ظاهر العبادة وحالة السّكون والسّبات
ماذا أصاب الأمّة الإسلاميّة حتّى يتقهقر وينحسر ويتعطّل دورها الحضاري وتفقد ريادتها ويتواصل غيابها وسباتها ؟
من المنطقي والواقعي أن نتكلّم عن غياب أمّة إسلاميّة هيكلا قائما بذاته وروحا وتنظّما وفعلا حضاريا ولكن يبقى جسمها العليل المريض حاضرا هيكلا شبحا ورغبة وأملا للتحقيق لتوفّر مقومات وشروط الوحدة فوجود عناصر موضوعيّة تجعل من الأمّة الإسلاميّة واقعا قابل للإنجاز والتحقيق إذا توفّرت الإرادة الصادقة وطالما سعت الشعوب الإسلاميّة للتوحّد وحملت الأجيال المتعاقبة همّ الوحدة والرغبة الجديّة لتحقيقها .
ألا يكمن داء الأمّة المفقودة واقعا معاشا الحاضرة كمعنى غائب في النموّ النفسيّ الإجتماعي لعامة الشعوب الإسلاميّة وللتخلّف الحضاري للأمّة عن سائر الأمم المتقدّمة وتراكم الأزمات وعدم حلّها ورفع التحديّات والتكيّف مع واقع الصدمات والخيبات ؟
لقد حقّقت شعوب الأمة الإسلاميّة ظاهر العبادة بالقيام بفروض الطاعة شكلا دون تحقيق مضمونها ودون إثبات معاني وحقيقة الإيمان التي جوهرها تغيير النفس والواقع والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والإيمان يقينا بالله العظيم ومحاربة الظلم والفساد والمفسدين ومقارعة الباطل والإنحياز لدواعي الحقّ والسعيّ لإقامة دولة الحقّ والعدل.
فكل شعيرة من شعائر الإسلام تحمل في مضمونها ومقصدها بعد لمعنى التغيير والنموّ والإرتقاء من مدارج الأشباح إلى الأرواح وإلى الأسرار الربانيّة.
فهل تمكّنت جموع البشر في الشعوب الإسلاميّة من إدراك باطن العبادة وحقيقتها وحقّقت نهضتها وإرتقائها ؟
فهل أنّ شعارهم في الحياة عقيدة وجهاد أو ظاهر شريعة وعبادة سطحيّة وسكونٍ وسبات ؟
هل غيّر فهمهم وممارساتهم لظاهر الدين نفوسهم وواقعهم أو غيّب وهْمَهُم وسوء فهمهم ذواتهم وأبّد واقعهم وبؤس حالهم ؟
من المخجل أن تتمكّن الأمم الأخرى المتقدّمة من روح الإسلام وتتحقّق بسعيها وكدحها وكفاحها وأخذها بالأسباب بينما تحافظ هي على الشّكل وظاهر العبادة وتفقد روحها وإشعاعها وشعلتها وجوهر معانيها وتتكيّف مع الظلم وتطيع شعوبها الحاكم الظالم المستبّد الفاسد وتطيعه راضية مرضيّة مستكينة لقدر محتوم فُرض عليها من سجّانيها ومستعبيديها .
إنٌ ما أصاب الأمّة منذ إنكسارها وخيبتها وخروجها من السّباق الحضاري وتشتتها لأمر جلل ومصيبة عظمى واجب البحث عن أسبابها ومسبّباتها والسعيّ الجاد للمّ شملها وجبر كسرها وجمع الشتيت المندثر وذلك على أساس معاني وِحدتها وقيّم تجمعها ومصير واحد يترقّبها وتحدّي قائم يحفّزها .
فهل يعالج روادها وطلائعها وخيارها وشرفائها ومخلصيها الصادقين عللها وأمراضها ودائها العويص ومرضها المزمن المتسبّب في عطالتها وإعاقتها وضمور قيّمها ومعانيها؟
إنّ خروج الأمّة الإسلاميّة عن السباق والأداء والفعل الحضاري جعلها أمّة مستهلكة متأثّرة بإمتياز غلب حسّها معناها وذبلت قيّمها ومعانيها وتعالت وتفوّقت قيّم وأفكار وفلسفات وفنون الأمم الأخرى حتى إكتسحت ميدانها وغيّرت أفهام ومعاني أفرادها ففُقِدت الأصالة والهويّة حتّى أصبح القرآن العظيم يتلى ألفاظا وتغيب معانيه ودلالاته ومراميه وتحقّقت العبادة ظاهرا دون تحقيق باطنها وجوهرها ومقصدها .
إنّ معنى الحياة عقيدة وجهاد لم يتحقّق في أمّة ساهيّة غافلة مقطّعة الأوصال إذ كيف لها أن تحقّق معنى لحياتها وهي فاقدة لجوهر معناها منغمسة في ظاهر أحوالها المشتّتة مستهلكة لزمن وجودها في قالب ماديّتها وغلاف وقشرة الحضارة الإنسانيّة الشيئية الماديّة ؟
فهي منعكسة في ظاهر عبادة لا تعبّر عن حقيقة إيمان وعمق فهم وإدراك وعلم يقين فمركز إسقاطها المعنوي متحفّز بشغل الظاهر ومركز إدراكها المعنوي معدوم لا ينفعل ولا يشتغل لكثافة الحُجِبْ وسفر الظاهر دون سفر الباطن.
أمّة الوحي مطموسة البصيرة غائبة عن إدراك معاني الوحي الإلاهي فلقد إتّسعت دائرة حسّها وفقدت إتّصالها وإمدادها بالغيب .فكيف إذن تفلح وتتحقّق وتنتصر ؟
الخيبة والخذلان سمتان بارزتان لأمّة الوحي التي فقدت تواصلها بعالم الغيب فقرآنها يُتلى ولكن معانيه لا تلامس شغاف القلوب لكثافة الكثائف ودنوّ الهمّة.
"أفلا يتدبّرون القرآن أم على قلوب أقفالها".سورة محمد
إنّه زمن الرّخص لا زمن العزائم زمن التقاعس والركون لا زمن الجهاد زمن العيش في الحُفر لا زمن صعود الجبال وركوب الخطر.
ولكن رغم سوء الحال والأحوال يبقى الأمل قائما لليقظة والإنتباه والنهضة ومغادرة منطقة أموات الأحياء كهف العتمة والظلام طالما الخير باق في أمة الحبيب المصطفى سيّد البشر عليه أفضل الصلاة والسلام واله وعلى الخيّرين والصالحين التفطّن للعلل والأمراض والعمل الجادّ لإصلاح حال الأمّة وصلاحها وتشغيل محرّكها الدّافع لحركتها وسيرها .
لقد حارت النّفوس وتاهت وضاعت في هذا الوضع المعكوس والواقع المنكوس.
فهل الحلّ الفعّال لنهضة أمتنا في طرق باب التعليم والتربية أو ولوج ميدان السياسة ومقارعة دولة الظلم والباطل مباشرة ؟
إن من أسس ومنطلقات التغيير وجود رؤية وفلسفة واضحة للإنسان عن وجوده وتعلّقاته مستوحاة من روح القرآن والإرشاد النبوي الشريف لبناء الإنسان المسلم فردا واحدا كريما شهما شريفا ذو شخصية متوازنة عبدا للّه وحده والسعي لتحقيق عبوديته لمولاه ضمن ظروف بيئية جيّدة بتوفير ضرورياتها وشروطها دون إستلاب لِذٓاتِه ومسخ لعبوديته بانحراف مساره وإمتهان كرامته وإذلاله وإستعباده.
كل الأمم التّي تقدّمت كانت لها دعامة وركيزة فلسفيّة وثقافيّة واضحة المعالم إمّا ماديّة أو معنويّة إعتمدت على معنى من معاني وجود الإنسان كالحريّة أو العدالة أو كرامة الإنسان وكرّستها في الواقع تطبيقيا لا نظريا فقط.
وليس لنا كأمّة الوحي إلا ان تكون لنا رؤية ودعامة ومعنى لكينونة الإنسان وصيرورته حريّته ومجال تعلّقاته ومصيره وأقداره فلا محيص عن إتّباع سبل الحكمة والرّشاد والتّعاليم المضمّنة في القرآن والسّنة النبويّة العطرة.
في التّراث اليهودي مقولة جد هامّة " كن يهوديّا مخلصا أو لا تتعتع بالتّوراة".
وعلى المسلم أن لا يكتفي بظاهر الشريعة والعبادة مستكينا فيتلوا القرآن ألفاظا ويفهمه حرفيّا دون التمكّن من معانيه الساميّة الراقيّة التّي تحفٌزه للبحث والتأمّل في نفسه وفي الآفاق والتمييز بين الحق والباطل والشبهة وان يُعمل عقله وينتبه لنفسه وواقعه ويتٌبع سبيل الحق ويحارب الباطل ولا يهادنه ويسعى لإقامة دولة الحقّ والعدل فتجارب الأنبياء والّرسل والصالحين معروضة في القرآن الكريم للإعتبار والتدبّر وليس للتلاوة والحفظ فقط .
هي ثورة ضد الظلم والباطل والمفاسد وإنحراف الفطرة السويّة والعادات الباليٌة والجهل وعلى المسلم إدراك الحقائق من معانيها ولا ينحصر فهمه لبعثة الأنبياء والرّسل لقومهم كحدث تاريخي مضى وانتهى بنهاية ظروفه وشروطه وفناء الأشخاص والأقوام إذ أنّ حياة البشريّة مستمرة وصراع الحقّ والباطل مستمر متواصل " ولا يدافع عن الكرامة والحريّة إلاّ الأحرار وكل شخص وجب أن يعلم عن ماذا يدافع " وأن يقف في الصراع الدّائر بين الحق والباطل شاهدا على عصره منحازا لدواعي الحق مقارعا للباطل.
فما جدوى ظاهر العبادة إن لم تكن برافد يقين وبكفاح ونضال ضد الظلم والباطل و جهاد حزب الشّيطان الخاسر.
إذ التكيّف مع واقع الظلم والرضا بالدون والمذلّة ليس من الإيمان في شيء .فكيف إذن يدّعي الإيمان من فيه هاته الخصال ؟
أليست العزّة لله وحده ؟فلماذا يرضى بالذلّ والهوان ويستكين مستضعفا من يؤمن بالله العظيم وقد أعلمه القرآن الكريم أن العزّة لله ولرسوله وللمؤمنين ؟؟؟
إنّ مسار التطوّر والنموّ الحضاري للأمم تتحدّد بحدوث أزمات وتجاوزها وأساسها ما يحدث من تغيّرات سيكولوجيٌة وثقافيّة ونموّ نفسي-إجتماعي للذوات ناتج عن وجود مشاكل وصعوبات وأزمات وتحديّات قائمة لا بدّ من حلّها في كل مرحلة كشرط أساسي للإنتقال للمرحلة التاليّة إثباتا للهويّة والشخصيّة وحدوث التّوازن النّفسي والإجتماعي للأفراد والحضاري للأمم ليحصل التجاوز والإستقرار المرحلي والتكيّف الإيجابي المرتبط بشروطه وظروفه.
الأمٌة الإسلاميّة تعاني من أزمات متعاقبة وتحديّات عديدة لم تُرفع فالوراثة والتّراث تؤكد حدوث الأزمة والبيئة لم تحدّد طريقة لحلّها .
فالشخصيّة الإسلاميّة لم تكتسب نضجها والتفاعلات الإجتماعية المتبادلة للإنسان المسلم وكذلك حضارته لم تواكب التغيّرات والتطوّرات فلقد تكيّفت سلبيا مع مقتضيات الواقع وإنعكاساته فلا مقاومة ولا علاج فأستفحلت العلل وتمكّنت من الجسم العليل فزادت في إنهاكه.
إنّ الفشل في حلّ الأزمات وتجاوزها أدّى إلى إضطراب النموّ وتحديدا نموّ الأنا الحضاريٌة فتاهت وإنغمست واستهلكها واستوعبها الآخر المنتصر وذابت القيّم والمُثل والمرجعيات الأساسيّة للأمٌة في عالم المادة والإستهلاك وضاعت وتلاشت مقوّمات وحدتها .
عالم مناقض تماما لروح الإسلام ومعانيه ومبادئه فلقد تغلّفت الأمة بلحاف ولبوس وقالب مادّي لحضارة الغالب وعولمته مما جعل من تفاعلاتها وإنفعالاتها المعزولة لا تخرج من قوقعة وسجن العالم الماديّ نسيجه خيوطه حباله ولباسه وفنّه وقيّمه وفلسفته فلقد قبعت واستقرّت في عالم مادي وسافرت معظم شعوبها في سفر الظاهر فما زادهم ذلك إلا بعدا عن سفر الباطن وحرموا بركة الوحي ونفحاته وإزدادوا بعدا عن الحقّ والحقيقة بإنغماسهم وإستهلاكهم لعالمهم الظاهر عالم الشهادة وتكيّفهم ورضاهم.
إنّ خصائص النموّ ترتكز أساسا بحصول الثّقة في مقابل الإهمال والإستقلال مقابل التبعيٌة والإرتهان للأمم الأخرى وحصول المبادرة والكفاية مقابل الشّعور بالنقص وبتشكيل الهويّة مقابل إضطراب وسلب الهويٌة والتّواصل والوحدة بين الشعوب الإسلاميّة مقابل العزلة والفرقة والفتن والحروب المستعرة بينها وكذلك الإنتاجيّة مقابل الإستهلاك والركود وتكامل الذّات والأمل مقابل اليأس والقنوط.
إنّ لكل ثقافة أسلوبها ومنهجها في توجيه وتنمية سلوك الأفراد فإستمراريّة النموّ الشّخصي والإجتماعي والشعبي والحضاري يتمّ بالحل الإيجابي للأزمات في ظروف بيئيّة جيّدة وبحصول النّضج والوعي والخبرة ورفع التحديّات وتجاوز العقبات.
فهل يتّجه طلائع وخيار الأمّة وخييريها ومصلحيها إلى مجال التربيّة والتعليم لزرع بذور العلم والعمل والأمل حتى تستعيد الأمّة عافيتها ويشتغل محرّك نهضتها الذي طال عطالته أو للسياسة لرسم معالم الحاضر والمستقبل.
إن صفة أهل هذا الزمان ظاهر عبادة وباطن منصرف مهتمّ بهموم الدّنيا والسعيّ وراء المصالح الذاتيّة فلم تتغيّر الأخلاق ولم تتحسّن الشمائل لعدم الإشتغال بأسباب التقوى وإكتساب زاد الآخرة فالدًنيا في القلب جاثمة والغيب في تصوّراتهم وممارساتهم شكليّة دينيّة لفساد المحتويات الفكريّة والنفسيّة لعامّة المسلمين وذلك تبعا لفساد أهل الفكر والعلم وأهل السياسة والسلطة وطبيعي أن يفسد المجتمع ويفسد النّوع البشري.
إنّ من أسباب التخلّف والتقهقر إستعمال كلمات القرآن في غير محلها وفي غير معناها الأصيل فخيّم الوهم وسوء الفهم والغرور إذ الحال الواقعي غير الحال المتّصف بالشرح والوصف والتفسيروالإستعلاء بالخيريّة .
فهل نحن أمة الوحي الحاملة لرسالة الإسلام أم أمة مستهلكة تتّصف بصفات الأمم الأخرى المتشبثة بالعادات الباليّة التي تقدٌس بعض سادة البشر وتنحني ذلّا للظلمة والجبابرة خوفا وطمعا؟
إن صلاح الأمة من صلاح أهل الفكر والعلم وأهل السياسة والسلطة إصلاحا للمجتمع والنوع البشري.
لكن كيف والحال السائد تصدّر وعّاظ السلاطين للتوجيه والفتوى والوعظ والإرشاد علماء سوء داعمي السلاطين والملوك والأمراء والحكّام الجاثمين على صدر الأمة بإلباسهم لباس الصلاح والتقوى لديمومة قيادتهم وتسييرهم للشأن العام وإستئثارهم للسلطة والحكم .
إنّ الإتّجاه للتربية والتعليم والسباحة في بحرها العميق وخوض غمار السياسة بأمواجها العاتيّة مسارين شائكين مليئين بالأشواك والمصاعب الجمّة والحواجز الصعبة العديدة وما على رجال الهمّة وأهل الله إلا التسلّح بعلو الهمّة والعزيمة والثبات على المبدأ دون تغيير أو تبديل والموت عليه.
"ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين "سورة أل عمران
إن لم يتمكّن هذا الجيل من نيل ما يصبو ويسعى إليه صادقا فليكن جسرا ورافعة لجيل لاحق جيل الإنجاز والتحقيق جيل الوحدة والنهضة والتمكين.
إنّ من سبل الإصلاح إنبات ثقافة ثورية بمرجعيات تستند إلى معاني القرآن الكريم تقطع مع القيّم السقيمة والسلوكيّات الرديئة وعبادة الظاهر المغلّفة بقالب روح العصر وحضارته الماديٌة ومخاتلته ودهائه وعولمته ببناء ثقافة مغايرة لمعاني ونسق الصيرورة الحضاريّة الحاليّة :
مبدأها الأساسي : "إقرأ بإسم ربّك"سورة العلق .
وشاحذها ومحفّزها :"وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون"سورة التوبة
وقاعدتها: "يا أيّها الذّين آمنوا اركعوا واسجدوا واعبدوا ربكم وافعلوا الخير لعلكم تفلحون وجاهدوا في الله حقّ جهاده" سورة الحج
ثقافة بُعدها وبنيتها التحتيّة غيبيّة متّصلة بالوحي الإلهي غير منفصلة عن الواقع وللباحثين الجادّين والمُصلحين الصادقين إيجاد الوسائل والطرق والسّبل لتحقيق ذلك.
وهل يتّجه صفوة الأمة ومخلصيها الى السياسة للإطاحة بدولة الباطل والظلم والسعيّ جادّين بكل ثبات وصبر ومصابرة ورباطة جأش لمقاومة الفاسدين ومقارعة الظالمين والحاكمين المستبدّين لإقامة دولة الحق والعدل والسعيّ لتحقيق وحدة الأمّة الإسلاميّة الضامنة للمّ شمل الشّعوب الإسلاميّة تحقيقا لآمالها وقوّتها ورفعا لتحدّياتها .
إنّ طرق باب التربية والتعليم وكذلك باب السياسة واجب قرعهما بإستمرار ومن يترك الميدان والسباق يفقد المبادرة ويخسر الزمان تاركا المجال لغيره ليعوّضه ويطرح بدائله ورؤيته وفلسفته ليُلبِس العباد والعامّة لباسا من تصميمه وصناعته موجّها بوصلة التسيير والقيادة.
"وإن تتولّوا يستبدل قوما غيركم ثمّ لا يكونوا أمثالكم " سورة محمد
الأمة اليوم في أشدّ الحاجة إلى فهم جديد وطرح جديد ومشروع جديد ورؤية تفضح المناهج الغربيّة وفلسفاتها وشعاراتها البرّاقة الجذّابة الخدّاعة في مجال الحريات والعدل وحقوق الإنسان والمرأة ونظام الحكم والنظام الإقتصادي والعولمة.
لا بدّ من مغادرة قالب الحضارة الماديّة الشيئيّة وإنعكاساتها على القلوب والنفوس والعقول وتقديم بدائل صحيحة من خلال كتاب الله وسنة رسوله عليه أفضل الصلاة والسلام وآله و من عقيدة الأمّة وتراثها .
فلكل بيئة وسطها ومجالها حيث تُربتها وبذورها ولا تطعيم وإفتسال إلا بفسائلنا وأغصاننا وأدواتنا وتقنياتنا .
فهل تتّعض الأمّة بأزماتها و خيباتها وتنهض من غفوتها وسباتها وتتّكل على خالقها ورازقها وتَصدُق وتُخلص
فالله يُرْبي الصدقات ويزكّي الأعمال ويوفّق الصالحين من عباده ؟
"يا أيّها الذّين آمنوا إن تنصروا الله ينصركم ويثبّت أقدامكم " سورة محمد
الهوامش :
الإمام الغزالي وجهوده في التّجديد والإصلاح الدكتور علي محمد الصلالي
الفتح الربّاني الشيخ عبد القادر الجيلاني
مهزلة العقل البشري الدكتور علي الوردي
أريك أريكسون ونظريته النموّ النفسي والإجتماعي
الأستاذ : شكري بن محمّد السلطاني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق