غَمَامَةٌ وعَاصِفَةٌ.... (من غَزَل الشّباب)
أَقَمْتُ بِأَرْضِ القَلْبِ صَرْحًا لِذِكْرِكِ
فَلَـمْ أَلْقَ مِنْ عَيْـنَـيْكِ إِلَّا تَـنَاسِيَا
وزَرَّعْتُ دَمْعَ العَيْنِ، عَلَّ حَصَادَهُ
بُذُورُ وِصَالٍ، مِنْ هَوَاكِ، شَوَافِيَا
ولَـمْ أَحْـتَـصِدْ إِلَّا جِـرَاحًا دَوَامِـيَـا
وأَخْـمَدْتُ نَارًا لِلْهَوَى بَيْنَ أَضْلُعِي
فَـجَاشَتْ أُوَارًا فِي الدَّوَاخِلِ حَامِيَا
وأَشْـعَـلْتُ لَـيْـلِـي بِـالـتَّـأَوُّهِ عَـلَّـهُ
يَعِي صَرَخَاتِ القَلْبِ عِنْدَ اهْتِزَازِيَا
فَيُبْلِغَ، لُـطْـفًا بِي، خَيَالَك شَكْوَتِي
ويَذْكُرُ شَوْقِي فِي الدُّجَى وبُكَائِيَا
فَلَمْ أَلْقَ مِنْ أَمْوَاجِهِ نَفْسَ آسِفٍ
يَسُـوءُهُ ذُلِّي فِي الهَوَى وهَوَانِيَا
ولَا مِنْ نَدَاهُ العَلِّ، لِلْهَمِّ، نَفْحَةً
ولَا فِي حَفِيفِ الغُصْنِ فِيهِ ضَنَائِيَا
فَلَا نَـجْـمُهُ اللَّـمَّـاعُ خَـفَّقَ تَـرْحَـةً
ولَا بَـدْرُهُ الـبَـسَّـامُ ذَلَّ تَـبَـاكِـيَـا
ولَا جِلْدُهُ الـمُسْوَدُّ شَابَ ضَـرَاعَةً
ولَا رَوْحُـهُ الـثَّـكْـلَانُ أَطْفَأَ نَارِيَا
فَـمَا حَرَّكَتْ جَيْشُ الهُدُوءِ بِبَحْرِهِ
نَوَافِثَ فَرَّتْ مِنْ حَشَايَ تَحَاشِيَا
ومَا حَـمَلَتْ رَيَّـا السُّكُونِ بِلَفْحِهِ
غَـزَارَةَ دَمْعِي قَانِـيَ اللَّوْنِ جَارِيَا
ومَا غَشَتِ السِّرَّ الجَمِيلَ سَحَابَةٌ
لِحُزْنٍ، بِقَلْبِي، زَاحَـمَتْنِي صَفَائِيَا.
حمدان حمّودة الوصيّف(تـونس).
خواطر: ديوان الجدّ والهزل.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق