"سواد البياض "
النار حارقة أو باطلة
في هذه البلاد
والدموع جليد يكسو الأجساد
فهي وردة قاتلة
للأحلام والنساء والأولاد
الغربة غير مماثلة
والمرايا تعكس الأضداد
ثلوج حتى في بياضها سوداء لساكني الجبال
لأنهم لا يملكون معدات التدفئة
ولا بيوت مناسبة ولا مال
لأن ظروفهم سيئة
والدولة تُصوب إليهم النسيان والإهمال
ثلوج مهما بلغت شدة جمالها
يختفي منها الجمال
ثلوج لا يتغنى بها ساكنوا الهوامش والأرياف
فهي بالنسبة لهم مخيفة وقاتلة للأطفال
يمر النهار باردا كالموت
ويتوقف الليل على الأطراف
يد يشلها الصقيع
وبكاء جامد الملامح والصوت
فليس للفقراء حياة
سوى هذه التي لا تشبه سوى القسوة والعراء
وليس في هذا الوطن
إلا وطن الأثرياء
الذي يَملك ما يملكُه
أماالذي جسده بالعوز فاض
فله هذا البرد الصلب والحاد
أما مَن يملك هذا البياض
فزمنه دائما سواد
فكيف سنفرح
وكيف نحب الشتاء
وفي الضباب جوع و موت
وفي الشمس عطش و رماد
زهرة الطاهري
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق