أُغْنِيَةُ عَمَّتِي.
أُحِبُّكِ يَا عَمَّتِي،
وَفِي الرُّوحِ وَالقَلْبِ أَنْتِ، سَكَنْتِ مَعِي،
رَحَلْتِ سَرِيعًا، وَكُنْتُ صَغِيرًا، وَلَكِنَّكِ اليَوْمَ فِي أَضْلُعِي.
وَأَسْمَعُ صَوْتَكِ يَدْوِي دَفِيئًا فَيَسْكُنُ لَحْمِي إِلَى أَدْمُعِي،
أَعُودُ إِلَى دَشْرَتِي، فِي التِّلاَل البعِيدَة،
أَرَى كُلَّ خَطْوٍ خَطَوْتِهِ لِي،
أَرَاكِ مَلاَكًا يُرَفْرِفُ حَوْلِي وَيَنْسِجُ كُلَّ هَوَى مِغْزَلِي.
وَأَذْكُرُ حُضْنَكِ أَهْفُو إلَيْهِ إِذَا شَقَّ يَوْمًا عَلَيَّ أَبِي..
وَيَا عَمَّتِي، يَا شُعَاعَ المَكَان،
وَيَا بَسْمَةَ الرُّوحِ إِذَا مَا ادْلَهَمَّ الزّمَان،
وَيَا نَبْعَ كُلِّ الحَنَان.
أَبِي بَعْدَكِ ذَاقَ يُتْمًا أَلِيمًا، وَدَهْرًا هَوَى فِي سُجُوفِ الظَّلام..
أَنَا ذُقْتُ مُرًّا وَطَاوَلْتُ قَهْرًا، وَطَيْفُكِ يَسْكُنُنِي فِي المَنام.
وَأُخْتِي الحَبِيبة، تَرَدَّتْ عَلِيلَة، بَكَتْ بِدُمُوعٍ كَسَيْفِ الغَرام.
..............
أُحِبُّكِ يَا عَمَّتِي الغَالِيَة،
وَأشْقَى بِفَقْدِكِ، يَا عَالِيَة،
وَطَيْفُكِ مَا غَابَ عَنِّيَ يَوْمًا، وَأَشْوَاقُكِ كُلُّهَا دَانِيَة.
أَبُوسُ التُّرَابَ الذي فِيهِ جُلْتِ، أُشُمُّ رَحِيقَكِ فِي السَّانِية.
وَ"بَرَّادُك" شَاهِدًا يَصْهَلُ، وَكَأْسُكِ يَحْنُو عَلَى الآنِيَة.
وَكُوخُكِ ذَاكَ المَكَانُ الرَّطِيبُ يُسَبِّحُ رُوحًا لَكِ هَانِية
أَرَاهُ فَأَسْمَعُ صَوْتَ الوِدَادِ،
وَأُبْصِرُ مِنْكِ بَهَاءَ الرَّشَادِِ،
أُسَافِرُ فِيكِ لِذَاكَ الجَمَالِ وذَاكَ الهَنَاءِ وَذَاكَ العِمَادِ،
وَمِنْ ثَمَّ أَصْحُو عَلَى الهَاوِيَة.
وَأُخْتِي الحَبِيبَة أَرَاهَا بِحُضْنِك تَغْفُو وَتَرْضَعُ مِنٌكِ حَلِيبَ الحَنَان.
أَغَارُ فَأَضْرِبُهَا بِالسِّيَاطِ لِتتْرُكَ ذَاكَ الأَمَان.
تَقُومُ إِلَيَّ تُطَارِدُنِي فِي المَكَان.
فَأهربُ مِنْهَا إِلَيْكِ وَأَغْفُو بِحجْرِكِ أَرْضَعُ رَشْفَ البَيَان.
تُدَغْدِغُنِي عَمَّتِي فَأنَام،
تُمَسِّدُ شَعْرِي ووَجْهِي وَتُشْبِعُنِي لَثْمًا كَلَثْمِ الفِطَام،
أَغُوصُ بِعَيْنَيَّ فِي مُقْلَتَيْهَا، وَأحْضُنُهَا كَالغَمَام،
وَأُخْتِي تُدَافِعُنِي ثَائِرَة تُرِيدُ نَصِيبًا مِنْ حُضْنِ ذَاكَ الوِئَام.
لِيَ اللهُ بَعْدَكِ يَا عَمَّتِي،
وَطَيْفُكِ مَا غَابَ عَنِّيَ يَوْمًا...
سلام...
سلام...
صالح سعيد / تونس الخضراء.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق