الاثنين، 6 ديسمبر 2021

عصفٌ الأبدانِ بقلم الأديب حميد شغيدل الشمري

 عصفٌ الأبدانِ

....
أتبكي لتَسلوكَ الدُمُوعُ النَواضحُ
على خِربةٍ قَفراءَ فيها نوائحُ
ودارٍ عَفا فيها الزمانُ وهدّها
ببؤسٍ توالى والوجُوهُ كوالحُ
بها يَرتمي الأخيارُ حتى كأنَهم
عقيقٌ بإيدي جاهلٍ يَتَباجَحُ
وإني أرى الأيامَ سُرعى كأنها
تهاوتْ من الأعلامِ سيلاّ يُجامحُ
وعَصفٌ عَلى الأبدانِ مرَّ كأنهُ
على بَلقعٍ جَرداءَ ريحٌ لواقحُ
فاني بارضٍ أحكمَ اللهُ خَلقُها
فصارتْ جِناناً والمُروجُ مَسارحُ
وصُبَّ عَليها الخَيرُ صَبّاً كأنهُ
مَزاريبُ غَيثٍ في البوارِ يسافحُ
فَيا وَيحَنا بتنا نَعدُّ أوارها
وقد عاثَ فيها مُستبدٌ وطالحُ
وللهِ أمري يا أُخيّ فإنني
أرى دَورةَ الأيامِ فيها قبائحُ
سَنمضي عَلى الشطآنِ يَحضنٌ بَعضَنا
حنانا وما بينَ القلوبِ صفائحُ
وَنَمضي بدربِ الشَوقٍ عِزاً ورفعةً
(لسلوى) نُجافي (للربابِ) نُصالحُ
ونُملي خَوابي الشوقِ زهراً ونرجساً
فما أجملُ الأيامِ حينَ نسامحً
وأهلي إذا ماجدَّ جدٌ تسابقوا
وما فيهمُ قومٌ ذلالٌ أباطح
وإن أسرجوا خيلاً تطولُ رقابهم
بحمحمةِ الأجيادِ تدنو البطائحٌ
بلادي بلادُ الحُبِ والشوقِ والهوى
بلادي وإن ذَمّتْ إليَ مدائحُ
فَفيها ليالي الوصلُ والنخبُ والهوى
وفيها نقاءُ الروحِ حينَ نمازحُ
وفيها عليٌّ والحسينُ ورهطهُ
وفيها لكلِ الأنبياءِ ضرائحُ
بها العَينُ تَبكي والقلوبُ تألمتْ
من الجَورِ حتى سُقمها يتصافحُ
تعالا نريقُ الدّمعَ شوقاً كانهُ
سواقيَ عشقٍ بالرصافةِ واضحُ
تعالا لنَبكي غُرةَ الشمسِ حينما
أطلّتْ على شُمِ الجبالِ ُتناطحُ
لنبكي عراقاً هدّهُ الجوعُ والأنا
وداءٌ على دجليه ِفضٌ يُرادحُ
ولكننا نَبغي من اللهِ لفتةً
وإنّ إلهَ الكونِ للحَقِ مانحُ
حميد شغيدل الشمري



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق