الجمعة، 4 يونيو 2021

رَنَّ الْجَرَس ! الشاعر علي سعيد بوزميطة ( تونس )/جريدة الوجدان الثقافية


 ■ رَنَّ الْجَرَس ! .. ■

... وتنتحبُ الذكريات على باب أحزاننا
في الليالي التّعيسة ،
ويحتضن البؤس حُلْمَ النِّيَام
على فُرُشٍ تحت ظِلِّ فريسة ،
وترتعد القطرات النَّديَّةُ فوق الغصون
تذوب .. تسيل ..
وتسقط مثل دموع خسيسة،
تغوص في عمق الثّرى في ابتئاس
وتُمحى .. وتُنسى
كما لم تكنْ ذات يومٍ
لكلّ الحيارى أَنِيسا ...
وزيتونة الحقل بعد العطاء تداعتْ ،
وأوراقها في مهبِّ الرّياح تلاشت ،
وفجر الصّباح الذي كان يأتي جميلا
وفي حلّة من ضياء وعطْرِ ،
وبين يديه
هدايا من الحبّ للنّاس في كلُ عصر ،
تَغَيَّبَ يوماً ويومًا ويومًا ..
وجاء بسُمٍّ وَخَمْر
ووجهه بعد الجمال تغطّى
بآثار دَمْعٍ ومكْرٍ وَغَدْر ..
وتنتصبُ في الثّنايا الهواجس
تنحتُ للحبِّ ذكرى ،
وتنقش ألف مثال لماضٍ تولَّى
وئيد الخطى
بائسَ اللفتات تُمِيتُهُ حسرة ،
وتعزف من ذكريات الليالي
في عمق الزمان تقاسيم ذكرى ..
وينتحب العمر .. يبكي ..يذوب ..
يئنّ .. يصيحُ .. يُوَارَى الليالي ،
يطيرُ النّيام مع الحلم في موكب العرس
والعرسُ في سرحات الخيال .
والحلم في خاطر الذكريات
تواشيحُ من لمسات الجمال
وسِحْرٌ يُوَشِّي الخَوَأطر..
ويسْمو الهُوَيْنا بكلّ الرُّؤى لاحتضان الكمال
وأجراس عيد اللّقاء تَرِنُّ ، وتعلو تُنَادي
ليستيقظَ الحالمون،
وتبدو الحياةُ من البدء فجرا سَنِيًّا
يُنِيرُ اللَّيَالي .
بقلمي : الشاعر علي سعيد بوزميطة
( تونس )

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق