كيف تشيحين بوجهك عنّي..وتصغر هذي البلاد بعيني..؟!
الإهداء: إلى تلك التي مازالت تتجوّل في خراب يسكنني.. ووحدها تراه..
..إنّ قلبي بيت لكِ
ولكنك تغمضين عينيك عنّي
وتنسين اختلاط الورود
وشهقة كل هذي الحروف
على تلّة في الجنوب
كيف تعبرين كل هذا الجمال
ويعْلق الحزن بي..
كيف تشيحين بوجهك عنّي..
وتصغر هذي البلاد بعيني
وتصهل الرّيح بقلبي..
وقرب بقايا الركام
أصغي لأجراس صمتك
أحاور رياحا تعبث بتاريخ وجدي
كأنّي السراب...
كأنّي تعبت..قليلا
كأنّ ثلج الدروب قد نال منّي..
كم أحبّ إرتباك الفصول..
كم أحبّ سماء الخريف
متخمة بالغيوم..
كم أحبّ خيول السنين..
وهي تركض صوب الأقاصي
ولا شيء يربك هذا العبور..
وخلف خطاك بقايا صدى مؤلم
هنا أحتفي بالرذاذ
ها هنا أداعب غصن زيتونة
جرفته السيول
ولم يبق لي غير عطرك
لم يبق لي غير حضن عتيق
على شكل ذكرى
وبي شهوة لإحتضان الغيوم بصمت
أحاورها
أسائل فيها سر هذا الرذاذ
وليس لي غير حلم نما دافئا
قبيل انبلاج الصباح
وبعض قصائد عن سيرة العاشقين..
وشهقتهم قبل مجيء الغروب
أنا لا أريد الرحيل
لا أريد القطار المعدّ لرحلتنا
لا أريد أن يهجع البحر
على كفتي
أو أن يسرج أفلاكه
للرحيل
فقط ما تبقى سوى عزف غيم
تعاويذ ضد الفراق
ونجمة صبح تضيء هذي الطريق..
تمهلي..
ولا تتركي الغيم يبكي
تمهلي ودعي منك شيئا
يرتّب موعدا لفجر يجيء
علّ تجيء الفصول بما وعدته الرؤى
لكن..
ترى ما سأقول..
إذا مرّت غيومك جذلى..
تداعب نرجس القلب
أو لاح لي بين ثنايا المدى.. طيفك
يطرّز وهْمَ المسافة..
وشاحا للذي سوف يأتي
ربّما أظل أداعب صوتي
أحاور روحي..
أرتّب حزني
كزهرة لوز أهملتها الحقول..
كغيمة في الأقاصي..
أربكتها الفصول..
محمد المحسن
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق