الجمعة، 17 فبراير 2023

رقصة /بِسُمِّه الجريبي- تُونُس


 رقصة ...

يَأْبَى قَلْبِي أَنْ يَعُودَ مِنْ سَفْرَتِهِ
خَائِبًا
وتطأ قَدَمَاهُ الْأَرْضْ
ليَسْتَوْطِن وِحْدَتَهُ الْأَصِيلَة
تحتضنه كَمَا وَعَدَتْهُ إِلَى الأبَدْ
ترافقه فِي أُفْقِهِ الْقَصِيدَة
تَمَدّ جناحاها كملاك رَحْمَه لِتُظَلِّلَه
تَنَزَّلُ السَّكِينَةُ عَلَى الْمَخْذُولِين
فِي شَكْلِ أغاني
يَخْتَمِر الْكَلَام
فينبري الصُّوفِيّ فِي رقصته
يبتلع ثَوْبُه مساحات الْحُزْن . . .
هَلْ رَأَيْتَ ذَلِكَ الطَّرِيقَ
لَقَد سلكناه سويا
بِفَارِقِ تَوْقِيت الْمُدُن
لَم نلتق فِي الْمَكَانِ وَلَا فِي الزَّمَنْ
لكِنَّنَا رَقَصْنَا مَعًا
عَلَى ذَاتِ النَّغَم
سَبقْتَنِي وَأَنَا لَحِقَت
كُنْتَ عَلَى سَفَرٍ دَائِم
وَكُنْتُ فِي السِّجْنْ
كُنْتَ مَخْدُوعًا
وَكُنْتُ مخدوعة مِثْلَك
وَلَمْ يَتَّضِحْ لِي الْخَيْطُ الْأَسْوَدُ
مِنْ الْخَيْطِ الْأَبْيَضِ
حَتَّى ابْيَضَّتْ خَصَلَات الشَّعْر
وَكَان شَعْرُك لَا يَزَالُ بنَضارَتِه
قَالُوا إنَّك رَجُلٌ بتفخيم الرَّاء
وقالو إنَّنِي امْرَأَة بِسُكُونِ الْمِيمِ
وانطلت عَلَيْنَا الْكِذْبَة
جَرَّبْتَ وفشلتَ
وفشلت مِثْلك تَمَامًا
انْطَلَقْتُ مِن حفرتي بَعْدَ ذَلِكَ
بِعِشْرِينَ سَنَة
أَنْت تَخَطِئ
وَأَنَا لَا أُخْطِئُ لِأَنَّهُ لَا يَجِبْ . . .
أَنْت تَعَلَّمْت الشَّعْر
مِنْ الْحَيَاةِ وَمِنْ الْكُتُب
وَكَتَبْت بِوَجْه مَكْشُوف
وَأَنَا كَتَبْت تحت اسْمٍ مُسْتَعَارٍ
فِي قيامتي مَا بَعْدَ الْمَوْت . . .
بِفَارق كُلّ الفَوَارِق
لَسْت أُحْصِيهَا
وَ آسَفُ لَك وَلِي
أَنَّنَا ولدْنَا فِي الوَحَل . . .
أتفاجأ بعد خِذْلَانك لي
ومرورك بِي متجاهلا
أنَّنِي مَا زِلْت لَك
لَا أُرِيدُ أَنْ اأسْتَلّ مَا نَبَتَ
فِي عُمْقِ الْعُمْق
لِأَنَّه بِكُلّ بِسَاطِه نَبَت
وَامْتَدّ . . .
عَلَيَّ أَنْ أَتَقَبَّل مَا حَصَل
وَلِأَنّ الْأَغَانِي ملاذي
لَا أَكَلّ .
بِسُمِّه الجريبي- تُونُس

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق