الثلاثاء، 23 سبتمبر 2025

النص موجه لقوى الظلام التي استباحت إبادة غزة قبل أن تقفرَ السّماءُ/ سرد تعبيري بقلم الأديبة سامية خليفة

 النص موجه لقوى الظلام التي استباحت إبادة غزة

قبل أن تقفرَ السّماءُ/ سرد تعبيري  


يكتسحُ العقمُ كلَّ ما يصادفُ في طريقه، عالمٌ موبوءٌ يدرجُ تحتَ لواءِ سلطتِه، يتكاتفُ معه بعزيمةٍ لمحوِ الإنسانيةِ من قاموس البشر. العالمُ كم أذنبَ في مشاركةِ إبليسَ أفعالَه وما زال يتبعُه.

 يا لهذا العقمِ البليغِ النّزفِ حينما يصيبُ خيمةَ الإنسانيةِ يقطع وتين الأوتاد، يحرق قيمة المعاني، فلا ظلال تقي قيظَ الشّرور! عقمٌ ساومَ على العدالة، كسرَ المبادئَ، حطّمَ الكرامة، نشرَ جرادَه ملتهمًا الأخضرَ واليابس. وتحتَ شعاراتٍ واهية، عنصريتُه تدور حول الأرضِ لمحوِ خارطةِ الإنسانيّةِ لتجريدِها من الرّحمةِ والعطف، بأعذارٍ أقبحَ من ذنبٍ، للثّكلى دعاءٌ انتظروه يا أتباعَ العقمِ الأسود.

  أيا عقمًا أعملَ التّنكيلَ بترا، ألصقَ التّهمَ جزافا، قد أوغلتَ في تجاوزِ حدودِكَ فقفْ، ها هي المشاعلُ قادمةٌ تحملُها أيادي الإنسانية، للإنسانيةِ تاريخٌ عريقٌ لا يمحى، فلا تنتمي يا روحُ إلا لمدنِ الدّفءِ، لا تخافي، إنها ليستْ مهجورةً، إنّ أصداء الغائبين ستدفئُها وستملأُها حياة، لن يبقى متجلدًا غيرك وأتباعك ، أنت يا عقمُ يا جموحَ النزوات، يا نهايةَ البدايات، ستزول، سيُداسُ قلبُك المتقوقعُ في قمقمِه، ظلامُك اصنعْه لنفسِك. الشّعوبُ الحرّةُ ستبقى تنبضُ بالأنوار، ألوانُها تتنكّرُ للظّلامِ المختزنِ فيكَ لأنّكَ رديفُ الصّقيعِ المالئِ أرجاءَ الكون، ولأنّ تربةَ روحِكَ الصفراء أذبلتِ اللّونَ الأخضرَ ، فأيّة جهةٍ بعدُ لم تسلكْ  لتمهرَ بها يدُك الملعونةُ صكوكَ الأحزانِ؟ هل أنتَ الموتُ؟ هل أنت اللعنةُ  أم الخوفُ والضياعُ؟

 يا عقم قطعتَ سُبحة التّرجي فانفرطتْ  حبّاتُ الأملِ، هدمْتَ قصورَ الأحلامِ، وأدْتَ الطّفولةَ رملْتَ النساء، ذبحْتَ الفجرَ لكنّه سيستيقظُ من جديدٍ  ليعلِمَكَ أنّ الشروقَ سلطتُه بيدِ الخير، وأنّكَ في زاويتِكَ الضّيقةِ ما زلتَ تبسطُ أكفّكَ تفترسُ بأنيابِ تسلّطِك الضحايا، حتى ظننا أنّكَ الحوتُ الذي نخافُ أنْ يقضمَ القمرَ، فإذا بكَ غولٌ يلتهمُ في كلِّ آنٍ نجمةً، ألا هبّوا يا شرفاءَ العالمِ قبلَ أن تقفرَ السّماءُ من نجومِها؟



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق