الاثنين، 13 ديسمبر 2021

تمنيّت لو/ حميدة بن ساسي/ جريدة الوجدان الثقافية


 تمنيّت لو...

تمنّيت لو...
زارني الحلم
في هذا الوطن
تمنيت لو لم أر فيه
خيبات
وطيورا تهاجر كأوراق الخريف
وكان الملاذ أدمعي
فغدا الكحل سجّادا
وما تبقّى منه كالحلم
على رمشي...
وأزاهير لوز توسّدت جدائل شعري
اختلط أريجها برائحة عطري
ونثرت على فستاني ألوانا
كأنّها التّغاريد...
ترقب نبضا تردّد
بعيدا عن قصائدي...
حتّى تنتشي متمايلة
في غنج ودلال
يُخيّل لي أنّها تصلني
بجذور الأرض
وبغيوم السّماء
تبحث معي عن ميلاد جديد
من عطر الياسمين
في تلك الفصول وذاك الجفن ...
كحّل الحلم عيني
وداعبتني نسائم الفجر
فصرت تلك الحالمة
كحبات زيتون تلمع على الغصن
أو قطوف رمّان تتلظّى
بلهيب شمس
أو دالية عنب بكلّ الألوان
تعانق شفاه الغصون
أو عصافير تشتهي أن تبني أعشاشها
بعيدا عن القضبان
داخل سرب
فوق الأغصان
تعبث الريح بأجنحتها
فتطير ضدّ التيّار
إلى المدى ...إلى تلك المسافات
لا تخجل من السّماء
ولا تخاف الأمطار
ولا تهتمّ بعبث الرّيح ولا بزمهرير برد
فقط ترهبها قوافل الموت
فوق الأرض
وأوجاع الأطفال تحت الخيام
ولهيب الشمس
حميدة بن ساسي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق