الاثنين، 17 مايو 2021

( و ضرب لنا مثلا و نسي خلقه ) [يس78] بقلم يحيى محمد سمونة

 ( و ضرب لنا مثلا و نسي خلقه ) [يس78]

استحضر رجل، صورة ماثلة في ذهنه، و هرول بها نحو النبي الكريم يريد أن يثبت له عدم صحة ما يدعوا إليه من دين - صلوات الله و سلامه عليه و على آله و صحبه و سلم -
- لقد ظن الرجل أن الصور الماثلة في ذهنه وحدها تمثل الحقيقة، وما عداها فلا حقيقة لها
كان مفاد الصورة الماثلة في ذهن الرجل، عبارة عن: معرفة ظنية خائبة بأن الأشياء البالية لا يمكن إعادتها إلى الحياة من جديد.
لقد حمل الرجل تلك الصورة الماثلة في ذهنه و حمل معه عظمة منخورة و وقف أمام النبي الأكرم وجعل يفتت تلك العظمة بيديه و يسأل النبي: أ تزعم أن الله ربك يحيي هذه بعد أن آلت إلى ما آلت إليه؟!
و يجيبه النبي الأكرم بهدوء و روية و ثقة و اعتداد - كانت إجابته صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم - إجابة نبي واثق صدقا و حقا و عدلا من أن الصور الماثلة في ذهنه هي الحق الذي أوحى الله تعالى به إليه، قال: ( نعم، يحيي الله هذا و يميتك و يدخلك النار )
و إذن لا تكمن الإجابة - أيها الأحباب - فيما نراه نحن البشر يجري تحت أعيننا، بل الإجابة تكمن في تصور حق ماثل في أذهاننا، فهذا التصور اليقيني الماثل في أذهاننا يقول بأن الله تعالى فعال لما يريد، ولا يهمنا بعد ذلك مهما غايرت تصورات الآخر تصوراتنا
ولا أظن المؤمن المستيقن من سلامة تصوراته أن تزحزحه مجريات الواقع عن تصوراته؛ فعلى أرض الواقع مثلا نجد أن الشر قد استفحل أمره، لكن التصور الحق يقول بأن الله تعالى: لم و لن يخذل عباده المؤمنين - إلا ما كان طهرة لهم - حتى و إن بدت صروح الشر للعيان تطاول عنان السماء
ألم أقل لكم أن التصورات الماثلة في ذهن المرء وحدها تبرمج لحياته،
ذاك هو معنى "المثال" أيها السادة
- وكتب: يحيى محمد سمونة -

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق