الأحد، 19 فبراير 2023

شاعر لا يصلحُ للغناء بقلم الكاتب جلال باباي( تونس)

  شاعر لا يصلحُ للغناء

جلال باباي( تونس)
حدٌثنا زعيم العشيرة قال:
أني رجلٌ لا أصلحُ للغناء
وكائن يحسن مغازلة اللغة
....
كنت أُشبِهُ صعاليك الشعر
ربٌما....أمٌا، أنٌي
لم أهيٌأ يوماً حنجرتي لتعيد
توزيع قصائدي الميتة
فهذا من قبيل المغالطة
إمٌا أن أكون.....أو لا..!!!
أنباُ صدى أبياتها على صدري
وأحَِْفرُ بداخلي ثقباً
يتساقطُ منه عطر ذكرى
كلَّما اقتربت كهولتي
في المسافةِ الفاصلةِ بيني وبينها
لأتعثَّرَ وأسقطَ على وجهي
ألملمُ ما تَبقًى ِمنًي
ألتحفُ قصيدةً عارية
ورأسي خاوٍ من الأفكار
أنبشُ في الذاكرةَ الممتلئةَ بالأشياءِ المهملة
أكتب خارج النص
أرقصُ كلَّ صباحٍ وأنا أعدُّ فطورَ العصافير
أغني للحبِّ بما ملكت أيماني
في قوقعة حلزون البحرٍ
أُغلق على صوتي في زجاجة
لتنضجَ القصيدة
ثم تصيرُ خبزاً لأطفالي الذين عشقوا محنتي في الحياة
يراقبونني من مسافةٍ قريبة
وأنا أتساقطُ كزهرةِ ليمون
وأذرف هزيمتي دمعةٍ باردةٍ
في عيونهم
سأقصٌ على أبنائي
حكايةَ الرجلِ الذي تركَ رسالة في جيبِ معطفِه الأسود
في خزانة الملابس القديمة
وأفصح لهم بأني أصلُح ُ قليلا للغناء وأعطي دروسا في السعادة بالمجان
أحبُّكم جداً، وأكثر
وأحبُّ عشيرتي جداً وأكثر
وأعرفُ أنِّي قريباً سأرحل
وستَعلقُ صورتي على أول جدارِ
ربما أتحولُ إلى شجرةٍ أو مطرٍ أو تراب !!!
فلا مفرٌ من قضمها تفاحة الجنة
لم يعد هناك شئ يهمٌ
دعك منٌي ومنهم ،
وافتحي غوايتي كفٌيك للسماء ..
وعانقي المطرَ وصلِّي لأجلي
مثل جحافل عصافير المساء
لمٌا تعود إلى أعشاشها
و ينتشر في المكان
ما تبقٌى من قمر الربيع
يحطُّ على قبري عند حلول الفجر
كي أبتسم مع الملائكة
وأعانقَ الموتَ الذي
زجَّني إلى الحياةِ بساقٍ واحدة.
١٣ فبراير ٢٠٢٣
Peut être une image de 1 personne et position debout

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق