الجمعة، 12 أبريل 2024

للفؤاد محرابٌ ــــــــ سمية مسعود


 .

✍️. .للفؤاد محرابٌ
ينهمر الماء ، وإن حُبس، بين الأصابع منفرجا
والنّفس يمسّها الكدرُ؛كما تعلق بالماء شّوائبُ.
وتعتصمُ الكواسر على القمّة كي تنبعث مجدّدا
كما أتزهّد وصلكمْ. فقلبي عن قربكم تائبُ.
الوفاء لدى المرء أصلٌ ؛ كما السّخاء أرفع الكرمِ
ما تذلّ نفس لغير خالقها ، لولا الدّنيا عجائبُ.
دعْ عنك أمري . فالأناملُ في كفّ اليد رتبًا
والعيْنُ يعلوها حاجبُ كما تنزلُ بالدّهر نوائبُ.
كن عزيزا ، ولا تأخذك بمن أخلف عهدهُ عفوًا
فالعزّ يعلق بأهله ، ولكلّ ذي نبْضٍ مصائبُ.
. سمية مسعود 🇹🇳

دم العروبة ــــــــــ جمال الغوتي


 ...دم العروبة...

ما الذي في الباطن
يسري.....
أ..هو نبيذ دم العروبة
ينعي دهشة أخر زيتونة في فلسطين
شاب الصمت وشاخ عكاز الحكمة
يُقضم بين نارين...دق إِسْفِين
ترى أ..من..حقنا البقاء
أم..لا..شفاعة..لنا..
وحمامات من شلالات الأسى
تهدر فوق رؤوس أشهادٍ جاثمين
تلهو مقصلةٌ تهوى غرور الذات
والمُراق....سيلُ ألاف سنين
اختلط التراب بالأشلاء
والدخان بالرماد وشيءٌ من الصَّنين
بل أريج من الحليب والعطور
يطرق عنان السماء زمردا وياسمين
ما من هروب للحياة
وألة الجُرْمِ أفسدت الأخضر واليابس
وأنشفت الماء وأتلفت ...الطحين
حرات ثكلى ....
تبكي والعيون والأفئدة حَرَّ الدماء
وخِمرة النصر عِقدٌ على الجبين
تتوج الشهادة الشهيد
تاج السعادة ...
وتموت الذئاب بالغيظ
والثعابين بأنيابها...سم من الرَّجين
تسافر أرواح العزة
لتنهض لنصر...لا تموت
وتقبر أموات المستعمر
بلا رجعة...بسيفين غير...أَسفِين.
وما النصر إلا من عند الله
هو..اليقين ...والفتح المبين . بقلمي جمال الغوتي 02|04|24

حسناء يا أم الشهيد ــــــــ عائشة ساكري


 حسناء يا أم الشهيد

دموعكِ يا ملاكي
تسقي حقول قاحلة
حسناءُ يا أم الشهيد
احترت ماذا أهديكِ
في هذا العيد
يا منية الروح
ويا أم البنين
دعي الفؤاد يقيم
ثمن هديتي.....
يا زهرة تفتحت
بها بساتين قلبي...
ملاكي أنت يا قبلة
القدس الشريف
يا من طُوّقت أسواركِ
الشاهقة بأسلاك من حديد
دمروا معالمكِ وصارت
رماداً لا أثر لها بدون رقيب
ماذا اهديكِ ؟؟
كي ازيح وشاح الحزن
الذي أرهقكِ وصرتِ
هائمة والقلب عليل
احترت ماذا اهديكِ
بما يرضيكِ
وروحي مرهونة
في يديكِ.....
دعيني ألملم شظايا
شتاتي من سراب أحلامي
كي أوفى بما يليق بكِ
يابنة الغصن الأخضر
ويا بلد الزيتون.
عائشة ساكري من تونس 🇹🇳

دعيني أعيش ـــــــــــ فاطمة بركون


 دعيني أعيش

طقوس هذا الصباح الجديد
دعيني أنعم بنور هذا الصباح
على وجنتيك،
على حاجبيك،
على أنفك انفك المستقيم،
على شفتيك،
دعيني أتوه بسحر يديك،
بدفء أنفاسك و الجدائل...
دعيني أعيش اللقاء السعيد
بسحر شعاعك الذهبي
على وجنات السنابل،
على المجادل و النسمات العليلة...
دعيني أعيش
هذه اللحظات الجميلة
قبل أن يمر الصباح،
يمر الضحى
و يأتي سراب الظهيرة...
دعيني أشم عبير الحياة
على راحتيك
فإني أضعت الحياة
على قارعة الشوارع،
و تهت بدربي
و لم أجد الساريات
و لم أجد الدلائل...
أراني هويت إلى قاع بئر عميق
كيوسف في جب المكائد
فأرسلي حبال كلامك
و الهدهدات الناعمة
دعيني أحتسي
كؤوس اللقاء
بنهم الشوق
يا أمي إني أنازع،
خذيني،
انقذيني من هول الضياع
ما أحلى هذا الصباح
على ثغر بقرتك،
على ثغاء خرافك البيضاء
التي تسرق منك
بين الحين و الحين
بعض السنابل،
و عدت لحين
طفلة غريرة
بين عطر الزهور
و صوت البلابل...
دعيني أقبل
قطع الفضاء الرحب الفسيح،
بين شعاع الشمس
و خيرات أرضك الخصبة
و الجداول،
دعيني أفتك من قدري
اللحظات القليلة
من عمري دقائق
لا تفي باللقاء
لكني أحاول
دعيني أنسى
أني تجاوزت الثلاثين،
أني اشتغلت
، أني كبرت
و أنجبت طفلتي الأولى،
أني أناضل
أني فتحت بيتا آخر
دعيني أخبئ وجهي قليلا
بين يديك
و تحت الرداء
على خصرك
دعيني
أعيد السنين الخوالي
بدفء هذا الصباح العليل
و هذا الشعاع المضيء
دعيني
أستجمع قوتي
و أفتك الحياة
من بين أنياب الوجود الغائر
دعيني
أحمل أمتعتي
و ابنتي
و حفنة ضحكات
و هدهدات
ثم أغادر...
فاطمة بركون/تونس 🇹🇳

قَبْضَةُ الْحُزْنِ ـــــــــــ زيان معيلبي


 ~قَبْضَةُ الْحُزْنِ

____________/
نَسَرِقُ مِنَ الْحَاضِرِ
لَحْظَةُ فَرَحٍ
لِكَيْ نَسْتَمِدَّ أُوكْسْجِينَ
الْحَيَاة
لِأَنَّ الْحُزْنَ فِينَا تَكَاثر
وَتجْبّرا
وَلَمْ يَعُدْ فِي الْقَلْبِ
نَبْرَةٌ مُسِرَّةٌ تُمَدُ
لِرُوحِ بَعْضِ الْحَيَاةِ
يَنَابِيعُ الرَّغْبَةِ
اخْتَفَتْ لَهْفَتُهَا ارْتَحَلَتْ
مِنْ حُقُولِ الْعُمْرِ عَصَافِيرُ
الْفَرَحُ وَالسَّعَادَة
بَيْنَ مَسَامَاتِ السَّرَابِ
وَذَاكَ الْحُزْنُ الَّذِي طَغَى
وَازْدَادَ فِينَا ارْتِوَاءٌ
اشْجَارُ الْفَرَحِ مَاعَادَتْ
تَنْبُتُ فِي ارْضِنَا
لِكَيْ نَسْتَرِيحَ عَلَى
ضِفَافُهَا
تَسَرُّبُ الْحُزْنِ إِلَيْنَا
ذَاتِ مَسَاءٍ
لِيَقْتُلَ آخِرَ وُرُودِ الْفَرَحِ
فِي حَدَائِقِ أَرْوَاحِنَا
لِنَعِيشَ نَتَسَوَّلُ مِنْ
حَنَايَاهُ
لَحْظَةُ فَرَحٍ
حَيْثُ الْبَقَاءُ لَمْ يَعُدْ
مُسْتَرِيحٌ
لِمَلْمَ بَقَايَا رُوحِكَ أَيُّهَا
الْمُتْعِبُ مِنْ حُقُولِ الْحَيَاةِ
حَيْثُ الْإِقَامَةُ هُنَا
انْتَهَتْ ..!
وَاجْتَاحَتْ رُوحُكَ عَوَاصِفَ
ظَالِمَةٌ لَا تُرْحَمُ
الْمُتْعِبِينَ أَمْثَالُكَ
فَنَحْنُ انْغَمْسَمَا فِي
الْحَيَاة
وَ ارْتَكَبْنَا خَطِيئَتَنَا
دُونَ أَنْ نُدْرِكَ بُعْدَ الطَّرِيقِ..!
_زيان معيلبي ( أبو أيوب الزياني )

وجه أمي ــــــــــ محمد رمضان الحميداوي


 ٠٠٠٠وجه أمي٠٠٠٠

في وجه أمي .
تنعكس كل أحلام المرايا.
تتشظى على أعتاب قسماتها ..
تجاعيد الزمن العتي ..
وتعلوها أبتسامة عطشى ..
لفرح مقيد بسواد الثياب ..
شوك الطرقات .
أكل من أقدامها
التي تختزل الجنة .
الصبر يستجدي من عبائتها .
صبرا يجود به ألى المنهكين .
في وجه أمي ..
ترتسم صور الكادحين ..
كنت اسمعها وهي تفاوض الله
خذ مااعطيتني واعطني مااخذت.
ولم افهم سرها مع الله..
عنيدة مع ذاتها..
تتوكأ على بقايا ظل قديم ..
وتنهض كالعنقاء ..
رماد تنورها الطيني لازالت رائحته..
تراود أنفاسي وتأخذني اليها ..
كل شئ فيها حكاية ..
كانت حبة ..
فأنبتت سبع سنابل ..
عجاف سنينها لكنها تجود ..
سومرية تحمل أرث عشتار..
وألواح أحلام لم تتحقق ..
مرهقة أنفاسها لكن تبتسم ..
تدور في عوالم الزمن ..
وتنشد الأمل .
قلمي
محمد رمضان الحميداوي
العراق ......بغداد
٩/ابريل/٢٠٢٤

দৈনিক প্রতযোগিতা, কবিতা: মুখোমুখি হও, কবি: প্রিয়াংকা নিয়োগী, ♥️ কোচবিহার,ভারত

 দৈনিক প্রতযোগিতা,

কবিতা: মুখোমুখি হও,

কবি: প্রিয়াংকা নিয়োগী, ♥️

কোচবিহার,ভারত

তারিখ:12.04.2024

_____________________

হাঁটাহাঁটি দৌঁড়দৌড়ির রাস্তায়,

কথার দ্বারা লাঠি হাকায়,

বুঝতে পারলে সরে দাঁড়ায়,

আটকানোর আগুন জ্বালায়।


     একেকজনের একেকরকম ফন্দী,

     পা দিলে তাদের জ্বালে বন্দী।

  বাঁচাতে নিজেকে,

 মরিয়া হয়ে মুখোমুখি হও,

শত্রুর শত্রুতামি ছাতু করে দাও।



خـــذينـــي ــــــــــ عثمان زكريا


 خـــذينـــي 

بقلم/عثمان زكريا(رسول الإنسانيه)

_ليبيا

أنتشيلني من هذا العالم

 وخذيني إلى عالمي

عالم الأحلام الوردية

حيث يوجد كل ما أحب

وكل من أحب 

في المظهر الذي أحب 

خذيني إلى حيث لا يوجد

من هم يكذبون

من هم يخدعون

من هم للأقنعة مرتدون! 

خذيني حيث سأرى كل شيء

بلون وردي مشرق!

لعلني أجد هناك ضالتي 

لعلي أقلع عن إدماني للمستحيل

ولعلي أصل إلى حلمي الجميل

لأنه في الحلم سأدرك

تماما كونه سراب

أما على أرض الواقع

فأنا أعيشه بلا إدراك 

فلتمحي ذاكرتي ولتدوني بها

 كل جديد بلون صافٍ نقي

ولتبعدي عن ذاك اللون لون الظلام

 فأنا أريده حلماً لا كابوساً

ولتعلمي أيتها الأحلام

 إنني بالفعل أهرب 

لا لم أعد أقدر أن أظل معهم

 وهم لا يشعرون

حسبي إنني سأجدهم

في مدينتك مهتمون 

سأجدهم كما أحب

 لأمري مكترثون! 

أو ليس هذا جميل؟

أن تسبح بعيداً بخــيالك

عن واقع مرير!

وســلامُ من مدينة الأحــلام

حتى ألقــاكم من بعد المنام.

تصبيحة بقلم الكاتبة سهام جڨيريم

 تصبيحة 


وانت تترشف  قهوتك الصباحية 

ٱرسم حرفينا على وجه رغوتها 

ولاتستسلم لبرودة الخلجان 

وأنت تحتسيني على مهل

لاتنس أن تحفر رسمي 

عميقا في البن التائه 

في قعر النسيان .


سهام جڨيريم



قراءة لقصيدة (حلم) للشاعرة التونسية (منيرة الحاج يوسف) بقلم الأستاذة (سعيدة بركاتي) بعنوان ( جمالية الصورة الشعرية في قصيدة حلم)

 قراءة لقصيدة (حلم)  للشاعرة التونسية (منيرة الحاج يوسف) بقلم الأستاذة (سعيدة بركاتي) بعنوان ( جمالية الصورة الشعرية في قصيدة حلم) 


القراءة 


عن الأحلام ...

قال الشاعر قيس بن ذريح: 

وَإِنّي لَأَهوى النَومَ في غَيرِ حينِهِ / لَعَلَّ لِقاءً في المَنامِ يَكونُ 

تُحَدِّثُني الأَحلامُ إِنّي أَراكُمُ / فَيا لَيتَ أَحلامَ المَنامِ يَقينُ

تقول منيرة المبدعة  : 

غفا خفري 

تلوت المعوذتين

تمنيت أن ينام الوقت 

على سرير أحلامنا 

من عاداتنا الحسنة قبل النوم نتلو الإخلاص و المعوذتين و آية الكرسي حتى نكون في ذمة الله و لا يمسسنا شيئ من عمل الشيطان .

جئت بخاتمة النص، و عادة ما أتناول النص من أوله حتى خاتمته، لكن النص استفزني حين نشرتهِ أيتها المبدعة فقد كانت القفلة رائعة جداً.

غفتِ الحراس" خفري "، أي حراس تقصد الشاعرة؟ ألا يمكن ان يكونوا الملائكة ( ملائكة اليمين و الشمال ) ، او ألا يمكن أن يكونوا عينا الشاعرة، و خفري يمكن ان تكون مفردة و يمكن أن تكون جمعا، هنا أراها عيون حاسدة فلولاها لما تلت الشاعرة المعوذتين ، فهي تُلاحقها ...

الأمنية المبطنة " ان ينام الوقت " ، يتوقف الزمن و عقارب ساعته على " سرير الأحلام " فنعود معا إلى أول النص .

تأرجحت جدائلي 

رقصت...ظفائري 

صورة شعرية رائعة جدا ، بين الجدائل و الظفائر ، و كلاهما واحد، رمزية الجمال في الشعر النسوي، و الشَعْرُ أحد مكونات جمال المرأة، و الجديلة جمال المرأة العربية .

يقول شاعر أردني ؛ زياد السعودي : 

أرْخي الضَّفائرَ عَلّ الشّعْرَ يُلْهِمُني

شِعْراً يُكَفكِفُ دمعَ الحرفِ في وَرَقي

في شعرِكِ الليلُ قد أرخى عباءتهُ

فانثالَ فوق الهوى مسترسلَ النسقِ 


يقول نزار في خاتمة قصيدة رائعة عن بغداد : 

فالمجد .. يا أميرتي الجميله..

يا من بعينها، غفا طيران أخضران

يظل للضفائر الطويله..

والكلمة الجميله..

و حين تتأرجح الجدائل و الظفائر تراها تُصبح ستارا ..

و عادة ما يرتبط لون الليل و سواده بلون شعر المرأة، و بين الليل و الظفائر و الحلم في آخر النص علاقة متينة، فحين يرخي الليل سدوله و ترخي المرأة جدائلها تحلو الأحلام على " سرير الزمن " .

فتضيف الشاعرة : 

زغردت شراييني 

تدلت عناقيد الشوق 

هو احتفال او استقبال غائب، فالشرايين " زغردت " ، الفعل آني أي ما سبقه كان انتظارا مملا فعناقيد الشوق تدلت ، و الصورة بدأت تتضح ...

و الشرايين زغردت أي نشطت الدورة الدموية في الجسد، فكانه كان نائما .

و زدادت الصورة وضوحا حين باحت الشاعرة : 

تستقبل شفاه اللقاء 

حلو سكر اللهفة 

وعسل الاشتياق 

:::::

الشوق / اللهفة / الإشتياق 

و كان اللقاء ، قُبلا طعم رضابها سكر و عسل..

لو حزمنا المقطعين لعدنا إلى عنوان النص و خاتمته، فكأن المقطعين هما الحلم الذي تمنته الشاعرة ان يتحقق : جدائل تأرجحت ... إلى 

تأملت حمرة خدي

في عينيك... 

فكانت الصورة التي حلمت بها الشاعرة و كانت على استحياء، تحمر الخدود من شدة الخجل و لهفة اللقاء، و نعود إلى  الصورة التي هيأت لها حالها بعد الإنتظار فكانت عيناه مرآة زادت من جمالها حين احمرت الوجنتان ، فتلت المعوذتين .

...........................

الرسم بالحرف كمن يرسم بالريشة ، تتحرك الألوان و يصبح الجمال شخوصا نص جاء مدججا بالألوان : 

الجدائل لونها عادة يكون أسود و هو جامع لكل الألوان 

الشرايين و ما تحتويه من دم لونه أحمر قاني 

السكر لونه أبيض،  لون الصفاء و السلام 

العسل و كم تغنى الشعراء بهذا اللون في العيون و البشرة! 

حمرة الخدين و لونهما الورد الطفولي . 

يتضح جليا ان النص احتوى على عناصر الجمال فكانت فيه الصورة الشعرية منتقاة مفرداتها أجادت الشاعرة اختيارها بمهارة وحس عال...

كانت عميقة في شكل اشارات مختصرة تجعل المتلقي يسبح بمخيلته أين شاء ، فالنص فعلا جميل بأحاسيسه و مفرداته التي تعدت حدود البلاغة إلى جمال الصورة الشعرية .

دمتِ متألقة المبدعة منيرة العزيزة، و دام مداد حرفك الراقي.

قراءة متواضعة بقلمي البسيط لنص الشاعرة المبدعة منيرة الحاج يوسف /جربة / تونس 

سعيدة بركاتي / تونس


قصيدة (حلم) 


للشاعرة التونسية: منيرة الحاج يوسف  


تأرجحت جدائلي 

رقصت...ظفائري 

زغردت شراييني 

تدلت عناقيد الشوق 

تستقبل شفاه اللقاء 

حلو سكر اللهفة 

وعسل الاشتياق 

تأملت حمرة خدي

 في عينيك... 

غفا خفري 

تلوت المعوذتين

 تمنيت أن ينام الوقت 

على سرير أحلامنا




دعوةٌ للاتفاقِ بقلم الشاعر محمود بشير

 دعوةٌ للاتفاقِ


يا شعبَنا أينَ الطريقُ تدورُ

           أينَ المسارُ وقد مَحَتْهُ قُبورُ؟


يا شعبَنا صارَ الخلافُ مُعَوِّقاً

            إنَّ الخلافَ إذا استدامَ يَجُورُ

         

كيفَ الولوجُ الى الوِفاقِ وبعضُنا

       يأْبَىٰ الوِفاقَ وفي الوفاقِ حُبورُ؟


الليلُ طالَ وطيُّهُ مُتَعَسِّرٌ

             والفجرُ يُحْجِمُ يعتَريهِ فُتورُ


جُنْدُ الظلامِ يُريحُها ليلُ الجَفَا

        كيف السلامةُ والجفاءُ عسيرُ؟


يا شعبَنَا بعْضٌ يسيرُ مُكَبَّلاً

                  بَعْضٌ تبقَّىٰ ثائِرٌ وجَسُورُ


والكلُّ فينَا للأَشَدِّ مُعَرَّضٌ

                   هذا الأشَدُّ يُعِدُّهُ طابورُ


يا شعبَنَا قُمْ للوِفاقِ مُطالِباً

             أوَلاَ يُخَبَّأُ في الخِلافِ غُرورُ؟


يكفِي أُلوفٌ قد قَضَتْ آجالَها

                يكفِي دمارٌ قد تلتْهُ شُرورُ


لَمْلِمْ صُفُوفَكَ في حِياضِكَ والْتَزِمْ

        درْبَ التَّصَدِّي فالجَفَا محظُورُ


والنّصْرُ آتٍ إن مَضيْتَ مُوَحَّداً

                   فإذَا وفَيْتَ فإنَّهُ مَيْسُورُ


محمود بشير

2024/4/13



عقدة النقص بقلم الأديب : أحمد الكندودي

 عقدة النقص ***

هو النقص ...

 سرطان

نار تحرق الطيبة  حقدا

رمادها نرجسية وقبح ونقصان

علة يقضي صاحبها في التيه حائرا...

 بل وحشا يعشق الانين  والثأر والانتقام 

فذاك قمطه نقصه ضعفا  و عجرفة  ...

والآخر بات شوكا  ادمى المحبة والإنسان 

هو النقص طبع جبان

سيج حسه البغض وهو غافل 

اختار ان يقضي صغيرا سافل

قد حوله الخوف من الوقوع ...

 ذميما ثعبان

فلا تستغرب إن  اصابتك مذمة  ناقص ...

 فهو هكذا العليل وفي خبر كان

 بل قيده نقصه بحبال  التجبر  فتعالى ...

على فرحة أخيه وسقاه ألما وأحزان

هو النقص سرطان

عضال وسوس نخر العقل والفؤاد

رد العواطف خشا وأعواد

بات المخلوق بلا حياء لدائه قزما ...

تحكمه نوازعه لإشباع النقصان

فكل تتحكم فيه بالزر نواقصه

وليخفيها اختار النكران والتنمر ...

سقى أنيابه سمية  وجبروتا  وخذلان

بل حوله لغبائه  هو الوهم  وحشا

فافترس  بالتكلف والتقلب كل وئام

 جدع بمنجل الغفلة كرمة الصواب

ذبح بمنشار اللؤم  كل تحاب

حول لعقده سهول المحبة سوادا ودخان

بأجندات العناد جلد عبق الزيزفون

لقح الحال ضرا   وظنون

دنس رقة النرجس والريحان  

فهذا تباهى لنقصه  برياشه ...

 وهي من عرق الحيارى والحرام

والاخر اختار الكرسي متجبرا

أباح الفسوق والزور...

 داس لجهله كفة الصواب والميزان

وذاك بات لنقصه متسلطا جلادا 

أنهك بكرباجه البقاء...

 وزرع الشر بالأطنان

فهي عقدة النقص سبب كل بلاء

عاصفة ضد كل صفاء وإخاء

جثة  بالتصنع منخورة...

 ودواخل مات فيها الرفق والحنان

 قد أجبر التائهين على التملق جهارا

زرعوا  الأرض استغرابا وحيرة  وعارا

أتقنوا التصنع  والتكلف  ...

لإشباع رواسب النقص  والحرمان

هي عقدة النقص سرطان 

فاستقم...

تحرر  من نقصك وللسكينة اغنم

حب الخلق والوفاء والرفق والإحسان 

بل اِلزم حدود ربك

اعقل لسانك وتفرس  في فعلك

 احذر صفرة  الشر أن تسري في الشريان

فكل الشرور عقد ونواقص ...

 ظنون ووساوس ورجحان

فلا  تخل  نفسك صاحب حق

وبسنابل   القمح تعبث فاقدا ...

 كل همة متنكرا سقيما جبان

هو النقص سرطان

*** ***الأديب والشاعر: أحمد الكندودي ***المغرب


أتى العيد أين العيد ،،،،،،، بقلم نجاة عبد اللطيف أبو العطا

 أتى العيد  أين العيد

وأن لم  تكن حاضرا

عيدك فى الجنة ياعمرى

مازال قلبك ينبض لى

بذكراك العاطرة تهدينى

لأحيا أيام تؤرقنى

وأنت بعيد أحيا ذكرى

أيام  أهديتنى الدنيا

بعيناك تحرسنى  ذهابا

وأيابا كظلى عمرا وأملا

تهديينى أمان الايام

ليت  للأيام التى أمست

عودة  لله الأمر من قبل

ومن بعد يالله يالطيف

،،،،،،، بقلمى نجاة عبد اللطيف أبو العطا

قصة - "فاندام " بقلم الكاتب نصر العماري.

 قصة - "فاندام "  

بقلم نصر العماري.

امسك الطفل البالغ من العمر تقريبا ثمانية أعواما قرون الشاة بكلتا يديه  الناعمتين.وهو ينادي أمه، فينبعث من حنجرته صوتا رخيما عذبا يوحي بأنه الابن المدلل لهذه السيدة الأنيقة، وقد يكون آخر العنقود. فلطّفل الأخير حلاوة غير اخوته الذين سبقوه.

لكن السيّدة تبدو في مقتبل العمر وليس لها غيره .

كان يناديها دون ان يُبعد يديه عن القرنين وكأنه يُمسك بلعبته التي ظفر بها بعد فقد.

"ماما ..ماما.. القرون ..القرون  هذا علوشي.. هذا كبشي".

كان البائع  "صويلح" يحاول أن يُبعد يد الطفل عن القرون وهو يُردّد " غالي عليكم وليدي هذا غالي... خذ هذا سعره مرفق". ويشير الى خروف دون قرون.

 لكن الطفل يتشبّث بقرون كبشه  مستنصرا أمّه "ماما اشري هذا، هذا باهي عندو قرون عندو قرون.."

لم يكن "صويلح" ينصح الطفل ولا أمّه. ولم يكن يرأف بحالهما حين قال أكثر من مرّة "هذا غالي الثمن،  خُذا الآخر  سِعره مناسب  "

لا ، بل هوحريص على ترويج هذه البضاعة بالذات .فهذا آخر مابقي من بضاعة الحاج سعيد. كانت تضم خمسة خرفان اشتراها منذ اسبوع من الحاج،  أحد تجار مدينة القصرين.

بحث "صويلح" يومها  عن الحاج حتى كساه العرق فبعد أن سلّمه المبلغ كاملا، تبيّن له أن يعيد له خرفانه ويأخذ أمواله، وكفى الله المؤمنين  شر القتال.

 لكن دون جدوى لقد كان  كمن يفتش عن ابرة في كومة قش.

الحمدلله "صويلح"  استطاع أن يبيع اربعة منها بعد أن سخّر جميع إمكانياته في البيع والشراء، من اللّباقة والتّغرير والقسم والثّناء والاستعطاف...

وهو حريص اليوم على أن يُتم البيع.

فقد يكون هذا الصبيّ ووالدته انسب حريفين ولم يعد يفصل عن العيد غير يومين،  يوم التّروية ويوم  الوقوف بعرفات المبارك.

لكن "صويلح" كان يرغب في أن يزداد الطفل تعلّقا بكبشه وبقرونه. حتى يُمكنه أن يبتاعه بسعر مناسب يُعوّض عليه خسارته في الخرفان السّابقة  .

 بضاعة تكبّد ثمنها وكان "الحاج سعيد " قد استغفله فيها...


احسّت السيدة "مها" وكأن البائع يستهين بها ويحقّر من شأنها ، فكيف تسوّل له نفسه أن ينهر ابنها ، فلذة كبدها. كيف  لهذا البدوي "الجبري" أن يبعد يد ابنها رسيم عن الخروف؟

كيف يقول له  "غالي عليكم"؟

نزعت النظّارة   من على عينيها ونظرت مليا الى "صويلح" ...

احس "صويلح" بالفارق الكبير بين هاتين العينين وعيني زوجته "مباركة"    

كاد شعاع الغضب الممزوج بجمال زرقة الحدقتين والاهداب الطويلة المكحلة 

  " بالمسكارا   السينيي"   أن يفتكا بصلابة "صويلح".

 لكن تحذير زوجته له كل صباح   " رد بالك تبرج عليك نساوين تونس وتبيعهم بلاش"

فتماسك قائلا " لا يامدام صحّة وفرحة

نبيع للي يدفع ألف دينار"

أعادت السّيدة "مها" النظّارات الى مكانها فازداد وجهها وضاءة  .

ثم فتحت محفظة نقودها  جلد الافعى وقد وشّيّت بحرف ذهبي  M  من أحد الاطراف.

ونقدت "صويلح" ألاف دينارا دون مجادلة  وأمرته أن يأخذه الى سيارتها الجولف سبعة الرابضة قريبا .

كان الصّبي" رسيم"  يكاد يُلامس الشّمس من شدة الفرح بكبشه وسريعا ما أطلق عليه اسم "فاندام" كان يبرمج أن يأخذه الى حلبة  نطيح الكباش ...

دس صويلح النقود دون أن يعدها رغم ان السيدة "مها" طلبت منه أن يعدّها

لكنه قال لها" اوخي يا مدام الناس بعينينها.وتلعثم وأضاف      "نقصد بوجوهها"

واخد الخروف بين يديه والسيدة" مها" تسبقه الى السيارة

فدسّه بعناية في حقيبة السيارة مودّعا مُوصيا :

"أعطو ها   شوية ماء " ثم تدارك "نقصد اعطوه الماء ماتخلوشوا للعطش" وأضاف "عيدكم  مبارك" 

واختفى في زحمة السّوق بين الباعة والخرفان وهو يردّد 

"الحمد للله... الله لا تبارك لك يا حاج ...

الخمسة  كاملين لا واحد لا اثنين ...

تحلّق لأطفال حول " رسيم " يأخذون بعض البيانات عن كبشه ،عن ثمنه وموطنه، وظروف شرائه ...  

اخذوا يدورون حوله ويتأملونه وقد اعجبوا بشكله ولونه وقرونه الطويلة امّا قوّته امر موكول لحلبة الصّراع مع كباشهم، تحدّده .

 كان كلّ طفل منهم يُثني على كبشه . يمدحه  ويُربّت عليه وهو مُمسك بالحبل المعقود بعناية في رقبة كل منها .فهذا  الاقرن  المُمشّط الصوف 

"لوليد". وهذا " الصُردي" الذي تمنطق عنقه  بحزام جلدي مطرز وتدلى منه ناقوس نحاسي عذب الرنين "لفؤاد".

امّا ذاك "النّجدي" المعقودة على ظهره  سفائف حريرية  فهو "للأنور"...

تحلّقت الكباش حول "فَانْدَام "  وأخدت تحاول الدّوران  حوله. وكل كبش يحاول إزاحة خصمه...

أرخى الأطفال الحبال لها  وبقوا ينتظرون أن تنشب المعركة ...

كانت الكباش تتشمّم "فَانْدَامْ " وتتدافع فيما بينها  الى أن انفلت احداها  .فدار خلف "فَانْدام" وحاول الصّعود عليه  متكأ عل قائمتيه الخلفيتين واضعا الامامتين على ظهره...

 أحسّ  فَانْدَامْ بثقل الكبش فأحنى ظهره وفتح قائمتيه

الخلفيتين وشرع يتبّول ...

صرخ "أنور "بأعلى صوته  ساخرا" فَانْدَامْ انثى  " فانتبه  كل من "وليد وفؤاد"،  وردّدا ورائه

"فانْدَامْ أنثى.  . فَانْدَامْ انثى" 

احس "رسيم" بالفتور  والغُصّة تعصر حلقه

لم يستطع أن يُدافع عن كبشه أن ينفي الانوثة عن" فَانْدَام " بعد ان تأكد الجميع أنه انثى.

وإن قرونه لا تعني أنه ذكر... 

فاسرع ينادي امّه باكيا فزعا... 

 

     ماإن  اخرج "وائل" المفتاح من قِفل باب شقّته وولج  حتى نادى زوجته:

مهوته... مهوته  أين أنت؟

  فردت عليه وهي مستلقية على اريكة فخمة في قاعة الجلوس تتابع اغنية

 "بو شناق ، ريتك ما نعرف وين"

- انا هنا حبّي، في قاعة الجلوس.

فجلس بجانبها مبتسما هاشا باشا سائلا:

- ماذا فعلت؟ هل اشتريت عيدنا عزيزتي

- طبعا حبّي.

- اه جيد ،  اعرف انّك "فحلة". سأذهب والقي نظرة .وهمّ بالوقوف، فاستوقفته

-لا حبيبي اجلس واحتسي قهوتك معي ومدت له فنجان القهوة، وأضافت:

- "فاندام" مع رسيم .

- "فاندام ..اي فندام " قالها في استغراب.

وأخذ رشفة طويلة من القهوة متمتما

- اه..  مُرّة لقد أكثرت من ماء الزّهر

- "فاندام" يارجل، كبش العيد، أطلق عليه رسيم اسم "فاندام"،  لقد تعلّق به واخذه ليناطح كباش الحيّ...

فقطع عليها حديثها  ووضع الفنجان من يده  على الطاولة البلورية أمامه وهبّ واقفا سائلا اياها:

-اليس هذا صوت رسيم ، أنه يصرخ ...

فاسرعت "مها" الى الباب مخلّفة زوجها "وائل" وراءها  وهي تولول 

- سرقوه.. سرقوا "فاندام".. يا ويلي..

وماان فتحت الباب والسيد وائل خلفها حتى ارتمى رسيم عليها باكيا يكاد يشرق في عبراته مرددا : 

- فاندام ..فاندام .. ياماما

كان والده يسأله في حزم

- من؟ .. من؟.. في سيارة ؟.. ام على قدميه؟  من أين ذهب ؟ قُل يا رسيم  ..قُل..

وأمه مها تمسح دموعه وتسكته وتضمه الى صدرها.وهي تخاطبه في حنان:

- رسيم .. رسيم... بُنيّ، كفكف كموعك  حبيبي

سأجده.. سيعيده والدك... والتفت الى زوجها آمرة:

 - وائل افعل شيئا.. يا رجل ...

اضطرب وائل  فخرج ودخل وهمّ بالخروج ثانية وعدل عن ذلك.

  وأخذ يسأل الصّبي تارة وامّه طورا  متلعثما لا يدري ماذا يفعل وماذا يقول:


-ما وزن الرجل ، ما  لونه الكبش ... الرجل؟  يا "مها"  ماذا يلبس الكبش؟ يا رسيم ..قل لي 

اقصد من أين ذهب ؟ و"فاندام... فاندام " ماذا فعل؟

ثم نزل مسرعا ...

صرخ الصّبي بأعلى صوته :

- لم يُسرق .. لم يُسرق .. يا ماما ...

"فاندام "طلع موش راجل  ياماما... وشرح لها على عجل كيف ان أصحابه تفطنوا أن فندام انثى ... 

نادت مها بأعلى صوتها:

اوه ... يا "وائل" ... يا "وائل"...

يتبع.

كان وائل ينزل مدارج العمارة مسرعا  على غير عادته  وقد تعثر أكثر من مرة وكاد رأسه يرتطم بالجدار ...

كانت أسئلة عديدة تطرق  رأسه  فأين سيبحث عنه؟ وكيف سيعرف الكبش؟ وكيف سيعرف اللص ؟

وكان لسانه يلهب بشفائم عديدة في حق زوجته وابنه...

توقف وائل فجأة على صوت زوجته تناديه فلعنها.. وقفل صاعدا المدارج وهو يلهث...

وماان وصل

 اعترضت السيدة مها عند الباب   وهي تبتسم  ابتسامة عريضة ...

فنفجر وائل سئلا:

- لماذا ارجعتني  قدماي  تحطمت من المدارج

فردت عليه في دلع

- لم يسرق فندام يا حبيبي

- اذا مابه  رسيم يصرخ ؟

 - لا هناك سوء تفاهم

فصرخ وسيم فندام يا أبي ليس مثلك  ليس مثلك...

فضحكت مها وهي تاخذ بيد زوجها الى قاعة الجلوس وتمسح على رأس ابنها مرددة ليس مهما يا رسيم ليس مهما

فامسك  السيد وائل برأسه

- لم أفهم و الله لم  أفهم  هل سرق الكبش ام لا؟

فر دت  مها مطمئنة :

لا لا الحمد لله لم يسرق  لكنه ليس كبشا

- ليس كبشا تقصدين أن ليس سمينا ...

- لاا يا ابي هو ليس مثلك هو ليس رجل  تدخل رسيم ليقنع اباه

- طبعا هو ليس مثلي هو حيوان يا رسيم.

فانفجر رسيم صارخا لا لا ابي أريده كبشا مثلك .. أريد ه  فندام حقيقي أريده كبشا ذكرا

- لا حول ولا قوة الابالله 

 وهل الكبش انثى انه ذكر؟

 فتدخلت السيدة مها 

 غير مهم غير مهم  انثى أو ذكر نفس الشيء  .. في الحقيقة يا وائل  يبدو أنهم 

باعوني كبشا انثى عوضا عن كبش ذكر 

- ماذا تقولين ؟ هل باعوك نعجة عوضا عن كبش؟

- ليس تماما فالقرون قرون كبش . ولست ادري ... 

- كيف تشترين انثى  أيعقل هذا؟

- وماذا كان عليه المهم أضحية  جميلة  وسمينة 

- لا ليس الكبش  كالنعجة 

- بل هي أفضل أجمل واسمن

- الشرع  يا مها لا يجيز  ذلك 

- ولماذا لا يجيز ذلك؟

-ليس الذكر كالانثى و كفى الشرع هكذا

- صرت فقيها.. أليست النعجة ام الكبش أو اخته...  اي شرع هذا الذي  يفضل الابن على أمه أو الأخت على أخيها ... 

وماذا ينقصها   حتى القرون أنعم الله بها عليها( قالتها في سخرية واضافت)

الا يليق أن تكون أضحية؟ 

- ما بكِ ؟ ماذا أصابكِ؟ أنها انثى ..

- الاناث  دائما هن الضحية. الا يليق بهن أن يكنّ  قربانا لله؟ ... 

- قولي انه وقع استغفالك وبيع لك انثى بثمن ذكر؟ 

-  لماذا تريدها أن تكون  الأنثى اقل ثمنا من الذكر  ؟  ...  ثم لم أُلق بالا لهذا الموضوع، كنت مهتمة بالقرون فقط. ثم أن رسيم تمسك بفندام 

-  كان عليك أن تتأكدي... وهل القرون هي عنوان الفحولة يا مدام ؟

- هذا صحيح  ( في تهكم )فقد تخدع الشوارب ؟

- الى ماذا تلمحين  هل تشككين في شواربي و قدراتي؟

- هههه لا يا عزيزي  انت فحل بشاربيك الطولين .. قل لي  متى نمت البارحة؟

 فاجابها وائل  متلعثما :

 نمت.. نمت  كنت متعبا...

كان رسيم يتابع الحديث  ثم جذب أمه من فستانها   هامسا

- ماما هل بابا مثل فندام؟ 

فتفطن له والده ونهره:

-  هي اخرج والتحق بالكبش   . 

فقهقهت  أمه مها    مرددة  :

-"قل فندامة يا بُني هههه".


نصر العماري



الخميس، 11 أبريل 2024

رشفة من نور بقلم/د رنيم خالد رجب

رشفة من نور
أعارني القمر عينيه
تبادلنا الأماكن 
أشتم لوعة الإنتظار 
صمته اللعين قاتل  
يرتشف الغيرة كل لحظة 
يصبها في أقداح صمته 
 شوقه في العينين فاضح 
لايقوى على هجراني 
يصطاد الفرح عنوة 
يثير بالجرأة انتباهي 
يحاول إستعباد قلبي 
يطرز بالهدوء عباءته 
تثور أمواجه ثم تهدأ 
يحيا الأمل في كنفه 
كبل الوقت بغمده 
إذا جاءه الطيف 
التحف وجه إلهامه 
عبيره استوطن مخدعي 
طيفه منارة أستهدي بها 
لحظه فتنة لقيت بها مصرعي
خان العناب موطنه ربما 
و حنينه دائما لموطنه معي 
إذا حضر حضرت نوارس حروفي 
وإن غاب ضجرت شمسي واختبأت 
فمن تراه بعذابي يعي 
الناس تجد بالعزاء سلوتها 
وروحي تنتشي إن كان معي 
على سهله أحلامي أقامت وليمتها 
ليمسح عن محياها غبار المتعب 
يعيرني بهجته وبعض الهيل للقهوة 
يرسم خريطته على الضباب بلا وعي
غربة النبض أسراب تتسكع على حنينها 
وبماء حبه تعمدت أنوثتي حيث لا رجعة
رأيت شمسا يوقظها فجرها 
راحت تتمتم تهز رأسها بإستغراب 
 سبحت في مداراتها حتى ماعدت أعي
بقلم د رنيم خالد رجب

وتمر غيومك جذلى..تلامس نرجس القلب بقلم الناقد والكاتب الصحفي محمد المحسن

 وتمر غيومك جذلى..تلامس نرجس القلب


الإهـــداء: إلى تلك التي أبرقت إليَّ أوجاعها..وحين تصفحتها..أسرجت دمي إلى شهقة العاصفة..


("كلما لاح بين المرايا..كهل جنوبي متعَب..عانقيني..ليس بين المرايا..سوايَ")


..منذ عقود عجاف..أبحث عنكِ


أكاد أصيح:ترى أين أنتِ!؟


ويتوه الصّوت سدى في الدروب


وفي غمرة الغيب أهذي:


لِمَ.. أسقطتني القوافل من دربها


ِلمَ.. لمْ تصل ومضتي للمرايا


لِمَ..بعثرتني الفصول..بين شتيت المدى


والوصايا..؟


وأظلّ أمارس وهمي..وأرسم على صهوة الرّوح


ملامحَ جرحي


إلى أن يعبرَ القلبُ بوابةَ العمر


لكنّني..أبدا لا أراك..!


* * *


هاهنا يجترح الغيم أحزانه


تجيء البروق وتمضي


تبحث في أعين العاشقين


عن غرّة الفجر..


وتستطلع الصّبح في شهقة العابرين..


وأعيد السؤال:تُرى..هل أضعتكِ..؟!


أم أراني أسافر خارج الظل


ليهجع القلب في صمته


ريشة في مهب الهلاك..


* * *


إلى أين تمضين في مثل هذا الفراغ العظيم..؟!


وكيف أظلّ وحيدا أتهجّى..همس خطاك


وكيف لي أن أحتفي بالماء في لجّة البحر


وكل النوارس تسرج أشواقها للرحيل..؟!


..ههنا يبحث الغيم عن دمع زيتونة أهملتها..


الحقول


ويطرّز من أدمع العاشقين وشاحا


للذي سوف يأتي..


كما لو تجيء الفصول بما وعدته الرؤى


لكن..ترى..ماذا سأقول إذا جاءني الماء والملح


بأشرعة مزقتها السيول؟!


-ربّما لن يكون الذي ينبغي أن يكون-


وربّما لن أضيء زمانا جديدا..على شرفة في يديك


وربّما قد أرشف من مهجة العمر..كأس المساء الأخير..


أو قد أظلّ


أبحث عنك في ما اعتراني من العشب


والطين


والدّمع


وأطرّز عمري فصولا على راحتيْك..


ويغفو الوجْد في غربة الغيب


يهفو إلى عطر صداك..


وتمرّ غيومك جذلى..تلامس نرجسَ القلب


لكنّني..أبدا لا أراك..


محمد المحسن



أليس عيد الفطر جائزة ربانية للصائمين..الذين صاموا شهر رمضان إيمانا واحتسابا..؟ بقلم الناقد والكاتب الصحفي محمد المحسن

 أليس عيد الفطر جائزة ربانية للصائمين..الذين صاموا شهر رمضان إيمانا واحتسابا..؟

تصدير :

صلة الرحم تاج ذهبي يتوج فرحة العيد تحقيقا لمقاصده

تتجلى روعة أجواء عيد الفطر في العديد من المظاهر التي تعيشها الأسرة التونسية،في فرحة وسعادة تتقاسمها مع مختلف أفراد الأسرة،منها المعايدة وزيارة الأقارب في هذه المناسبة العظيمة،وهو تقليد ترسخ لدى العائلات وأصبح لا يمكن تفويته مهما كانت الظروف.

يتميز عيد الفطر المبارك بالعديد من العادات والتقاليد الراسخة في الثقافة التونسية،وبمختلف دول العالم العربي والمسلم،إذ تتجلى مظاهر الاحتفال منذ أواخر أيام الشهر الكريم،حين تنطلق النسوة في تحضير أشهى الحلويات وألذها بأنواع مختلفة وبكميات كبيرة،بهدف تبادلها وتوزيعها على الجيران والأقارب،هؤلاء الذين يخصص لهم يوم كامل من أجل الذهاب لزيارتهم في برنامج منسق ومحكم.

يبقى هذا التقليد المتجذر عبارة عن عادة يحرص عليها الأبوان لترسيخ ثقافة صلة الرحم وتوطيدها لدى الأبناء،وتعليمهم أهمية وصل الروابط العائلية والحفاظ على تماسكها.

في الاستطلاع الذي قمنا به،تبين لنا من خلال من مسهم استطلاعنا،أن عيدي الفطر والأضحى مثالان لتوطيد تلك العلاقات،بإيجاد أخيرا الوقت والمناسبة لزيارة القريب والحبيب خلال يوم العيد،حيث يتم ارتداء أجمل حلة وتحضير طبق مشكل من مختلف الحلويات التي تحضر في البيت بمناسبة العيد،في رحلة طرق أبواب العائلة من بيت إلى آخر وفق برنامج-كما أسلفنا-محكم يتم التخطيط له مع أفراد العائلة..

ورغم أن هذه العادة كادت أن تختفي في مرحلة مضت بسبب التطور التكنولوجي واعتماد الفرد على الآلة لبعث رسالة قصيرة لمعايدة القريب،أو الاكتفاء باتصال هاتفي للتبرك بالعيد، إلا أن عادة التنقل من بيت لآخر لا تزال متجذرة لدى العديد من الأسر التونسية ولم تتمكن التكنولوجيا من القضاء عليها،حيث تعتبر فرصة لتوطيد صلة الرحم.

وهنا أقول :

عيد الفطر جائزة ربانية للصائمين الذين صاموا شهر رمضان إيمانا واحتسابا،ولا تكتمل هذه الجائزة  إلا بصلة الرحم،حيث المحبة والتآزر والفرح والأمن والسلم والاستقرار،ومن شروطه ما ورد في المنقول،وما أكده المعقول.أي هناك جدلية بين السوسيلوجية والبعد الديني في هذا الإطار،أو ما اصطلح عليه عند أهل الكلام بالعقل والنقل.

وصلة الرحم  غير مرتبطة بالزمان والمكان لأنها روح تسري في السيرورة التاريخية من أجل تأمين الصيرورة الأفقية، وتوطيد العلاقة الربانية بين عباد الرحمان والديان،ويمكن استثمار الآليات الحديثة على الأقل حتى يستمر الحضور النفسي لصلة الرحم.انطلاقا من مبدأ اليسر والسعة في الاختيار.

كل هذا يساهم في محو آثار الحقد والحسد والضغينة.وإذا كان الله عز وجل يغفر ويتجاوز ويسامح فأولى أن يكون العبد والمخلوق خاضعا لخالقه وربه لأنهم عباد الرحمان .

إن عيد الفطر يزورنا مرة في كل سنة ويحفز على صلة الرحم، لكن هذه الأخيرة ممتدة في الزمان والمكان كقيمة ذات بعد أفقي وعمودي، إذن من كان يومن بالله واليوم الآخر فليصل رحمه.

أما قطيعة الأرحام فهي الفساد في ذاته، وعقوق للرحمان،ونشر البغض والحسد للأسف الشديد، أما صلة الأرحام فهي تعزز الإنسانية، والطاعة والتسامح والبركة ..

والأصل المعتمد فيما ذكر تقوى الله التي تعني باختصار التخلي عن المفاسد والتحلي بالمصالح.إنها تنقية للقلوب والأبدان،ودفع للأذى،ومساهمة في الاستخلاف وعمارة الأرض.

إنها الحسنات التي تناقض السيئات،وإذا كان العيد مظهرا من مظاهر التدين، فصلة الرحم من أهم مظاهر العيد، ومن تجلياته في ذلك اليوم التي تتوحد فيه النفوس والعقول والوجدان والحواس،وهذا الحديث معبر عن مضمون هذا العيد في تأثيره على مبدأي التعاون والتضامن على مستوى العلاقات الإنسانية.قال عليه السلام” من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا  نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة،والله في عون العبد ما كان  العبد في عون أخيه”. رواه مسلم.

إنها لحظات يجب أن نستثمرها من أجل الاستفادة من نفحاتها الربانية انطلاقا من صلة الأرحام،والإكثار من التزاور،وتعزيز الألفة رفعا للكلفة،وتكريسا للتكافل والوحدة، والمصالحة بين الجميع،والجمع بين الصلة والصدقة إذا اقتضى الأمر ذلك.

وهنا أختم :

إن صلة الرحم مظهر كبير من مظهر الدين،وصلة الرحم تاج ذهبي يتوج فرحة العيد تحقيقا لمقاصده،وللعيد وصلة الرحم مقاصد شرعية وواقعية،وهو ملتقى للعبرة والموعظة، وفرصة سانحة لمراجعة الذات والعلاقات والساهمة في بناء برج المحبة والثقة والتضامن والتعاون، هذا الملتقى الذي يعرف توزيع الجوائز الربانية والنفحات الإلهية، ملتقى يعزز وحدة الأمة الشعورية والتوقان إلى بنائها واقعيا.

إنه مسار حي للسعادة  في الدنيا والآخرة،وما أحوجنا لهذه الروح في مناخ دولي يعيش أزمة هوية لأنه درس بليغ في التواصل المبني على هدى من الله، وتواق لما عنده سبحانه من جوائز ربانية ونفحات إلهية،إنه بركة من الله لأهل الأرض.


محمد المحسن



متى رويتنا..من غدير عينيك.. !؟ بقلم الناقد والكاتب الصحفي محمد المحسن

 متى رويتنا..من غدير عينيك.. !؟


لروحك الطاهرة يا مهجة الرّوح..ألف سلام


يقولون أنك متّ-يا غسان*- مُتّ..!!

متى وُلدت.. !؟

متى عشت.. !؟

متى رويتنا من غدير عينيك.. !؟

متى رحلت.. !؟

يا قرة عين محمد..

يا فاجعة سعاد..

يا زهرةً ما استدلّت النحلات لرحيقك..

متى حبَوت.. !؟

متى مشيت.. !؟

متى كبرت.. !؟

متى.. !؟

لا أذكر تاريخ مولدك.. 

يا مهجة الروح..

بالأمس كان..؟ 

أم قبل ميلاد تاريخ وفاتك..

ذاك الذي دوّنته قبل ساعات..

حين أبلغوني أنك قد رحلت.

أبكيت أمك..

أبكيت والدك..

تدري من هو والدك..

رجلٌ تمرّس على المآسي.. 

تهزّه الأرض هزًا..

أبكيت محمدًا يا ابن محمد..

أبكيت سيّدة النساء..

أبكيت أنجال الرجال..

أبكيت من أبكاهُم الفراق..

يا ويلها الأم في ليل الدجى..

يا ويلها صاحبة العزاء..

بالأمس وضعتك وليدها..

واليوم تُلبسها ثوب الحداد..

يا فاجعة بلدي..

يا زمنا كان بالأمس سعيدا ..

يا صبرًا سندعوه لقلبها..

يا قوةً سندعوها له..

يا غافرًا..

رُحماك له..

يا رحيمًا..

رفقًا بهم.

رفقا بي

رفقا بأمك التي أرضعتك لبنا طازجا

وعدت إلى الأرض طينا..

كما أنجبتك السماء


محمد المحسن