الاثنين، 20 سبتمبر 2021

صراخ بقلم الشاعر د. عبد الفتاح العربي

صراخ
بقلمي الشاعر د. عبد الفتاح العربي
أنا صراخ في داخلي
خشخشة
في داخلي صراخ
أنا اصرخ في احلامي
و في يقظتي و آلامي
كل العالم يصرخ
و يصدح بكلام و ثرثرة
و خطابات في الجماهير
و تصفيق له من الحمير
و يعدهم و يمضي
و تجدهم يصرخون
في بعضهم يمدحون
و ينافقون
و يتعاركون
و يتصاحبون
و يبيعون ضمائرهم
حتى صغارهم
يبيعون
يصرخون
في بئر عميق
يجيبهم
صوت دفين
يلعنهم
و يرجع الصوت
جهوري
لا يسمعه و يعيد
الصراخ من جديد
كأنه مكبل بالحديد
محبوس من سنين
في زنزانة صغيرة
و شباك صغير
يطل منه كل صباح
لعل الحرية تلوح
و النسمة منه تفوح
و عفو السماء تبوح
و يأتي السجان
يصرخ من جديد
و في يده الحديد
و جاء الصراخ
من بعيد
و الناس كلهم يصرخون
فالصراخ سمة
العاجزين
و النباح للكلاب
الجائعين
و الذئاب تعوي
في كل مكان
و في كل زمان
و لم تترك للنعاج
حتى البرسيم
قال لهم ملك الغابة
اصرخوا و طالبوا
و اخرجوا و نددوا
فكتبوا بيانات كثيرة
و تظاهروا و رفعوا
لافتات كبيرة
مكتوبة بالسواد
و عليها رموز لجميع
الحيوانات
و كثر الصراخ و النباح
و العويل
و كثر التطبيل
و هذا و ذاك و هم و هن
و كل الوجود موجود
و لم يبقى في الوجود
ألا الجبار والقادر القدير
صاح فيهم الصيحة
الأولى
و إذا بهم جاثمين
و صراخهم هفت
و حسهم خفت
و رؤوسهم هبطت
و انتهى الصراخ
و لماذا نصرخ
مادام في داخلنا
صراخ
و صراع
و آهات و آلام
لعلنا نصرخ لكثرة
الألم فينا
و بعثرة امانينا
و فراغ عقولنا
قبل امعائنا
و ذوبان حبال آمالنا
و تقطع إيماننا
و ضعف بصيرتنا
و اتركونا نصرخ
لتفيق فينا
همتنا
و نحمل عقولنا في رؤوسنا
و نصرخ صرخة العارفين
لا صرخة المقهورين
صراخ الهمم
لا صراخ العدم
الشاعر د. عبد الفتاح العربي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق