الأحد، 12 ديسمبر 2021

درس إملاء !! بقلم الشاعر أحمد يمان قباني

 درس إملاء !!

كان حلماً لا أدري ...
يقرأ الكتابُ شفتيها
و تختبرني حروف الإملاء .
تضحكُ و غيوم زفيرها تصنعُ أمطار الشتاء .
تتجول تحت جلدي كجدول ٍ
تشقُ صمتَ الصدى كمعول ٍ
تناسبُ بعطرها
فواحاً من صدرها
ترقصُ أمامي كمغزلٍ ...
أو تندفعُ كدفىء تحت ردائي
تنسيني قطعةَ الإملاء
... .......................
كان حلماً لا أدري
يغيظني الكتابُ المحمول بين يديها
يلاحقني خيالها .. إذ تمشي أو يختبىء تارةً تحت قدميها
ضاعَ الشرودُ الذي أعانيه
حتى الوجود الذي أنا فيه
قنابلُ حيرةٍ قصفتْ يديا
زلازلٌ .. و ألوانٌ .. و أفكار غبية
هواجس ٌمن رجولة .. والحبر في قيلولة
و حروفُ الاملاءِ تركض ..
أعيدي يا آنستي الكلمة الاولى ...
إني نسيت حتى أسمائي
أعيدي من فضلك قطعة الإملاء
...... ... .......................
كان حلماً لا أدري
تملىء الحروف من حنجرة نهديها
تضمُ الكتابَ ثم ترسله .. فيتنفسُ عبيراً مطوياً بيديها
تراجعني أصابعها على دفتري
تتركُ ظلاً على أسطري
و ينطقُ أحمر ظفرها
يغمزني حزامُ خصرها
ثم تقول اكتبْ ها هنا
اكتبْ ها هنا ...
فيسافرُ عقلي كسربِ طيور ٍمهاجرة
كشراعٍ تجره الأمواجُ القاهرة
و يطفو طوق ولعي
كحلم أيقظه الوعي
و يتحركُ الحبرُ البطيء معي
فتنتظمُ النقاطُ في هذه الخاطرة
و تقرأ آنستي عيوني و شجوني
برغم كل اختبائي برغم كل إنزوائي
ثم تعيدُ علي قطعة الإملاء
..... ... .......................
كان حلماً لا أدري
سقطَ اهتمامها على الحروف المشتاقة
تأملت طرابين الحنين ... تابعت نزف الحنين
و فيض الدمعة الحراقة
قالت : أإلى هذا الحد تحبني ؟؟
كم ذا تشتاقني ؟؟
فقلت بنزق الكذوب :
لا أحبك !! .. إني لا أحبك
إني نثرت أوردتي على لحن خطاكِ
علمتُ عيوني أن لا ترى سواكِ
نسيتُ خيالي على كراسي الفراغ
اخترعتُ حروفاً لأجلكِ تصاغ
بنيتُ قلعةً من قصائد الغزل
طليتُ جدرانها بأنواع القبل
كنت مهندساً و عالماً و عاملاً
كنت جندياً و قائدا و قاتلاً
كنتُ أي شيء
كنتُ كل شيء
و ها أنا أقفُ أمامك ماثلاً
اعترفُ بانكساري و انحنائي
اعترفُ بحبي .. بهواك ِ.. بشقائي
اعترفُ بأنك .... جميع أشيائي
أعيدي من فضلك قطعة الإملاء
... ... .......................
كان حلما ً لا أدري
أخذتْ دفتري و اهدتني صفراً
أغلقتْ الكتابَ ... لبستْ ورودها ..
تفجرتْ انوثة و عطراً
جرت ْ شعرها المنثور ثم ذهبتْ
نطق الحبر حيثما كتبت
كتبتْ : لقد كان من محض الكسل و الغباء
أن تنسى على صدري حروف الهجاء
لن أعيد عليكَ قطعةَ الإملاء
....….....................
بقلمي أحمد يمان قباني


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق