الأحد، 9 يونيو 2024

ملائكة الأرض شعر: جلال باباي

  ملائكة الأرض


                 شعر: جلال باباي


 الإهداء: إلى تلاميذ السنوات الأولى بالمدرسة الإبتدائية فرحات حشاد أكودة. 

ومن خلالهم إلى المعلٌمتين: نادين بن ناهية و أمال المجدوب والسيدة / مديرة المدرسة: كوثر حرم عيسى.

من خلالهم إلى كافة القائمين على حظوظ هذه التظاهرة الأدبية و إلى كل المشاركين في الملتقى المحلي للإلقاء المنتظم يوم 24 ماي2024 بالمدرسة الخاصة" الآفاق الجديدة "  بأكودة.


سأجاهر بهذا العشق الخرافي

وانفض من أعلى جسدي

 باقيات وجعي القصيٌة

ها قد تماهى إلى قلبي الهشٌ

ماء فرحهم

أثلج الروح العليلة

 و عطٌرت اناشيدهم 

تفاصيل القسم البهيٌة

هم ملائكة الأرض

يرعاهم الله في السماء

يستحضرون على الطريق

 طفولتي المنسيٌة

ثمٌ يهيٌؤون بالورد

مقعد كهولتي الجليٌة

أترصٌد قبلاتهم 

بوصلة أشواق ترشدني

إلى ذاكرة الهويٌة

يا َصفْوَ  ساحات المدرسة

تملؤني باهزوجة أمٌنا الأولى 

وتزدحم على تلال الربيع

زهور نديٌة

ينحت الأحبٌة فصلنا الخامس

كوثرا في الأماسي ،

أملا جديدا ذات فجرِ جُمعةِِ

وملحمة خالدة في الكراسات

نكتبها  بما تيسٌر 

من حروف الابجديٌة

طوبى لِلُقيانا تحت غيمات الصٌِبا،

..مرحى لموعد الصباحات

 يُجمٌلنا بنسمة الحرٌية

ثمٌ نداعبه بأناملنا  درس القراءة

نبضة ،نبضة قبل حلول الصيفيٌة

فلنهتف ولنغني 

مع سبق الإصرار : 

المجدُ ... المجدُ.. كلٌ المجدِ

لفرسان العربية .


       ☆ أكودة: 16 ماي 2024







السبت، 8 يونيو 2024

جلال باباي الإنسان/الشاعر..تختلج بين أضلعه قيم الحب والخير والجمال.. بقلم الناقد والكاتب الصحفي محمد المحسن

 صفحة مضيئة..من دفتر الإبداع. 


 جلال باباي الإنسان/الشاعر..تختلج بين أضلعه قيم الحب والخير والجمال..


شاعر متألّق أثّث المشهد الشعري التونسي بقصائد عذبة داعبت الذائقة الفنية للمتلقي وأحدثت مسارا خلاّقا داخل الساحة الأدبية والإبداعية تونسيا وعربيا..وقد تمكّن عبر سنوات طوال ببراعة واقتدار من أن ينحتَ شخصيته الشعرية،وأن يكتسبَ صوته المتميز..

شاعر حفر اسمه بالنار في بنيان القصيدة العربية..وما فتئ-كما أسلفت-ينحت-إلى اليوم- إبداعه الشعري على الصخر بالأظافر.

شعراء كثر امتلكوا ناصية الشعر عن جدارة،لكن -جلال باباي-استطاع أن يقتلع بكلماته الرغبة الدفينة للكثيرين بالرقص على إيقاع الكلمات..

شاعر عظيم،وصديق صدوق أعتز به وأفخر..داهمته المواجع-قسر إرادته-لكنه قاومها بصبر الأنبياء وبإرادة الشاعر الخلاّق الذي لا يخشى لسعة الزمن...فلندعو له جميعا بالشفاء العاجل ومواصلة دربه الإبداعي بثبات..كما عهدناه..


يا رَبِّ هذا -جلال-عَـبْـداً في يقينٍ صابِرا


آيـاتُ ذِكْـرِ اللهِ يَـتْـلـوهـا لِـســانٌ ذاكِـرا


يا حافِـظَ القُـرآنِ ثِـقْ رَبٌّ كَـريمٌ غافِرا


اجْعَلْ لَهُ مِنْ كُلِّ هَمٍّ مَخْرَجاً كُنْ ناصِرا


فيما ابْـتَـلاكَ اللهُ نَدْعو فَـضْلَهُ أنْ يَجْبُرا


ربـاهُ أبْـدِلْ سُـقْـمُهُ أجْـراً عَظيماً شاكِرا


يا-جلال-لا تَـقْـنَـطْ بِعَـفْوِ اللهِ رَبٌّ قــادِرا


طهورا إن شاء الله-يا جلال-


                           ☜

 محمد المحسن




الجمعة، 7 يونيو 2024

القَطِيعُ وَالذِّئْبُ. بقلم الأديب حمدان حمّودة الوصيّف... (تونس)

 القَطِيعُ وَالذِّئْبُ.

زَعَـمُـوا أَنَّ قَـطِـيـعًـا 

  مِـنْ خِـرَافٍ مُسْتَقِرَّهْ.

بِـــفَــــلَاةٍ ذَاتِ فَـيْءٍ 

 بَـيـْنَ أَنْـهَارٍ وَخُـضْـرَهْ.

نَعِمَتْ بِالعَيْشِ حِينًا 

 وَحَــيَـاةٍ مُــسْـتَـــمِـرَّهْ.


مَـرَّ عَـامٌ بَـعْـدَ عَـامٍ 

 ثُـمَّ عَــامٌ مَـرَّ إِثْــرَهْ...

حَدَثَتْ يَوْمًا خِـلَافَا 

 تٌ فَـعَادَتْ بالـمَضَرَّهْ:

نَـطَـحَ الكَـبْـشُ أَخَــاهُ 

 نَطْـحَةً أَلْـقَـتْـهُ ظَـهْـرَهْ.

حَقَدَ الــمَنْطُوحُ حِقْـدًا

مُضْمِرًا فِي القَلْبِ شَرَّهْ.

رَاحَ لِلْـغَــابِ حَزِيـنًــا 

يَشْتَكِي لِلذَّئْـبِ أَمْـرَهْ.

سَعِدَ الذِّئْبُ وأَبْدَى

 فِي خَـفَـايَاهُ الـمَسَـرَّهْ.

أَظْهَـرَ العَطْـفَ عَلَـيْـهِ 

 وَأَتَـى فِـي حِيـنِ غِـرَّهْ.

صَـحـِبَ الذِّئْبُ صَديقًا 

 فَصَدِيـقًا ... ثُـمَّ كَـثْـرَهْ

هَاجَمُوا الكَبْشَ جهَارًا 

 مَزَّقُـوهُ عِــنْـدَ صَـخْـرَهْ

ثُـمَّ عَـادُوا لِــقَـطِيـعِ الــ

ــضَّــأْنِ مَـرَّاتٍ وَمَــرَّهْ.

رَوَّعُـوهُ ... قَـطَّــعُــوهُ 

 وَأَذاقُوا الكُلَّ حَسْـرَهْ.


مُخْطِئٌ مَنْ ظَنَّ يَوْمًا 

 أَنَّ لِلْأَعْـدَاءِ نُـصْـرَهْ.

حمدان حمّودة الوصيّف... (تونس)




شَرَفُهُ، صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بقلم الأديب حمدان حمّودة الوصيّف ... تونس.

 شَرَفُهُ، صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ 

قَالَ النَّبِيُّ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنَا سَيِّدُ البَشَرِ وَلَا فَخْر، وَأَنَا أَفْصَحُ العَرَبِ وَلَا فَخْر، وَأَنَا أَوَّلُ مَنْ يَقْرَعُ بَابَ الجَنَّةِ، وَأَنَا أَوَّلُ مَنْ يَنْشَقُّ عَنْهُ التُّرَابُ، دَعَا لِي إِبْرَاهِيمُ، وَبَشَّرَ بِي عِيسَى، وَرَأَتْ أُمِّي حِينَ وَضَعَتْنِي نُورًا أَضَاءَ لَهَا مَا بَيْنَ المَشْرِقِ وَالمَغْرِبِ.

وَقَالَ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ اللهَ خَلَقَ الخَلْقَ فَجَعَلَنِي فِي خَيْرِ خَلْقِهِ، وَجَعَلَهُمْ أَفْرَاقًا فَجَعَلَنِي فِي خَيْرِ فِرْقَةٍ، وَجَعَلَهُمْ قَبَائِلَ فَجَعَلَنِي فِي خَيْرِ قَبِيلَةٍ، وَجَعَلَهُمْ بُيُوتًا فَجَعَلَنِي فِي خَيْرِ بَيْتٍ، فَأَنَا خَيْرُكُمْ بَيْتًا وَخَيْرُكُمْ نَسَبًا.

وَقَالَ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لِي خَمْسَةُ أَسْمَاءٍ: أَنَا مُحَمَّدٌ وَأَحْمَدُ وَالمَاحِي، يَمْحُو اللهُ بِيَ الكُفْرَ وَالحَاشِرُ، أَحْشُرُ النَّاسَ عَلَى قَدَمِي، وَالعَاقِبُ.

أَخْبَرَ الأَزْهَرِيُّ عَنِ ابْنِ الأَعْرَابِيِّ أَنَّهُ ذَكَرَ عَنْ كَعْبٍ أَنَّهُ قَالَ: أَسْمَاءُ النَّبِيِّ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِي الكُتُبِ السَّالِفَةِ: مُحَمَّدٌ وَأَحْمَدُ وَالمُتَوَكِّلُ وَالمُخْتَارُ وَحِمْيَاطَا، وَمَعْنَاهُ حَامِي الحُرُمِ وَفَارِقْلِيطَا أَيْ يَفْرُقُ بَيْنَ الحَقِّ وَالبَاطِلِ.

وَفِي الحَدِيثِ: مُحَمَّدٌ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، خِيَرَةُ اللهِ مِنْ خَلْقِهِ.

وَقَالَ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنَا ابْنُ الفَوَاطِمِ وَالعَوَاتِكِ مِنْ سُلَيْمٍ وَاسْتُرْضِعْتُ فِي بَنِي سَعْدِ بْنِ بَكْرٍ.

وَقَالَ، صَلَّى اللهُ عَليْهِ وَسَلَّمَ: نَزَلَ القُرآنُ بِأَعْرَبِ اللُّغَاتِ، فَلِكُلِّ العَرَبِ فِيهِ لُغَةٌ وَلِبَنِي سَعْدِ بْنِ بَكْرٍ سَبْعُ لُغَاتٍ. وَبَنُو سَعْدِ بْنِ بَكْرِ بْنِ هَوَازِنَ أَفْصَحُ العَرَبِ، فَهُمْ مِنَ الأَعْجَازِ، وَهْيَ قَبائِلُ مِنْ مُضَرَ مُتفرِّقةٌ، وَكَانَتْ ظِئْرُ النَّبِيِّ الّتِي أَرْضَعَتْهُ: حَلِيمَةُ بِنْتُ أَبِي ذُؤَيْبٍ مِنْ بَنِي نَاصِرَةَ بْنِ سَعْدِ بْنِ بَكْرٍ مِنْ هَوَازِنَ. 

حمدان حمّودة الوصيّف ... تونس. 

من كتابي : مع الحبيب المصطفى.




*لم أَدَّعِ يومًا...* بقلم الشاعر كمال العرفاوي

 *لم أَدَّعِ يومًا...*

أَكتُبُ القصّةَ والشّعرَ كَهِواية

و لم أَدَّعِ أنّي أديبٌ و شاعر

أحيانا تَجُودُ قَريحتي  بِنَثر

أَكتُبُهُ ولا أزعُمُ أنّي بهِ ماهِر

فإن لَمْ يَرُق نثري للجهابذة

كفاني فخرًا أنّي لغزّةَ ناصِر

و لقضايا  التَّحَرُّرِ في العالم

أدافِع عنها بشراسةٍ وأُناصِر

و لكلِّ مظلومٍ ضَعيفٍ عاجِز

أَصِيرُ لهُ صوتًا  قوِيًّا  يُؤازر

لا أخشى لومةَ لائمٍ مُتجبّر

ما دُمتُ بأنوارِ الحقِّ  ناظِر

أَكرَه الظّلمَ وكلَّ ظَلَّامٍ أشِر

وكُلَّ مَن في الظُّلماتِ سائِر

إذا جادَلتَهُ لِتُبرِزَ الحَقَّ حَقَّا

عاندُكَ وظَلَّ يرفُضُ ويُكابِر

كمال العرفاوي في 07/ 06 / 2024



لم أقترف إثما بقلم الأديبة سامية خليفة/ لبنان

 لم أقترف إثما


لم أقترف إثما

هما عيناي فقط

اللتان اهتدتا إلى بهو بعيد

يصل روحي بروح حبيبي


لم أقترف إثما

هما يداي فقط

مسدتا على ظهر المكان

فتقعر حتى

تلاشت منه المسافة

ما بيني وبين حبيبي

 

لم أقترف إثما

صوتي هو فقط

الذي أشعل أتون اللهفة

في قلب حبيبي


لم أقترف إثما 

دموعي المخبأة

ما بين الجفن والمقلة

هي فقط

التي أباحت 

سر عشقي لحبيبي


أما أنا 

فأنا امرأة من نور

 بريئة من تهمة الإغواء

بريئة من إشعال النيران

في قلب حبيبي


سامية خليفة/ لبنان



.. مدينة إرَم بقلم الأديب حمدان حمّودة الوصيّف... تونس

 .. مدينة إرَم 

في أوائل 1990 ، نشرت عدة صحف معروفة ، إعلانات عن "اكتشاف المدينة العربية المختفية"، و"اكتشاف المدينة العربية الأسطورة "، و"أتلانتيس من الرمال، أوبار". والذي جعل هذا الاكتشاف يسبب المزيد من الدهشة هو أن هذه المدينة هي أيضا مذكورة في القرآن. وكان كثير من الناس يعتقدون في السابق أن قوم "عاد"  المذكورين في القرآن الكريم هم محض أسطورية وأن المدينة سوف لن يعثر عليها أبدا. ولذلك ، فأنهم لم يستطيعوا إخفاء دهشتهم من هذا الاكتشاف الرائع.

وكان "نيكولاس كلاب" ، المخرج الوثائقي البارز والأستاذ المحاضر في علم الآثار ، هو الذي سلط الضوء على المدينة الأسطورة المذكورة في القرآن. هو متكلم للعربية ومدير أفلام وثائقية ناجح، انجذب "كلاب" إلى دوامة البحث في التاريخ العربي ، و وقع على كتاب مثير جدا للاهتمام. هذا الكتاب ،بعنوان "فيليكس العربية "Arabia Felix، كتبه الباحث البريطاني "بيرترام توماس" في عام 1932. ويعني هذا العنوان "العربية السعيدة" هو الاسم الروماني لجنوب الجزيرة العربية ، التي تشمل اليمن اليوم و الكثير من سلطنة عمان. وأطلق اليونانيون على هذه المنطقة تسمية Eudaimon Arabia. (العربية المباركة) ، وأطلق العلماء العرب في القرون الوسطى على هذه المنطقة (اليمن سعيد)، لأن الناس الذين يعيشون هناك يقومون بدور الوسيط في تجارة التوابل المربحة بين الهند وشمال شبه الجزيرة العربية. علاوة على ذلك ، فإن سكان هذه المنطقة معروفون بإنتاج البخور وبيعه ، والعطور المنتجة من الأشجار النادرة.

تحدث الباحث البريطاني"توماس" مطولا عن هذه القبائل وحتى أنهم عثروا على آثار مدينة قديمة أسستها واحدة منها. وكانت هذه المدينة معروفة لدى البدو باسم "أبر" "Ubar" . وخلال إحدى  رحلاته إلى المنطقة ، أراه بدو الصحراء المسارات القديمة(الطرق) وذكروا أن هذه المسارات التاريخية تؤدي إلى مدينة Ubar. وتوفي توماس ، الذي كان متحمسا لهذا الموضوع ، قبل أن يتمكن من استكمال تحقيقاته.

انغمس كلاب في كتابات توماس واعتقد في وجود المدينة المفقودة التي ورد وصفها في الكتاب. ودون إضاعة الوقت ، بدأ بحوثه الخاصة في محاولة لمواصلة العمل الذي بدأه توماس. واستخدام "كلاب" نهجين مختلفين لإثبات وجود Ubar. أولا ، وجود المسارات التي أشار إليها البدو. ثم الانتقال إلى وكالة "ناسا" للحصول على الصور التي التقطتها الأقمار الصناعية للمنطقة.

 وبعد جهد كبير ، تمكن من إقناع السلطات المحلية بالتقاط صور للمنطقة على النحو المنشود.

درس "كلاب"، بعد ذلك ،المخطوطات القديمة وخرائط مكتبة "هنتنغتون" في كاليفورنيا. وكان الهدف إيجاد خريطة للمنطقة. ومكنه بحث قصير من اكتشاف واحدة : كانت الخريطة التي رسمها الجغرافي المصري- اليوناني بطليموس في القرن 2 ( ميلادي). وأظهرت الخريطة مكان مدينة قديمة عثر عليها في المنطقة وتؤدي إليها المسارات.

في غضون ذلك ، قفز بحثه إلى الأمام قفزة هامة عندما تلقى أنباء بأن وكالة "ناسا" قد وفرت له الصور التي يريدها. هذه الصور تدل على وجود مسارات قوافل يصعب كشفها بالعين المجردة من الأرض ، ولكن يمكن تحديدها بوضوح من الفضاء. ومن خلال مقارنة الصور مع خريطة بطليموس ، توصل "كلاب" سريعا جدا إلى هذا الاستنتاج : مسارات الوثيقتين تتوافق ، وتنتهي إلى موقع كبير يبدو كموقع  لمدينة.

وأخيرا ، وبفضل عمل "كلاب" ومن قبله "توماس" ، والمساعدة التي قدمها باحثون من "ناسا" ، حدد موقع هذه المدينة الأسطورية ، التي كانت موضوع الروايات الشفوية للبدو ، واكتشفت. 

وبعد فترة وجيزة ، بدأت أعمال الحفر، فقد كشف الرفات المدفونة تحت الرمال. وبذلك ، عرفت هذه المدينة التي يطلق عليها اسم "اتلانتيس الرمال ، Ubar"

ولكن ، ما من أدلة لإثبات أن هذه المدينة القديمة كانت حيث كان قوم عاد يعيشون غير المذكور في القرآن الكريم؟ 

منذ بداية البحث ، أدركنا أن ما تبقى من هذه المدينة ينتمي إلى قوم  عاد وأصبحت المنافسة بلا منازع من لحظة اكتشاف بقايا أعمدة "إرم" وأبراجها المذكورة بالتفصيل في القرآن الكريم. 

صرّح أحد المسؤولين عن الحفريات ، الدكتور Juris Zarins ، أنّ الأبراج واحدة من السمات المميزة لـ"أبر أو "إرم". وظهور دعائم الأبراج والأعمدة يكفي من الأدلة لإثبات أن موقع الحفر ليس سوى   Iramإرم ، المدينة المدفونة  التي ورد ذكرها في القرآن الكريم:

أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ (6) إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ (7) الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ (8)

الفجر.

ولذلك علينا النظر إلى أن المعلومات التي قدمها القرآن عن أحداث الماضي تتسق تماما مع مصادر المعلومات التاريخية ، التي هي دليل آخر على أن القرآن الكريم كلام الله. 

حمدان حمّودة الوصيّف... تونس

من كتابي : القرآن والعلوم الحديثة



- (قبل عتبات القيروان): بقلم الأديب (كمال العيّادي الكينغ)

 - (قبل عتبات القيروان):


كانت أمّي تبيع الحلوى لأطفال الحيّ. 

وتبيع الجيران كلّ شيءْ:

الزّيْت والصّابُونْ

 والخبز والتبغ والعجينْ. 

وحتّى الزّئوان، للعصافيرْ…

وحين فاجأها الموتُ، 

لمْ ترتبكْ ولمْ تجزعْ. 

أحصت قطع النّقود، كعادتها كلّ مساء، 

وأغلقت باب الحانوت، بصمتٍ. 

ولمْ تغربْ الشّمسُ، 

حتّى كانت تسيلُ، دافئة و مالحة

 من عيونِ الأطفالِ والجيرانْ… 

و بكلّ المنعطفات، 

وخلف كلّ جدار… 

وبسقيفة كلّ دارٍ، في حيّنا الشّعبيّ الصّغيرْ

حيث، لا أحد يتذكّر بدقّة

كيف، ولا متى ولا من أينَ جاءْ…

ولا كيف هبط من منازل الدّخّان، مع الماءْ 

و لا كيف سكن أحواض مدينة البخور والدّعاءْ…

ولا متى فقد جناحيهِ…

ولا حتّى، كيْفَ كان يطيرُ، هناكَ في السّماءْ…..


(كمال العيّادي الكينغ)



الخميس، 6 يونيو 2024

طلاسيم امراة. بقلم الكاتب ادريس جميلي

 طلاسيم امراة.

أحببتها في كل مكان و رضيت لها السحر و الشعوذة مهما كثرت التآويل.انها حلم أجرته في القيلولة عندما تهب رياح الجنوب فأشعر بوخز إبرة تحت أضافري و أنا أمد يدي لفك خصلات شعرها الأسود ريقها جعلني أهجر جميع السوائل الحلوة و المرة .لا شيء يألفني سوى حبها الأبدي الشرس.كانت تعانق آثار نعشي وهي تمشي بكل تؤدة .نظرت نظرات فشممت عبير جبينها الأملس و قطفت لها ورود الصباح و المساء ...لقد صدقت عناوين القصص المروية من شفتيها ثم أصدرت حكما كي أعلن موتي حين أضع أصابعي بين شعاب يديها ....الآن أومئ بأهداب عينيها و أرقص فوق الكهوف و النفس ترنو لتقبل ما بين كتفيها .مشتاق أنا لهفة ترقبني آخر كل ليلة .....أذكر جيدا صفاء مخيلتي و الشوق يؤلمني من فرط صبره على تماثيل جنون نصبت حذو شجر الصبار بعد نشرة أخبار الثامنة مساء ....

ام اليوم فقد أخبرتني بأنها تعلمت سحر الغدر و السير نحو ملحمة الوداع .


ادريس جميلي...05\\06\\2024



....ابحث عنك ... بقلم الكاتب ايمن الفالوجي

 من ديوان (سدرة العشق)

....ابحث عنك ..............

*********************

أبحثُ عنكِ يا دُرّةَ المرجان 

لتتفجرَ أشواقي كالبركان 

لهيب عشقي حارق ..

لكن!

منحتك الأمان 

وانتظاري في خشوعٍ 

فمن الجاني ؟

بريق يلوح في السماءٍ 

في الأفق البعيد 

كطير هاجر الأوطان 

أذوب عشقا في الاقتراب

احير في ذهن مُخيلتي 

لاكتب قصائد عشق 

ربما

انهل من القباني 

أو أغني للقيصر 

ابحث عنك يا درة المرجان 

ابحرت بسفينة نقشت

على شراعها الأماني 

وغصت بلا أنفاس  

لاستخلص المرجان 

عطش أنا 

 من يروي 

 عطشي على الشطآن 

اختل عقلي كقيس 

وتخيلت انك ظبية الوديان 

اتعرفين لما الخوف؟ 

وانا فارس يشق الريح 

لعينيك فى كل مكان 

وزمان 

أخشى ألا نلتقي 

إلا بعد فوات الأوان

لما تبعدين لما تهربين ؟

ازداد خوفي وكَثُرَ الأنين 

و العمر يمضي 

 بنا حائراً 

بين الأماني والحنين .

««»»

أيمن الفالوجي




غناء الطيور بقلم الأديبة زهراء كشان

 غناء الطيور


اجلس بقربي نساجل في أمور 

و اكتب تراتيل الروح في سطور

خضل حياتي بعبق و عطور 

يكفي تجاهلي في استعلاء و غرور

أناني الطبع أنت قاسي الحضور

تعال نغني غناء الطيور

و نحكي حكايا همس الزهور

نملأ الدنيا ببسم و حبور

بقلمي زهراء كشان



الأربعاء، 5 يونيو 2024

حفل افتتاح نادي بيت الشعر والرواية بدار الشباب بقرنبالية يوم الأحد 2 جوان 2024

 حفل افتتاح نادي بيت الشعر والرواية بدار الشباب بقرنبالية يوم الأحد 2 جوان 2024

توثيق ومتابعة الفوتوغرافي فاروق بن حورية مراسل الوجدان الثقافية ومجلة حورية الأدب





















لقاء مع الشاعر عادل المعيزي بالمقهى الثقافي بوزار

 







السّبت 2024/6/1 حفل توقيع وتقديم كتاب "شوارع" للأديبة نورة عبيد

 مساء يوم السّبت 2024/6/1 تشرفنا بحضور حفل توقيع وتقديم كتاب "شوارع" للأديبة نورة عبيد من تنظيم مشترك بين دار الثّقافة نور الدّين صمّود بقليبية وصالون پاروليتا للإبداع الادبي. قدّم الكتاب للحاضرين من أدباء وشعراء ومثقّفين الأديب معاوية الفرجاني وسيّرت الجلسة الشّاعرة سلوى القلعي.

وكانت أمسية ماتعة شكلا ومضمونا اختتمت بنقاش مع الأديبة نورة عبيد.


تصوير وتوثيق مراسل مؤسّسة الوجدان الثّقافيّة ومجلّة حوريّة الأدب الأستاد فاروق بن حوريّة






كلما حدقت في عينيك .. بقلم الأديب الصادق شرف أبو وجدان

 كلما حدقت في عينيك ..

 أحسست بأني أتعافى 

من جنون لم أخف منه  

ولكنه مني هو خــافا 

إذ رآني بك مجنونا جفاني  

وانا هل أتجافى ؟ 

من بها صرت فراشا ،  

وهي لي صارت لحافا  

لحفتنيي مرة  واحدة 

من بعدها  قلبي لها هز القفافا 

صار عصفورا لديها  


بعدما قد كان سافا

الصادق شرف أبو وجدان 


نجِيَّةُ" العُمْرِ بقلم الشاعر محمود بشير

 "نَجِيَّةُ "-رفيقةُ الدّرْبِ-التي وافاها 

 الأجلُ في 27 نيسان2024 .


             "نجِيَّةُ" العُمْرِ


ربّاهُ إنِّي حمَلْتُ الصَّبْرَ ما عَظُمَا

  أخفَيْتُ حُزْنِي كأنَّ الحُزْنَ قد حَرُمَا 


أسلمْتُ نفسِي لِرَبِّ الخَلْقِ أسألُهُ

      عوناً أُداوِي بهِ الأوجاعَ والسَّقَمَا


سالَتْ دُموعِي وكمْ جَفَّفْتُهَا خَجِلاً 

       أنَّتْ ضُلُوعِي وكمْ غالبتُها هَرِمَا


“نَجِيَّةُ” العُمْرِ يُسْتَوْفَىٰ لهَا أجَلٌ                       

حُكمُ القديرِ فربُّ الخلْقِ قد حكَمَا


ما ودَّعَتْ فملاكُ الموْتِ عاجَلهَا

     وِفْقَ المُقّدَّرِ أنهَى الأمْرَ ما رَحِمَا


والَوْعَتِي في ثنَايَا الحُلْمِ ألحَظُهَا

         طيْفاً تَمُرُّ يكونُ الطَّيْفُ مُلْتَئِمَا

 

أصْحُو عليلاً ونارُ الشّوْقِ تأٍكُلُنِي

   أَمْشِي وئِيداً كَمَنْ قد مَلَّ أوْ سئِمَا


أغْنَتْ حياتِي بوافِي الجُهْدِ تَعْمُرُهَا

     كانَتْ مَآلِي إذا ما العَوْنُ قد لَزِمَا


واليومَ أمْضِي وحيداً لاَ يُؤَانِسُنِي 

              إلاَّ حَنِينٌ بهِ أسْتحْمِلُ الألَمَا


ربَّاهُ هَبْهَا مكاناً تَسْتَطيبُ بهِ

      هبْهَا النَّعِيمَ أيَا من تُغْدِقُ النِّعَمَا


محمود بشير

2024/6/5



** ماذا تشربان ** بقلم الكاتب ** محمّد الزّواري ـ تونس **

 ** ماذا تشربان **


كانت السّاعة تشير إلى منتصف اللّيل.. يتعانق العقربان في حميميّة بالغة بعض الثّواني ثمّ يفترقان فراق الأحبّة.. تماما مثل سندرلاّ  الّتي التقت بالأمير الوسيم في حكايات الأطفال.. شعرت بنفسها فعلا كأنّها سندرلاّ في منتصف اللّيل.. تتلاشى منها ثياب التّرف و القصور.. يمحى من وجهها قناع مساحيق التّجميل.. يتبخّر أمامها الحوذيّ الأنيق و العربة الفاخرة.. تعود إلى سالف عهدها فتاة بسيطة بساطة الوردة في خدرها.. لا تمتلك سوى ثيابها العاديّة الّتي أكل عليها الدّهر و شرب..

منتصف اللّيل.. الآن تتساقط الأقنعة.. تماما مثلما تتساقط عن الشّجرة أوراق الخريف.. الآن تتساقط جميع الأكاذيب الّتي تعوّدت على حياكتها ليلا نهارا.. ها هي الآن مجرّدة من كلّ زيف.. من كلّ ما يعكّر صفو الحقيقة العارية..

اشتدّ اللّيل سوادا.. و ارتدى الكون حلّته القاتمة.. لا قمر في السّماء.. وحده الهاتف الجوّال يضيء المكان.. انعكس نوره على وجهها الشّاحب.. أخذت تؤلّف قصصا.. تصوغ ما ستقوله يوما ما..

كانت تودّ أن تقول له.. اسمع يا وائل.. أنا لست شهناز الّتي حدّثتك عنها في ذلك الفضاء الأزرق.. و صورتي تلك الّتي رأيتها ليست صورتي الحقيقيّة.. والدي ليس مديرا للمصنع الّذي حدّثتك عنه.. بل هو يشتغل حارسا لذلك المصنع.. أنا لا أجلس في المطاعم الفاخرة.. و لا أتناول البيتزا و غيرها من الأطباق الّتي يحسبها النّاس رفيعة.. بل أتناول ما تعدّ والدتي من أطباق تقليديّة.. فهي ربّة بيت و لا تعمل مدرّسة مثلما أخبرتك.. كانت تودّ أن تقول له.. أنا لا أهوى ركوب الخيل.. و أسرتي لا تقضي أيّام العطل في الفنادق..

في يوم ما ستذكر له ذلك.. كلّ ذلك.. نعم ستخبره باسمها الحقيقيّ.. ستخبره أنّ قلبها نبض له بمجرّد تلك المحادثة اللّعينة الّتي جمعتهما ذات ليلة في فضاء الرّسائل المكتوبة.. ستخبره أنّها شعرت شعورا غريبا.. كأنّها ولدت في تلك اللّحظة من جديد.. كأنّ الدّنيا أصبحت ملوّنة بعد أن كانت بالأبيض و الأسود.. كانت عيناه في الصّورة لامعتين.. تقولان ما لايستطيع اللّسان قوله.. كانت صورته تبوح بمشاعر غريبة لا تدري كنهها..

و الآن أمست لعينيه أسيرة.. تفرح لفرحه و تحزن لحزنه.. و لكن حتّى متى سيدوم هذا الزّيف و المكر و الخداع.. لقد شعرت أنّه من عائلة ميسورة فتظاهرت له بكلّ ذلك حتّى تقنعه بأنّها من نفس البيئة الاجتماعيّة.. هي لا تدرك لماذا كانت تفضّل دائما الرّسائل المكتوبة.. فلا الرّسائل الصّوتيّة تغريها.. و لا المكالمات المرئيّة تجذبها.. ربّما عندما يرى صورتها الحقيقيّة سيتراجع عن حبّه لها.. و أيّ حبّ هذا.. إنّها لم تره و هو لم يرها على أرض الواقع.. إنّه مجرّد حبّ رقميّ في فضاء رقميّ.. و لكن رغم ذلك كان في تلك الرّسائل المكتوبة سحر غامض يجعل الأشياء جميلة أكثر من ذي قبل.. و لكن ما العمل.. القلب و ما يريد مثلما قال الأوّلون..

فجأة رنّ الهاتف رنّته المحبّبة إلى النّفس.. يا للهول.. كيف تذكّرها الآن بالذّات.. إنّه هو .. أجل هو..

ـ أهلا.. كيف حالك.. ما رأيك أن نتقابل غدا على السّاعة الرّابعة في قاعة الشّاي الجديدة الّتي فتحت أبوابها للعشّاق مثلنا..

كيف ستردّ عليه.. ما هذا المأزق.. و لكنّ السّاعة آتية لا ريب فيها.. سيأتي ذلك اليوم الّذي فيه يتقابلان.. غدا أو بعد غد.. أو بعد شهر.. أو حتّى بعد عام..

ـ أجل.. نتقابل غدا..

مرّت السّاعات ثقيلة متباطئة.. و أخيرا حلّت السّاعة الرّابعة.. ارتدت فستانها الأحمر.. استعانت بمساحيق تجميل باهتة لا تكاد العين تلحظها.. وضعت شيئا من العطر.. و الآن هاهي أمام قاعة الشّاي.. فجأة رنّ هاتفها..

ـ ها أنا في انتظارك.. أ لم تتفطّني إليّ..

و غير بعيد لاح شابّ نحيف غريب الملامح يشير بيده.. توجّهت نحوه..

ـ هل أنت وائل الّذي..

ـ نعم أنا هو.. هيّا لنتّخذ مجلسنا في هذا المكان الرّومنسيّ..

يا إلهي.. ماذا جرى.. ليست ملامحه مطابقة لما تعرفه في صورة حسابه الإلكترونيّ.. أين العينان اللّامعتان.. أين الابتسامة الجذّابة.. أين صورة ذلك الفارس الوسيم الّذي يظهر في الأفلام..

ـ لماذا تنظرين إليّ هكذا.. هيّا اجلسي..

تهالكت على المقعد دون أن تنبس ببنت شفة..

ـ و أخيرا جمعنا القدر لنتعرّف إلى بعضنا عن كثب.. أقدّم لك نفسي.. في الحقيقة وائل هو اسم مستعار خاصّ بالفضاء الرّقمي.. من المؤكّد أنّك في شوق لمعرفة اسمي الحقيقيّ..

كان الشّابّ يتكلّم  باسترسال و هي لا تعي ما يقول.. كانت تشعر بما يشبه الدّوار.. انسدلت أمام عينيها ستارة تشبه الضّباب بينما أقبلت النّادلة على مهل في زيّها الرّسميّ ترحّب بالعاشقين الجديدين..

ـ مرحبا بكما.. ماذا تشربان..


** محمّد الزّواري ـ تونس **



فرح ليٌن لحزن متيبٌس شعر: جلال باباي(تونس)

  فرح ليٌن لحزن متيبٌس


         شعر: جلال باباي(تونس)


أمام فوٌهة غروب مزمن

أحتسي ملح الوقت

أقترب قليلا من اريكة

 بيت مقطوع من الظلّ،

أبدو مثل  السجناءُ،

عاطلا عن الأمل

هناك مرتفعات الدّخان، على درَج 

لا وقتَ لي لأصعد تلٌة السطح

لأشدٌ يسراي الى حبلَ الغسيل

وأعلق مثل غمامة بهذه الرايات

ثمٌ أصلُي حبٌا في الله

حتى ارفع مكر هذا الدخان

كان لا بُدّ من فرح

خفيفاً على صدري 

انا المؤمن المغدور 

قد لُدِغتُ صيفا

 انا وجهَ الضحيّة

أحاول ان استعيدها هويٌتي

قد بيعت في المزادات

بُعيد الخريف الرابع 

بتٌ رهين حزن متيبٌس

مثل طفل زمن الحصار

أو رضيع يشتهي صدر أمٌه

لا وقت لي

حتى تمطر شجرة المشمش

و أحشرني كالفرزدق

في هجاء جرير

صرتَْ الآن كهلا  أرملا 

وحفيدي بات شيخ  يتمه 

كيف تلين وجنتي بالفرح 

وقد أصابتني النوائب؟

سأكون الصفصافة الخصبة

تنكت شذاها على  المقبرة 

سأبدل حجر الرخام 

وسائد بنفسج

سأكون قمراً 

فوق أقبية الصالحين 

لن أُعزّي والد الشهيد

لن اقلب زغاريد أمه إلى مأتم

وبعد برهة ، نهنّئ البيت  بوليدٍ جديد

لا وقت للأحزان 

سادعها لأزلام  الشيطان  

لا بهمٌني سوى ما يسري بدمي

فرحا هشا بطعم الطين القديم

أسندً يدي للجدار الساخنٍ

حتى أفهم سرٌ الولادة ولو لبرهة

من الهزيع الأخير من الليل،

مضى الساهرون في المقاهي

ثم استكملت طقوسَ الملهاة

فرقضت  مع آخر المغادرين 

لخمٌارة المدينة

 غنيت صحبتهم " الأوٌل في الغرام "٦

سانهيها عزلتي

وأعتزل هذا الحصار

أجني ضجري واقفا هنا

على صهوة النشيد الجديد 

برغم اختلافي مع  النساء

واختلاف الفصول

سأكون رجلا صالحا 

متصالحا مع الكتابة 

وكلٌ الكلام الباكي

لا وقت لي

كي يُحاصرُني الوجع بمخدعي

وأنا الفقير 

تطالني المجاملات بلا حساب

ارمق هلالاً على إصبعي

يباعد بيني وبين لؤلؤها 

بنت الشهيدة وشقيقة الشهيد 

لم يبق إلاٌ تمرٌدي في الساحات 

لأعيد الأسماء إلى الخريطة الأولى

أنا الجندي المجهول 

أقتسم مع حمام السلام غربتي

أتناوب مع المتسكٌعين

 فوق الرصيف ،ضجرْي

فسلامُ على ألمُحِبّيْن يغتسلون 

بماء الصبابة

سلام الخطى الخفيفة لا تعادي الطيٌبين

هذا طيف القتيلْ يوزع موشح

جيثارته النازفة آهة  تلو آهة 

لن ارثيك ايا حزني

لن أبكيك

 أيتها المرأة الخالية من القُبل

لم يبق لي متسع من الوقت

حتى أعدٌل أوتار السنبلة النائمة

واخلد مع آخر الأخلاٌء.


                    🚩 خريف ٢٠٢٢



حاسة ثامنة .. ....تنحت نقاوة الأغاني كلمات الشاعر ☆ جلال باباي ( تونس)

 ☆ حاسة ثامنة ..

....تنحت نقاوة الأغاني

   

            ☆ جلال باباي ( تونس)


● إلى الفنان العالمي : "ستيفي وندر" stevie wonder ..تسكن مُحَيْاهُ ابتسامة القلب رغم فضاعة الكون.


كلٌما ضاقت الأبجدية 

على بياض قلمها

أستشعر حاسته الثامنة

تنحت نقاوة الأغاني 

ترتبها ، 

وتنقٌي القلب من غبار ارقه 

ضاحكا عهدته ينقر على أصابعه

يُعيد الكلمات إلى قاموس نجواه

يمرٌرها على كمنجة الليل

ويردٌد ملأ حنجرته الناعمة:"

أهاتفكم ..أخبروا الرفقاء

أني أحبكم.."

حرٌا طليقا رغم الشجن

ُيناور غبار صيحاتهم 

أولئك العابرون غيمات

الصباح ذات خريف

يغافلنا " ستيفي"

عند أقصى لاءاته

يجمٌل العالم العليل

حرٌا.. كما خبٌرنا عند آخر

... ثم ينطوي على نظارته

يُمسٌحُ على ضفاف " الكلارينات"

بآهات خطاه وغليان نبضاته

كان صحبة " ستينغ" 

 هشٌا فوق العادة

يعيد ترتيب فوضى الشوارع

ليقيم مع الفقراء

على رصيف إفريقيٌ

يبادل العالم أنشودة السلام ■


             ☆ ٣ يونيو ٢٠٢٤



صولات بين الشجرات شعر: جلال باباي( تونس)

☆ صولات بين الشجرات


            ☆ شعر: جلال باباي( تونس)


● إلى والدي حسين ..في ذكرى رحيله  الأربعين.

      ( ماي 1984- ماي 2024 )


تظل خطاك منحوتة في " السانية "

تخبرني عن صولاتك بين الشجرات 

مازلت مقيما  بقبوك

لم تبرح مكانك من قلبي

 تقتلع الصخر العنيد

تقطف لي التين صباح أول صيف

تلملم ما ابقته العصافير  من نواة اللوز

تجمع ياقوت الطين

وتسري فجرا إلى البساتين 

كنت شديدا مع يباس الأرض  

ناعما مثل الماء 

وديعا  فوق العادة 

مع أطفال الطريق 

مازلت برغم هشاشتي

أخاتل ريشة الكتابة 

حتى احبٌر مسالك النجوم

بعصارة عرقك الخرافية 

وأخبر أحفادك عن أطراح  البطولة 

ابي... أيها الرجل الطيب  

مازالت عصاك

 التي تهش بها على الدواب

متكئة بزاوية البيت الأول 

شاهدة على عصرها الملحمي 

 أحسبك أبي فارسا 

بمملكة الأرض

 خالدا مثل التفاصيل المنسية

بين زيتونة فوق الحصى

وصفصافة عالية

 تحتك بالسحاب

__________________

اللوحة الرسام : مصطفى الدنقزلي Mustapha Denguezli



الثلاثاء، 4 يونيو 2024

كم مضى من العمر..وجع يتلألأ في تسابيح العيون..!؟ بقلم الناقد والكاتب الصحفي محمد المحسن

 كم مضى من العمر..وجع يتلألأ في تسابيح العيون..!؟


الإهداء:إلى..تلك المنبجسة من اختلاجات العزلة..والمطلة على مهجة القلب..من خلف نوافذ الرّوح


عتمات الغروب،لها صمتها،يفيض به الصبر

حين يحطّ على ليل أوجاعنا..

فنبلّل المدى بالصلاة..

   نعلن عشقنا للرّيح

والإنتماء..

ونردّد لغة لم تبح بسرّها

كلّ المرايا..

***

ها هنا،يمتشق الوجد..غيمة للهدى

      ويرسي على ضفاف المدامع..

                     فتمضي بنا

 على غير عادتها..

الأغنيات

آه من الرّيح تنوء بأوجاعنا المبكيات..

وتسأل الغيمَ..

           عسى يغسل رغبتها..بالندى..

  عسى ينتشي البدر،ويعزف أغنية

يبتغيها الصدى

فيضيء الصمتُ البيوتَ..

         كي ننام عل ليل أوجاعنا..

نبكي الحصار..وما أفرزته..

                                 الخطايا

وما لم تقله المساءات للرّيح..

               وما وعدته الرؤى

برغيف،لم ينله الحصار..

***

كم لبثنا هنا..!

 لست أدري..!

وكم أهملتنا الدروب

وتهنا في أقاصي التشرّد

وكم مضى من العمر..

وجع يتلألأ في تسابيح العيون..

وكم ألقت علينا المواجع من كفن..

كي نعود إلى اللّه 

          وفي يدينا حبّة من تراب.

      وطين يشتعل في ضلوعنا..

     ولا يعترينا العويل..

***

آه من زهرة أهملتها الحقول..

                     وضاع عطرها

               يتضوّع بين الثنايا..

كما لو ترى،العنادلَ تمضي لغير أوكارها..

                                  في المساء

             تهدهد البحر كي ينام على سرّه

كي تنام النوارس على كــــــفّه

              قبل أن يجمع أفلاكه للـــرحيل..

***

ها هنا في هدأة الليل،نلهث خلف الرغيف

نعانق الصّوت والصّمت..

      ويمضي بنا الشوق

والأمنيات تمضي..

   إلى لجّة الرّوح

كي لا يتوهّج الجوع فينا..

لماذا أهملتنا البيادر ووهبت قمحها للرّيح..؟!

   لمَ لمْ تجيء الفصــــول بما وعدتــــنا به

    وظللنا كما الطفل نبكي-حصار المرارة-

-حصار الرغيف-

وألغتنا المسافات من وجدها..

حتى احترقنا

وضاع اخضرار العشق من دمنا

فافترقنا..

 تركنا زرعنا..

   في اليباب

تركنا الرفاق..

ربّما يستمرّ الفراق طويـــــــلا

                                 وربّما يعصرنا الحزن والجوع

والمبكيات..

ألا أيّتها الأرض..اطمئني..

   سينبجس من ضلعك

النّور..

والنّار

ونعمّق عشقنا في التراب..

فيا أيّها الطير..

       يا طائر الخبز تمهّل

ولا تسقط الرّيش من سماء الأماني

سنبقى هنا..

نسكن الحرفَ..

نقتل الخوفَ..

ونبحث فينا عن الشّعر..

ونبلّل قمحنا

بالعنــــــاق

ونرى اللهَ في اخضرار الدروب        

فكم رعشة أجّجتها المواجع في الضلوع

وهجعت على غير عادتها

                 الأمسيات..؟!


محمد المحسن



نصوص استثنائية... بقلم الكاتبة فوزية احمد ألفيلالي

 نصوص استثنائية...

مرة أخرى  نحاول  تلوين صورنا بالفيروز

........


مساءات .. أخرى


هكذا تغادرنا أعمارنا


بين ماض وحاضر و آت


هكذا نتجرد من أحلام الشوق


ومن كينونة كل الكلمات


هكذا نقترح لأيامنا ..


بعض الوجد وبعض السهد وبعض النغمات


نقترح أشياء أخرى ..


نمازج ألوان سكرى


وبعض الصبوات


نبدع في تأويل الصمت 


نرمم اوجاع الأمس


نغادر بيأس الثكلى ثقل الخطوات


لاشيء يتردد من هامش الأسئله


لاشيء نصافحه بعد والتباعد مقصله


ولاشيء بعد


والنار تسعر في كل الجبهات


كيف سأغمض عيني


والفواجع تترى كنثيث 

///


سؤال أعزل


أي حب تجدد به إنحناء الزهر


أي همس تجرد به مامضى واندثر


يا حبيبي ..


شدني إني غريق


ضم أشواقي واحلامي واسفار الطريق


همت شوقا ياحبيبي في هواك


موغل طيفي بأوتار غناك


هل افيق ؟


لست ادري مالطريق :؟


طال يا .... انتظاري


والظنون قائمات جاثيات كالبريق


لم تزل أنت كما أنت تدور


كالنواعير الشجيه


كالتراتيل السنيه


كبرياء كانت الارض


وأنت المرتقى أنى تدور

!!!


كل مابينا ..؟


كل مابيننا طرق موصده


كل مابيننا رسائل باتت اليوم مضطهده


كل مابيننا أحلامنا المبدده


اسميك لي قمرا ..


موعد نشتهي الوجد فيه ..


فهلا يستفيق المساء


وهل تكتفي بزنبقة واحده


خبأ الشوق فيها ، تغريدة مارده


أم إنك ألغيت بين الذي ارتضي


والذي ترتضي ..


فوزية احمد ألفيلالي




الاثنين، 3 يونيو 2024

عالم من ورق بقلم د. حسام محمد خليل

 عالم من ورق

*************
بقلم د. حسام محمد خليل
********************
عالم من ورق
والضمائر في متنى اللغه
ليس اصلها في قانون الورى
بات الامس اسطورة
تحكي في مجلس
بين جيل ضاع وضاع الحلم
والنقش رسم علي حبات الرمل
كيف اكون في الوجود وموجة محت
اصل من نقش
جيل لم ير كيف الفلق
كيف الخلاص وطوق والنجاه
وحلم في المهد قد دفن
من أنا.
انا الذى رسم على جبهته
نقش الخريف قبل الربيع
ولم أر ريعان صورتى
حلم ضاع بين نبضات
دقات الزمن كل من ارانى
رآى غريقا يصارع موجات
الموت والكل غريق بذاك المشهد