الأحد، 9 نوفمبر 2025

** قصيدة (( نوافذ الليل)).. للشاعر:مصطفى الحاج حسين. قراءة(محي الدين سراج)

 ** قصيدة (( نوافذ الليل))..

للشاعر:مصطفى الحاج حسين.


قراءة(محي الدين سراج)

 

نص الشعري "تَوافِذُ اللَّيْلِ" عمل شعري غني بالعاطفة والرمزية، يحمل سمات مميزة لمدرسة الكتابة الشعرية الحداثية التي تدمج الرؤيا الصوفية بعناصر الطبيعة، والعشق، والكون.


النص زاخر بالصور المركبة والمتدفقة، مثل:  

"شُعَاعُ المُوسِيقَى"، "بَرَاكِينُ الشَّغَفِ"، "عَذُوبَةُ جَهَنَّمَ" – وهذه صور تحتفي بالتناقض وتُجسّد عشقًا سماويًا لا يخلو من الألم والمتعة.


استخدام الأضداد (الجنة / جهنم – الندى / البركان – الرحيق / الدمع) يخلق توترًا جماليًا يعمّق التجربة العاطفية.


النص يقوم على تراكم استعاري متصاعد: يبدأ بالجسد، ثم يرتقي للكون، فالسماء، فالأزمنة والمجرّات، وهذا يعكس تصاعدًا في التعلّق والعشق.


القصيدة لا تصف امرأة فقط، بل كائنًا كونيًا يتجاوز الحب الجسدي إلى مستوى "التقديس العاطفي"، وهذا يُظهر أثر المدرسة الصوفية المعاصرة في التعبير عن الأنثى ككائن متعالي.


"نوافذ الليل" ترمز للبوح الخفي، للأسرار، للمساحات التي يُفتح فيها القلب في الظلام، أي عندما يسكن الخارج ويعلو الداخل.


"تُفاحة الجنة وعذوبة جهنم" تحمل تناصًا مع الأسطورة الدينية، وتُظهر الأنثى كمحرّك للقدر والمصير، وللنعيم والعذاب في آنٍ معًا.


التكرارات المدروسة مثل "أنتِ"، وتكرار الصيغ الجمالية، يمنح النص إيقاعًا وجدانيًا متناغمًا، رغم أنه كُتب بالنثر الشعري، لا الوزن الكلاسيكي.


"توافذ الليل" قصيدة حديثة تزاوج بين الرؤية الصوفية واللغة العشقية المتفجّرة بالصور. الأنثى فيها تتحول إلى مجاز كوني، تجمع بين الألم والنشوة، بين الجمال والإلهام. الشاعر ينتمي هنا إلى مذهب "الرومنطيقية الجديدة"، الممزوجة بالرمزية والتكثيف الحداثي.*


    محي الدين سراج.


**(( تَوافِذُ اللَّيْل)).. 


  أحاسيس: مصطفى الحاج حسين. 


كُلُّ خَلِيَّةٍ مِنكِ

تَسْتَحِقُّ مِنِّي  

أَكْوانًا مِنَ القَصَائِدِ

وَالاِبْتِهَالِ.  


أَنتِ خُيُوطُ الأَمَدِ

وَسَارِيَةُ الأَبَدِ

شُعَاعُ المُوسِيقَى 

وَرَقْصُ النَّدَى 

وَأَنفَاسُ المَدِّ وَالجَزْرِ

مُعْجِزَةُ الاِنْفِجَارِ 

بَرْقُ القُبَلَاتِ  

أَحْصِنَةُ اللَّمَسَاتِ 

وَبَرَاكِينُ الشَّغَفِ 

تُفَّاحَةُ الجَنَّةِ 

وعَذُوبَةُ جَهَنَّمَ.  


فِي سَمَائِكِ، أَنا أَطْلَقْتُ جَوارِحِي

وَنَثَرْتُ سُحُبَ يَرَاعِي

سِنْفُونِيَّةَ النُّورِ 

شِرَاعَ البَوْحِ

سُلَّمَ الآفَاقِ 

دَرَجَ الهَدْهَدَةِ.  


مَعْشُوقَةُ الأَزْمِنَةِ أَنتِ 

فَاتِنَةُ الأَمَاكِنِ 

مَعْبُودَةُ الشُّطآنِ. 


أُحِبُّكِ 

رَحِيقُ الفَجْرِ يَكْتُبُهَا 

والقَمَرُ امْتَلَأَتْ دَفَاتِرُهُ بِالأَشْعَارِ عَنْكِ 

اللَّيْلُ يَفْتَحُ نَوَافِذَهُ عَلَيْكِ  

وَالبَحْرُ يَمْتَطِي خَلْجَانَهُ لِيَدْنُوَ مِنْ سَرَابِكِ.  


أَنتِ أَجْنِحَةُ المَجَرَّاتِ  

تَطِيرِينَ وَتَحُومِينَ حَوْلَ دَمْعَتِي.*


 مصطفى الحاج حسين. 

          إسطنبول



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق