- (قبل عتبات القيروان):
كانت أمّي تبيع الحلوى لأطفال الحيّ.
وتبيع الجيران كلّ شيءْ:
الزّيْت والصّابُونْ
والخبز والتبغ والعجينْ.
وحتّى الزّئوان، للعصافيرْ…
وحين فاجأها الموتُ،
لمْ ترتبكْ ولمْ تجزعْ.
أحصت قطع النّقود، كعادتها كلّ مساء،
وأغلقت باب الحانوت، بصمتٍ.
ولمْ تغربْ الشّمسُ،
حتّى كانت تسيلُ، دافئة و مالحة
من عيونِ الأطفالِ والجيرانْ…
و بكلّ المنعطفات،
وخلف كلّ جدار…
وبسقيفة كلّ دارٍ، في حيّنا الشّعبيّ الصّغيرْ
حيث، لا أحد يتذكّر بدقّة
كيف، ولا متى ولا من أينَ جاءْ…
ولا كيف هبط من منازل الدّخّان، مع الماءْ
و لا كيف سكن أحواض مدينة البخور والدّعاءْ…
ولا متى فقد جناحيهِ…
ولا حتّى، كيْفَ كان يطيرُ، هناكَ في السّماءْ…..
(كمال العيّادي الكينغ)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق