حدّثت الرواية فقالت
ما أعجز النوم على هزم اليقظة الماكرة التي استعرت تنهشه. ندم عندما فرّط فيها . ما كانت تكره النزاع وما كانت تُمسك أفكارها بل تُطلقها مجنونة ثائرة متحرّرة .شحذا جُهديهما بالتباهي بمغامرتهما السالفة وقود نزقهما المخبوء تحت ركام حطام نفسيهما المزاجيّة المتقلبة
دونها ودون الوفاء مراحل . لم تغفل للحظة على أنها صاحبة هذا الجسد الممحون المشحون بذلك التاريخ الآبق الغامض الذي علق بها لذلك كان حلو المعشر معها متصاغرا لدلالها .
تنزلق من الفراش على أرض الحجرة في ضجّة متعمدة. كانت الخلوة على عنفها خانقة لهما. سجيّة متشابهة مولعة بالانطلاق والتهام الطرقات
أحسّ أنها أصبحت تتلقى غيابه عنها بارتياح غير منكور.فزعت لأخذ دوشها وقبله عرّجت على النافذة تنظر من خصاصها لتقلّص مساحة ضوء الشمس .
من المغطس مّررت يدها على تعاريج الفسيفساء حيث نتوء تفاحة آدم المغروسة في رقبة صاحب الصورة ذو الملامح الأوروبية تأملت تلك الغمّازة في ذقنه متحسسة بظفر إصبعها الصغير الخط الرفيع أسفل ذقنها ثمّ رفعت يدها تحيّة لتشابه الغمّازات وللكوب المرفوع أمامها .
مدّت يدها تروم تسريح شعرها بالمشط المركون قرب المرآة.جذبت الشعيرات العالقة فوجدتها صفراء فاقعة
هل لمثلها أن تحاسب من كان على شاكلته. ركنت لمشاعرها واستعذبت أن يحكي لها فدغدغت نفسه المطواعة وما طال انتظارها . حدّثها عن خضرة جارته المطلقة و كيف أنه حرّم على أخته مقابلتها لما عرفت به من سوء السيرة و السلوك..
هادية آمنة تونس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق