الخميس، 28 سبتمبر 2023

جلال الشامخ.. مترَع يالجلال بقلم الناقد والكاتب الصحفي محمد المحسن

 جلال الشامخ.. مترَع يالجلال

الإهداء : إلى الشاعر التونسي الكبير جلال باباي..في ابداعه الخلاق..وصموده الشامخ،صمود الرواسي أمام الليالي العاصفات
شامخ
رغم
كل الماسي
شاعر
لا يحب
الكراسي
مترع
بالجلال
جلال
(الشاعر التونسي جلال باباي)
تعقيب :
الإبداع الفني يعتمد على خواص الشخصية الفاعلة ( عقيدتها وطبيعتها،صدقها وحسن نيتها، وذكائها وموهبتهاوتجرتبها وقدرتها التعبيرية عن الحشرجات التي في الصدر ،وهذا ما لمسناه في شخصية المبدع التونسي القدير جلال باباي التي لعبت دورا مميزا في مجال الخلق الفني الشعري،وصناعة الصور الشعرية ذات الأبعاد الدلالية، والمعاني العميقة التي لعبت الموهبة الذاتية دورا كبيرا في صياغتها، وفي اكتمالها وفي غناها.
إن شخصية الفنان عند -جلال-ترقى إلى مستوى الشموخ وتحوي في داخلها القدرة على المعرفة المجازية للحياة،و التعبير عن علاقته بالعالم،وقدرته على التجسيد الفني للمحتوى الروحي للمعاني بلغة فنية قيمية عاطفية ملموسة،عبرت عن تجربة الشاعر الحياتية وتأملاته الإبداعية التي تدل على سعة الموهبة بالذات من خلال ما سكبه في هذه الأبيات ذات الفضاء التصوري الذي ابتدعه ليعبر عن شعرية الألم في خطابه النثري بلغة وجدانية ذات بعد مجازي..
عبّر الشاعر عن مواجعه بلغة مسكونة بالإبداع ومفروشة بالإدهاش،فالتشكيل اللغوي الذي حمل رؤية القصيدة استطاع أن يكون أداة فعالة في الكشف عن دهشته الشعرية،وتوهجها،فهي لغة قادرة على تشكيل المشهد الشعري ذي البعد الدرامي القائم على تعدد الأصوات والحركة واللون…
وإذن؟
تصادم عنيف إذا،بين الشاعر (جلال باباي) وإشراقات الشموخ في زمن موغل في الدياجير جاء من خلال تكنيك شعري راقٍ وإيماء في التعبير البسيط ،كما استطاع أن يرسم مشهد تتجلى فيه عزّة النفس وشمائل الشموخ مصطدما بمر الواقع.
هذا النمط الشعري من الأنماط الجديدة التي لم أعتد أن أقرأه للشاعر القدير جلال باباي،ولا شك أن الوعي بالرمز الشعري وكيفية خلقه عبر أنماط مختلفة من الرموز،سواء أكان ذلك من خلال لفظة تشع معنى أو معانٍ معينة،فيما ينبئ عن ثقافة واسعة وقدرة متميزة في شحن تلك الرموز…(الشموخ-المآسي-الكراسي-الجلال…).
لا أرمي الورود جزافا إذا قلت أن إن الشاعر التونسي السامق جلال باباي استطاع من خلال نصوصه الشعرية الغزيرة (اطلعت على العديد منها) من التعبير عن قدراته الإبداعية الفنية، ومنظوره الفلسفي للحياة الذي سعى من خلاله إلى إذابة جليد الحزن في مقام الوجيعة والفقد منطلقا من مقاطع شعرية عميقة المعاني اطلقت الدلالات الوصفية إلى آفاق إبداعية رحبة.
على هدي خطاك..سنسير يا جلال الشامخ..
وهذا..وعد مني
دمت شامخا..شموخ الرواسي أمام الليالي العاصفات..
محمد المحسن

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق