قراءة ثرية
لنصي تحدي السنين
من الاستاذة الناقدة والشاعرة القديرة جميلة بلطي عطوي
" تحدي السنين "
عتبة جاذبة في نص الشاعرة جميلة القلعي لأنه من المتعارف أن الزمن هو عدو الإنسان فالإنسان يفنى ومن أسباب ذلك تأثير الزمان فيه بينما يبقى الزمن أبدا سرمدا غير أن لفظة التحدي تقلب الموازين وتفتح أفقا يفلت بواسطته الإنسان من قبضة الزمن .
من أجل ذلك تختزل الشاعرة المراحل وتستدعي مرحلة العمر الأولى (طفلة مازالت). هي الديمومة تلوذ بها الشاعرة لتمرح في عالملها المفضل
تشرع للنور نوافذها
تطعم العصافير
فيكفها
تطارد الفراشات
تخضب من رحيق الزهور
أجنحتها
ترتشف نبيذ الوردة
لتلقي بها في مهب الرياح
مقطع مشبع بافعال المضارعة دليلا على الحركة والنشاط ، مفعم بقاموس الطبيعة تماهيا مع مكوناتها بل استلهاما لما في الطبيعة من سمات الصمود في وجه الزمن
والشاعرة الطفلة تمتلك مفاتيح البقاء و" الخلود"
فحركتها ،رؤاها وألوانها وليدة السرمدي في تكوين الكون لذا نجدها ترتسف " نبيذ الوردة" وتسكر في عالمها النوراني وفضائها الخاص، تتفتح للحياة " للحب" وتكون الولادة قصيدة حروفها " كالدرر" تزهر فيها الأحلام .
إنها نشوة التجاوز والتحدي تعاضدها الطبيعة أرضا ، بحرا وسماء . رحلة في عالم الضياء لا تحدها الحدود ولاتكسر خطوها القيود
فيسري في قلبها الضياء
ويغمرها الارتياح
تركب الغيم هازئة بالسنين
ترتوي من رضابه
فتشرق شمس الشباب
ويعبق شذى الأمنيات.
هي إذن شاعرتنا جميلة القلعي تركب براق الحرف فتمتلك الزمام ، لها الحرف أنيس ومعبر به تلون السنين ، تشكل الزمن على هواها بل نراه أسير رؤاها وقد أثملته بصورها الشعرية وقواميسها وبلاغتها فبات طوع بنانها .
هي الشاعرة والشعراء بالخيال يتحدون ويفوزون فيقثطعون من الزمن فسحة ويسجلون أحلامهم بحروف من نور.
النص
الشاعرة جميلة القلغي
تحدي السنين
طفلة مازالت
تشرع للنور نوافذها
تطعم العصافير
في كفها
تطارد الفراشات
تخضب من رحيق الزهور
اجنحتها
ترتشف نبيذ الوردة
لتلقي بها في مهب الرياح
مازالت تفتح للحب قصائدها
فتنساب الحروف
كالدرر
كنسائم الصباح
تلقي في البحر اشرعتها
تلتحف زرقة سمائه
تحملها امواجه الساحرة
فيسري في قلبها الضياء
ويغمرها الارتياح
تركب الغيم هازئة بالسنين
ترتوي من رضابه
فتشرق شمس الشباب
و يعبق شذى الأمنيات
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق