الخميس، 9 سبتمبر 2021

... زادي أمنية .... بقلم الأديبة ... جميلة بلطي عطوي

 ... زادي أمنية ....

منْذُ الصّرخة الأولى
ربّتتْ على ظهري
أمنية قادمة من عمق الكون
قالتْ
تعويذتي لكِ كَلِمٌ معتّق
منْ دنان الوقت أستعير مدادها
على فَمِ الهديل أقدّمُها هديّة
دندنة
هدهدة
تُهدّئ روعكِ
أصيخي بالسّمع البريء
اِقبلي بالوجدان النقيّ تزكيتي
لِيكُن الطّين فيك حقلَ نبات
مروجَ ورد وريحان
بين ضفافه تُشرقُ الشّمسُ
منْ منابعه يرتوي العطشان
ولّتكن الرّوح سفيرة سلام
رفّة على باب الخُلد
تنتظرُ الأوان
ولْتكوني كالحَمل
ترضعين الدّفْء من رَحِم الأرض
تنهلين من هطول السّماء
لتكوني علامة الخير
نفخة الخالق في الإنسان
مُنذُ الصّرخة الأولى
والصّراعُ بين والوقت والطّين
عنفُوان
كلّما كُسِر عضوٌ
هبّتْ بقيّة الأعضاء ترمّم
الكيان
مُنذُ الصّرخة الأولى
حفظتُها تعويذة الأمنية
لبستُها درعا في وجهكَ
يا زمان
أنا الطّينُ قتيل السّنين
أبني بهمّتي عرشي
أشيدُ مملكة لا تعرفُها
الأحزان
أنا الطّينُ ربيبُ الأمنيات
قرينُ السّفر والفلوات
أعلمُ قدري
لكنّني في رحيلي أولد كلّ يوم
طينٌ أنا
وروحي الخفّاقة
تمرحُ في المدى
ترسلُ أغانيها إليَّ صدى
تسقيني الفرات
تُنسيني العثرات
فأظلُّ كالطّائر أشقُّها الآفاق
زادي أمنية
وراحلتي فألٌ وأغنية.
تونس ...5 / 9 / 2021
بقلمي ... جميلة بلطي عطوي



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق