هناك التقينا
.......
و أيّ غرام خَدعت به
عذاب السنين وعهد الضياع
وخلت بأني أعيش الصبا
تغيرت طوعا لأجل الهوى
فأمر الغرام جميل يطاع
فسرت بشوق إلى بحره
فتاه السنين وضاع الشراع
...........
ولو كنت أعلم أن الهوى
جميل المحيا وعذب المياه
لجئت إليه بعهد الصبا
وسرت مع الحب حتى مداه
فهيهات ما ضاع مني يعود
ويأتي إلي وألقى رضاه
أنا من أضاع ربيع الشباب
فويل لقلبي على ماجناه
......
فؤادي لماذا أضعت المنى
وصرت تغني عيون المها
تأسفت للحب فات الأوان
وضاع الزمان ومنك انتهى
فبعدُ الرصأفة بُعد النجوم
فكيف تعود وتأتي لها
أضعت صباك بصد الهوى
وأيام عزك بددتها
.......
أتيت تخاطب اطلالها
كأنك لا تدري أحوالها
عقود مضت ليتها ما مضت
تحن وتبكي على عهدها
أضعت حبيبا بعهد الشباب
فهيئ لروحك أوتارها
لتعزف لحن الهوى والضياع
وتبكي صباها وأحبابها
......
أتيت إلى النبع فات الأوان
وضاع الشباب وضاع الزمان
هناك التقينا هناك جلسنا
على النبع كم كان يحلو المكان
فما ضاع منك مضى لن يعود
تلاشى الرجاء وخاب الرهان
فضمد جراحك وانس الهوى
ولا تبك صار وليت وكان
.....
توضأ من النبع وانس العذاب
ورطب فؤادك عند الشراب
ولا تبك كم طال عهد البكا
ولا تشك دهرا تولى وغاب
فانّى تعود عهود الصبا
فأنّى تعود عهود الشباب
فكل الحياة ظلال تزول
ويبقى الجميلُ ويبقى الثواب
...........
بقلمي .الشاعر .عبدالسلام جمعة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق