الحريّة وطن
سرت في رحلة البحث
عنّي عنك
و بداخلي رياح تولول
غريبة عجيبة
إنّها رياح أخر
تهتف حريّة حريّة
تبشّر
برتق الألم
و دحر القيود
وطمس الحفر
حرية حرية
تركت الزّمان و المكان
و السّجون و المحن
أفتّش في زوايا نفسي
عنّي عنها
عن وطني المفقود في المقل
فجأة تراكمت الغيوم بأعماقي
ولفّني الشّحوب
على وقع أقدام الوجع
فاشرأبّ أملي إلى غيمة
حبلى بالغيث بالمطر
أيقظت بنفسي شعاعا
حملني إلى الزّمن البعيد
أنبش في تراب ماضيّ
عن الطّفولة
حيث لا قيود لا محن
و مرّت أعماقي
بزقاق مشاعري القديمة
فوجدتك حريّتي
في ضحكة طفل عابث
غير مبال بالاحن
تنبعث منه ترانيم الطّفولة
نسائم تعطّر الأرواح
وتتناثر في أعماقي البور
مخصبة فيّ كلّ وتر
حريّتي حريّتي
أنت الوطن
معك تورق الأرض
و ترقص الأضواء
رقص الأمل
في نفس لفّها الضّجر
وهي تحتضر تحتضر
واستفقت من شرود اللحظة
أبحث عنّي عنك من جديد
في لحظة تثاءب فيها الكون
باسطا يديه بحثا عن السّكون
لحظتها رأيت الحريّة سماء
و السّماء وطن
و الوطن قصيدة
درّة من الدّرر
بقلم سهام الشبعان بن حميدة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق