قصيدة (كُلٌّ سَوَاءْ)
عرض /سامي ناصف.
..........
كُلٌّ سَوَاءْ
نَبَتَتْ أَرَاضِيِنَا الدَّوَاءْ..
وَتَحَوَّلَ النَبْتُ الطَّرِيُّ..
إِلَىٰ مَسَامِيِرٍ وَدَاءْ
كُلٌّ سَوَاءْ
*****
مَوْلُودُنَا فِي عَيْنِهِ لَمْعُ الذَّكَاءْ
هِيَ فِطْرةٌ جُبِلُوا عَلَيْهَا..
حِيِنَمَا رَشَفَ اَلتَّعَفُّنَ
مِنْ مَطَبَّاتِ اَلعَنَاءْ
فَلَا تَلُمْهُ إِذَا تَسَاقَطَ فِي اَلغَبَاءْ
كُلٌّ سَوَاءْ
*******
اَلْشِّعْرُ بَرْقٌ مِنْ بَيَانْ..
تَاجٌ عَلَىٰ رَأْسِ اَلزَّمَانْ..
وَبَهَاؤُهُ نَجْمٌ عَلَىٰ شَرَفِ القَصِيِدةِ لَا يَنَامْ
وَحُرُوفُهُ مٌنْ حُوِرِ عِينٍ
نَبْتُهُنَّ مٌنْ الجِنَانْ
أَسَفِي عَلَىٰ دُخَلاءَ
غَالُوا الشِّعرَ وَالشُّعَرَاءْ
وتَسَللَ الْغَوْغَاءُ يَسْتَرِقُونَ سَمْعَ الشِّعرِ مِنْ كَبِدِ البَهَاءْ
يَتَسَوَّلُونَ القَوْلَ..
مَا فِي قَوْلِهِمْ إلَّا غُثَاءْ
كُلٌّ سَوَاءْ
*******
اَلعَالَمُ المَأْزُومُ يَبْكِي سَاخِطًا..
آهٍ فَمَا جَدْوَىٰ اَلْبُكَاءْ؟
حَرْبٌ ضَرُوسٌ فِي اَلْفَضَاءْ..
وَبَوَارِجٌ مِنْ غَوْصِهَا
يَطْفُو اَلبِلاءْ..
وَاَلأَرضُ تَلْعَنُ كُلَّ مَنْ زَرَعَ اَلفَنَاءْ..
فَتَحَوَّلَ اَلأَمْنُ اَلْمُبَاعُ إِلَىٰ دِمَاءْ..
كُلٌّ سَوَاءْ.
*****
نَغَمُ اَلسَّوَاقِي هَارِبٌ..
فَالْمَاءُ بِئْرٌ غَارِبٌ ..
وَاَلسَوْسَنَاتُ تَشَقَّقَتْ
وَاسَّقَطَتْ فِي جُبِّ عَيْنٍ لَا تَرَىٰ رَشْحًا لِمَاءْ..
وَتَرَبَّعَ اَلْمَوْتُ اَلذِي غَشَّىٰ اَلفَضَاءْ..
وَتَعَطَّلَتْ أَرْضُ اَلْنَمَاء
كُلٌّ سَوَاءْ..
مَا بَيْنَ أَنٔ تَحْيَا ذَلِيلًا
أَوْ تُكَابِدَ فِي شَقَاءْ
كُلٌّ سَوَاءْ..
******"
يَا صَوْتُ بُوحَّتْ فِيِكَ أَنْغَامُ اَلحَيَاةْ فَلَا غِنَاءْ..
رَتِّلْ مَزَامِيرَ الفَنَاءِ
وَعَلَىٰ مَوَاتِ اَلتِّيِنِ وَاَلْزَيْتُونِ صَلِّ
وَاسْكُنْ قَمِيصًا كَانَ فِيِهِ اَلْحُلمُ يُبْصِرُ سُنْبِلاتِ اَلخَيْرِ
فِي غَسَقِ اَلرَجَاءْ
يَا صَوْتُ مُتْ..
هَذَا زَمَانٌ ..
نَاسُهُ مَهَرُوا اَلجَفَاءْ
كُلٌّ سَواءْ
كُلٌّ سَوَاءْ
*******
اَلقَارِعَةْ
فَطُبُولُهَا مِن زَلْزَلَاتٍ مُرسلَةْ ..
وَاَلْنَازِعَاتُ الرُّوحِ مِنَّا عَاتِيةْ
نَقَشُوا عَلَىٰ وَجْهِ اَلخَرِيطةِ
أَنَّنَا نَبْتٌ عَلىٰ أَرْضٍ لَهُم
قَدْ حَانَ وَقْتُ القَاضِيةْ..
قُدْسٌ لَهُمْ
نِيلٌ لَهُمْ
بَرَدَىٰ لَهُمْ
وَفـرَاتُ دِجْلةَ عِزُّهُمْ.
قَدْ حَانَ وَقْتُ اَلقَارِعَةْ..
فَبَقَاؤُنَا دِرِعٌ لَهُمْ
وَإِذَا تَكَسَّرَ
هَدَّدُونَا بِالفَنَاءْ
كُلٌّ سَوَاءْ
كُلٌّ سَوَاءْ
*******
اَلْنَخْلُ خَاصَمَ طَلْعَهُ
وَبَدَا جُذُوعًا خَاوِيةْ..
يَبْكِي عَلَى نَهْرِ اَلْحَيَاةِ..
حَضَارةَ الْبَشَرِ اَلْظَلُومِ العَاتِيةْ
رَشَّتْ عَرَاجِينَ اَلتُّمُورِ بِسُمِّهَا
فَإذَا بِهَا حَشَفٌ
وَصَارَتْ بَالِيَةْ..
وَتَسِيلُ دَمْعًا فَوْقَ خَدِّ الجِذْعِ
مَا جَدْوَىٰ البُكَاءْ؟
كُلٌّ سَوَاءْ.
****
الْنحْلُ خَاصَمَ أَرْضَنَا
فَمُلَوِّثِاتُ اَلكَوْنِ غَالَتْ شَهْدَهُ
فَبَدَا كَمَاءٌ مَائِعٍ..
مُنِعَ اَلشٌّفَاءٍ
كُلٌّ سَوَاءْ
كُلٌّ سَوَاءْ.
*****
صَمْتٌ .. بُكَاءْ.
غِشٌّ .. ثَرَاءْ.
جَشَعٌ .. نَمَاءْ.
لِبْابُ مَيْنٍ صَاعِدٍ.. يَبْغِي اَلعَلَاءْ.
وَتَدَحْرَجَ اَلشَّرَفُ السَّنِيِّ بِدَرْكِ بِئْرٍ غَائِرٍ
كَي يَبْدُو طَعْمَ المِلْحِ.. كَالشَهْدْ
وَطُولُ الأَرضِ.. بِالعَرَضْ.
وَدِفْءُ الشَّمْسِ.. بِالبَردْ .
وَحُمْقُ الجَهْلِ.. بِالعِلمْ.
وفَجْرُ اليَوْمِ بالظُّهرْ.
وَلا نَدْري..!
أَنَسْكُنُ فِي بِيُوتٍ ..
أَمْ رُمِيِنَا بِالعَرَاءْ
صِرْنَا كَمَا شَاؤا
وَصِرْنَا لا نَشَاءْ
كُلٌّ سَوَاءْ
كُلٌّ سَوَاءْ
شعر /سامي ناصف
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق