بكتْ أُمُّ المدائن
بكت أمّ المـــــــدائن يا سعادُ***وبيت الله دنّسه اليــــــــــــــــهودُ
وبال البطشُ فوقَ المجد جهراً***وخُرّبتِ العــــــــــروبةُ والحدودُ
وهاجمنا التّسلط في بلادي***وشرملنا التّقهقر والفـــــــــــــــساد
نعيش كما البهائم في زمانٍ***يجمّله التّـــــعلّمُ والجــــــــــــــــهادُ
ونعلفُ منْ شعير الغرْب دوماً***وبين صفــوفنا كــــــــثر الجرادُ
وقدسُ الشرق صادرها نعاجٌ***بمجتــــمع يغلّفه الـــــــــــــــسّوادُ
ومن وجدوهُ حرّاً مُستـــقيماً***تعقّبـــــــــــــــهُ المُبـــــلّغ يا سعادُ
نظمت الشعر من أدبي شعيرا***وفنّ القول يصــــــــــنعه الرّشاد
وكان الشّـــعر في بلدي حراما***وصنع اللّهو تتقــنه القــــــــرود
وقالوا في القريض سفيه قول***فأصبح في المدارس لا يجـــــــاد
فما اكتسب المعارف قوم بغي***إذا الإقبال عطّـــــله الفـــــــــساد
كرهت العـــجز في أبناء ديني***وعجز النّاس يصــــحبه الكــساد
ألا يا أمّـــــــة القرآن فيـــــقي***ففـــــــــكــــــرك قد ألمّ به الرّقاد
غزا الشّـــيطان مجتمعا أصيلا***فأصبح في الورى علنا يســـــود
وجرّدنا اليهـــــــــود من المزايا***وحكم الفرد يقبلـــــــه العـــــبيد
فأضحى الفكر في وطني لقيطا***وعمّ البؤس فانتحـــــــــر الرّشاد
إلهي لـــــــست أدري ما دهاني***فعين العقل أغلــقها العــــــــــباد
فـــــــــــــــهل يا فاطر الأكوان نحيا***كما تحيا الزّواحف والــقراد
محمد الدبلي الفاطمي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق