**((نوافذ على الجرح))..
- قراءة واقعية مختصرة-
في قصيدة: مصطفى الحاج حسين.
بقلم: خولة محمود عادل.
تندرج قصيدة "نوافذ على الجّرح" (1985) ضمن تيار الواقعية الشعرية، حيث يتّخذ الشاعر مصطفى الحاج حسين من "الجرح" رمزًا مركزيًا لمعاناة الإنسان العربي البسيط، المحاصر بالقهر والخذلان. القصيدة لا تكتفي بتصوير الألم، بل تفتحه على أفق احتجاجي، عبر لغة مقتضبة وصور موحية، تنقل مشاهد الطابور والبرد والجوع والبيروقراطية القاتلة.
يختصر الشاعر الواقع بلقطة حادة: طفل يلسعه البرد، أم تشعل ضفائرها، وثعالب تحرس المؤسسات. في مقابلهم، يظل "الجرح" حاضرًا ككائن حيّ، يمشي ويتكلم ويصرخ.
القصيدة تميل إلى التكثيف أكثر من الزخرفة، وتستخدم التكرار (الجرح) لتوليد إيقاع داخلي متصاعد. وهي تنتمي إلى شعر الاحتجاج الاجتماعي، في تقاطع مع تجارب مثل أمل دنقل ومظفّر النواب.
(نوافذ على الجرح) ليست قصيدة شكوى، بل بيان شعري يعرّي واقعا بلا تجميل، ويُبقي النافذة مفتوحة نحو الوعي.
خولة محمود عادل..
الأردن

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق