فرح ليٌن لحزن متيبٌس
شعر: جلال باباي(تونس)
أمام فوٌهة غروب مزمن
أحتسي ملح الوقت
أقترب قليلا من اريكة
بيت مقطوع من الظلّ،
أبدو مثل السجناءُ،
عاطلا عن الأمل
هناك مرتفعات الدّخان، على درَج
لا وقتَ لي لأصعد تلٌة السطح
لأشدٌ يسراي الى حبلَ الغسيل
وأعلق مثل غمامة بهذه الرايات
ثمٌ أصلُي حبٌا في الله
حتى ارفع مكر هذا الدخان
كان لا بُدّ من فرح
خفيفاً على صدري
انا المؤمن المغدور
قد لُدِغتُ صيفا
انا وجهَ الضحيّة
أحاول ان استعيدها هويٌتي
قد بيعت في المزادات
بُعيد الخريف الرابع
بتٌ رهين حزن متيبٌس
مثل طفل زمن الحصار
أو رضيع يشتهي صدر أمٌه
لا وقت لي
حتى تمطر شجرة المشمش
و أحشرني كالفرزدق
في هجاء جرير
صرتَْ الآن كهلا أرملا
وحفيدي بات شيخ يتمه
كيف تلين وجنتي بالفرح
وقد أصابتني النوائب؟
سأكون الصفصافة الخصبة
تنكت شذاها على المقبرة
سأبدل حجر الرخام
وسائد بنفسج
سأكون قمراً
فوق أقبية الصالحين
لن أُعزّي والد الشهيد
لن اقلب زغاريد أمه إلى مأتم
وبعد برهة ، نهنّئ البيت بوليدٍ جديد
لا وقت للأحزان
سادعها لأزلام الشيطان
لا بهمٌني سوى ما يسري بدمي
فرحا هشا بطعم الطين القديم
أسندً يدي للجدار الساخنٍ
حتى أفهم سرٌ الولادة ولو لبرهة
من الهزيع الأخير من الليل،
مضى الساهرون في المقاهي
ثم استكملت طقوسَ الملهاة
فرقضت مع آخر المغادرين
لخمٌارة المدينة
غنيت صحبتهم " الأوٌل في الغرام "٦
سانهيها عزلتي
وأعتزل هذا الحصار
أجني ضجري واقفا هنا
على صهوة النشيد الجديد
برغم اختلافي مع النساء
واختلاف الفصول
سأكون رجلا صالحا
متصالحا مع الكتابة
وكلٌ الكلام الباكي
لا وقت لي
كي يُحاصرُني الوجع بمخدعي
وأنا الفقير
تطالني المجاملات بلا حساب
ارمق هلالاً على إصبعي
يباعد بيني وبين لؤلؤها
بنت الشهيدة وشقيقة الشهيد
لم يبق إلاٌ تمرٌدي في الساحات
لأعيد الأسماء إلى الخريطة الأولى
أنا الجندي المجهول
أقتسم مع حمام السلام غربتي
أتناوب مع المتسكٌعين
فوق الرصيف ،ضجرْي
فسلامُ على ألمُحِبّيْن يغتسلون
بماء الصبابة
سلام الخطى الخفيفة لا تعادي الطيٌبين
هذا طيف القتيلْ يوزع موشح
جيثارته النازفة آهة تلو آهة
لن ارثيك ايا حزني
لن أبكيك
أيتها المرأة الخالية من القُبل
لم يبق لي متسع من الوقت
حتى أعدٌل أوتار السنبلة النائمة
واخلد مع آخر الأخلاٌء.
🚩 خريف ٢٠٢٢
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق