أحبّ الورود
الشّاعر الصّادق الهلالي
يا وردةً، ما أنضرَكْ، طلقةً كالمُحيّا الوَدود
أحببتُها سمراءَ أم بَيضاءَ، ورديّةَ الخدود
ممشوقةَ القَدِّ وطول القوامِ، جميلةَ الزّنود
في وجنَتَيْها حُمرةٌ، تفضَحُ نظرةَ الشّرود
حتّى وإنْ تَكُ خجوله، لا نرى منها صُدود
عِطرٌ لها، يروي عاشِقا منَ الهوى مَصهُود
تُحيِي بِإكسيرٍ عَذوبٍ، وزَاكٍ كنمير النّهود
عطر وشذى فوّاح، رمز لسلامنا المفقود
ليْسَتْ تَخاف الصّبّ، ليَقتُلَ هواها الجُمود
في مِسكِها بوْحٌ وشِعرٌ فيه معاسيل الوعود
إنّ الهوى في قلبها قانٍ، وللحبيب به تجود
هُو وقودٌ صَهودٌ، لكنّها، لأجلِه تصون العهود
فاللَّيالي عندها حمراءُ، ليست لنومٍ والهُجود
إنّا بأيّام عُمر الورد ، نحيا في زمنِ الجحود
إذِ أنّ إنماءَ التّحابُبِ في اللّه حقٌّ بهذا الوجود
نُحيِي به السّلمَ الّذي نَنشُدُ دَوما كطِيبِ الوُرود
الشّاعر الصّادق الهلالي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق