الأربعاء، 18 يناير 2023

كذبت قارئة الرصاص بقلم الأديب سعيد الشابي

 كذبت قارئة الرصاص

هيــفاء يا منيتي ، وحلم حـياتي
هـلا سألت الكواكب والنجوم عنّي
هـلا سألت الأهـلّة في العتــمات
كم ترصّدتك عنــد المنعــطفات
كم تـوقّفت على أرصـة الطرقات
كي أراك ، وتقرأ عيـنيّ عينــاك
كي تهمس اليـــك ابنـــساماتي
صباح الورد والنور ، يا أمل الحـياة
علّك تسمعين صمتي ، ولحن آهاتي
تمرين أرشق قامة ، من الباسقات
ذهبية الشــعر ، غربية الســمات
شرقيــة الكفل ، موقعة الخطوات
سـاحرة الأعين ، في غـير مبالاة
كم تمائم كتبت ، وعلى الأشجار علّقت
كم آيات قـرأت ، وكتبا صفراء قلّبت
لاستدراجك ، من حيث لا تعلمــين
لكــنني تعبت ، وما أفلحــــت
كم نصبت لك في الـنوم حـــبائل
فشق علي ، حتى في المنام بك الامساك
ولا حتى ، اقتربت ، من شباكي
حتى قـــارئة الرصاص ، قد كذبت
وحاد الرصاص ، حين قاسمتني ، وقالت
حبيبتك يا ولدي ، هذه ، والله لن تكـون
غير الهيفاء الرشيقة ذات النطاق الأسود
هذه القادمة تتـــهادى من وراء الأفق
وبقـــيت على الشواطئ ....منتظرا
على الهضاب أنتظر.. في الغابات أنتظر
غند الدكاكين ، وفي الأسواق أنتظر
وكلما رأيت امرأة هيـــفاء ، ترتدي
نطاقا أسود ، قلت : حبيبتي هذه
وتمر أمامي مر السحاب ولا تلتفت
ومضت عليّ عقود ، ولم تظـــهري
وأنا حتى رحـيل العمـر ،في العنمات
أطارد ، ضـوء صـور أطـيافك وما
تمكّنت من اللـــــحاق ، بما أرى
ولا أنت بـــرزت حقيقة في حياتي
ولا القدر استـــجاب الى رغباتي
سعيد الشابي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق