في بلدي
في بلدي
تجوع الكلاب و لا تنتفض
تشق كل الطرق
و البطون خاوية
و تموت و البطون خاوية
في بلدي لا تبكى السماء ابدا
و يزرد الصيف رداء الشتاء
و يأتي الربيع
بعد اعتكاف في حجر الوباء
و هذا الصداع مازال يهذى
هل في غدير البادية قطرات ماء ؟
في بلدي يرش الكل ملحا على جروحي
لأني لم أتقن يوما لعبة الانحناء
و انا اراهم
يفرشون سجاد احزاني للصلاة
و يسبحون و يذكرون الأنبياء
و يجيدون لعبة الانتقام
في بلدي استدار القمر
و مزق خارطة الأيام
يموت الأسد و تقطع الارحام
وعند الغسق تدق الاجراس
و تغلق أبواب المنازل
و يغيب لون قهوة الصبح
و تصمت غمغمات رشفة المساء
في بلدي و في عشيرتي
الكل يتلكأ يمزّق الأُكفاء
و يعلي الغبياء
و الكل نحو مياه البحر يهرول
والأشواق تنبت على حواف الأحلام
وحتى أقلام المعلقات أصبحت صماء
في بلدي نتسلق التلال
نتعمد بماء عرقنا
البعض فينا يقترض أجنحة ليطير
و البعض الآخر يكسو انينه بثوب الابتلاء
@سهام مصطفي الشريف
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق