الجمعة، 1 سبتمبر 2023

- (من مخطوط: عتبات القيروان). بقلم الأديب (كمال العيّادي الكينغ)

  - (من مخطوط: عتبات القيروان):


في بار سبلانديدْ، 

كنتُ وحدي.

وصلت القيروان متأخّرًا قليلا.

ثلاثون عام هيّ أو تزيد.

سألتُ النّادل عن منصف الوهايبي 

فردّ بيديهِ، هكذا…

ثمّ تذكّر البقشيش 

فزاد: - الله أعلم..

ربّما في مزرعتهِ

أو في ضيعتهِ

سألتُ:

- وهل يأتي كلّ يوم ؟؟

- هوّ أغلب الوقت هنا، 

مع شقيقهِ المُعِزّ فقط

- وماذا يقول شقيق لشقيقه في بار 

ولا ثالث بيْنهمَا، يلهب ويطفىء النّار

أو يسبّ الأمّ والأجداد 

ولو ضاحكًا…و هوَ صديقٌ أو قريبْ ؟!

- يتحدّثون عن صابة الزّيتون و غلاء العلف

وبواخر السّكّر الواقفة منذ شهر في الرّصيف.

وعن المحاصيل… وعن التّلف.

- وسالم بُوخدّاجة الدّكتور ؟!

- يظهر أحيانا…يجلس معهما،

لكنّة يظلّ واجمًا مهمومْ 

منشغلا هوّ 

بالشّرق الأوسط وثقب الأوزون.

- وجميلة الماجري ؟!

- هيّ لا تجلس في البارات، 

وهيّ لا تشرب ما يشربون.

- نعم…نعم، أفقتُ من شرودي

هيّ العادة أن أسأل عنهم معًا، 

فهم القيروان

ولم يبق من القيروان الكثير

- والآخرون؟…سألتُ بشرود

- يأتون أحيانا، يجلسون فرادى. 

ولا يتكلّمون

-إعطني قنينة آخذها للغرفة فوق.

الغرفة 109

وافتحها الآن للإحتياط…

- ومحمد الغزّي ؟

- لم يعد يحتمل القيروان

أصبح ينثر ومضات نثريّة

ويزور القيروان في المواسم والأعياد. 

ولكنّك تعرف

هوّ لا يرتاح للبارات والكلام دون عقود

يقول: أنّ أصل التّفّاح الحامض، دود. 

- وحمادي الوهايبي، هل يأتي كلّ يوم؟!

سألتُ، كمّن يلوذ بخيط دخان

فردّ بيديهِ، هكذا…

ثمّ تذكّر البقشيش 

فزاد: - الله أعلم..

ربّما في مزرعتهِ

أو في ضيعتهِ

فقاطعته، قبل أن يصل باخرة السّكّر وصابّة الزّيتون:

- غرفة 109، قلتُ مُكفهرّا

و هات قنينتين.


في فندق سبلانديدْ، 

بغرفتي الباردة

كنت أشرب وحدي.

وصلت القيروان متأخّرًا جدّا.

ثلاثون عام هيّ أو تزيد.

والمطر رذاذ أبيض

يقطر شاحبًا، كالحليب

فينحرف عن ضوء الفوانيس

والطّقس ملبّد وبليد:


أوّلْ كَاسْ: 

ارتاحَتْ شِوَيَّهْ رُوحِي…

ثاني كَاسْ: 

نسيتْ كلّ جرُوحِي…

ثالِثْ كَاسْ، سألتْهَا: 

- آشْبِيكْ، يا عْينْ، تنُوحِى؟!…

رابع كاسْ 

تكسّرْ، في يدّي، 

كيْ شُفْتْ فيه رُوحِي…

قُمْتْ جبْتْ كاسْينْ، 

وِسْهَرْتْ نضحكْ للفجرْ، 

مع رُوحِي.


(كمال العيّادي الكينغ)






ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق