الجمعة، 3 فبراير 2023

أين الربيع العربي؟ بقلم الكاتبة رفيقة بن زينب *** تونس الخضراء

 أين الربيع العربي؟

توحدت الفصول وصاحت
أين ربيعنا و خليلنا؟
أين شقيقنا و أميرنا؟
ملثمون توجوا شتاءنا
و قيدونا في مكاننا
والجميع في اللامبالاة غارقون
الأحاسيس تلحفت بالحنين
وتجملت بالأذكار لمناجاة الجليل
خوفا من طوفان الاغتيالات
وصفعات القدر و الخيبات
وأمواج النفاق تلجم الصيحات
تنوعت النداءات والمؤامرات
الآهات زخات زخات
والأعاصير تعصف بمركب النجاة
الجميع يخشى الغرق والوفاة
أو شدة الحسرات والويلات
و كثرة الفتن و سوء الخاتمات
زمهرير التشاؤم يطرق الأبواب
أبواب الأمل لغلق النوافذ
نوافذ الأحلام الموصدة
بالعواصف الثلجية لقصف خيمات
الفاسدين والمحتكرين العابثات
بالحقوق والمشاعر والأقوات
تتوارى الأشباح في كل المناسبات
وراء شبكات الإعلام و فيضانات
أوراق التوت المتساقطات
مع تساقط أيام العمر الخاطفات
للكثير في عمر الزهرات
أطلت الثعابين المختفية
والحشرات الثائرة
في كل الاتجاهات
بزوال بساطاتنا المخضرة
تزاحمت الأرجل المتلاحقة
لاستطلاع الأمور الراهنة
غصت الحناجر المتعجبةّ
من هول الوقائع المكتشفة
الفراشات مغبرة الألوان
وقوس قزح الذي كان فتان
سقط أشلاء في بقايا الجنان
و أطلال القصور الخالية
والدور و المؤسسات المتهالكة
تقلبت خيوط أشعة شمسنا
وصمتت العصافير الشادية
و رحل نسيمنا للمدينة الفاضلة
وتبخرت ألوان الزهور الذابلة
بعد أن كانت مكسوة بالندى
وماتت دودة القز الناسجة
للثياب الساترة لعوراتنا
صاح الجميع سرا وجهرا
ويحكم لماذا تخفون الربيع ؟
من يتجرأ على هذا الفعل الشنيع ؟
ماذا سنحصد لأجيالنا و أحفادنا ؟
جرار مطمورة روما خاوية
من الحبوب و المواد المغذية
بعد التصدق على الأقطار المجاورة
نهر الوفاء جف وغيض الماء
صار غورا يا له من بلاء و ابتلاء !
الفلاح واجم ولا حياة
لمن تنادي رغم الجفاف و الغلاء
الأغلبية يفضلون احتضان الغطاء
واحتكار الفرص السانحة
والبعض يساوم بازدراء
لحقوقنا و يتناسى الواجبات
اللهم بك وحدك النجاة
وبيدك اليسر و المغفرة
وعليك اتكالنا متى تشاء
آمين يا وكيلنا و معيننا
يا محقق آمالنا و الرجاء
يا كريم يا واسع العطاء
رفيقة بن زينب *** تونس الخضراء

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق