تفاصيل المنفى القسري
وبي غدرت ومكرت أخية
وكم كانت أمي تعانق ،لهونا
وتعد الصحون
وتوصينا بالحب مادمنا صغارا
وعند الكبر
وفي الغياب توصيك
بإخوتك وتضجر إن رأت مني العدا
أو استشفت من نبراتي أسية
مكرت أخية
قتلتها نار الغيرة المستبطنة
لبسها شيطان الدنيا ...
ورأت في أبنائها الحمية
وعدت في كل مرة أذكرها بقلبي الجميل
رغم قسوة الحياة رغم ضياعي
رغم هشاشة المال والمأوى
علها تتذكر كم حضنتني أمي
كم كانت تنتظرني مساء
وتعد الطبق ،ليبرد فتعيد تسخينه
وفي كل آونة تبسط لي الغطاء
علها تتذكر حنان أمي وتبجيلها وحنوها علي
مكرت أخية ،اختارت الدنيا واستلذت
بتعذيبي ،واختلقت مائة أكذوبة ،لترديني
ضحية ...
وأنا من نبيذ حقدها أثمل ذهولا
وأسأل أين كان يبيت هذا الحقد المكنون
ليس جديدا عليك أخية
ما كانت أمي ترضى لي البكاء
ولا بعض حرارة تمس جفوني
كذبت أخية مائة كذبة ،وصدقها
محلف وقاض ،وعادل وحاكت لي الموت
بين المسالك
وأعود وأقول سترأف أخية
فأنا الصغير المدلل
وهي تعلم أن أمي لي كقطة تسرع
إن مسني بعض من ضر أو أدمعت عيناي
حقدت أخية
تحبني رجلا بلا زوجة بلا مأوى
بلا أبناء لتفي حقدها الدفين
تغنت بالجفاء
ما رأيت كيد النساء
مثلما كادت لي أخية
أخية غدرت ،وحرمتني من رؤية أمي المتلهفة علي
أخرجتني من دار أبي وهو على قيد الحياة
وأعود في كل يوم أتلمس جدرانه
أشتم رائحة طفولتي فيه
وتصرخ أمي فيه من الداخل
دعيني أرى ابني
فأنا في شوق كبير إليه
فيخمد صوت أمي ويعلو صوت أخية والأبناء ؛
هذا منزلنا ولك الخلاء
كان لك بالأمس أب وأم ومنزل
أما اليوم فباسم بر الوالدين والقانون هو لنا
وقد حكم القاضي وكل الأدلة ضدك
جارت أخية :
ألم تسمعي صوت أمي من الداخل
ينادني:
هيا ادخل فالمنزل لك
أمي تحبني رغم عيوبي رغم شرودي
رغم غياب الأدلة عن حبي لها
أمي من باحت لي أنك خنت
وأبي الصامت ،الساكن ...
قد كتب في جريدة على لسان كاذبة
محلفة ...
كم كذبت يا أخية ،ونصرك من لا ميثاق له
ولا عهد مع الله
لم أكن عاقا يا أخية
ولكن العقوق أن تفتري على الوالدين
وهما على قيد الحياء
أن نفتكي متاعهم لتحميهما من رؤية الأبناء
يا أخية كنت لي أكثر من عدوة
حولتني إلى مقهور أجوب الخيبة
وألتحف الشك ،ولكن لن أصدق أنك
على والديك حنونة ولو صدقك
من ارتاد المسجد...
فأمي تحبني حتى الثمالة
ولم أسمع من أبي يوما همسا يؤلمني
ولم يحرمني من نظرته الحنونة
شكرا أخية فإن صدقك المحامي والقاضي والعدول
فأنا أعلم أنك في المكر فقت الشيطان
الذي أغوى حواء
وصعدت درجات الفجر في التجمل
بزيف القانون
اسكني أخية البيت ...
وتغني بدوران الأيام علي
قولي ما شئت
واسلبيني حقي وارقصي على أحزاني
يمهل الذي لا ينام الليل
وينزع كساء الستر المنمق بالألوان
نامي في الأماكن التي احتضنتني فيها أمي
في الأماكن التي فيها أرضعتني
وفي كل مكان مسحت فيه دمعتي
واستمتعي بأنغام أصواتها تناديني
ليزداد حقدك على حبها العميق لي
تدثري بجروحي وأشعلي شموع الفرح
على غيابي ما قرأت حقدا نبت فيك
مثلما نبت علي
آطمئني أخية :
فلن أكون رجلا بلا زوجة ولا مأوى ...ولا أم ولا أب
ولا أبناء
فأنا رجل رغم حقدك الدفين الذي يفتقر للدواء
عمت سنين في دار أبي ...
فهي لي
تسكتني وأسكنها وأمي فيها تحتضنني
وستزهقين بحقد بات يسكنك
شكرا أخية
سأعانق جميع النساء حين يحترق قلبي أسية
وألوذ بهم من قسوة قلبي أخية
بقلم نعيمة مناعي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق