... .. القدر الرابع ... رواية / رضا الحسيني (الفصل الثاني)
.. .. ( 43 ) ( حدث بمنتهى الروعة )
والأستاذ غلَّاب هنا كيف كان معك هو وأهله ؟
_ بصراحة هو إنسان طيب جدا وحنون لكن أهله ليسوا مثله فكنت أشعر بقسوته بسببهم ، خاصة من إخوته البنات الثلاث ، لم يحبوني ، ولا أعلم لماذا ؟
_ الحب ده ياوتين شيء غريب ، إما يحدث من اللحظة الأولى وإما لايحدث أبدا
_ فعلا ياجميلة ، حتى هذه اللحظة وبعد مرور أكثر من 15 سنة لم يحبوني ولا أصدق منهم أي مشاعر مصطنعة ، فأفعالهم معي
تثبت العكس دائما
_ ده اللي خلاكي متحبيش الأستاذ غلَّاب ؟
_ أكيد طبعا لانه كان بيتاثر بإخوته البنات كثيرا ، أما أمه وأبوه فكانوا يحبونني جدا وكنت أجد في حبهم هذا لي العوض من قسوة البنات وميل غلَّاب لهم ، لكن رحل الأبوين الغاليين وبقي لي البنات هؤلاء للأسف و ظلوا يحاولن مع غالب أكثر وأكثر
_ وولادك ؟ أنجبتيهم بأول زواجك ؟
_ خلال اول خمس سنوات حملت مرتين وأنجبت مرة بنتي الكبيرة ، ثم أنجبت التوائم الثلاثة ، ولد وبنتين
.. عارفة ياجميلة صفحتك شجعتني أعمل زيك واحكي حكايتي أنا كمان ههههههههه غيرت منك بقى
_ وماله ياحبيبتي ، دي غيرة حلوة ، وكل ماهتكتبي وتحكي هترتاحي ، أنا كل مابكتب اللي جوايا كل مابرتاح وكأني برسم اللوحة اللي جوة روحي
_ بس فيه حاجات ياجميلة مقدرش أحكيها ، مستحيل
_ ولا تحكيها لي ؟
_ مش هتقدري تفهمي ليه اتصرفت كده ، ويمكن تاخدي عني فكرة مش حقيقية ، بلاش بلاش
_ عموما ياوتين أنا جاهزة أسمعك وأتفهمك ده وعد مني ، وقت ما تقدري احكيلي
وكأن وتين وجدت في وجودي هنا بالوردية أهم فرصة لها كي تخرج كل مابداخلها ، ومازلت أعتقد أن بداخلها الكثير والكثير وربما فيه أيضا مفاجآت ، أعرف أن بداخل كل امرأة عشرات الحكايات المسجونة فيها ولا تملك أي قدرة على التحرر منها ،فالنساء بكل عالمنا هذا لاتجد من تثق فيه وترتاح له بشكل تام لتحكي له مابداخلها ، وكان كل امرأة تتحرك بماداخلها وكأنها قنبلة متحركة ستنفجر بأي لحظة ، ولا أصدق امرأة تقول بعكس ذلك ، فقط تقول من خوفها أو خجلها أو لعدم إحساسها بوجود أمل
_ حبيبتي مشغولة عني بإيه ؟! عملتي صفحة تانية ولا إيه ههههههههه؟
_ لاحبيبي مفيش حاجة أبدا تشغلني ، حياتي ولاتسوى بدون ماأفكر فيك وأنشغل بيك
_ يعني النهاردة فيه غدا حلو بيستناني ، أنابعشق أكلك أوي ، وكمان بغير منه عليكي
_ يسلام ! حد يغير من الأكل ؟!
_ آه طبعا أنا ، عشان بتقربي منه طول الوقت بيشوفك وبيسمعك وبيشم أنفاسك ياحبي
_ إيه ده كله ، وتقولِّي إن أنا شاعرة ، لالالا ده أنت حبيبي كل الشُّعرا جواك كده
كانت لحظات وجود فوزي بالقرب مني هكذا هي رحلة لعالم ساحر لم أكن أتخيل وجوده في قدري ، فعلا في قدرنا كل شيء ، واللحظة الواحده مع حبيبي فوزي تمحو عشرات الأحزان من داخلي ، ووجدتني عدت أسترجع كلمات تيتة أم عمرو لي :
_ أناعشت ياجميلة يابنتي سنين طويلة يمكن أكتر من 80 سنة ، ولقيت الحياة زي فصول السنة ، كل فصل منها بياخد وقته وبيرحل عشان يسيب المكان جوانا وحوالينا لفصل جديد ، وحياتك لسه جاي فيها فصول جديدة فيها اللي هيسعدك ويمكن يسعدك أكتر مابتحلمي
ياااه ياتيتة ، كل كلامك بعيشه وكأنك كنتِ شايفة الفصل ده جاي أكيد ، وحشتيني يا أعز تيتة أم عمرو
وفاتت الأيام بسرعة ووصلنا لمساء السبت الثامن من سبتمبر ، وجلست في حضن حبيبي فوزي يبادلني أرق المشاعر ، ويسقيني من عيونه كل ما أحتاجه من حنية ولطف ومحبة وكأنني في حضن أرق رجل في الوجود
_ هتعملي إيه في غيابي جميلتي وجميلة قلب فوزي
_ ولا حاجة حبيبي ، هنام هههههههه
_ يسلام ! هتنامي يومين لحد ماأرجعلك
_ آه طبعا هنام ، أنا بصراحة مش قد لحظات غيابك عني واشتياقي ليك و لا قد قلبي اللي اتعود على قبلاتك الحلوة
غدااااا نلتقي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق