الاثنين، 6 ديسمبر 2021

*ثالثهم الشيطان * قصة قصيرة للكاتبة حبيبة المحرزي تونس

 *ثالثهم الشيطان *

قصة قصيرة
استفاقت صباحا على هرج وجلبة ودق نعال . أطلت. شرطيان وأعوان الحماية بازيائهم البرتقالية يدخلون غرفة النزيل الجديد "عم زيدان"، لعلهم جاؤوا لياخذوا أقواله لمعاقبة من اذنبوا في حقه. تمنت لو حدثتهم عن بيتها الذي باعه ابنها بتوكيل مزور .
البارحة، سهرت مع العم زيدان إلى وقت متأخر في قاعة الجلوس امام التلفاز .وطأت الصوت .سألته عما أوصله إلى دار المسنين.
لم يفكر ولم يتريث، لكنه اشترط عليها أن تبقي يدها بين راحتيه كي يقدر على الكلام المتحجر منذ سنوات في صدره. تنهد بعمق. مرر يده المرتعشة على وجهه اليابس وقال:
_مات ولدي الوحيد منذ ثلاثة أعوام أو أكثر في حادث مريع . كان يسكن معي في شقتي هو وزوجته وابنته . بعد العزاء مباشرة نقضتني في الشرفة الخلفية قائلة :
_حرام أن تنام هنا ..سيكون الشيطان ثالثنا ...
ظللت هناك بغطاء صوفي من نسج المرحومة زوجتي اتدثر به شتاء وافترشه صيفا .لا ادخل الشقة الا لأذهب إلى الحمام الجانبي الخاص بي، بعد توسل وتضرع.
في الليل ترمي لي ببقايا الطعام في آنية فخارية قديمة متهدمة . كنت كمن تجثم على صدره جبال الأرض كلها ، لم أتكلم ولم اثر حتى وانا ارى شيطانا ثالثا يعيش معها وينام عندها ووو...
بكى. مسحت دموعه بطرف شالها الصوفي. لتساله:
_وكيف خرجت ؟
لا ادري كيف انطلقت حنجرتي بالصراخ وهي تجلد ظهري بالمكنسة كي أصمت. رجال النجدة اقتحموا الشقة وجاؤوا بي الى هنا.
ارتدت ببصرها فراتهم يغادرون مسرعين وبينهم نقالة عليها جثمان العم زيدان ملفوفا بلحاف ابيض ناصع.
حبيبة المحرزي
تونس
Peut être une image de personne, enfant, debout et texte

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق