرون الدرب بسردهم وفكرهم،يذكروننا بمن نحن،وبما يمكن أن نكون.رحيلهم هو انطفاء لمصابيح كانت تضيء دروباً وعرة في ظلام الليل.

لكن في قلب هذه اللوعة،تبقى كلماتهم أجنحة لا تقهر الموت.هم رحلوا جسداً،لكنهم حاضرون بأفكارهم التي تتنفس بين السطور،وبأسئلتهم التي ما تزال تلاحقنا،وبجمالهم الذي يظل ينبض بالحياة..كتبهم على الرفوف ليست حجراً،بل بذور متجددة تنمو كلما قرأها عقل متعطش أو قلب متسائل.

إن رحيل هؤلاء الكتاب الأفذاذ يذكرنا بأن مهمتنا ليست البكاء فقط،بل هي

القراءة،والنقد،والحفظ،والبناء على ما تركوه.يعني،أن نكون أوفياء لتراثهم بأن نجعله حياً فينا،لا مجرد ذكرى محنطة.

في النهاية،ربما تكون هذه اللوعة ضرورية.فهي دليل على أننا ما زلنا نقدّر القيمة الحقيقية،ونعي فرادة أولئك الذين يمنحون للحياة معنى أعمق..رحيلهم جرح، لكنه أيضاً شهادة على أن كلماتهم قد وصلت، وآثرت،وتركت فينا ذلك الألم الجميل..ألم الفراق الذي لا يحدث إلا لمن أحببناهم حقاً.


محمد المحسن


*فقدت السّاحة الثقافية بتوزر صباح يوم أمس الثلاثاء الأديب والكاتب الشاذلي السّاكر،أحد أبرز رموز الأدب بالجريد،الذي شكّل بإبداعه وعطائه الممتد علامة فارقة في مسيرته،وأسهم في إثراء الوعي الثقافي والاجتماعي عبر أعماله بروح إنسانية عميقة ورؤية فكريةٍ متفردة.

لقد فقد الوسط الثقافي والأدبي برحيله قامة كبيرة أثرت المكتبة التونسية بإبداعٍ مخلص ومسيرةٍ حافلة بالعطاء،وظلّ حاضرًا في قلوب الأجيال الجديدة من الكُتّاب والقرّاء بإنتاجه المتميز وتجربته الملهمة.



مرشح وعاوز مني صوتي بقلم الكاتب عبدالله النجار

 مرشح وعاوز مني صوتي

يا أزمة عدي، يا أزمة فوتي

صوتي رايح لحد تاني

قابل شروطي، وأنا ف مكاني


ببعت رسالة لأخويا هاني

يا صاحبي قوله يبطل غلاسة

دنيتنا حلوة من غير طفاسة


سيادته جاي عاملي

فيها مرشح رياسة

مهما يداري وشه الحقيقي

باين عليه طبع الشراسة


تحس إنك في زمن العبيد

وسوق النخاسة

خلاني أحلم وأرسم أماني

وليمة جاهزة، محاشي وصواني


قاعد كأني سلطان زماني

والناس تعاني

طبلة وزفة، والبيه مشغل

كوكتيل أغاني


غمز بعينه، اديني صوتك

خسارة أفوتك

كلامه مقنع، لكن دماغي مريحاني


حكاية وهتخلص، خليني ساكت

ماسك لساني

يا بلادي انتي اللي مقويناي

ينفع أبيعك واسمح

لغيري يركب حصاني


لأجل الأمانة، في ناس شريفة

عايزة تخدم، قلوبها صافية

طاهرة وعفيفة


قولت عليهم ف بداية كلامي

أنا كنت واضح

صوتي رايح لحد تاني

//عبدالله النجار



موعد وكأس عصير بقلم الكاتب فارس سعد

 موعد وكأس عصير 

عنداللقاء

اهديتها كفي

وكانت طفلةً

فرحت بما اهديتها

وذاب شيئاً  بيننا

لا ادري كفي او كفها

وشبكت يدي 

في اصابعها الصغيره

واخذتها طاولةً مستديره

وسمعت همس الحاضرين

ما اجملها الاميره

ناولتها كأس العصير

ااااه من كأس العصير 

 يغازلها

يقبل الشفتين

قبلة قبلتين

فقلت سيدتي

هل نتبادل في الكؤوس

انا بدأت  اغار

 أنا احبك 


من كتابات 

فارس  سعد



*...إِنْ تُحْصِي...* بقلم الكاتب حمدان بن الصغير

 *...إِنْ تُحْصِي...*

بوخز الإِبَرْ

يحاصر الصّمت أَلَمِي

و ماعادت بِالغَرَضِ

تَفِي آهة الوَجَعِ

لي وجه يشتهي اللأَيْمَنْ

صفعة الأَيْسَرِ

تعود كي ترى

موضع الأقدام من سِرِّهَا

جابت خطوط الطّول

بعرض السّماء 

وضاعت كمثل الغبار هَبَاءْ

مثلي كمثل العواصف

ترمي بأثقالها

حطاما بين الفواجع أجسادها

خلفي المقابر

إن تحصي النّساء 

تخطئ في عَدِّهَا

حمدان بن الصغير 

الميدة نابل تونس


DILEMĂ. ///. NAE CRISTIAN

 DILEMĂ


O-ntrebare mă frământă,

Care nu-i găsesc răspuns.

O poză ce mă-nfierbântă,

Cu doi prieteni ce s-au dus.


Unul frumos, dar sărac,

Altul bogat și urât.

Unul îmbrăcat în frac,

Altul cu pantalon rupt.


Unul guraliv, înalt,

Fără bani în buzunare.

Mulți bani avea celălalt,

Mese pline cu mâncare.


Acum eu stau și mă-ntreb,

Creierul îmi este uns

Întrebări în minte-mi fierb,

Dar nu le găsesc răspuns.


Care este cel frumos,

Înalt și bine făcut.

Cel sărac dar inimos

ȘI un chip foarte plăcut.


Sau cel urât și bogat,

Plin de bani și de avere.

Ce-a trăit într-un palat,

Îndestulat, cu putere.


Eu nu pot să-i dau de leac,

Chiar de mă străpungi cu acul.

Ghiciți voi! Este un fleac,

Cine-i bogatul, sau săracul?.


NAE CRISTIAN

 BUDEȘTI 07 10 2025



والمنع مقصلة الإقصاء، بقلم الكاتب سلام السيد

 والمنع مقصلة الإقصاء،

حتى ولو أجهز الحلم ذاكرة الرجعى.

كل الصور صامتة بشفاه النطق،

ما لم تستنطقها.

انثر عليها بعض روحك للصعقة الكبرى،

ولا تبقِ لها أثرًا.

وقف جانب الجهة اليسرى،

تتبع نبض ما يفرّ منها وما يبقى.

كل لحظة بأثرها،

والقابع يعدّ عليه وقع عصاه،

ويستحضره للمكاشفة.

حرك شفتيك بالإشارة نحوَه،

ليغرق في جنونٍ تأسّفه.


سلام السيد



إنتحار مرآة! بقلم الكاتبة دجلة العسكري

 بقلمي....إنتحار مرآة!


تبرق روحي ويلجمني الفزع

هناك مدينة تحترق

جوار البحر

مرآتي تعكس خوفي

توحي بالعاصفة

تبرق بالشموع الخانقة 

كل شئ يفر من روحي

أختنق من الذكرى

عناقيد ملونة تحوم فوق رأسي

طعمها مرّ يثمل وجداني

ينال مني 

يغرقني في محيط الفقدان

نداء الماضي

يحول بيني وبين الأرض

النجوم فوق رأسي 

لا وطن لها ولا نور

كل مرافئ المدن جريحه

آه يا طائري

حلق بي نحو براءة السماء

بلا مدار أو حدود

نغدو كالخيوط الذهبية 

فوق أمواج البحور

أفتقدتك بشدة

لنهرب معاً دون مرآتي اللعينة

أُدير دفة الزمن

وأحيي في العاصفة

نتأرجح بين الغيوم

تجمدت الخطوط فوق مرآتي

تناثرث في كل الأرجاء

خمدت نيرانها

شهقت آخر لحظاتها

حمقاء  في لعنتها

فأنا هنا دونها

أفعل المستحيل


دجلة العسكري

العراق ٢٠٢٥



ذَاكِرَةُ الْيَبَابِ بقلم الكاتبة: هادية السالمي دجبي _ تونس _

 ذَاكِرَةُ  الْيَبَابِ

اركضْ بوجهكَ، فإنّ الْوحْلَ في الأذقانِ

للّذي به تَرَفٌ 

فالنّخلُ قد سمَّجَه الْغيمُ 

و ما طابت سماؤه و ما هَطَلَتْ.

كأنّ صَمْغَ الْقَحْطِ  عنه غيَّبَ القمرَ 

فاكتفى به سَعَفًا 

واتّسَعَتْ في نُسْغِهِ قصائدُ الْجَدْبِ و في المطرِ . 

قد شَحَّتْ أعذاقُهُ

 مُذْ أرضُه عَقِرَتْ

و سكنت أقواسُه 

مُذْ غَلَّها الْقَرَفُ.


اركُضْ بوجهكَ 

فَصَكُّ الغفران للَّذي بالْوجهِ قد ركض، 

و إنَّهُ أزمنةٌ للصَّبِّ  في الصَّبَبِ.

صكُّ الغفران رذاذٌ مِن ظِلالِ الصّمتِ و التِّيهِ 

بلا صَخَبٍ.

يأتيكَ بالْمَنِّ و أطواقٍ مِنَ الْغَمامِ 

كالصَّدَفِ.


اركُضْ بوجهكَ 

تَجِدْ مُغْتَسَلا مِن كَدَرِ الطّينِ، 

و فيه أنتَ تعْتَكِفُ.

سيَنْزَعُ  التُّفّاحُ منْكَ ظُفْرَهُ 

و وَخْزَةَ الْقَشَفِ، 

و ستُصَفِّقُ لكَ الْمِرْآةُ 

والْجُدْرانُ تبتَسِمُ.

ستَتَعَلَّمُ هناك 

كيف تُنْسَى سِدْرَةٌ بالرَّمْلِ تَلْتَصِقُ… 


اركُضْ بوجهكَ إلى الْهُناكَ 

تَنْعَمْ بِهَوَى الْقِيعةِ و الظُّلَمِ.

تلك الْفاتِنَةُ ، 

في وجهكَ يَلْتَمِعُ غَيْمُها و ينْتَثِرُ.

في كفِّها الْقَدَحُ و الْأَعْنَابُ تَخْتَمِرُ.

مَفْتُونٌ بِثَوْبِها بَحْرُكَ و الْبَصَرُ.

في أقداحِكَ 

صَبَابَةُ الّتي شَغَفَها يُوسُفُ حُبًّا، 

وبهِ كَلِفَتْ… 


اركُضْ بالْوَجْهِ  إلَيْها و الْوَجْدُ فيكَ يَتَّقِدُ 

و لكَ في ذاكِرَةِ الطّينِ 

مَنَافِذُ لِأَوْجَاعٍ تَضْطَرِمُ . 

و لَكَ في ذاكِرَةِ الْيَبَابِ،

 مِعْرَاجٌ لِلْحَيَاةِ والسَّكَنِ… 


       بقلمي : هادية السالمي دجبي _ تونس _



غابوا بأجسادهم... وبقيت ذكراهم! بقَلَمِ: د. خضر عبّاد علي الجوعاني

 💔 غابوا بأجسادهم... وبقيت ذكراهم!

غابوا بأجسادهم فقط عنّي! وبقينا نحن بعدهم...


سكاكينُ فِراقهم تُقطِّعُ أحشائي في اليوم ألفَ ألفِ مرّة،


وجِراحٌ في قلوبٍ تَهواهُم، وتَعيشُ بكلِّ نبضةٍ ذِكراهُم.


وعُيونٌ لا تَرى سوى صُورِهم، وتَذرِفُ الدموعَ كنارِ جَهنّمَ على فُرقاهُم.


وتبقى خالدةً في مُخيّلتي طِيبةُ قُلوبِهم.


تركوا لنا كُلَّ ما يَخصُّهم:


ابتِساماتهم... تَسامُرَهم... ضَحِكاتهم... مَكانَهم...


كُلَّ ما كان يُفرِحُهم ويُحزِنُهم ويُسعِدُهم.


والأكثرُ منها: مَحبّتَهم، احترامَهم، واهتمامَهم بسعادتي معهم.


تركوا كلَّ شيءٍ وأخذوا روحي مَعهم،


فبقيتُ جَسدًا بلا رُوح، وقَلبًا يَلتاعُ شَوقًا لهم، مَلِيئًا بالجُروح.


ومِن شِدّةِ عَذابي، أقول:


يا ليتَني كُنتُ مَعهم أَروح... يا ليتَني كُنتُ مَعهم أَروح!


قَلَمِي: د. خضر عبّاد علي الجوعاني



قصيدة : عاشق الجفاء الشاعر منير صخيري تونس

 .......      عاشق الجفاء

تسأل عني نجوم الليل

كم فى هواك شرعت الحيل

لا تسأل عني وعن نار المقل

أم أنك نسيت وضاقت السبل 

ف أنا فى هواك جاري كالسيل

أكفف دمعي قبل هذا الرحيل

فرحيلك قبل موعد الأصيل

غرد قلبي شجن المواوييل

عبثت بروحي وضاع الأمل

أمل هواك وعشقك المستحيل

إسأل الليل وعن جفاء الأجفان

فرموش عيناي ذبلت من الآنين

ليت عيناك تذوق أرق وجع الجبين

كم حصرة بقلبي توردت شجن

كم بكيت وكم سهرت ليلي جحيم

كم تطلعت صرح هواك من عدم

آ ما يكفيك هجري وندوب ألمي

أم قسى قلبك ونسيت صفاء ودي

أم عشقت البعد ونار عذابي

كم صافيتك وكم خدعت قلبي

وبعد للهوى وللوصال لا تبالي

أنا اللتي تخمرت بنبيذ الغرام

ولم تجن غير وجع الآلام

إرحل فلن يبقى بعدك شيء

غير صمت الروح فى موكب عزاء

عزاء قلبي بلا دواء ولا شفاء 

يا عاشق الجفاء سل الفؤاد عن الوفاء


قصيدة : عاشق الجفاء 

الشاعر منير صخيري تونس 

الاحد 09 نوفمبر 2025



__همس_الحروف__ بقلم الكاتبة/ناديةغلام

 __همس_الحروف__

الراء أرواحنا الحالمة

و الحاء أحلامنا الشاردة

في عالم كنا نريد أن نرسمه لوحة

كما شاءت أنفسنا ..

لكن اختلطت الألوان

فسالت أمانينا..من إطار الحياة

و صارت تتراقص فراشات فوق أرصفة الانتظار

نظرت في اللوحة و ألوانها المبعثرة

و أحلامنا المفرغة

حاولت ترميمها ..

لكن الفراغات كانت كثيرة

احترت بم أبدأ هل بحدود الوطن

أم بفصول العمر أم بسماء الفؤاد ؟

و قلبي لا زال مكتظا بالحب و الأمل

فكرت و فكرت..أمسكت فرشاتي

و تركتها تبدع و تتفنن

فأنا أحتاج أن تدهشني لوحتي

و أعجب بحياتي أكثر

فتتلون ورودي و تزهر

و من نبض الحياة

لازال قلمنا يتمنى و يأمل ،،

من_همس_حرفي 

بقلمي/ناديةغلام



حراثةُ الصمت بقلم الشاعر رضا بوقفة

 حراثةُ الصمت

أحرثُ الصمت منذ أعوام، كمن يفلح أرضًا نسيها المطر.

أُقَلِّبُ التربة بأصابعٍ أنهكها الرجاء، أزرع فيها بذورًا من الحروف، أسقيها بندى الحلم، وأنتظر...

لكنّ الأرض صامتة، كأنها تكتفي بأن تحتفظ بصوتي دون أن تُنطِقه.

كلّ كلمةٍ أكتبها، بُذرة أُلقيها في باطنٍ غامض.

أُمنِّي نفسي بربيعٍ قريب، بزهرةٍ تُدهش القارئ وتُنبت في روحه معنى، لكن المواسم تمضي، والسنوات تمطر غبارًا لا خُضرة.

فأجلس عند حافة الصبر، أتأمل أرضي التي لا تُثمر إلا جذورًا يابسة وفواصلَ من حجر.

تعبتُ من حرث أرضٍ لا تُنبت، لكنّني لا أستطيع التوقف.

فالشاعر لا يختار أرضه، بل تختاره الكلمة لتكون حقله، حتى لو كانت مجدبة.

الكلمة التي حملتها في صدري لا تتركني، لكنها أحيانًا تتوارى في صمتها، تُغلق أبوابها، كأنها تريد أن تُمتحن قدرتي على الإيمان بها.

أخاف أحيانًا أن تتخلى عني، أن تبقى أسيرة في داخلي، سجينة القلب لا تجد طريقها إلى الضوء.

أسأل نفسي: هل سئمتني الكلمة؟ أم أنها تنتظر موسمًا آخر، سماءً أرحب، وقلوبًا تعرف كيف تصغي؟

لقد طبختُ أجمل قصائدي في قدرٍ صنعته من صبري،

على نارٍ من الحلم والوجع، نضجت نصوصي كما تنضج الأسرار،

قدّمتها بصدقٍ جائعٍ للذوق، لكنهم مرّوا حول الموقد دون أن يتذوّقوا.

ربما لم يكن الجوع إليهم، بل إلى الفهم.

ومع ذلك، أواصل الحرث.

فالأرض التي لا تُثمر اليوم، قد تُورق غدًا في مكانٍ آخر.

قد لا يكون الحصاد لي، لكنّ البذرة تعرف طريقها إلى الضوء.

فالكتابة ليست تجارةً في الزمن، بل إيمانٌ بأن للحرف روحًا لا تموت.

أنا لا أكتب لأحصد، بل لأتذكّر أني ما زلت حيًّا،

أنّ في داخلي شيئًا يقاوم اليأس ويُعلِّم التراب الصبر.

ربما يكون صمتي اليوم نبتةَ الغد،

وربما حين يُنسى اسمي، تزهر كلماتي من تحت الغبار.

خاتمة: جذر الحياة

وربما... لا تكون الكلمة زهرًا يُقطف،

بل جذرًا يظلّ حيًّا تحت التراب، يمدّ الحياة لمن يأتي بعدنا.

فالشاعر الحقيقي لا يحصد ما يزرع،

بل يترك أثر أصابعه في الطين، ليتذكّر الربيع طريقه.

وإن لم تُثمر الأرض اليوم، فحسبه أنه آمن بالبذرة،

وسقاها من دمه، وابتسم وهو يحرث الصمت.


بقلم الشاعر رضا بوقفة  شاعر الظل

وادي الكبريت

سوق أهراس

الجزائر

الشعر اللغز الفلسفي والقصة اللغزية الفلسفية



**((باثور رئيس المخفر)) قصة: مصطفى الحاج حسين.

 ** ما زلتُ عاتبًا على أستاذي وصديقي الأديب الكبير (محمد أبو معتوق)

لأنّه منعني من مشاركتي في المسابقة السنوية لاتحاد الكُتّاب العرب، بهذه القصة.  

قال لي على سبيل الاستشارة:  

- "أنصحك بعدم المشاركة بهذه القصة، التي تتضمن كلماتٍ ومحتوى لا يتناسب أن يُقرأ من على منبر اتحاد الكُتّاب." 


وهكذا استبعدني من المشاركة في المسابقة،  

وراحت الجائزة لمن لا اسم له اليوم...  


في حين قال لي أحد الأصدقاء الأدباء:  

- "هذه القصة تصلح أن تُقرأ من على منبر (الأمم المتحدة)."


**((باثور رئيس المخفر))


قصة: مصطفى الحاج حسين. 


في صباحٍ مُشمسٍ، وبينما كان رئيسُ المخفر، (أبو رشيد)، يجلسُ على كرسيّه فوق المصطبة، عند باب المخفر، حيث كان يُدخّن، ويتلهّى بمراقبة القرية القريبة، عبر منظاره الجديد،  

وإذ به يلمح رجلاً قرويًّا يتّجه إلى العراء، وحين ابتعد عن الأنظار، تلفّت يمينًا ويسارًا، ثمّ رفع (كُلابيته) على عجلٍ، قرفص، وخلال دقيقة تناول من قُربه حصوة، مسح بها، ثمّ نهض.


استرعى هذا المنظرُ اهتمام رئيس المخفر وفضوله، فصرخ على الفور ينادي: – (الرقيب خليل)!  


ولمّا خرج إليه (خليل)، أمره قائلًا:.


– اذهب إلى هناك...


(وأشار بيده صوب القرية، ناحية القروي)...


- أحضر ذاك البدوي بسرعة.


امتطى (الرقيب خليل) حصانه، وانطلق صوب القرية مسرعًا.


كان الرّجل القروي، قد اقترب من قباب القرية، حين ناداه الرّقيب:


– قف... عندك... لا تتحرّك!


انبعثت رعشةٌ عنيفةٌ في أعماق القروي، تلعثمت كلماته:


– خير يا وجه الخير!! ماذا تريد؟!


– امشِ قدّامي إلى المخفر... هيّا، تحرّك.


تضاعف الخوفُ في أعماق القروي، وأراد أن يستفسر:


– ولكن، لماذا يا وجه الخير؟! أنا لم أفعل شيئًا؟!


صاح (الرقيب خليل) من فوق حصانه، الذي لم ينقطع لهاثه بعد:


– تحرّك يا كلب... قَسَمًا، سأنزل وأدوسك بحذائي!


– لكن يا سيدي...


لم يتركه يُكمل كلامه، فقد اقترب منه، وهوى عليه بسوطه، صارخًا:


– تحرّك!


كان القروي يتعثّر بخطواته بين الفلاة، والرّقيب من فوق حصانه، يحثّه مرّة على العجلة، ويَسوطه مرّة أخرى.


اقترب من رئيس المخفر، فتطلّع الرّجل إلى (أبي رشيد) بهلع، بينما كانت مفاصله ترتعش... رمقه رئيس المخفر بنظرة صارمة، ونهض:


– الحق بي إلى مكتبي.


حين أغلق رئيس المخفر الباب على الرّجل، المرتعد الفرائض، أيقن أن جريمةً فظيعة سوف تُنسَب إليه.


غير أنّ رئيس المخفر، نظر إليه وابتسامةٌ لزجةٌ ارتسمت تحت شاربيه:


– ما اسمك؟


– أنا يا سيدي... اسمي... (خميس) أبو حسين.


– أريدك يا أبا حسين، أن تحدّثني بصراحة.


واندفع (خميس) ليقسم لرئيس المخفر، وكان الخوف قد بلغ ذروته:


– أنا والله، لم أفعل شيئًا!


ابتسم رئيس المخفر، وقد أدرك أنّه رجل ذو هيبة، يخافه الجميع:


– لقد شاهدتك وأنت تقرفص (وتفعلها) بسرعة...


علَتِ الدَّهشة وجه (خميس)، وهمس كمن يُقِرُّ بذَنْبه:


– نعم... فعلتُها... لماذا أكذب؟! ولكنني لم أكنْ أعرف أن هذا ممنوع.


صرخ رئيس المخفر:


– اسمعني يا غبي... لا تُقاطعني... الحكومة لا تمنع مثل هذه الأمور، لأنها لا تُعتَبَر من الأعمال السياسية.


ثم استدرك، محاولًا شرح الموقف للمواطن(خميس)

، الذي لم يُزايله الخوف حتى الآن:


– أنت (فعلتَها) بسرعة، وأنا أُمضي أكثر من ساعة في المرحاض... أريدك أن تساعدني حتى أستطيع أن (أعملها) مثلك، بعَجَلة... أنت لا تعرف كم أنا أُعاني وأتعذَّب كلّ يوم.


بعد جهد، استطاع المدعو (خميس) أن يفهم ما يريده منه رئيس المخفر، ولأول مرة يُزايله خوفه، ويتجرّأ، ويرسم على شفتيه اليابستين شبه ابتسامة:


– أَمِنْ أجل هذا أرسلتَ في طلبي؟!


– نعم.


– بسيطة... يا سيادة رئيس المخفر، القضية في غاية السهولة.


وهنا استبشر رئيس المخفر خيرًا، فهتف بفرحة:


– كيف؟؟؟؟؟ قل لي، أرجوك... فأنا أتعذّب... وأُضيع معظم وقتي داخل المرحاض.


تضاعف شعور (خميس) بثقته بنفسه، فها هي الحكومة بكلّ جبروتها، وعظمتها، وهيبتها، تلجأ إليه وتستشيره، في قضية على غاية من الأهمية... لذلك أجاب:


– أنا، يا سيدي، عندما أتضايق، أُحاول أن أُؤجّلها... وكلما تضايقت، أضغط على نفسي، حتى (أُحمّصها)، وعندها أهرع إلى البرّية، وخلال دقيقة أكون قد انتهيت.


ابتسم رئيس المخفر... شعر بالراحة والسعادة، أخيرًا سيضع حدًّا لهذا العذاب المُضني، وأقسم في أعماقه أن يُكافئ (خميس) إن نجحت وصفته هذه:


– إذاً، عليّ أن (أُحمّصها)، أليس كذلك؟


– نعم، سيدي.


في اليوم التالي، رفض رئيس المخفر أن يدخل دورة المياه قبل أن يُغادر بيته. توجّه إلى المخفر، وهو يشعر بالضيق بعض الشيء، لكنه سينفّذ ما طلبه منه (خميس): *سيُحمّصها*.


وحين دخل إلى مكتبه، استدعى كافة عناصره، كعادته، ليشربوا الشاي... لكنه سرعان ما بدأ يتململ في قعدته فوق كرسيه، ومع هذا كان يُردّد بداخله:


– ليس الآن... عليّ أن أنتظر، حتى (أُحمّصها)... (خميس) قال لي هذا.


مضى كثير من الوقت، وهو يثرثر مع عناصره، محاولًا كبح مؤخرته عن الانفجار.


أخيرًا، شعر بمغصٍ شديد، مغصٍ لا يُقاوَم، كأنه الطّلق... نهض عن كرسيه،

حاول أن يتجاوز كراسي عناصره بسرعة، لكنّ صمام الأمان أفلت منه، فها هو، وقبل أن يفتح الباب، يُفرْقع بقوة... كانت (ضرطته) بقوة انفجار قنبلة. أحسّ بالخجل الشديد، ولم يلتفت صوب عناصره، الذين تغامزوا وضحكوا بعد خروجه.


وفي الممر... ممرّ المخفر الطويل، وقبل أن يصل إلى بيت الخلاء، حدث ما لم يكن في الحسبان: لقد *"فعلها"* في بنطاله! يا للعار!


أقسم أنه *"سيفعلها"* في فم (خميس)، حلف أنه *"سيخصيه"*، *سيدقّ* رأسه، *سيرميه* في الزنزانة، *وسيجعله* عبرة لكلّ الناس.


وبعد أن غيّر بدلته العسكرية، رمق عناصره بنظرات حادّة وصارمة، أخرست ضحكاتهم المكتومة، ثمّ أمر الجميع بإحضار "المجرم"

(خميس).


خرجت كوكبة من رجال الشرطة، هرعوا إلى الإسطبل الملاصق للمخفر...


امتطوا جيادهم بسرعة، لكزوا الخيول، فانطلقت مُحمْحِمة باتجاه القرية.  

حاصروا بيت المدعو (خميس)، صاحب النّصائح الكاذبة، المخادعة. 


داهم (الرقيب خليل)، وبعض العناصر، القُبّة الكبيرة، فانطلقت صرخة ذعر من امرأة، كانت تغتسل عند العتبة. 


حاولت أن تستر عُريها، لكنّ (الرقيب خليل)، الذي حاول أن يتراجع، كان يُحدّق بانشداهٍ تام، إلى هذا الجسد العاري المثير، والذي تفوح منه رائحة الصّابون وبخار الماء السّاخن. 


وتحيّرت عيناه: أين يُركزان النظر؟ على النّهدين الصّاعقين، أم على الفخذين المكتنزين؟  


صاحت المرأة، لتوقظه من دهشته، واشتعال شهوته:

 

- ماذا تريدون؟!  


زأر (الرقيب خليل)، المتأجّج بشهوته: 


- نريد... المجرم (خميس)!  


صاحت، وهي تحمي نفسها بثوبها:  


- هل صار زوجي (خميس) مجرماً؟ ماذا فعل؟! 


ثم أردفت: 


- هو ليس هنا.. غير موجود.. نزل إلى حلب.  


مدّ (الرقيب خليل) رأسه أكثر، ليستجلي المكان بدقة، وكانت نظراته تنهشان الجسد العاري، رغم تستر المنطقة المهمة بالنسبة له.

 

واستطاع رفاقه أن يدلفوا جميعًا ودفعةً واحدةً إلى القبة الطينية، تسبقهم شهواتهم المتقدة بقوة.  


فصرخ (الرقيب) بوجه المرأة، ليطيل الوقت أكثر:

  

- إذاً فعلها زوجك (خميس) وهرب.. ولكني سأجده، وحق المصحف.. سأجده.. لن أتركه يفلت مني.  


شعرت المرأة بذعر شديد، وكانت قد نسيت ما عليها من عريّ، سألت: 


- ماذا فعل (خميس).. أخبروني؟!  


- المجرم خدع رئيس المخفر.. وهرب.


عندما عاد عناصر الشرطة

، بقيادة الرقيب، إلى المخفر، وكان قائدهم بانتظارهم مصطحبين معهم غريمه القروي، ثار عليهم وراح يوبخهم لأنهم عادوا من دون (خميس)، مبالغاً بغضبه، لكي يواري خجله منهم، ولأنه لم يعد يطيق أية نظرة توجه إليه من أحد عناصره. فقد عاد وأمرهم أن يخرجوا إلى الطريق، وينصبوا كميناً بانتظار (خميس)، وأقسم لهم بأنه سيعاقبهم إن لم يستطيعوا القبض عليه اليوم.  


حين وصل (خميس) مكبلاً، مدمى الوجه، وممزق الجسد، وكان هو الآخر قد - فعلها - من شدّة خوفه وهول ما تلقاه من ضرب مبرح حين قبضوا عليه، بعد أن نزل من السيارة العائدة من حلب.  


ولمّا صرخ رئيس المخفر بوجهه الشديد الشحوب:  

- أتضحك عليّ يا صعلوك؟!  

  

رد بصوت منكسر، فيه من الخوف والرجاء الشيء الكثير:

  

- ولكن يا سيدي.. أرجوك أن تدعني أشاهد البنطال.  


استغرب رئيس المخفر طلبه هذا، لكن (خميس) أصرّ وكرر رجاءه.. بإحضار البنطال. 


فأمر رئيس المخفر عناصره، وعلى مضض منه، بإحضار البنطال فوراً.  


وحين أمسك (خميس) البنطال المبلول والكريه الرائحة، نظر إليه ملياً.. قربه منه.. تفحصه بشدة، تشممه.. وعاود الشمّ، ثمّ مدّ أصبعه، وأخذ من البنطال عينة، ورئيس المخفر وعناصره يراقبونه باندهاش وحيرة.  


ثم فاجأهم (خميس) حين وضع أصبعه وما عليها من براز في فمه، حيث لحس أصبعه، تذوق ما كان عليها، ثم التفت إلى رئيس المخفر، وقال:

 

- أنا قلت لك يا سيدي، أن - تحمّصها - ولكنك يا سيدي.. أنت للأسف الشديد، قد أحرقتها، وهذا ليس ذنبي.*  


  مصطفى الحاج حسين.  

   حلب، عام 1993 م



(( أُخيَّ...أريدني الأنت )) بقلم الأستاذ داود بوحوش

 (( أُخيَّ...أريدني الأنت ))


تعدّدت أناي 

بين ثناياي

فتاه 

بين الظّلال ظلّي

مُنهكٌ من الكلّ

و كذا منّي

فأنّى لي النّفس

برتق الشّقوق أمنّي

إلهي

 يا الذي بك نباهي

أعنّي

مكسورة أجنحة أمّتي

و بكل وطن فصيل

فيه ،قد خاب ظنّي

و المحزون هو وطني

مُعنّى

 أضناه التّجنّي

بلاء في كلّ شبر

و كلّ على ليلاه يُغنّي

إن التمست منه إسنادا

يردّ أن

إيّاك عنّي

دُجّنّا

و لاذ الكلّ بالقنّ

فأينها الغيرة على العين 

و أيننا من السّنّ بالسّنّ

حُشرنا في الزّاوية

و عافتنا الهاوية

و آمنّا بالغول و الجنّ

فغرقنا 

في آتون الظّنّ

و ازددنا غمّا على غمّ

إلهي 

متى يجنّ صبحنا

فنعانق حلمنا

ذاك الذي إليه نحنّ

أخيّ

أريدُني الأنت 

و الأنت الأنا أريدك

فهلمّ بربّك

هات يدك و ادن منّي


بقلمي

ابن الخضراء 

الأستاذ داود بوحوش

 الجمهورية التونسية


"سَمَرٌ عَلَى أَقْدَاحِ الكَلِمِ" بقَلَمُ : سُلَيْمَانُ بْنُ تَمَلِّيست

 "سَمَرٌ عَلَى أَقْدَاحِ الكَلِمِ"

******         

في لَيْلِنَا انْفَرَجَ الكَلامُ وَأَزْهَرَا

وَتَناثَرَتْ أَرواحُنَا كَمْ أَبْحَرَا


جَلَسَ الرِّفَاقُ عَلَى مَقاعِدِ وُدِّهِمْ

كُلٌّ يُضِيءُ بِما تَجَمَّعَ أَشهُرَا


هذَا يُحَدِّثُ عَنْ حَنِينٍ غائِرٍ

ذَاكَ ارْتَوَى مِنْ وَجْدِهِ قَدْ أُغْمٍرَا


وَالنَّجْمُ يُصْغِي مِنْ عَلٍ فِي صَمْتِهِ

ضَيْفٌ كَرِيمٌ قَدْ أَتَى كَيْ يَسْهَرَا


وَالْبَدْرُ يَكْتُبُ فِي الفَضاءِ رِسالَةً

لِلشِّعْرِ: كُنْ شَهْدًا، وَكُنْ حُلْمًا يُرَى


أَقْداحُنَا لَيْسَتْ سِوَى كَلِماتِنَا

مِنْ نَبْعِهَا ارْتَشَفَ الجَمالُ وَأُسْكِرَا


فِي حَضْرَةِ الأَشْعارِ نُبْصِرُ أَنَّنَا

نُمْسِي لِنُوْقِدَ فِي الظَّلَامِ الأَدْهُرَا


بِضِيائِهَا حِضْنُ القَصِيدِ يَضُمُّنَا

وَتَزُفُّ أَوْتَارُ الهَوَى كُلَّ الوَرَى


قَلَمُ  : سُلَيْمَانُ بْنُ تَمَلِّيست

جُرْبَةُ فِي 2025/08/24

الجُمْهُورِيَّةُ التُّونِسِيَّةُ



شهيد العشق *** بقلم الشاعر علي مباركي

 شهيد العشق *** بقلم علي مباركي 


من يبتلى  بالعشق شهيدا يمت

             قد تحتويه الأرض و قبر يرق

في برزخ و المنكر عنه انعتق

          سبحان من أرسى نعيما لا يشق

لم يكتمل حتى توارى ولم يحق

             في مهجتي نار له الظت تدق

لا ملجأ من لسعة بي تحترق

              أين المفر الحاضن أين الأفق 

اين النواصي للطيور تزق

            تاهت أمانيها وترامت بالشقق

حلى النوى والنفس نامت بالغشق

     والشوق اصفته  النوءة حتى شهق

والشهقة ابان القلوب تشتنق

        تجدي لمن غاضت عليهم بالنفق

يا ليت أمر العشق بقلبي غسق 

      قبل الدواهي من صياصيها اتسق


علي مباركي 

تونس في 10 نوفمبر 2025

الذهب الأخضر بقلم الكاتبة سعيدة شباح

 الذهب الأخضر

رقص الغصن ببلوغ الموعد 

و  إنحنى في إمتثال الزاهد 

و الثمار الطازجات كالنجوم ظهرت 

لبست لبس الوقار الأسود 

و تراءت في صباحات الخريف دررا

أجمل من جمال العسجد 

ألطف من صبح موشى بالضياء 

يشبه رقة الورد الندي 

حولها العشاق يبغون الوصال

في إلتقاء و إنصهار سرمدي 

أذرع تمتد للأعلى إنتشاء 

ساعد يمضي بحذو الساعد 

تجمع خيرا عميما أسود 

و تخاله حينا بعض زمرد 


سعيدة شباح



المكر والطيبة: صراع الأقنعة وصفاء النوايا بقلم د. سؤدد يوسف الحميري

 المكر والطيبة: صراع الأقنعة وصفاء النوايا

د. سؤدد يوسف الحميري


هل الإنسان مخيّر بين أن يكون ثعلباً ماكراً  أو حمامة وديعة ؟   

سؤال طالما شغل بالي وأرتايت ان ابحث عن إجابة له من أرض الواقع ضمن العلاقات الإنسانية لا من القصص الأدبية الخيالية، وهنا كان لابد من معرفة و تحديد الألفاظ الدالة على المكر وهي: (الخبث، والخداع، والتخطيط السري) كـقناع يرتديه الماكر المخادع بهدف السيطرة أو النجاة من ضحيته أو لنقل فريسته كون فعله الذي يمارسه فعل لا إنساني، في مقابل ذلك كان لزاما علينا إيراد الألفاظ الدالة على الطيبة وهي: (النقاء، والعفوية، وحسن الظن) كـنوايا صافية تعكس الفطرة الإنسانية التي فطر الله بها الإنسان؛ لنوازن بين كفتي الصراع عند الحديث عنهما وإصدار الحكم بناء على معايير وأدلة محددة بينهما. وتأتي أهمية هذا الموضوع من خلال الإشارة إلى أن هذا الصراع الذي يشكّل محوراً مهماً من محاور العلاقات الإنسانية والنجاح الاجتماعي والشخصي. وان طبيعة المكر والأقنعة وتغيرها، يتطلب منا تشريح هذا القناع، الذي يعدّه الماكر آلية دفاعية أو هجومية، يتناول فيها الماكر المخادع "تكتيكات" مثل التملق، وإخفاء النوايا الحقيقية، واستخدام الذكاء السلبي، والنجاح الزائف. وهنا لابد من وقفة لنبين كيف أن المكر قد يحقق مكاسب سريعة  للماكر المخادع إلا أن هذا النجاح هو نجاح قصير المدى، لكنه بالتالي يؤدي إلى فقدان الثقة والعزلة على المدى الطويل، هذا من ناحية، إما من الناحية النفسية، فكان لابد من تسليط الضوء على أن العيش بوجهين بالنسبة للماكر المخادع يستهلك منه طاقة كبيرة ويقوده إلى الاغتراب عن الذات الحقيقية. في مقابل ذلك كان لابد لنا من وقفة لمعرفة وتحديد جوهر الطيبة المتمثلة بصفاء النوايا وثمن البراءة وقوة النقاء، المتجسدة بالطيبة كقوة كامنة وليست ضعفا. والتركيز على العفوية والشفافية كشكل من أشكال الشجاعة الأخلاقية. والوقوف أمام متلازمة "السذاجة" (الضعف في الذكاء الاجتماعي) ومناقشة كيف يُنظر إلى الشخص الطيب النقي أحياناً على أنه ساذج أو ضعيف، ما يجعله عرضة للاستغلال و الخداع. وبيان القوة الأخلاقية له من خلال التأكيد على أن الطيبة والنوايا الصافية هي الأساس للسعادة الحقيقية والسلام النفسي، وجذب العلاقات الإنسانية المستدامة والموثوقة دائما. وهنا لابد من إحداث التوازن رغم صعوبته و اليقظة دون خبث، فما بين الطيبة والسذاجة ما هو إلا خيط رفيع، وهنا يتبادر إلى أذهاننا سؤال لابد من الإجابة عنه وهو : كيف يمكن الحفاظ على النقاء دون السقوط في فخ السذاجة ؟ (الفطنة مقابل الغباء ( هنا نصل إلى الموازنة العملية من خلال الدعوة إلى تبني الطيبة الواعية (أو الذكاء القلبي)، أي أن تكون طيباً ونقي السريرة، ولكن في الوقت نفسه يقظاً وواعياً لأساليب الخداع المحتملة (الاحتراس دون مكر). ومن خلال الاستشهاد بقصص القران مثل قصة "براءة الذئب" تتجسد لنا حكمة نبي الله يعقوب (عليه السلام) في إظهار أن الفطنة (قدرة يعقوب على كشف كذب أبنائه) هي التي تحمي النقاء، وليس المكر. وفي الختام نخلص إلى القول: ان التحلي بالطيبة والبراءة والنقاء هي الانتصار الحقيقي والدائم والتأكيد على أن المكر هو نجاح مؤقت وهش، بينما النقاء هو انتصار دائم وقيمة إنسانية راسخة. وهذه المقالة دعوة للقارئ إلى نزع الأقنعة وتغليب صفاء النوايا؛ لأن الإنسانية تحتاج إلى النقاء والعالم يحتاج إلى الشفافية أكثر من حاجته إلى المكر والخداع والبراعة الخبيثة، وهذا يذكرنا بقول الشاعر:

لا خيــــرَ في ودِّ امـرئٍ مُتمـلِّـقٍ  *** حُـلـــوِ اللسـانِ وقلــــبـهُ يتلـهَّـبُ

يلقــاكَ يحـــلفُ أنـه بـكَ واثـــقٌ  ***  وإذا تـوارَى عنكَ فهوَ العــقرَبُ

يُعطيكَ من طَرْفِ اللِّسانِ حلاوةً  ***  ويَروغُ منكَ كمـا يـروغُ الثّعلـبُ



السيلُ يمضي بقلم الكاتب حسين جبارة

 السيلُ يمضي


                             --------------  


               أأمارةً أبغي بلا نفطٍ وماء؟


               قد أذعنت وتواطأت


               قد أقسمتْ، للغيرِ تلتزمُ الولاء


               فيها أذلُّ مُهمّشًا ومُكبّلًا


               محرومَ إبداعٍ وفصلٍ


               قبْلَ أصلٍ وانتماء


               أدُويلةَ الضلّيلِ أنشدُ بائسًا


               حَشَفًا تَنالُ وسوءَ كِيلةِ مُقسطٍ


               مستوطنًا ترضى تُبدّلُ بالجلاء


               لِأوامرِ الأسيادِ تحني هامةً ومواقفًا


               وتدورُ في الأسواقِ تستجدي العطاء


               المجلسُ القرويُّ أرفضُ موطنًا


               وهو المُطَوَّقُ ظامئًا


               ترويهِ بئرٌ خيّبتْ أمَلَ الدلاء


               هل يستطيبُ الأهلُ فضلةَ سيّدٍ


               قد جزَّأ المنقوصَ أشلاءً رمى


               للطيرِ تنهشُ لحمها، لمّا تشاء


               ما جئتُ ألهثُ أشتهي محميّةً


               خلفَ الجدارِ أسيرةً


               لا تستطيعُ تحركًا وإرادةً


               تصحو على الأسلاكِ تغفو في المساء


               بمضافةٍ ما كنتُ أحلمُ كي أقدّمَ قهوةً


               بفنائها ألهو أسامرُ شهرزادَ وشهريارَ وهائمًا


               أنا فارسٌ في الليلِ أجتازُ الحواجزَ


               دونَ إذنٍ أو جزاء


               يا صفقةَ المُحتلِّ يرسمُ صفعةً


               يلوي العظيمَ مُوَقّعًا بمخالبٍ


               ويدوسُ حقًّا للشعوبِ بالامتهانِ وبالحذاء


               ألقى العظيمُ ضميرهُ في غيهبٍ


               متنكرًا لمبادئِ الإنسانِ يَسْندُ ظالمًا


               فقدَ النزاهةَ والعدالةَ والإباء


               أنا لستُ عبدًا في سفينةِ تاجرٍ


               أهدى المصيرَ لقيصرِ العشرينَ يقتلُ اُمّةً


               يا أُمّةَ الخطّابِ تحيا كالإماء  


               وطنُ الجيوبِ مُقَطَّعًا ومُشرَّحًا هو بدعةٌ


               هو خدعةُ الترحيلِ والإفراغِ من قدسِ المُنى


               تأتي لتكريسِ التغطرسِ والخباء 


               تأتي لتمزيقِ النسيجِ بصعقةٍ


               تسعى لفصلِ الأقرباءِ عن اللقاء


               فصلِ الجنوبِ عن الشمالِ عن الفؤادِ عن الهوى


               فصلِ الشروقِ عن المكانِ عنِ الزمانِ   


               عن الوصالِ يفي الإخاء


               فصلِ الحبيبِ عن الحبيبِ عنِ الصلاةِ بزهرةٍ


               قدسِ الفلسطينيِّ يؤمنُ بالخلودِ وبالبقاء


               شعبي تنادى والنداءُ حرارةٌ   


               شعبي تسامى والكرامةُ مبدأٌ


               حرّيّةً يشدو، يقارعُ في الدجى مستعمرًا


               بالكفِّ يصمدُ بالقرارِ والافتداء  


               هدفي كيانٌ مستقلٌّ فيهِ أُنْعِشُ حاضرًا


               وأصونُ مجدًا ماضيًا


               مستقبَلًا أبني أسجّلُ بصمةً


               أهوى شعوبَ الأرضِ أسعى للنماء


               نَفَسي طويلٌ والطموحُ حكايتي


               ورجولتي كحجارةِ الوادي تظلُّ مُقيمةً


               والسيلُ يمضي لا يعودُ إلى الوراء


               حسين جبارة شباط 2020


فواصل ٠٠!! / بقلم الكاتب السعيد عبدالعاطي مبارك الفايد - مصر ٠

 فواصل ٠٠!! /

السعيد عبدالعاطي مبارك الفايد - مصر ٠

---------------------

موكب يمر من قلب الحارة 

و ذلك لأول مرة ٠٠

فتساءلت : العجوز ما هذا ؟!

أجابوها الشباب : هذا مرشح محتمل ٠


صرخت بأعلى صوت 

في وسط المدينة 

يا إلهي متى يعود الزمن الجميل ؟! ٠


أرسلت رسالة غامضة من عصر الفراعنة 

و تحدت  أي شخص يفك الطلسم ٠٠

فجأة " طفل النت " ترجم لها الأحاجي خِلسة فشهقت شهقة كادت منها تفارق الحياة ٠


الشرطي يطادر دراجة بخارية 

و المارة يلعنوه 

فأخبرهم بأنها مسروقة و هذا لص ٠٠

فقالوا : و اللصوص الأُخرى ما موقفك منهم ؟! 

فضحك هذا تيار عال ٍ ٠


امرأة جميلة ذات أربعة عقود ، تمشي في الميدان 

سبعة أشواطاً ، ثم تعود 

فسألها عامل النظافة :

لماذا هذا الدوران ؟! 

قالت ساخرة : لعل أجد وظيفة أو عريس فقد تقدم بي العمر و سعري رخيص و كل شيء غال ٍ !٠  


بائع الورد يتجول في حي راق ٍ 

يصيح بصوت جميل :

من يشتري الورد ٠٠

و من الشُرفات تنظر إليه السيدات و هن يتمنعن سئمنا من مسلسل الورد لا وقت للشم 

فقال لهن : قطعوه على السلاطة هكذا يفعلون به في مطبخ الملك و الأمراء !

فتسابقن عليه حتى نفدت الكمية و مازالت النساء  ينتظرنه كل صباح ٠


نــــــــــــــــسيج وحــــــــده بقلم عبدالعزيز دغيش

 نــــــــــــــــسيج وحــــــــده 

قيل أن صوتها؛ 

"نسيج وحده"

وأنها؛ 

"أكبر من الذاكرة"

فيما قاله أبرز الشعراء

وهي أكثر أكثر أكثر ..

فليس لكثرتها حدٌ أو مدى

يُقاس به أو يبلغ حد الاكتفاء 

هي "ملائكية" و"سماوية"

و"صوت من الجنة"، 

وأنها "فوق التصنيف" 

كما في الكثرة 

التي بها قال عنها 

أرباب الموسيقى والغُناء، 

وهي أكثر أكثر

ففي صوتها شموخِ الجبال

ورقةِ العصافير، وهديرِ البحار

وحميميةِ الأرض، ورُفعةِ السموات 

وتدفقِ الماء 

هي النغمُ الذي يبسطُ جناحَهُ

على الإحساسِ، يمتلكهُ

يبسطُ دثارَه عليهِ 

يرفعهُ من الأرضِ

بشغفٍ وحنانٍ وعذوبة 

ودون عناء

ومعهُ تتراقصُ الأشجارُ 

حين يصدحُ

ويُردِّدُهُ الثرى، والثريا تُصفقُ لهُ

ولَهُ تهلِّلُ النجومُ في السماء

والمشاعر تعاودُ تشكُّلَها

كل مرة تنصِتُ وتصِيخُ إليهِ

والأنفاسُ  تتجددُ

والروحُ والدماء

هي موئلٌ دائمٌ للإحساسِ

بجمالِ الحياة

هي التألقُ للجمالِ 

ونطاقِهِ الساطعِ الوضّاء

هي نبعُ إلهامٍ

بصوتِها وسكناتِها وحركاتِها

هي شجنٌ للروحِ والفكر

ومحركٌ للمشاعرِ هي 

وهي للإبداع زادٌ وغذاء

فترنمْ يا هاجسي 

بما لها

من حضورٍ في النفسِ 

وما لها من صدى

واطلقْ أحاسيسَك دون تردد

فلديها ما يُلبي ويُروي ويُشبعُ

كما أن لديها في صوتها

من الغلواءِ دواء.

عبدالعزيز دغيش في نوفمبر 2025 م