طَائِرٌ جَرِيح
طَائِرٌ جَرِيحٌ قَدْ خَرَّ مِنْ صَدْرِي
أَجْرَى مَدَامِعِي وَ زَادَ فِي قَهْرِي
يَا جَمْرَةَ النَارِ التِي لَمْ أَحْتَمِلْهَا
يَا خَبَرًا أَرْعَدَ بِأَطْرَافِي
وَ تَعَنَّتَ أَسْرِي
كُنْتُ أُعَاتِبُهُم وَ كَانَ لَنَا وَتَرٌ
أَسْكَنْتُهُمْ صَدْرِي وَ وَكَّلْتُهُمْ أَمْرِي
دَعِينِي يَا عَصَافِيرُ أَبْكَيْتِنِي بِمَا يَكْفِي
رَفْرَفْتِ حَوْلِي
دَمَّرْتِنِي
وَ كَسَرْتِ لِي ظَهْرِي
تَمُرُّ الأَيَّامُ فِي صَمْتٍ مُثَقَّلَةً
بِالحُزْنِ وَ التَفْكِيرِ وَ الكَدَرِ
تَحْكِي مَلَامِحُنَا
مَا تَحْكِي مِنَ القِصَصِ
وَ القَلْبُ فِي صَمْتٍ
وَ يَقُولُ لَا أَدْرِي
عِشْرُونَ عَامًا مَا جَبَرْتَ بِخَاطِرِي
وَ اليَوْمَ أَغْرَقْتَ سَفِينَتِي فِي نَهْرِي
هَانَتْ عَلَيْكَ مَوَدَّتِي وَ مَحَبَّتِي
لَوْ كُنْتَ أَدْرِي مَا كَشَفْتُ لَكَ سِرِّي
أَجْرِي لِأَجْلِكَ مِثْلَ طِفْلٍ هَارِبٍ
وَ أُعَانِدُ التَيَّارَ فِي إِبْحَارِي
لَا لَوْمَ لَا تَثْرِيبَ عَلَى القَدَرِ
كُنْ كَمَا قَدَّرْتُ أَنَّكَ بَدْرِي
كُنْ كَمَا شِئْتَ لَا كَمَا شَاؤُوا
ثَبِّتْ خُطَاكَ وَ اِسْتَسْقِي مِنْ أَمْرِي
يَوْمٌ ثَُمَّ يَوْمٌ ثُمَّ يَوْمٌ يَمُرُّ
وَ كُلَّ يَوْمٍ يَزِيدُ أَلْقَاهُ أَمَرُّ
يَا فُرْقَةَ الأَحْبَابِ مَهْلًا فِيكِ شَرُّ
وَبَيْنَ المَاءِ وَ المَاءِ مَا أَصَبْنَا بَرُّ
نَادَيْتُ أَمَرْيَمُ هَلْ فِي الأمْرِ سِرُّ
أَلَمْ نَكُنْ بِوَالِدِينَا مِنَّ النَاسِ أَبَرُّ
إِذَا الأيَّامُ جَاءَتْكَ لِلْخَيْباتِ تَجُرُّ
فَإْحْمَدْ رَبَّكَ وَ قُلْ بَعْضُ البَلَاءِ دُرُّ
تَعَفَّفْ يَا بُنَيَّ لَكَ النُجُومُ تَخِرُّ
وَ لَا تَمْشِي مَرِحًا قَأَيَامُكَ كَرٌّ وَ فَرُّ
لِبَعْضِ العَابِرِينَ نَفَحَاتٌ تَسُرُّ
وَ بَعْضُهُمْ اِخْلَعْهُ كَمَا لَوْ كَانَ زِرُّ
هِيَ الأَيَّامُ كَالمَاءِ تَنْزَلِقُ وَ تَفِرُّ
فَصَاحِبْ زَمَانَكَ لَعَلَّهُ يَسْتَقِّرُّ
كُنْتُ أَتَنَقَّلُ مِنْ غُصْنٍ لِغُصْنٍ
لَا حَذَر
غَيْرَ أَنَّ الغُصْنَ فِي غَفْلَتِي مَالَ
وَ اِنْكَسَر
نَزَفَتْ مَوَاجِعِي وَ تَكَشَّفَتْ كُلُّ الحُفَر
تَمْشِي وَ أَمْشِي وَ قَدْ يَخْذِلُنِي البَصَر
هُنَاكَ فِي رُكْنِ الحَيَاةِ مَاءٌ وَ مَطَر
هُنَاكَ فِي رُكْنِ الحَيَاةِ نُورٌ وَ شَجَر
هَلْ تَرَانِي كَمَا أرَاكَ بَوْصَلَةَ السَفَر
الخَوْفُ يُفْضَحُنِي وَ يُحَاصِرُنِي العُمُر
أَبْشِرْ يَدُّ اللَّهِ تَقُودُ القَدَر
وَ تَمَاسَكْ وَ تَمَسَّكْ حَتْمًا تَنْتَصِر
الهاشمي البلعزي
في
30/01/2023
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق