الأحد، 19 ديسمبر 2021

تاهت سفائني/محمدالصغير القاسمي/جريدة الوجدان الثقافية


 تاهت سفائني

عند مفترقات الشّوق

تاهت مع الأرياح 

سكرى سفائني

وخيالك المختال 

 في حضرة الوجد

تضوّع المسك

واحتلّ عمق مرافئي

كسحر ومض منارة 

لمّا يسترفد العشق سفوح الرّوح

 مع الأسحار 

تنير خبايا القلب دونما لهب

تاهت سفائني 

والوجد سكران

في حضنه المهووس يعصرني

لترقص في دروب التّيه فجرا

على صفحات الموج

جذلى أوردتي

تاهت سفائني

والذكريات 

في دفتر الأيام أوراق

 سكرى مبعثرة

تخترق الصّمت

من بين خفقات الروح

كسحر وشاح نور

تنهدّ جهرا بهيف مشاعري

ويأتي مع الأسحار عدوا

يضيء عتمة النّفق

تاهت سفائني

يا مرفأ الإلهام حيث ثوابتي

كم مرّة في العمر

وجّهت نحو شذاك بوصلتي

كي ترقص

 كلّ حواسّي طربا

ونايي

من ذكرى همس ثغرك ثملا

يشدو الهيام

على بساط الحلم

كبسمة صبح أو إشراقة أمل

تاهت سفائني

وبتّ يوحشني الضوء ألّا أراك

مدى الضوء في أفقي

أتذكرين؟

أتذكرين 

يوم طرقت باب الودّ كفي باسطَها

أسابق قلبي

وقلبي ركضا إليك يسبقني؟

لماذا ؟

 لماذاحبال الودّ بيننا انقطعت

وبات الريح يذروك ويبعدني

أكلّ ما بنيناه كان حلما على ورق

أم  وهما

اجتثّت الأيام قبل موعده

 عطر قطافه ؟

مهما تاهت مع الأرياح سفائني

وأضحت ضفاف الوصل مغبّشة

والحال ضاق

وعجّ عباب الماء من مقلتي

سأبقى 

وأبقى  في دروب التّيه أرتقب

صدى لحن صوتك المغناج ينعشني

ذاك الّذي

 كان  في سالف الأيّام

عند افتقاد السّطع يأتي

 كبرق ليل سنى نوره

 يضوّي الكون أجمعه

ومنه يستنير روض دواخلي

تاهت سفائني

و بات التّنائي يستفزّ مشاعري

حتّى صرت

 أقدّ صدوغ الدّجن 

مع الأسحار من قٌبُلٍ

لتشرق من خلف همس الشفاه شمس تعيد البريق إلى مقلتيّ

وبعض الرّحيق 

إلى شفتيّ

وتمسي خيوط الأصيل

 غناء شجيّا

على سحر لحنه الأخّاذ تستدلّ 

إلى حيث أنت

جذلى سفائني

محمدالصغير القاسمي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق