الأحد، 9 نوفمبر 2025

** قصيدة (( نوافذ الليل)).. للشاعر:مصطفى الحاج حسين. قراءة(محي الدين سراج)

 ** قصيدة (( نوافذ الليل))..

للشاعر:مصطفى الحاج حسين.


قراءة(محي الدين سراج)

 

نص الشعري "تَوافِذُ اللَّيْلِ" عمل شعري غني بالعاطفة والرمزية، يحمل سمات مميزة لمدرسة الكتابة الشعرية الحداثية التي تدمج الرؤيا الصوفية بعناصر الطبيعة، والعشق، والكون.


النص زاخر بالصور المركبة والمتدفقة، مثل:  

"شُعَاعُ المُوسِيقَى"، "بَرَاكِينُ الشَّغَفِ"، "عَذُوبَةُ جَهَنَّمَ" – وهذه صور تحتفي بالتناقض وتُجسّد عشقًا سماويًا لا يخلو من الألم والمتعة.


استخدام الأضداد (الجنة / جهنم – الندى / البركان – الرحيق / الدمع) يخلق توترًا جماليًا يعمّق التجربة العاطفية.


النص يقوم على تراكم استعاري متصاعد: يبدأ بالجسد، ثم يرتقي للكون، فالسماء، فالأزمنة والمجرّات، وهذا يعكس تصاعدًا في التعلّق والعشق.


القصيدة لا تصف امرأة فقط، بل كائنًا كونيًا يتجاوز الحب الجسدي إلى مستوى "التقديس العاطفي"، وهذا يُظهر أثر المدرسة الصوفية المعاصرة في التعبير عن الأنثى ككائن متعالي.


"نوافذ الليل" ترمز للبوح الخفي، للأسرار، للمساحات التي يُفتح فيها القلب في الظلام، أي عندما يسكن الخارج ويعلو الداخل.


"تُفاحة الجنة وعذوبة جهنم" تحمل تناصًا مع الأسطورة الدينية، وتُظهر الأنثى كمحرّك للقدر والمصير، وللنعيم والعذاب في آنٍ معًا.


التكرارات المدروسة مثل "أنتِ"، وتكرار الصيغ الجمالية، يمنح النص إيقاعًا وجدانيًا متناغمًا، رغم أنه كُتب بالنثر الشعري، لا الوزن الكلاسيكي.


"توافذ الليل" قصيدة حديثة تزاوج بين الرؤية الصوفية واللغة العشقية المتفجّرة بالصور. الأنثى فيها تتحول إلى مجاز كوني، تجمع بين الألم والنشوة، بين الجمال والإلهام. الشاعر ينتمي هنا إلى مذهب "الرومنطيقية الجديدة"، الممزوجة بالرمزية والتكثيف الحداثي.*


    محي الدين سراج.


**(( تَوافِذُ اللَّيْل)).. 


  أحاسيس: مصطفى الحاج حسين. 


كُلُّ خَلِيَّةٍ مِنكِ

تَسْتَحِقُّ مِنِّي  

أَكْوانًا مِنَ القَصَائِدِ

وَالاِبْتِهَالِ.  


أَنتِ خُيُوطُ الأَمَدِ

وَسَارِيَةُ الأَبَدِ

شُعَاعُ المُوسِيقَى 

وَرَقْصُ النَّدَى 

وَأَنفَاسُ المَدِّ وَالجَزْرِ

مُعْجِزَةُ الاِنْفِجَارِ 

بَرْقُ القُبَلَاتِ  

أَحْصِنَةُ اللَّمَسَاتِ 

وَبَرَاكِينُ الشَّغَفِ 

تُفَّاحَةُ الجَنَّةِ 

وعَذُوبَةُ جَهَنَّمَ.  


فِي سَمَائِكِ، أَنا أَطْلَقْتُ جَوارِحِي

وَنَثَرْتُ سُحُبَ يَرَاعِي

سِنْفُونِيَّةَ النُّورِ 

شِرَاعَ البَوْحِ

سُلَّمَ الآفَاقِ 

دَرَجَ الهَدْهَدَةِ.  


مَعْشُوقَةُ الأَزْمِنَةِ أَنتِ 

فَاتِنَةُ الأَمَاكِنِ 

مَعْبُودَةُ الشُّطآنِ. 


أُحِبُّكِ 

رَحِيقُ الفَجْرِ يَكْتُبُهَا 

والقَمَرُ امْتَلَأَتْ دَفَاتِرُهُ بِالأَشْعَارِ عَنْكِ 

اللَّيْلُ يَفْتَحُ نَوَافِذَهُ عَلَيْكِ  

وَالبَحْرُ يَمْتَطِي خَلْجَانَهُ لِيَدْنُوَ مِنْ سَرَابِكِ.  


أَنتِ أَجْنِحَةُ المَجَرَّاتِ  

تَطِيرِينَ وَتَحُومِينَ حَوْلَ دَمْعَتِي.*


 مصطفى الحاج حسين. 

          إسطنبول



حدثني عن الأرض بقلم الكاتب عبد الكريم يوسفي( في مرثية الأباء.)

 حدثني عن الأرض ❤️✍️☕

حدثني عن الأرض أيها العائد إلى ترابها..( منها خلقناكم وفيها نعيدكم) 

أيها العائد إلى الوطن ( الآخرة)

حدثني وأوغل برفق في كل شجن 

حدثني عن الشمس حين تداعب كل فَنَنْ( الغصن) 

كيف غروبها على تلك التلة من جبل النار 

حدثني عن وجهها الحسن 

لأني سأرى عينيه الهادئتين 

منصوبتان في الأفق كالمنار ..

علي أهتدي بهما فأبلغ مناه ..

حدثني عن الريح ..

حدثني كيف الرجال كيف تكسف 

آية وهيبة ..

حدثني عند سقوطها كيف يظلم الوطن 

حدثني عن غيمة سافرت بها عيناه ..

فتنزلت عطرا رشت به تلك النخلة( هي الأم ، نخلة ،ووتد خيمة) التي لا زالت واقفة 

حدثني عن النسيم الذي يحمل ذرى سنبله ..

وعن جواده كيف كان يهتز له في لجامه 

عن الكمأة ( الترفاس) كيف تبكيه تحت ظل الشيح 

إثر الربيع الحزين الذي فقد فرحته ..

عبد الكريم يوسفي(  في مرثية الأباء.)



الدعاء للأحبة رجاء بقلم الشاعر أحمد محمد حشالفية

 الدعاء للأحبة رجاء


من الحفظ اسمه ونستزيده حفظا

فكم افتقدناه ومصابه زادنا جزعا


طريح الفراش والمشفى به مكتظا

الزوار مطرقين والعيون ملأت دمعا

  

مغيب عن الكل لاحركة ولا لفظا

هو بيد الرحيم والدعاء لشفاه شرعا


جميل محياه يبدي أنه فطنا يقظا

خير وخدوم ولقضاء الحاجات فزعا


رفيق الصبا لين القلب وليس فظا

صابر محتسب طالبا من الله وسعا


طيب القلب لا يحمل لأحد غيظا

يهب لإعانة الملهوف سمعا وطوعا


إجتماعي يزيد كل من عاشره وعظا 

أصيل المنبت ولعائلة البصري فرعا


يارب اجعل له الشفاء نصيبا وحظا

عرفنها ذاكرا لك قلبه لجلالك خشعا


أبياتي صادقة لمحاسنه ثناء وقرظا

داعيا الله يحفظه ويحسن له صنعا


سلام الأحبة أرسله عساه مستيقظا

آملا بلقاءه في القريب رجاء وطمعا


بقلمي

أحمد محمد حشالفية

الجزائر



فوق الأشواك بقلم الأديبة زينب بوتوتة الجزائر

 فوق الأشواك 


اتعلمت أن أمشي حافية 

فوق الأشواك 

وألتحف الأمل بعد ضيم كبير 

تعلمت أن أنام فوق الأرض بدون لحاف 

 وبلا سرير 

تعلمت ان اقطف النجوم مصابيح 

من خيوط اليل البهيم الأخير 

تعلمت ان اعزف بأصابعي 

على صفير الرياح كذبذبات الأثير 

تعلمت أن الصبح قادم

مهما مكث الظلام 

ومهما راوده حلم البقاء 


 الكاتبة الأديبة زينب بوتوتة   الجزائر



**اين الطريق** بقلم الكاتب/محمد رشدي روبي

 **اين الطريق**

اين الطريق وفي عينيك

   تشابهت كل الدروب

    ايحملنا العشق الى 

   غيمة تهوى الهروب..!؟

     تعالي نضمد انين 

    الصمت قبل الغروب

  لنسرق الزمن من ساعة 

    خرفاء ارهقها العويل 


  خذي القصائد والمراود

        والهدايا والأمل 

      وهاتِ من شفتيك

      لهفة ومن وجنتيك

        قليلا من خجل..

 عتقيني في دنان صمتك

 انثريني نبيذا على جسدك

    ذاك المخضب بقصائدي

      ولهفة اوائل الربيع

       وصغار العصافير


       غلقي شبابيك الليل 

        لا تقولي هيت لك

     مازلت اناجي الصمت 

    الساكن اطراف شفاهك

    اداعبها بأنفاس عصفورة 

    فرت من ذكريات الصقيع

   هيا تصدي لهفوف الشوق

   من صدري احتفلي بميلاد 

   اول الفراشات والعصافير....

   حرري بعض قصائدي من 

   عبودية الليل تقدمي نحوي 

      وإياك ان تعلني انهزام 

        قبلاتك على جسدي..


       ايتها الإقحوانة البرية

            الندية الشهية

      ايتها الغزالة والعصفورة

          المزركشة الندية

       تعالي أراقص الفرح على

           فساتينك المهملة

       تعالي اهدهد خصلاتك

       في صباحاتك المقفرة

         مرري اصابعك على

           اوجاع قصائدي

         ودعيني ارتب معارج

     القمر في عينيك اللؤلؤتين


        تمنيت ان اكون طفلا

        بين يديك..تمنيت ان

          اكون زهرة تداعب 

             حمرة شفتيك..

      او بسمة سكنت تفاريح

         الهوى في وجنتيك

        ولكم تمنيت وتمنيت...

              سخرية القدر 

              لا تقبل التمني

            لا تلبي الإنعتاق


بقلمي/محمد رشدي روبي

فلسطين



نابعة من الضوء بقلم الكاتب سعيد إبراهيم زعلوك

 نابعة من الضوء


من عينِ الحلمِ نابعة،

ومن صمتِ الأنينِ واقعة،

تمشي على دربٍ من النورِ،

كأنَّها وعدُ غيمةٍ رائعة.


تسقي القلوبَ بحبٍّ،

تتركُ في الأرواحِ أثرًا لا يُمحى،

وفي المدى رحابةٌ واسعة،

تلمُّ ما ضاعَ منّا،

وتُعيدُ للحياةِ معناها الضائعة.


كم هي نافعةٌ تلك التي تأتي بلا موعد،

وتزرعُ في الخرابِ نغمةً خجلى،

وفي الرمادِ نسمةً نابعة.


سعيد إبراهيم زعلوك



صوتك الذي يربط بين عمودي الذاكرة والنسيان بقلم الكاتبة سهى الجربي

 صوتك الذي يربط بين عمودي الذاكرة والنسيان 

اجتزته بخفّة بعد العثرة الأولى على هيئة أحبّك 

أنا امرأة أجيد لعبة المشي على الحبال. 


حين تحبّك شاعرة 

ستحدثّك  في غيابك عن 

الوقت كيف يهرم كشيخ حيّهم 

وتصبح عقاربه عكاكيز  بالكاد يتم دورته 

ستحدثّك أن الشمس   زرّأصفر بالي في فستان شحّاذة 

والسماء بنطلون من الدجينز المرقّع يرتديه لصوص المدينة 

ستخبرك أن الحدائق حولها خردوات من الأشجار اليائسة. 


كم مرّة حدثّتك عن امرأة تعشقك 

تفرش كلامك كلمة كلمة  ثم تنام 

ولم تحدّثك عن شاعرة تغلق باب الحبّ بنصّ.

سهى الجربي



عطشانين فرحة بقلم الشاعر يوسف الحمله

 هذه القصيدة ردّاً

علي مَنِ انتقد المصريين بالزي الفرعوني


عطشانين فرحة (للشاعر يوسف الحمله) 

من البحر الكامل


نَسْعَى لِنَنْسَى.. غَيرَ أَنَّا نَتْعَبُ

                           وَالصَّبْرُ يَخْذُلُنَا، وَدَمْعٌ يُسْكَبُ


ضَاقَتْ خُطَانَا فِي الزَّمَانِ، وَنَحْنُ مَا

                           زِلْنَا نُـقَـاوِمُ.. وَالطُّرُوقُ تُعَذِّبُ


نَخْرُجْ لِنَنْسَى هَـمَّـنَـا فَنَرَاهُ فِي

                        وَجْهِ الشُّرُودِ، وَكُلُّ شَيْءٍ يَغْرُبُ


قَهْوَى، وَأَصْدِقَةٌ، وَضَحْكٌ شَاحِبٌ

                         وَرُؤًى تُـنَـازِعُـنَـا، وَحُـلْـمٌ يَهْرِبُ


حَتَّى إِذَا جَاءَ الضِّيَاءُ اسْتَنْهَضَتْ

                         فِـيـنَـا الحَيَاةُ، وَرُوحُـنَـا تَتَوَثَّبُ


يَا مِصْرُ، فِيْنَا مَجْدُكِ العَالِي سَنَا

                        وَالضَّوْءُ يَحْيَا، وَالصَّدَى يَتَرَقَّبُ


إِنَّـا عَـطَـاشَى لِلْـبَـهَـاءِ، وَرُبَّـمَـا

                         فِي صُورَةِ الأَجْدَادِ مَجْدٌ يَكْتُبُ


فِي كُلِّ وَجْهٍ بَسْمَةٌ مَـخْـنُـوقَـةٌ

                          تَحْيَا إِذَا الأَحْـلَامُ فِـيـنَـا تَلْعَبُ


مَـا زَالَ فِينَا نِيلُ مِصْرَ مُـغَـرَّدًا

                         وَالنُّورُ فِي عَـيْـنِ الْكَنَانَةِ يُعْرِبُ


فَاتْرُكْ لَنَا لَـحْـظَـاتِ نُورٍ بَاهِرٍ

                         فَـالـدَّهْـرُ يُسْقِينَا وَكَـرْبٌ يَسْلُبُ


عطشانين فرحة

بقلم الشاعر يوسف الحمله

1/11/2025

9/11/2025

الصورة بال Ai



▪︎ اجتراح ▪︎ شعر: جلال باباي

 ▪︎ اجتراح

▪︎ شعر: جلال باباي 


أقُمْت الليل بمنفاي  ، 

أناجِي الله فجرًا ،

لأخلٌصني من براثن الهوى

 و أكذوبة النساء

أُقيم مثل جثٌة  في  قميص

أحلِّقْ بين أرض و سماء  

إنَّي الموبوء بالقصائد

 جئتكم لا ابالي  بالعثرات ،

أكتوي باجتراحِ  حواسي .

أغنٌي بربع حنجرة ،

 أراقص الريح بأناملي المتبقية

و  أقتسم الرغيف اليابس مع الفقراء ،

لا تاتمن موجَ البحرِ ،

و لا تركب ماء الوادي النائم

واغْتَنِمْ قناديل الشمس في الغروب.

فصهيل القصائد ،

يرتق ارق يسراي 

أجالس ُنسٌاك البيت

أعاقر نبيذ الشرفاء


●▪︎□▪︎●▪︎

هذا دمي و مداه سحيق

يقرع شهقة قبري

مثل  رَجْع حفيف لخطاي

بين لدغات الحب 

 و جنون زمرة الشعراء

●▪︎●▪︎●▪︎●▪︎●

أسير مع  فوضاي

لم أعر  اجتراح الخيانات 

أغمضت ضوء عشقها 

و أضرمت  في الصدر قلقي

و نقٌيت الأصابع من المعاصي 

أقترب من  تقوى الأنبياء

و إذا بها قد انكرتني قدماي

و ناصبتني تلك  الدّروب 

 حنضل العداء


                

            ● خريف 2025

---------------------------------------

اللوحة للفنانة التشكيلية إخلاص لسود Ekhlass Lassoued



عندي فكر موش ممكن يحير بقلم الشاعر محمد القْاسمي،،،،،،

 عندي فكر موش ممكن يحير

وعندي قْلب ما عنده ضغينة،،،،

 نظيف الطّبع مرتاح الضمير

نصون العهد والصحبة المتينة،،،،

طريق الخير في دروبه انسير

و ل الاوهام  ما نقعد  رهينة،،،،

غير الوقت و الحمل الكثير

وظلم الناس ورياس السفينة،،،،

يهرّوا القْلب من غُلبه يصير

يشيل الهم و مشاعر حزينة،،،

ياما  ناس  فرشتلهم  حرير

حسّوا رطابته وحنّه و لينه،،،

حطوا اشواكهم زادوا الحفير

علّوا اسوارهم صارت حصينه،،،

بصبري وسيرتي وقْلبي الكبير

وطيبة خاطري وفكرة رصينة،،،،

اندير  جناح في سماها انطير

ننسى الظلم و عداوة  دفينة،،،،


محمد القْاسمي،،،،،،



باليُسْرِ أبْشرْ بقلم : عماد فاضل (س . ح)

 باليُسْرِ أبْشرْ

أيَا صَاحِبَ الهمّ بِاليُسْرِ أبْشِرْ

وَأَحْسِنْ ظُنُونَكَ باللّهِ وَاصْبرْ

تَفَاءلْ بخيْرٍ وسرْ للْعُلا

بعزْمٍ (وَصَلِّ لِرَبّكَ وَانْحَرْ)

وَعَالِجْ أسَاكَ بِعَيْنِ الرّضَا

وَبِالحَمْدِ والشُّكْرِ لَا شَكّ تُؤْجَرْ

وخَلِّ الأمُورَ لِحُكْمِ القَضَا

فَمِنْ بَعْدِ عسْرٍ سمَاكَ سَتُمْطِرْ

تَحَدَّ الدّيَاجِي بنُورِ الهُدَى 

فَفِي الذّكْرِ نُورٌ لمَنْ يتَدَبّرْ

وَوَجّهْ دُعَاكَ لَرَبّ الوَرَى

بِكُلِّ يقِينٍ وَلا تتَأخّرْ

كَفَاكَ خُضُوعًا لِقَهْرِ الأسَى              

فَأرْضُكَ بَعْدَ الجَفَافِ سَتُزْهِرْ

حَيَاتُكَ عُسْرٌ وَميْسرةٌ

وَنَصْرُكَ باللّهُ وَاللّهُ أكْبَرْ


بقلمي  : عماد فاضل (س . ح)

البلد : الجزائر


تحايا المساء : يوميات عابر حياة - مراد ساسي

 تحايا المساء : يوميات عابر حياة -  بقلم الأديب مراد ساسي


...أذكر ذاك اليوم القائظ الذي فارقتنا فيه أمي ،قالت لي يومها :

" بني جِدِ ملامحك َ الأخيرة َ في مرايا قلبك ، فلا شيء بعدك َ يشهد ُ أنك َ قد عِشت َ، لا شيء يدل عليك ، فقط كن شاعراً مثلما أنتَ ، صوت َ الحياةِ ...كي لا يخطئ قلبك عشب الطريق ...ليورق التفاح في أكمام قلبك الطفل ..."


فكانت وصيتي بعد ان ذبلت في مرايا العمر ملامح الصوت :

إن لم يتسنى لي العودة حيا ..وعاندت الأقدار ...وانتثرت مسبحة العمر كغمزة عين ...لا تغسلوني بماء ...ولا تنثروا على جسدي العطور اوالزهور ولا حتى البخور ...ولا تذيعوا اسمي في المآذن أو تدقوا أجراس الكنائس ..ولا تقرؤوا آية أو تعويذة على روحي فقط كفنوني بتلك المناديل المزركشة ، مناديل تدس الشوق ، تحتفظ بكل رفة حنين ، تلك التي أهدتني إياها أمي مذ كنت صبيا شقيّا ،حين كان حضنها اعذب من ينابيع الماء الدافئة وضحكتها الخجولة بمذاق حب الرمان ...علها تؤنسني في وحشتي ’ في ظلمة العتمة تحييني ،و تشفع لي رائحة شوقها عند سؤال الملكين كما حدّثوني ..لأحفظ حبها وابتسامتها التي لم تفارق نبض قلبي ولا ذاكرة الروح يوما ...

وعدتها بكل ذلك وأنا على مرمى حجر من سباتها العميق في حفرة الغياب . ثم احملوني مع القوارب المسافرة الى مرافئ الوداع ، القوا بما بقي من جرار الجسد في اعمق تنهيدة البحر، هناك سألتقيها بين مد وجزر لأعانقها ...لتحضنني مرة أخيرة ، ففي صدرها وابتسامة ثغرها حياة أبدية ...بارقة رحمة ..وروح وريحان ..ذاك هو السلام لروحي ..والخلاص من رجفة الخوف وزلزلة الموت ...ربما صرت آمنا كطفل ، كيسوع صغير بين يدي الله ...او كدرويش ذابت الروح صبابة في بحر عشقه ، ربما ابتسم لي من خلف حجابه، فهو سيد الأرواح . وحاديها ...وهو من أزلف الجنة من تحت اقدام الامهات .../ مراد – س



*** تصنّع السّؤال *** بقلم الأديبة سونيا عبد اللطيف

 *** تصنّع السّؤال ***

لا تسألوا إن اختفيت... أين تواريت.. ولا تنبشوا في جرابي وفي أكيسة الجيران عن أسباب غيابي.. فلا تفرحوا كثيرا، ولا تذرفوا دمع من يمشي خلف جنازة وهو من أشعل الفتيل ويعرف قاتل القتيل.. 

لا تسألوا عن اختفائي..  فأنا مشغولة وجدّا...

مشغولة بكنس لوثاتكم عن ريش الحمام، وبجبر كسور أجنحة العصافير الوديعة، ومسح دمعات من عيون الغيمات الفتيّة وعلاج ندبات عضّاتكم على أغصان الزيتون، الكروم هي الأخرى ترتجي يدا بيضاء حتى يكون النّبيذ كعين جارية عذراء... وماذا عن الدهر الذي يئنّ من طعناتكم، وخدوش الأرض التي تستغيث والقيح الذي تتقيّؤه البراكين.... والجثث التي ابتلعتها زلازل الدّمار..

مشغولة.. وجدّا... بمحو كلّ نقطة سوداء رسمتموها على جدران القلب بحبر البغضاء، وبزرع شتلات من زهر الأرنج، فعطره دواء... وبجمع حبيبات ندى لأغسل بها أيادي لطْختها عناكب الدماء.. ولأشعل أنامل الشّوك ففي احتراقها ينتفي الكره ويعود الوئام..

مشغولة.. أنا وجدّا... وإن عدت فليس لأقرئكم السّلام.. بل لأودّع الدّنيا.. وأترك في عهدتها مشعل السّلام... فلا خير فيمن يحفرون جبّا ويزرعون لغما ثم يلبسون براءة الأطفال وبتصْنعون السّؤال..


سونيا عبد اللطيف

قليبية 09/ 11/ 2025



الذين يربتون على الهواء بقلم الكاتب وسام طيارة السوري

 الذين يربتون على الهواء

سلسلة

بريد السعادة


الرسالة الثالثة

"الذين يربتون على الهواء"

... 

مرحباً بك في الرسالة الثالثة من "بريد السعادة"،

حيث لا نُعلمك كيف تكون سعيداً، بل نُذكرك أنك كنت كذلك منذ البداية.. 

هنا تُصافحك الكلمات كما يربت الضوء على قلبٍ مُرهق،

وتُدرك أن السعادة ليست وعداً، بل طريقة نجاةٍ ناعمة.

... 


تمهيد:


أحياناً تأتي السعادة متخفية في هيئة هدوءٍ غريب،

كأن العالم قرر أن يصمت لحظة ليمنحك فرصة أن تسمع نفسك.

في تلك اللحظة الصغيرة، تُولد أشياء لا تُرى،

ويحدث ما يشبه المعجزة: 

أنت بخير دون سببٍ واضح.


أحياناً لا يحدث شيء عظيم.

تستيقظ، تشرب قهوتك، تنظر إلى السماء،

وتتنفس دون معنى محدد.

لكن هناك من يراك من بعيد، ويقول في نفسه:

"هذا الكائن الذي ينجو دون أن يدري..

هو أحد أنبياء البهجة الخفية."


السعادة لا تُقاس بعدد الضحكات،

بل بعدد المرات التي لم تنهر فيها رغم أنك كنت تستطيع.


تتسلل الحياة إلينا بأشكالٍ غريبة:

في رسائل لم تُرسل، 

في نكاتٍ لم تُفهم،

وفي وجوهٍ تُشبهنا أكثر مما ينبغي.


هناك من يتقن التواطؤ مع الصمت،

ومن يتعلم كيف يبتسم في اللحظة التي يُفترض فيها أن يبكي.

هؤلاء لا يصنعون ضجيجاً،

لكنهم يُرممون العالم بطريقةٍ غير مرئية.


فقط توقف عن مطاردة الضوء،

لأن الضوء الذي تهرب منه غالباً يركض خلفك.

يكفي أن تلتفت قليلاً،

لتكتشف أن نصف السعادة يكمن في الالتفات لا في الوصول.


ابتسم عندما يختبرك الهدوء،

واضحك حين تتألم قليلاً،

فالعفريت الحقيقي هو من يربت على الهواء ويقول:

"ما زلت هنا، ولن أتوقف عن التجمل أمام الفوضى."


وفي آخر الليل، حين يصير الصمت أكثر صدقاً من الكلمات.. 

ستصل رسالةٌ بلا طابع بريد،

كأنها من صديقٍ لم تعرفه قط.. 

لكنها تعرفك أنت تماماً.

حين تفتحها، 

لن تجد كلماتٍ كثيرة،

بل رائحة قهوةٍ قديمة، ودفء ضوءٍ صغير،

وهمساً يقول لك:

"الرسائل التي كتبتها للحياة عادت إليك، وقد فهمتك."

...


بقلمي: وسام طيارة السوري

Wissam Syrian



- إذا فاضَتِ النفسُ الأبيَّةُ بالأسَى - ( شعر : الدكتور حاتم جوعيه - المغار – الجليل- فلسطين )

 -   إذا فاضَتِ النفسُ الأبيَّةُ  بالأسَى   -


( شعر : الدكتور  حاتم جوعيه  -  المغار – الجليل- فلسطين   ) 


نظمتُ  هذه  القصيدة  الشعريَّة   ارتجالا  وتعقيبا  على  بيت  شعر  مشهور للشاعر العباسي الكبير  حبيب بن أوس الطائي ( أبو تمام ) وهو :


( شَكوتُ  وما الشَّكوى  لِمثليَ عادة     ولكن  تفيضُ  النفسُ  عندَ  امتلائِهَا )


.. وأما أبياتي الشعريَّة التي أعارضهُ فيها  فهي :


حياةٌ      تجرَّعْنا      سُمُومَ     بلائِهَا       وَما   كانَ    حَظّ   في  نعيمِ   رَخائِهَا 


وَقد   تُقبِلُ  الحاجاتُ  وَهْيَ   بعيدةٌ       وَتسوَدُّ    أجواءٌ      بُعَيْدَ     صَفائِهَا


إذا  فاضَتِ  النفسُ  الابيَّةُ   بالأسَى       فليسَ     لهَا   غيرُ     الإلهِ     لِدائِهَا


إلهٌ     مُحِبٌّ     لا     يُخَيِّبُ     عبدَهُ       وفي  الضِّيقِ  والأهوالِ  كلُّ  رجائِهَا 


إلهٌ   يُنجِّي  النفسَ  من  كلِّ  مَازقٍ       تنالُ   المُنى   واليُسرَ   بعدَ   شقائِهَا


ويرجعُ    للقلبِ   الكئيبِ    صفاؤُهُ      وَللأوْجُهِ     الحَيْرَى     جمالُ     بَهائِهَا


وليسَ    لنا    غيرُ    الإلهِ    لِضيقةٍ      بهِ سَوفَ  تلقى النفسُ شهدَ  شفائِهَا 


وَبالبِرِّ    والإيمانِ     فجرُ    خلاصِهَا       وفي   خالصِ  الأعمالِ   نورُ   سَنائِهَا 


بإيمانيَ   اجتزتُ  الصِّعَابَ   وَإنَّني      لثمتُ شموسًا  شَعشعَتْ في سمائِهَا


وَقرَّتْ عيوني   بَعدَ  خطبٍ   مُؤَرِّقٍ      وَنفسيَ    في   صفوٍ     بُعَيْدَ   عَنائِهَا 


وَمَنْ    يجعل    اللهَ    منارًا    لِدربهِ      سينجو   مِنَ  الضّيقاتِ   رغمَ   بلائِهَا 


(  شعر :   الدكتور حاتم جوعيه  - المغار - الجليل  )



"في غفلةٍ من حلمي" بقلم _زيان معيلبي (أبو أيوب الزياني) الجزائر

 "في غفلةٍ من حلمي" 


وها أنا...

أغفو على وجعٍ يُناديني

فإذا تنفَّسَ في دمي أحياني...!

أمضي، وأعثرُ في المدى بملامحي

وأعودُ من سفرِ الضياعِ كما أنا

مُثقلَ الخطى

يُسقيني صمتي ما تيسّرَ من عناءٍ...


كم راودتني نسمةٌ بيضاءُ

لكنّها مرّت كحلمٍ واندثرتْ

كم غيمةٍ وعدتْ بعطرِ صفائها

فإذا بها ترمي الرمادَ على المساءِ...


يا أيُّها الساهرُ في وهمِ الطمأنينة

كم صدَّ عنكَ غدٌ

وأتاكَ منفىً في الرداءِ؟

كم مرفأٍ أغراكَ بالأحلامِ

ثمّ تلاشى كالبقاءِ...


يا حلماً أخضرَ في صحراءِ أيّامي

ما زلتَ تسكنُ نبضَ أوردتي

وتغفو حينَ يشتدُّ النداءُ...

إلى متى تمتطي خيولَ مسافتي؟

إلى متى...؟

أما آنَ أن تستريحَ قليلاً

في ظلِّ يقينٍ لا يُخيبُ الرجاءَ؟


_زيان معيلبي (أبو أيوب الزياني) الجزائر



قصيدة: مرايا القدر للشاعر منير صخيري تونس

 .....     مرايا القدر

توهمني بمرايا القدر

بين حنايا عبر وأسطر

كتابات من روح شغف فؤادي

من قصيدة ليس لها ظرف

غير آهات تناهيد الأسر

أسير أنا بملامحها وقيد القدر

فروحي تعشق ذاك القمر

بدر فى دجاه بكينونتي استقر

وتستنفرني ليالي الأنس والسمر

ذبذبات حس رقص شدو الوتر

شقراء سمراء من خيال تنتظر

أنا عازف الليل وخليل السحر

تاهت مني تعابير جمال الصور

أنا من هواه ما ارتوى  ما انتصر

أخيط ليلي بنبض الأمل المنتظر

ف أتكأ على نهر عشقي 

تجري بي رياح الهوى

ف أغرق فى يم أوهامي

كل ما جادت قريحة وجداني

أكتب لها دررا  أذكرها بعنواني

هي درة وجوهرة أبياتي

من الألف إلى الياء 

ف قلبي رغم فقد الأحتواء

وبرغم البعد وسهد الجفاء

فأنا خريطة وأنت خط الاستواء

أنا  الوفاء وأنت كل الصفاء

فمتى يولد بيننا اللقاء وطول البقاء


قصيدة: مرايا القدر

الشاعر منير صخيري تونس 

السبت 08 نوفمبر 2025



الغربة بقلم الكاتب ..غانم ع الخوري..

 .           الغربة


قلت مسافر خلوني  وسكرت الباب

 ودعت بدمع عيوني  كل  الأحباب


سفرة كانت مجنونة 

من عقل خف

الدرب ماهي مضمونة

 وجفني بيرف

كثر المصايب لحقوني 

والدم يجف

صارت خطواتي تثقل تزيد العذاب


الله هداني صبر وأمل 

تا قلت آمين

بلاد  ل عديتها  اتنقل 

 مابعرف وين

تعبت وبدني يتخلخل

شمال ويمين

كابر  ع حالي اتمرجل و زيح الصعاب


بالليل لونعسوا عيوني

شوف الأحلام

المح صورة ل حبوني

يروق المنام

ع الصبح  بعرك جفوني

تزيد الآلام

لملم حالي و اتخلص  من كوم تراب


..غانم ع الخوري..

" أصوات الجريان " بقلم محمد ختان

 " أصوات الجريان "


النبع يقاتل لحظة سكون


من أجل خرير متدفق


يجري بمصب نهر فارغ


كان مهجورا لسنوات


فابتلت ممراته الجافة


و انساب يغسل التراب القاحل


اهتزت له سائر روائح العبق


و تفوح مدائن مسار مضمار


ليعلو ويعلو كمية المنسوب


فيسمع أصوات الجريان


معلنة عن دخول غاشم


استروعت له مكامن الرعية


ليشاهدوا وجود حياة تسري


فيظلوا مترقبين الحدث


غير مستوعبين الامر الحاصل


منفزعين من الوضع والتطورات المحتملة


هكذا هي خصال خوالج الاعماق


تزخ منبع غدير منسكب


ارتفع مستوى كثافته على حين غرة


لهطول مباغث روى المكان


ابتلت له سائر الأصعدة


و ملأ الأرجاء حلة جديدة


اكستها نبضا مفعما 


أعطتها قابلية للوجود


قلبت كل الموازين و التوقعات


من سنين عجاف راحلة


لم يكن فيه غير السراب


لمحطات و شعائب خالية


مرة مرور الكرام


لترسم بالأفق ألوان قوس قزح


وتنشد لمراحل أكثر شغفا


بمماويل لحن خلود خالدة


تمت بقلم محمد ختان المملكة المغربية 29/10/2025



لِلشَّذَا فِي دَمِي مَوْعِد شعر الأديب: محمد علي الهاني - تونس

 لِلشَّذَا فِي دَمِي مَوْعِد

                                                                               شعر: محمد علي الهاني - تونس

                                                                          لِلشَّذَا فِي دَمِي مَوْعِدٌ 

والْمَسَافَةُ بَيْنِي وبَيْنَ الشَّذَا

قَمَرٌ فِي الْخَمِيلَةِ

يَحْمِلُ فَجْرَ اللِّقَاءِ ولَيْلَ الْفٍرَاقْ.


*** 


لِلشَّذَا فِي دَمِي مَوْعِدٌ...

يَسْتَفِيقُ النَّدَى فِي دَمِي

نِوْرَسًا عَاشِقًا

تَغْزِلُ الْمَوْجَ أَلْحَانُهُ

وَطَنًا...، وَرْدَةً...وبُرَاق.


 *** 


تَسْتَفِيقُ الرُّؤَى 

فِي مَرَايَا النُّجُومِ عَلَى جُثَّتِي

حُلُمًا شَاسِعًا=

حُلُمًا رَاحِلاً فِي هَدِيرِ الْمِيَاهِ

بِهِ يَسْتَرِيحُ الشَّهِيدُ،

يُضِيءُ فَوَانِيسَهُ،

و يَجْمِّـعُ مِنْ ضِفَّتَيْهِ

سَنَابِلَ ضَوْءٍ...،

يُخَضِّبُ دَرْبَ الرِِّفَاقْ.


***  


يَتَكَسَّرُ مَوْجٌ عَلَى شَفَتَيَّ ؛

فَتُلْغَى الْمَسَافَاتُ بَيْنِي و بَيْنِي،

و تُلْغَى الْمَسَافَاتُ بَيْنَ النَّدَى والشَّذَا،

يَتَوَحَّدُ بِالرَّمْلِ فِــيَّ دَمِي،

تَتَوَحَّدُ بِالْمُعْجِزَاتِ الْجِيَادُ الْعِتَاقْ.


***  


يَتَكَسَّرُ مَوْجٌ عَلَى صَخْرَةٍ،

يَتَكَسَّرُ بَحْرٌ عَلَى سَاحِلٍ،

يَتَكَسَّرُ لَيْلٌ عَلَى نَجْمَةٍ...

ثُمَّ يَفْنَى الْجَمِيعُ...

ويَبْقَى الْعِرَاقْ .


___________________________________

* من مجموعتي الشعرية : ( أينعت في دمي وردة ) / الأمانة العامة للإتحاد العام للأدباء والكتّاب العرب، بغداد .

___________________________________



لوحة نثرية موشحة بالإبداع ومنبجسة من خلف الشغاف..صيغت بمداد الروح للكاتبة المصرية السامقة (هويدة عبد العزيز) بقلم الناقد والكاتب الصحفي محمد المحسن

 لوحة نثرية موشحة بالإبداع ومنبجسة من خلف الشغاف..صيغت بمداد الروح للكاتبة المصرية السامقة (هويدة عبد العزيز)

-"في الكتابة،ثمة كاهنة تتوضأ بالمعنى،تواصل خشوعها بعيون النشوى شوقا أليك. "(هويده عبد العزيز)


-قد لا أرمي الورود جزافا إذا قلت أن هذه الخاطرة هي رحلة في عوالم الحب المقدس، حيث يتحول المحبوب إلى منقذ وجودي،وإلى مصدر للمعنى في عالم يتهدده القحط والغياب..( الكاتب)


استوقفتني لوحة ابداعية موشحة بالجمال،والبهاء الفني للكاتبة المصرية المبدعة هويده عبد العزيز موسومة ب ”أيها الهارب من صفحات التاريخ..إلى مجرى دمي*”


هذه الكاتبة/ الشاعرة الواعدة لها قدرة على إيصال رسالتها الفنية والإبداعية عبر أقصر زمن،ومن خلال تكثيف جمالي أنيق،ربما يعود هذا الإدهاش الفني إلى قدرتها على صياغة اللحظة الفنية والحياتية بمهارة حيث يتجلى البعد الفني والإبداعي بين ثنايا السطور.

قلت،هذه الكاتبة الطموحة،ومن خلال متابعتي لكتاباتها التي تطل علينا من نافذة الإبداع،أدركت أنها تمتلك سحرا خاصا بها سرديا،من شأنه تحريك نوازعنا الداخلية،بما تملكه من قدرة على دمجِ عددٍ من الفنون الإبداعية في متنها القصير،لتخلق لها كيانه الخاص،فتغوص عميقاً في الواقع،تلتقط منه ما هو عام ومشترك بين البشر وتنبش ما في النفس من خفايا وانكسارات،خاصة إذا كان الواقع مشتبكاً بين-استحقاقات الحياة،واكراهات الواقع..

إنّ قراءة متأنية لهذه اللوحة الإبداعية ( ” أيها الهارب من صفحات التاريخ إلى مجرى دمي.. ”)   المشحونة بالتكثيف والترميز،،ومن خلال تفكيك دلالاتها،تضعنا أمام التساؤل التالي: ما مدى قسوة الواقع الهاجع خلف الشغاف الذي ترصده؟

من هنا أيضاً تبدو أهميّة العنوان في إثارة الرغبة وفتح عتبة البحث والتنقيب عن جواب لهذا السؤال،الذي سيفتح الباب أمام أسئلة أخرى..تاركا للقارىء الكريم هامشا فسيحا من الوقت،للعثور على الجواب المناسب..

وإليكم هذه اللوحة الإبداعية حاثا إياكم على التفاعل معها فنيا،حين يختمر عشب الكلام..

"أيها الهارب من صفحات التاريخ إلى مجرى دمي، يا من نقش النورُ اسمَه ترتيلةً في لوح قلبي، كنبضةِ حياةٍ،كيف بلغتْ مقاماتِ الدهشة و سرَّ مَن آنس الفجر؟

يا مؤنسي في ظلمتي الأولى,ومفارقي في هجير الغياب،محبتي…يا رفادتي حين يعطب السرّ،وماءُ دمي حين يلهث الشوقُ في رئتيَّ،كيف تغدو الدوحة قيظًا إذا ابتعدت؟

وكيف يتيبس النبض في وادي صدري إن تأخر ظلك عن ماء قلبي؟

دعهم لاحتفالاتهم التي تبهت مع أوتار الغروب،

أمّا أنتَ فقيثارتي التي أشدّد أوتارها كي لا تصهر أوصالها الشمس ولا ينسج الليلُ حولها الصمت.

تعال إليّ..فطقسك لم يحن بعد،وموسمك يبدأ حين تتقدّس خطاك،على شفاه الحلم،وأحتفي بقدومك كما يحتفي الأسلاف،بفيض السرِّ إذا عطش القلب،وبطمي الروح إذا قحط المعنى،

وأحني كما تنحني عيونُ رع-1-لتُقبّل ضفاف الوجود،فإذا ابتسمت شبت نارُ الشوق في عروقي،وتوهّج اللوتسُ بين ضلوعي،تعال لأقطف لك خبزَ القلب من شجرةٍ غرسها آمون-2-في معبد الفؤاد،وأسكب لك فاكهةَ الشتاء عنبًا من خمرة الأسرار،فتشرب نبضي كما يشرب النيلُ سرّ المطر.عُــــــد من مخبأ الأسطورة إلى صفحات الخلود التي ما زالت تحفر اسمكَ،إلى ذاك الهيروغليف-3-الذي ضلَّ سطورَه على كتفي،إلى الصفحة التي لا تكتمل إلا حين يطل عليها وجهك،عُد كدمعةٍ ذرفتها إيزيس-4-

لكن احتفظ ببريقها ولو في تراتيل الموتى.

أقبل..فالليلُ يهيّئ لعودتك أوركسترا من شهيق النجوم،والقمر يتهيّأ لطقوس ولادتك من جديد،

والنجمة تخلع نقابها إذا مرّت بك.وإذا جئت…انجلى المعنى في مرايا الماء،ورفعتُ للكون راية قلبي،كي يعرف أن الحياة تبدأ بك ولا تنتهي إليك.

في الكتابة،ثمة كاهنة تتوضأ بالمعنى-5-،تواصل خشوعها بعيون النشوى شوقا أليك. 

(هويده عبد العزيز)


إنّ الخاطرة الشعرية توغل شفيف فى مسارات الذات الخبيئة،أو هي مونولوج رائق يماثل التتابع النغمي في درجاته الرهيفة،ومن هنا فإن للغة أهميتها القصوى في ملء كل هذه المسارات والدروب بألوان الانتباه الناعم الذي يحدثه الإبداع التأملي الجاد.

وعندما يكون موضوع الخاطرة،من الخطورة بحيث ترتجف النفس لمجرد قراءة عنوان النص ( "أيها الهارب من صفحات التاريخ..إلى مجرى دمي ”)، فلابد أن يساير المتن هذا الاهتزاز الوجداني ويعضده تأكيدًا ودعمًا لإحداث الأثر الكلي من جماليات الدهشة والتلقي الفائق.

تأملت هذه اللوحة كثيـرا،وفي كل مرة كانت تشدني اليها أكثر وتدفعني الحيرة للتأمل في مضمونها ومساحات الصمت والتجريد فيها.

ولكن..

قد تحمل اللوحة معان كثيرة،وكل واحد منا قد يرى شيئا مختلفا عن الآخر-هذا ما يعطي الفن سموا وقوة في الحضور-

وكما يقال في علم النفس،إن تأويلاتنا للمعاني هي مجرد انعكاس لافكارنا واسقاط لما يشغل بالنا على الاشياء من حولنا..

في هذا السياق،يبدو لي المشهد الإبداعي للكاتبة والشاعرة المصرية المتميزة هويده عبد العزيز حافلا بما هو مدهش وجميل،وهذه اللوحة الإبداعية التي رسمتها بمداد الروح،تلج القلب والوجدان-دون استئذان-من خلال إنسانية الموضوع،والتصاقه الحميم بما يمور في وجدانها من انفعالات ترجمتها في شكل لغة شفافة،لغة أقرب إلى الرسم،فكل لفظة في معمارها،لها مكانها الخاص ودورها الذي تؤديه وكأنها شخصيات مسرحية تحمل في طياتها الكثير من

الأحاسيس،وتسعى إلى مخاطبة قلب وعقل القارئ في قالب جمالي فريد،وعبر إدهاش جمالي متميز.

وقد لا أرمي الورود جزافا إذا قلت أن هذه الخاطرة هي رحلة في عوالم الحب المقدس، حيث يتحول المحبوب إلى منقذ وجودي،وإلى مصدر للمعنى في عالم يتهدده القحط والغياب. الشاعرة تستخدم ترسانة من الصور البلاغية المبتكرة والرموز العميقة (لا سيما المصرية منها) لتبني عالماً شعرياً متماسكاً،يقدم الحب ليس كعاطفة فقط،بل كطقس ديني،وعلاقة مصيرية بين كائن مشتاق وكينونة مقدسة هي وحدها القادرة على طرد ظلام العدم وإعلان بدء الحياة.

وإذن ؟

هي (الخاطرة) إذا،ليست مجرد كلمات عابرة،بل هي عالم شعري مكثف،يحفر في صخور الوجود والغياب،الحضور والافتقاد.إنها حوار درامي بين صوتين: صوت "الأنا" المتوجس الخائف المشتاق، وصوت "الأنت" الغائب الحاضر في آالذي يشكل المنقذ والخلاص من فوضى العالم وعدميتِه.

وتمنياتنا لها بالتوفيق والسداد بالقادم من أعمال.


محمد المحسن


هوامش :


*ملحوظة : ستنام هذه المبدعة السامقة في حضن السحاب..تغفو قليلا..ملتحفة بالغياب..يتراءى لها حبيبها  وبإلكاد يرى ( بضم الياء) لا سيما في الأيّام الشتائية الماطرة حين السحب تترجّل على الأرض ضبابا،كثيرا ما كانت تراه..

قد يكون الأمر مجرّد أوهام بائسة ورؤى منهكة يكتنزها اللاشعور لكنها تنفلت أحيانا من رقابته،كي تتحوّل إلى نداء خفوت يعزف لحنا جميلا للقادم في موكب الآتي الجليل..فننخرط جميعا في جوقة الرقص على إيقاع الكلمات..كلمات صاغتها المبدعة-هويده- بحبر الروح..ودم القصيدة..

1-رع: إله الشمس،وحين تحني الأنا عيونها كما تحني عيون رع،فهذا تعبير عن خشوع وإجلال لا حدود لهما.

2-آمون: إله الخفاء والهواء،الذي يغرس شجرة الخبز في معبد الفؤاد،رمز للعطاء الخفي والإلهي.

3-الهيروغليفية:هي نظام الكتابة الذي استخدمه قدماء المصريين.وهي كلمة مشتقة من اليونانية "هيروغليفيكا"التي تعني "النقش المقدس"،لأن الإغريق رأوها منقوشة على جدران المعابد والمقابر.

4-إيزيس: الإلهة الأم التي تذرف دمعة (وفق الأسطورة،حيث ولد نهر النيل من دموعها).تشبيه عودة "الأنت"بدمعة إيزيس التي تحتفظ ببريقها يعني أن هذا الغياب أو الألم يحمل في طياته بذرة الخلود والنماء.

5-كاهنة: "في الكتابة،ثمة كاهنة تتوضأ بالمعنى". هذا يخلق توازياً مع القداسة التي يمتلكها "الأنت". فالأنا هي الكاهنة التي ترعى المعبد (القلب) وتنتظر الإله (الأنت).



السبت، 8 نوفمبر 2025

سُوريا الـجَرِيحَة بقلم الــشـاعـرة// نــســريـن بـــدر مــصــر

 سُوريا الـجَرِيحَة  

ــــــــــــــــــــــــــ الكامل

سُـورْيـا الـجَـريحَةُ تَـعْـتَلي الأسْـوارا

والــخَـصْـمُ يَــهْــدِمُ أرْضَــهـا جَـــرَّارا


وحْـــشٌ يُــنـادِي بـالـتـوَغُّلِ مُـسْـرِعاً

يُــذكـي إذا امْــتـدَتْ يَـــداهُ شَـــرارا


يَــهْـوَى الــدَّمـارَ ويَـسْـتَـبِيحُ دِيــارَنـا

ويُــثِــيـرُ فِــــي أرْجــائِـنـا إِعْــصــارا


سُـورْيَّـتي قَــدْ أشْـعَـلُوا فِـيهـا الـرَّدَى

وطَــــنٌ أبَـــى أنْ يَــرْتَـضِـي غَـــدَّارا


جُـولانُ ضـاعَتْ فِـي دَياجِـيرِ الدُّجى

عُــدْوانُـهُـمْ طـــالَ الـجِـبـالَ حِـصـارا


نِـيـرانُـهُـمْ وصَـلَـتْ سُــوَيْـداءَ الــعُـلا

والحِقـدُ مَدَّ لأرْضِنا اسْ. تِ. عْ م. ارا


لــكِـنَّ شَـعْـبَـكِ لَـــنْ يَـلِـيـنَ لِـعـاصِفٍ

يَـــبْــدُو عَــنِــيـداً شــامِـخـاً جَــبَّــارا


يَـجْرِي الـنِّضالُ عَـلى جَبِينِكِ ساطِعاً

ويُــضِــيءُ لــيْـلُـكِ بــالـوَفـا إبْــكــارا


حــتَّـى تَــعُـودَ لــنَـا الـرُّبُـوعُ مُـجَـدَّداً

وتَـــظَــلَّ سُـــوريَــا عِـــــزَّةً ومَــنــارا


هَــــذي الــدِّيــارُ تَـفـاخَـرَتْ بِـمُـقـاتِـلٍ

وَسَـمَـتْ عَـلـى دَرْبِ الـصُّـمُـودِ قَـرارا


فِـــي كُــــلِّ وادٍ يـسْـتَـفِـيقُ رِجــالُـــهُ

فَـتَـصِـيـرُ فَـــوقَ رُؤسِــهِــمْ أخْــطـارا


لـتَـكُونَ سُـوريـا أرْضُـهـا زَهْــرَ الـنَّـدَى

صَـنَـعَـتْ مِــنَ الـجُرْحِ الـقَدِيمِ شِـعارا


فـمَـتى يَـعُودُ الـحَقُّ فِـي أرْضِ الهُدَى

لــنُــزيـلَ عَــــنْ أنْـسـامِـهـا الــفُــجَّـارا


ونُــعِــيـدَ لِــلآفـاقِ صَـــوْتَ مُــحـارِبٍ

يــزْهُــو كَــمـا يَــزْهُـو الـصَّـباحُ نَـهـارا


سـتَـظَلُّ فِــي عَـيْـنَـيْكِ أغْـنِيَةُ الـمُـنَى

تَـنْـسابُ فِــي نـبــضِ الـقُـلُوبِ فَـخارا


ويُـضِـيءُ فَـجْـرُ الـنَّـصْرِ يَـمْـلأُ أَرْضَـنـا

لــتُـنِــيــرَ فِـــــي أفْــراحِــنـا أقْـــمــارا


الــشـاعـرة// نــســريـن بـــدر مــصــر



‏أجعلني مبتدأك بقلم الشاعرة مارينا أراكيليان أرابيان

 ‏أجعلني مبتدأك 


لا أكسر أبدا،

‏يا خبري مضمومٌ بك،

‏وحالي المنصوب بسندك،

‏وضميري المستتر، 

تقدير أنت 

فأنا علم ممنوع صرفه

 في جملتك،

أسمي موصولٌ بأسمك

وتنتهي بعدنا العبارة.


بقلمي 

مارينا أراكيليان أرابيان

Marina Arakelian Arabian



حين يميل النّهار بقلم الكاتب رشدي الخميري/ جندوبة/ تونس

 حين يميل النّهار

حين يتهاوى النّهار إلى نهايته،

يتوارى الضّوء رويدا،

كأنّه شابّ يسافر بعيدا،

يتحاشى دموع أمّه.

تتمطّط النّوافذ،

ويستحيل الهواء حنانا،

كأنّ هتافا من زمن جميل

صدح فجأة.

أشخص أمام الغروب،

لا هدف لي

سوى أن أُرضي رغبة تسكنني.

كم يشبه الغروب أيّاما مضت من عمرنا،

تسلّلت،

لكنّها حملت بين أجنحتها

حكايات أحببناها

ولم ترو بعد.

يا لثقل المساء حين يجيء،

ويخيّم الصّمت الطّويل

في دهاليز الصّدور،

يجترّ الزلّات وهزّات القلوب،

ثمّ كأنّه طفل تعب من اللّعب،

سافر بين يدي المجهول.

رشدي الخميري/ جندوبة/ تونس


رثاء الأحبة بقلم الكاتبة سلوى بن حدو /الرباط

 رثاء الأحبة


ويح قلمي إن لم يكتب إسمك بماء الذهب

ليفخر به بين الغصن والقضب

ويغمد روحك برحمة الحب 

الذي ما كان  عن زيف أو كذب


فدعيني خالتي على قبرك أنتحب

لقد تبعثرت القوافي... 

و تاهت.....

فتتلاشى السطور و تكتئب....

كفيض دم انسكب من المقل

يرثي فراج العرق والأصل

كحبات عنب تناثرت من العناقيد...

سأرمم  الشضايا من التناهيد..

وألملم حرقتي لأدعو لك من جديد....


بقلمي سلوى بن حدو    /الرباط



أما أنا بقلم الكاتبة جُمعية غابري

 وعلى نفس حرف محمود درويش حين قال 

أما أنا 

وقد إمتلأت بكلّ أسباب الغياب 

لست لي 

 😊 وأنا أقول ☺️

🌸أمّا أنا 🌸


أما أنا 

وقد إمتلأت بالغياب 

إشتقتُ لي 

وحين صمتٍ من عذاب 

أغلقتُ باب ضجيجهم 

وعدتُ لي 

أما أنا 

أفرغتُ نفسي 

 رمّمت قلبي والخراب 

وأحببتُني 

 ٍوحين صدق 

وجدت حبهم من سراب 

فسكبتهم إلى النسيان 

وسكَنتُني

🌹بقلمي والخيبة🌹 جُمعية غابري



قداسة الحرف وميثاق النور بقلم عائشة_ساكري من_تونس

 قداسة الحرف وميثاق النور

بقلمي عائشة_ساكري من_تونس 


أكتبُ لأنّ الحرفَ في دمي،

ولأنّ صمتي لا يعرفُ السكون،

فكلّ نبضٍ فيَّ يولدُ كلمةً تبحثُ عن مرفأها في النور.


حرفي ليسَ تهمةً،

بل كنزٌ قدسيٌّ متفرّدٌ في الفضاء،

هو رحيقٌ كالندى يتقطّرُ،

قِبلةُ حِسٍّ ولغةُ فجرٍ قادم.


هناك من يُحوّلونَ الحرفَ إلى جريمةٍ

لأنَّ عيونَهم خائفةٌ من النّور والضوضاء.


فلا تَسألوني عن إباحةِ الكلمة،

بل اسألوني عن ثمرةِ الاجتهاد

التي تُبصرُ في كلِّ ركنٍ من حياتي.


وقصيدةٌ لا تعرف الغُمد،

تنامُ متعبةً على صدرِ الورق.


أنا أكتبُ الشعرَ كما يُغنّي الليلُ القمرَ،

وبكلِّ قداسةٍ أذوبُ في بحوره.


فالفتنةُ ليست في الشّعر،

بل في عيونِ من يرفضونَ

أن يُتقنوا الرّؤية!


فلا جدالَ مع من يغوصون

بكلِّ فضولٍ في أغوارِ التفاصيل.


وخاتمتي أنّ الحرفَ ليس مجرّد بوح،

بل هو ميثاقُ روحٍ مع الضوء،

وأنّ الكلمةَ التي تولدُ من الصدق،

تبقى خالدةً ولو خذلها العالم.

8 نوفمبر  2025



‏أتمدّد في أحلامي بقلم الكاتبة سلوى بسيمة (عشتار المثلثة)

 ‏أتمدّد في أحلامي

كل ليلة 

‏أحلم بتلك الأرض

‏حيث ولدت

‏أطوي الشاطئ الطويل

‏جيئةً وذهاباً

‏وحين تلمسني أجنحة  النوارس

‏لا أجد إلّا البكاء جواب.


سلوى بسيمة 

(عشتار المثلثة)

لَائِذٌ بِجَاهِ الرَّحْمَنْ بقلم أ د الشاعر والناقد والروائي المصري / محسن عبد المعطي محمد عبد ربه

 لَائِذٌ بِجَاهِ الرَّحْمَنْ 


بقلمي  أ د الشاعر والناقد والروائي المصري / محسن عبد المعطي محمد عبد ربه شاعر العالم شاعر الثّلَاثُمِائَةِ معلقة


رَبِّ ارْحَمْنِي وَتَوَلَّانِي=مَنْ غَيْرُ وَلِيِّي يَرْعَانِي؟!!!


وَاجْعَلْ لِي الدُّنْيَا قَنْطَرَةً=لِلْفَرْدَوْسِ..عَلِيَّ الشَّانِ{1}


اِجْعَلْ لِي الدُّنْيَا مَزْرَعَةً=لِلْخَيْرِ..يُزَكِّي وِجْدَانِي


مَنْ يَحْرُسُنِي؟!!!مَنْ يَنْصُرُنِي؟!!!=أَنَا لُذْتُ بِجَاهِ الرَّحْمَنِ


                                                    ***


أَسْأَلُكَ رِضَاكَ وَمَغْفِرَةً=فِي الدَّارَيْنِ وَشَهْدَ جِنَانِ


أَرْجُوكَ احْفَظْنِي بِسِيَاجٍ=مِنْ عَفْوِكَ أَظْفَرْ بِأَمَانِ


قَدْ شِئْتَ التَّخْفِيفَ{2}فَحَمْداً=لَكَ ..رَبِّي فِي كُلِّ أَوَانِ


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


{1}عَلِيَّ الشَّانْ: اَللَّهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى وَهِي مُنَادَى لِحَرْفِ نِدَاءٍ مَحْذُوفْ وَالتَّقْدِيرْ: يَا عَلِيَّ الشَّانْ .


{2} قَدْ شِئْتَ التَّخْفِيفْ: إِشَارَةٌ إِلَى قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ فِي سُورَةِ النِّسَاءْ{ يُرِيدُ اللَّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَيَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (26) وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا (27) يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا (28)}


بقلمي  أ د الشاعر والناقد والروائي المصري / محسن عبد المعطي محمد عبد ربه شاعر العالم شاعر الثّلَاثُمِائَةِ معلقة



**((سَكَاكِينُ الجَفَاءِ)).. أحاسيس: مصطفى الحاج حسين.

 **((سَكَاكِينُ الجَفَاءِ))..

أحاسيس: مصطفى الحاج حسين. 


جَعَلْتُ مِن رُوحِي قارِبًا

يَحْمِلُ يَنَابِيعَ غِيابِكَ

وَيَشُقُّ لَهْفَتِي 

وَيَمْخُرُ عَبَابَ القَهْرِ 

لِيَرْسُوَ فِي بَاطِنِ  

المِلْحِ المُقَطَّرِ بِالجَحِيمِ.


يَأْكُلُنِي بَحْثِي عَنْكَ

يُمَزِّقُنِي الانْتِظَارُ 

الخَيْبَةُ نَصَبَتْ خَيْمَتَهَا  

فِي لَهْفَتِي.


تَطَاوَلَتْ أَشْرِعَةُ سُقُوطِي 

وَدَمْعَتِي تَعْتَلِي جَهنّم 

دَرْبِكَ التَّائِه 

فِي صَحْرَاءِ الصَّدَى.


وَتَدُقُّ أَبْوَابَ التَكَلُّسِ

لِتَحْفِرَ بَحْرًا مِنَ الهَجْرَانِ.


أَمُدُّ يَدِي إِلَى مَوْتِي

أَنْزِعُ عَنْ غُصَّتِي  

سَكَاكِينَ الجَفَاءِ.*


  مصطفى الحاج حسين.

          إسطنبول



رسائل الحب بقلم، الشاعر والفنان سامي الساحلي. تونس.

 رسائل الحب.1💓Love Letters.1 

Lettres d'amour.1

حَضنتُكِ ذاتَ ربيعٍ وأوشِكُ أن أبكي،

آاااه منكِ.. آاااه منكِ

ذُبت في البِعادِ،

أسترخي مع الضوءِ الخافتِ 

وأصواتُ النوارِسِ من بحرِ الهوى، والليلُ زاحفٌ يسألُ،

أينَ عُشاقُ القصائدِ والوِصالِ..؟ 

يا نورَ اللهِ المقدسِ في العُلى، أرى ذاكَ المنحدرَ  بأصفرٍ أُقحوانيٍّ ذهبيِّ الزهرِ،

وأخضرٍ  برتقاليٍّ، 

ومُنعطفٍ بشجرِ  زيتونٍ أزرقَ فيروزيٍّ، 

ظِلُّها أجسادُ عصافيرِ الجنةِ تشدو وتلعبُ وترقصُ...  

وغيمةٌ حُبلى بألوانٍ بنفسجيةٍ مشرقةٍ 

من إطارِ نافذةِ الأحلامِ حَطَّتْ عليهِ الحمائمُ،

واسمُكِ رسمةٌ بديعةٌ على كلِّ الحيطانِ،

جَسَدُكِ شكلَ زهرةِ الأُقحُوانِ 

ونورٌ يحُطُّ في اللاشيءِ يرسمُ المِدادَ، يخطو، يرفرفُ يعانقُ ظِلي وظِلَّكِ،

الموسيقى من الركنِ  تزحفُ، 

شهقةٌ..  وشهاقاااتٌ... 

وأنفاسُكِ نغمٌ... 

رنَّةُ خلخالِ أقدامِكِ إيقاعُ المطرِ بالوجدانِ مسكنُهُ،

وصوتٌ شجيٌّ ناعمٌ من شفاهٍ لازُورْدِيَّةٍ يدعو ويبتهلُ: " يا سميعَ الداعي بلا كلمٍ 

يا ذا العرشِ سُبحانَكَ...

يا ذا العرشِ سُبحاااانَكَ..."

ويُناديني

بوجهٍ مُنيرٍ  يُشبهُني، يبتسمُ... 

ومن كثرةِ ما نظرتُ للطبيعةِ والسماءِ، رأيتُ  قلبي رفَّ في عيونِكِ جثا للهِ إيمانًا.

عناقُكِ روحي نسيمٌ..  عناقُكِ يُنقِذُ عُزلتي العطشى، يؤثثُ  لخيالي الرغائبَ والنِّعَمَ.. يبعَثُ الدفءَ ورسائلَ الحُبِّ، 

وأحسستُ أن بكتابِ القلبِ غابةٌ وارفةٌ،

لذيذُ المنجا وكرومٌ، تمرٌ  ورمانٌ... 

وأضلُعي تدعو ربي بالرجا،

بإسم الله.. حديقةُ حبقٍ

وردا أينعَتْ... 


☆ الإلقاء والتأليف والاخراج الأديب، الشاعر والفنان سامي الساحلي. تونس. 18 فيفري 2023. 


Narration, composition, and direction by the writer, poet, and artist Sami Sahli. Tunisia. February 18, 2023.




الكاتبة والناقدة نافلة مرزوق العامرStella Ra Nch)) قراءة لمنهجها النقدي وتوظيفها للأدب المقارن بقلم الأديب طه دخل الله عبد الرحمن

 الكاتبة والناقدة نافلة مرزوق العامرStella Ra Nch)) قراءة لمنهجها النقدي وتوظيفها للأدب المقارن:

تقديم: الناقدة متعددة الأوجه

تبدو نافلة مرزوق العامر Stella Ra Nch)  (في مشروعها النقدي على فيسبوك شخصية ثقافية مركبة فهي الناقدة، والقارئة النهمة، والمبدعة التي لا تفصل بين الشعر والنقد. لا يقتصر حضورها على نشر آراء انطباعية، بل يتعداه إلى بناء خطاب نقدي له أصوله الفكرية ومنهجه الواضح، وإن كان يُقدم في قوالب قد تبدو مختصرة أحيانًا بسبب طبيعة المنصة.

التحليل التفصيلي للمنهج النقدي

1. الأدب المقارن: حجر الزاوية في منهجها

هذه السمة هي الأبرز في كتاباتها، حيث لا يقتصر توظيفها للمقارنة على الاستشهاد العابر، بل يصل إلى مستوى التماس العضوي بين النص العربي والنص الغربي.

· التوظيف السياقي والموضوي: لا تذكر العامر اسم شاعر أو كاتب غربي لمجرد الزينة الثقافية، بل تبحث عن نقطة اتصال جوهرية. على سبيل المثال، عند تحليلها لقصيدة عبد الناصر عليوي "معشوقتي العربية"، تستحضر مقولة أنجيلا كارتر عن اللغة كقوة وأداة هيمنة وتحرر. هذا الاستدعاء يخدم التحليل مباشرة، حيث تظهر كيف أن الصراع مع اللغة الذي يتحدث عنه الشاعر العربي هو امتداد لوعي غربي بإشكالية اللغة ذاتها.

التوظيف العميق للأدب المقارن: تُظهر الناقدة اطلاعًا على الأدب العالمي وتوظفه بشكل عضوي في تحليلها. ففي قراءتها للقصيدة نفسها، استشهدت بمقولة للكاتبة الإنجليزية أنجيلا كارتر: "اللغة قوة، حياة ووسيلة ثقافية، وأداة هيمنة وتحرير".

بناء حوار ثقافي: تحول الناقدة القراءة إلى حوار بين ثقافتين. قد تستدعي ريمون كينو في حديثها عن لعبة اللغة والإبداع الشكلي، أو إزرا باوند في تأكيده على "جعلها جديدة" (Make it New) عند قراءتها لنص شعري حديث يحاول تجديد شكله ومضمونه. هذا لا يظهر فقط اطلاعها، بل رغبتها في وضع الأدب العربي في سياقه الإنساني الأوسع.

التعامل مع التراث ككيان حي: تتعامل مع النصوص الغربية (قديمها وحديثها) ليس كنماذج يجب تقليدها، بل كشواهد على تجارب إنسانية مماثلة. هذا يخلق وعيًا نقديًا بأن الإبداع هو محاولة مستمرة لاقتراح إجابات على الأسئلة الوجودية والجمالية نفسها، وإن اختلفت الألسنة والثقافات.

الاهتمام بالبعد الروحي والصوتي: تولي العامر اهتمامًا خاصًا للأبعاد غير المباشرة للنص. فقد ركّزت على "الروحانية" التي تضفيها اللغة على المتلقي، وخصصت مساحة لتحليل الجانب الصوتي والإيقاعي، مُعتبرة أن القافية "السينيّة" في القصيدة مختارة بعناية لما لها من "وقع محبب على الحس" وقدرة على "التنفيس".

2. التحليل البنيوي والتقني: تشريح النص

تمتلك العامر عينًا تحليلية حادة قادرة على تفكيك النص إلى مكوناته الأساسية لفهم آليته الداخلية.

· تحليل الهيكل: في قراءاتها للقصائد الطويلة أو المجموعات الشعرية، لا تتردد في تقسيم النص إلى أجزاء أو مراحل. كما في مثال قصيدة "معشوقتي العربية" التي قسمتها إلى أربعة أجزاء: (اللغة حياة، اللغة هيمنة، اللغة والدين، الدعوة لاحتضان اللغة). هذا يكشف عن نظرتها للنص كبناء فني متماسك له بداية ووسط ونهاية.

· الاهتمام بالعناصر الصوتية والدلالية: تولي اهتمامًا خاصًا للموسيقى الداخلية، كتكرار حرف معين (مثل القافية السينية)، وتربط ذلك بدلالته النفسية والعاطفية، معتبرة أن هذا الاختيار ليس عبثيًا بل يساهم في "التنفيس" وخلق "وقع محبب على الحس". كما تحلل الانزياحات اللغوية والاستعارات المحورية التي تشكل عالم النص.

3. اللغة النقدية: بين التحليل والتأويل

تمتلك العامر أسلوبًا نقديًا مميزًا يجمع بين:

اللغة الاستعارية والإيحائية: تستخدم الناقدة لغة شعرية غنية في نقودها ذات طابع استعاري، فهي تصف القصيدة بأنها "قلادة شعرية متلألئة" واللغة بأنها "كائن حي يتنفسه في حرفه". هذا يخلق نصًا نقديًا موازيًا للنص الأصلي، مليئًا بالصور البلاغية التي تثمل القراءة ولكنها قد تطغى أحيانًا على الوضوح التحليلي.

المنهجية: في بناء الحجج وترتيب الأفكار وتسلسلها المنطقي.

الشعرية: في لغتها الاستعارية والإيحائية. فهي لا تكتفي بالقول إن النص جميل، بل تصفه بأنه "قلادة شعرية متلألئة"، أو تتحدث عن اللغة ككائن حي. هذا يخلق نصًا نقديًا موازيًا هو الآخر مبدع، لكنه قد يغرق أحيانًا في التأويل الذي يتطلب من القارئ جهدًا لفك شفراته.

نقاط القوة في مشروعها النقدي

1. الرؤية الشمولية: لا تنفصل قراءتها للنص عن سياقه الثقافي والإنساني الأوسع، مما يمنح تحليلها عمقًا وفلسفية.

2. الجَسارة النقدية: لا تقدم قراءات مجاملة، بل تحاول أن تصل إلى الجوهر النصي، مُظهِرةً قوته ونقاط ضعفه بحيادية الأكاديمي وشفافية المبدع.

3. التواصل الفعال: باستخدامها منصة فيسبوك، تنجح في تقديم خطاب نقدي متقدم بطريقة مفهومة نسبيًا لجمهور غير متخصص، مما يسهم في رفع الذوق النقدي العام.

4. التماهي مع النص: كونها كاتبة وقاصة، فإنها تقرأ النص من داخله، مما يمكنها من التقاط الظلال والدلالات التي قد تخفى على قارئ آخر.

نقاط للتفكير والتطوير (نقد ذاتي مقترح)

1. إشكالية التوثيق: بسبب طبيعة المنصة (فيسبوك)، غالبًا ما تذكر الاستشهادات الغربية بدون تفاصيل كاملة (اسم العمل، المترجم، دار النشر، رقم الصفحة). تفصيل هذه المصادر سيعزز من مصداقيتها الأكاديمية ويُثري الحوار.

2. الانزياح بين التحليل والتأويل: في بعض الأحيان، قد تذهب تأويلاتها الشعرية بعيدًا، مما قد يخرج النص عن مراده الأصلي أو يفتحه على احتمالات لا يحتملها. الموازنة بين حرية التأويل وحدود النص تبقى مسألة دقيقة.

3. حضور الذات الناقدة: أحيانًا تكون لغة الناقدة الاستعارية قوية لدرجة أنها تطغى على صوت النص الأصلي، فيصبح التركيز على "كيفية قراءتها هي" بدلاً من "النص نفسه".

4. تنويع الأمثلة: يلاحظ تركيزها على نمط معين من الشعر (الشعر التفعيلي ذو البعد الفلسفي والوجودي). توسيع نطاق تحليلها ليشمل أنماطًا شعرية أخرى (كالكلاسيكي، أو شعر التفعيلة البسيط، أو حتى النصوص السردية القصيرة) قد يثري تنوع مشروعها النقدي.

الخاتمة: صوت نقدي متميز

تمثل نافلة مرزوق العامر  (Stella Ra Nch) نموذجًا للناقدة المعاصرة التي تستفيد من فضاء التواصل الاجتماعي لنشر وعي نقدي جاد. هي ليست "معلقة" أدبية فحسب، بل بانية خطاب نقدي يقوم على ركيزتين أساسيتين: المنهجية العلمية في التحليل والتفكيك، والرؤية الإنسانية التي تتجلى في استخدامها الثري للأدب المقارن. مشروعها هو محاولة ناجحة لسد الفجوة بين النخبوية الأكاديمية والقراءة الانطباعية العامة، مما يجعلها صوتًا نقديًا يستحق المتابعة والدراسة.

ملاحظة: هذا النقد مبني على نماذج من كتاباتها المتاحة.

طه دخل الله عبد الرحمن

البعنه == الجليل

7/11/2025  



قيثارة حنيني عازفة بقلم المفكر العربي عيسى نجيب حداد

 قيثارة حنيني عازفة


هناك دونتها 

بحروف ذهبية

تشع كنجوم بليل بهي

على سطور واسعة بحسنها

حسبناها قلائد تتلألأ بزهوة مفرداتها

تذوب كشمع بقوالب لكل ديوان عامر بجماله

هي عرانيس زهر فتحت في بساتين عمري بهجة

زفت لفرح عناوين بضحكات تتراقص نبض عشق

اينعت بها قلوب صبية بمواطن رحبة تعزف حنين

يا كاتب نقشها جمل طفولتها لشبابها لشيخوختها

زين مقامها بمحفل ميلادها على ساحات تتويجها

عروبية هويتها تزدان بعراقتها سمراء كحلتها تلمع

بنور لحسناوات بقرانا وبوادينا وساحات عواصمنا 

دعها تلهج بانغام طرب تذوب بها كل روح  بمسرة

دعها حلوة كشهد ربيع كلما تذوقناها نطلب زيادة

هذا حفل ميلاد عرفها باوسمتها بهي عنوانها هنا

مباركة كلماتها بين شعوب وشعوب معطرة طيب

تفوح نسائمها مع كل فجر هامس يمر بدهر ذهبي

كقرون سابقة عبرت بتتويجها لوصفها جيل زاهر

حملها تراث سيرتها عبقة ترنموها طروبة بفخرها

رسائلها معنونة للبقاء كعلم يرفرف بعلية لتاريخ

يشهد لزمان قولنا بصدقه ما يشوبها اية تغيرات

لتوصف بميزان توبة ستقلبها حجج حساد بتملق

ستبقى دفاتر حساباتنا صافية يوصوفها بتنمرها

ختم وطابع يوثقان ذاكرة سردنا بمضمون لنقش

غريب هز جذع نخلتي فتساقطت صحة كلامي

كثمار غير محجرة روحها لذيذة شهية بمذاقاتها

دعوها ترسم على برديات عساها تودع بصناديق

فتكون ذكرى هامسة بملامح لقلاع لن يهدمونها

تشرق بنورها على بريتي فتعمر مكتبات صفاتنا

زرع فكر بقصر شامخ جعلنا نجني ثقافة معرفة 


                            المفكر العربي

                        عيسى نجيب حداد

                     موسوعة اوراق الصمت



لا تبحث عن الدر المنثور خلف خطى بقلم الشاعرة الفنانة ليلى_السليطي

 لا تبحث عن الدر المنثور خلف خطى 

.. أقدام حافية 

لا تبحث عن التمر  و الثمر

من صلب أشجار الخريف المتهاوية 

لا تقل بلى سوف تزهر 

و لا تقل  أجل سوف أكبر 

وسأطمس وجع الايام الخالية ...

نعم هي الايام تحكم قبضتها 

و عقارب الساعة تخفي أنين الثواني العاديه

لا تقدم لكل من حولك طبقا من الحلوى

وانت  تبلع  مرارة الجوع 

وترتدي من أجلهم اثوابك الزاهية ..

لا أحد يستحق أن تدنيه أكثر من كفين

 ولا تفكر دائما   كيف تعطيه

و لم تعطيه

من وقتك أكثر من ثانيه

لا أحد  ترى في عينيه ما يرضيك

وإن  قطفت له النجيمات الساريه

لا تقنع ضباب النوافذ الموصدة 

أن الشمس ستأتي للبيت غدا 

وأنت نائم على حجر كهف المدينة الحالمة

لأن الظلام يسكن احشاءك 

و يلبسك أطواق النجاة الباليه

و لسوف أكون هناك بعيدا

 لا ريح ستزعج المطر 

ساعة  مخاض الغيمات 

سأكون هناك بعيدا عن الأنواء.

 و الخوف و الامواج العاتية 

و لسوف أمسك بخيوط الشمس

 واعرج  بها

عن كل ما يعلق بالأمس

من كدر الذكريات و مواسم الخيبات 

و فصول دونها التاريخ

عن بطولات  أصحاب البطون الخاويه...

ليلى_السليطي



فات الميعاد بقلم الكاتبة رمزية مياس،كركوك، العراق

 فات الميعاد

ذات مساء عليل الانسام

ساقتني قدماي دون ارادتي

الى مملكة الاحلام

هناك مازالت الرياض

مفروشة بالسندس والاستبرق

الاطيارتطعم فراخهاالصغيرة بحنان

الاشجار تتراقص منها الاغصان

الزهور تبتهج في عيون الربيع الفتان

النجوم تمرح في الليال الملاح

الحصان الابيض مازال متوجا

باكاليل الزهور الندية

مازال على اهبة الاستعداد

طال الانتظارالمرير

ولكن الفارس لم يحضر

ولن يحضر

فقد فات الميعاد

مع تحيات واحترام 

رمزية مياس،كركوك، العراق


الحُبّ... إنسانيّة لا تشيخ بقلم الكاتبة هالة بن عامر – تونس

 الحُبّ... إنسانيّة لا تشيخ

حين يتحدث الحُبّ من عمق الإنسان، يتحوّل من شعورٍ عابر إلى طاقةٍ تُعيد ترتيب العالم فينا.

ليس الحُبّ عاطفةً فحسب، بل فلسفةُ عيشٍ تُطهّر القلب من الكراهية، وتغسل الروح بنور التعايش،

فيغدو الإنسان أجمل، وأهدأ، وأكثر حياةً مهما مرّت به السنون.

ثمة ضوءٌ خافت يطلّ من أعماق النفس كلّما لامسها الحُبّ الصادق.

ذلك الضوء لا يُرى بالعين، لكنه يُحسّ كنبضة حياةٍ في كلّ ما حولنا؛

في نبرة صوتٍ هادئة، في نظرةِ عفوٍ صافية، في ابتسامةٍ تُرمّم ما كسَرته الأيام.

الحُبّ بهذا المعنى ليس عاطفةً عابرة، بل حالةُ سموٍّ تُعيد ترتيب الفوضى داخل الإنسان،

وتجعله أكثر قدرة على رؤية الجمال في كلّ شيء.


فالحُبّ ليس مجرّد نبضٍ بين قلبين، بل هو نَفَسُ الوجود حين تتطهّر به الأرواح.

هو الهبة الإلهيّة التي تُنقّي الداخل من شوائب الكراهية، وتغسل القلب من أدران الغِلّ والبغضاء.

فيه تُولد النفس من جديد، وتستعيد اتزانها وسط فوضى العالم، كغصنٍ أخضر نجا من عاصفة.


الحُبّ طاقةُ حياةٍ تُعيد للنور هيبته في أعماقنا، وتُرمّم ملامحنا المتعبة بلمسةٍ من السكينة.

من أحبّ بصدقٍ، أطال الله في عمره، لأنّ المحبة تُنعش الخلايا وتُنير الملامح وتُبقي الوجه نديًّا مهما تعاقبت السنين.

أما الكراهية، فهي سُمٌّ بطيء يشيخ به القلب قبل الجسد، وتُرى آثارها على الملامح قبل أن تُسجّلها الأيام.


انظر إلى الوجوه التي تُصافح العالم بابتسامةٍ رغم ما ذاقت من خذلان،

تلك وجوهٌ اغتسلت بالحبّ، فصار النور يسكنها كصلاةٍ دائمة.

الحُبّ لا يُنقص صاحبه، بل يرفعه؛ لا يضعفه، بل يمنحه عظمةً خفيّة تنبع من صفاء النيّة ونقاء الروح.


لنُحبّ إذن، لأنّ الحبّ فعلُ سموٍّ لا ضعف، وعبادةٌ لا رياء فيها.

لنُحبّ، لأنّ من ذاق طعم الحب  في جوهره لن يعرف للحقد سبيلاً.

ولنُدرك أن التعايش لا يُبنى بالقوانين وحدها، بل بعاطفةٍ صادقةٍ تُعيد للإنسان إنسانيته.


فكلّما أحببت أكثر... صِرتَ أنقى، أهدأ، وأصغر عمرًا في عين الزمن.

إنّ الحُبّ، في جوهره، ليس رفاهًا شعوريًا... بل فِعلُ نجاةٍ، وميثاقُ حياةٍ يُبقي القلب حيًّا مهما أثقله الألم.


ويبقى الحُبّ، ما بقي الإنسان... نَبضًا يجدد الحياة فينا،

ويمنحنا شبابًا لا يُقاس بالسنين، بل بنقاء القلب.


🇹🇳 بقلم: هالة بن عامر – تونس



أُمَّـاهُ بقلم الأديب حمدان حمّودة الوصيّف... (تونس)

 أُمَّـاهُ... (من وحي ضرورة مرافقة الأمّهات لبَنَاتِهنّ المراهقات)

أُمَّـاهُ، قُــولِــي، أَخْــبِـرِي ، بِاللّهِ

هَـلْ مِنْ دَوَاعِـي الحُبِّ مَـا أَلْقَـاهُ

مَا أَنْ رَأَيْـتُـهُ صُـدْفَةً حَتَّى هَوَتْ

أَسْبَـابُ قَـلْـبِي، اُصْـدُقِـي، أُمَّـاهُ

لَـمْ أَدْرِ مَـا بِي، غَيْرَ أَنِّي لَمْ أَعُدْ

مُـرْتَـاحَـةً، وَالـعَـيْـنُ لَا تَـنْــسَـاهُ

كَـلِمَـاتُهُ، مِنْ دَاخِلِي، أَهْـفُـو لَـهَا

وَخَـيَــالُــهُ فِــي الــعَـالَــمِــيـنَ أَرَاهُ.

فِي عَيْـنِهِ، كَـمْ قَـدْ قَـرَأْتُ قَـصِـيدَةً

عَـصْـمَاءَ، ذُبْـتُ بِـسِـحْـرِهَا، وَيْـلَاهُ

هَـلْ مَا قَـرَأْتُ بِـهَا هُيَامٌ؟ أَمْ تُرَى

سَـبَـبُ اضْـطِـرَابِي كُـلُّ مَا ألْـقَــاهُ.


عِنْـدَ اللِّـقَاءِ، إِذَا لَمسْتُ يَـدَيْهِ تَسْـ

ـرِي رِعْشَةٌ فِي الـجِسْـمِ مِنْ يُـمْـنَـاهُ

مَـا لِي إذَا وَدَّعْـتُـهُ أَشْـكُـو الـجَـوَى؟

مَــا لِـي إذَا لَاقَــيْـــتُـــهُ أَنْـــسَــاهُ؟

مَـا لِـي إذَا حَـدَّثْــتُـهُ لَا أَشْتَــكِـي

مَــا أَشْـتَـكِـيـهِ ولَا أُحِـسُّ سِـوَاهُ؟


أُمَّاهُ، قَلْبِي، فِي اللِّقَاءِ، يَطِيرُ بِي

فِـي عَـالَــمٍ رَحْــبٍ، فَــلَا أَلْـقَــــاهُ

والعَيْنُ تَمْسَـحُ كُلَّ جُزْءٍ مِنْ مُحَـيَّا

... هُ وتَـحْــفَـــظُ كُــلَّ تَــسْـعَـــاهُ

والعَقْلُ يَمْـهُو، لَا يُفَكِّـرُ لَحْظـَةً

فَـتَـوَقُّفُ التَّـفْـكِيـرِ، مَا مَعْنَــــاهُ؟

حمدان حمّودة الوصيّف... (تونس) 

"خواطر" ديوان الجدّ والهزل.



رسالة إلى شاعرة بقلم الكاتب محمود البقلوطي تونس .

 رسالة إلى شاعرة

حين تكون الأبجدية تترنح على ظهر السطور تتراقص الحروف بين كفيك تغرد الطيور وتهطل السمأء شذى العطورفاي كلمات تدونها اقلامك وبأي الفصول تنبض ومضاتك الشعرية بين جحافل الحروف ربيع مزهر بورد الإبداع وسواقي تسيل من ماء حبرك تداعب جداول الكلمات العاشقة يتساقط الوجد على ارصفة السطور ويتراقص الهمس بين كفيك ينهل من حروفك وومضلتك المتعددة صبوة الذهول كم تمنيت أن اخطف من قصائدك ومن ومضاتك الشعرية نفسا من عطر الزهور

محمود البقلوطي تونس .



__تــونـس أيــا خـضـراء… بقلم الأديبة فائزه بنمسعود

 __تــونـس أيــا خـضـراء…__


دقت الساعة

ترادفت عقاربها

انطلق صداح أغنية

وارتفعت الزغاريد

في الشارع الخلفي 

لشارعي…

ابن  الجيران يشهر زفافه…

وفي الشارع الخلف الخلفي

انطلق ترتيل آيات  بينات من القرآن الكريم ،وارتفع التكبير والنحيب 

جار جيرانا  الذي   من أعلى  منصبه اختلس المال العام وسافر يؤدي مناسك الحج انتقل إلى الرفيق الأعلى في البقاع المقدّسة،هنيئا له لن يُحاسب،ولن يقف موقف الجناة يوم القيامة…

في الشارع الذي أمام شارعي

نحيب  صبية  يصلني متقطعا يعلو وينخفض وصراخ ولغط ،ابن الجيران المنحرف يضرب أخته

السبب   رفضها دفع فاتورة ما يستهلك  من سموم…

هي  ليس لها مورد رزق ، هي لا  تعمل ،هي  تحمل شهادة عليا

وهذه الشهادة هي السبب الوحيد في عطالتها لأن سياسة نظام  الانتداب في الوظيفة العمومية له حساسية مفرطة

لـحاملي الشهائد العليا…

أمّها  تستنجد بجارة خريجة سجون

لتوقف مهزلة الاعتداء 

فكان التعامل على أساس

العنف بالعنف والأعنف أبقى… وحملت الريح النحيب وجفّفـتْ أشعة الشمس دموع القهر…

في الشارع الموازي  للشارع الذي أمامي ،الرجل الطيب الذي يغضّ النظر علنا ،ويتحرّش بنساء الأحياء البعيدة  سرّا،قبض عليه يروّج مادة مخدرة أمام مدارس الأحياء الراقية، تجارة مربحة نقلته من دليل للمهرّبين إلى  مواطن صالح من أعيان شوارعنا…

قيل وشت به زوجته انتقاما …

الزوجة كشفت علاقته بامرأة من العيار الثقيل…

في الحديقة  المتاخمة لشارعي والشارع الخلفي والشارع الخلف الخلفي

حديقة بور يقال عنها منطقة خضراء

والخضرة   منها براء …

انتصب بائع (الملاوي)وأمام(نصبته)خلق كثير يشترون  ويزدردون، ويلقون بالمناديل الورقية في أحواض الحديقة التي أعدّت ذات حلم لزراعة الورد  وغراسة الأشجار…

في قلب الحديقة قطيع خرفان يأكل العشب الذي أبى إلا أن يخرج رأسه رغم الجفاف والقحط…صاحب القطيع جَـذِل يرنو إلى البعيد ويحلم

بالملايين وعيد الاضحى  يحثّ الخطى

نحو شعب يهوى بل يعشق  الذبح والسلخ…  في وطني الثراء الفاحش  مشروع وحق يضمنه الدستور…والفقر المدقع نصيب…

على المقاعد الخشبية المتآكلة بمفعول العوامل المناخية جلست نسوة  يتحدثن عن المقطوعات 

كالسكر والقهوة والدقيق وشحّ بزر دوّار الشمس التركي  والمـوز في السوق …أمامهم أطفالهم البعض يركض والبعض يشنّ هجوما سافرا  على شجرة التوت اليتيمة يقتلعون أوراقها  والثمار يشجعهم على ذلك صمت الأمهات …

في الركن القصي من هذه الحديقة نامت حنفية بعد اقتلاعها  إثـر  زحف بني التتار المقيمين بيننا…

أما الـركـن المقابل فقد بات مصب فضلات وساحة وغى بين القطط والكلاب السائبة  والغلبة كما هو مُـتَـوَّقَـع للفئران التي حسمت المعركة كالعادة وأطردت القطط والكلاب في صَغَار…والحمد لله ان ارتفاع درجة الحرارة جفف كل ما هو قابل للتعفّن كقشـر الدلاع والبطيخ ،

ونحن قوم من آكلات الدلاع خاصة…

شيخ  يطلب من شاب مارّ جنبه أن يساعده على إجراء مكالمة هاتفية تسلم الشاب منه الهاتف نظر في كل الاتجاهات وأطلق رجليه للريح أمام دهشة الشيخ وسلبية المتواجدين…

شاحنة صغيرة تحمل لافتة مكتوب عليها(شر …البيئة) والمقصود(شرطة البيئة)تبخّر حرفيْ (ط— ة)بمفعول ارتفاع درجة الـوعي بمخاطر الحفاظ على البيئة، تقف الشاحنة يترجل منها عونان يبتاعان سجائر بالتفصيل  من كشك تمَّ تشييده في مدخل الحديقة يحدثان طويلا صاحب الكشك يمدُّ كل منهما بعلبة  بسكويت ،كل   واحد يلتهم قطع البسكويت ويلقي  بالعلبة فارغة على باب الحديقة الذي نخره الصدأ ،يقهقهان ويعودان إلى الشاحنة …

تعبر سيارة مكشوفة ومنها ينبعث صوت فريد الأطرش الشجي يردد

تونس أيا خضراء

يا حارقة الأكباد…

فائزه بنمسعود

21/6/2024

من  صفحتي(تونسيات)